إنتصار سورية… إنتصار للعروبة والإسلام / د.خيام الزعبي
د.خيام الزعبي* ( سورية ) الثلاثاء 19/5/2015 م …
* صحفي وكاتب أكاديمي
ما يحدث في سورية اليوم ليس تدمير وتخريب بنى تحتية وتعطيل نمو إقتصادي وإشاعة مناخ العصابات والفوضى والصراعات الدموية بين أبناء الشعب الواحد فقط، بل إفشال ومصادرة أي مشروع لبناء الدولة السورية، فهم يريدون تدمير سورية “القطر العربي” المهم كقاعدة للنهوض القومي العربي، لصالح أعداء الأمة من صهاينة وإقليميين في المنطقة، يطمعون في الإنقضاض عليها، لإحتلال أرضها ونهب ثروتها وتمزيق نسيجها الإجتماعي من أجل تخريبها، وجعلها دويلات طائفية وعرقية متصارعة، ليتمكن الكيان الصهيوني من السيطرة والهيمنة، ولتتمكن القوى الإقليمية المختلفة من التوسع على حسابها، وجعلها سوقاً لانتاجها، وتحويلها إلى دولة متخلفة وممزقة.
لا يخفى على أحد أَن أمريكا وذيلوها من كانوا ولا يزالون سبب مشاكل ومآسي الأمة العربية إذ عمدوا إلى نشر الخراب والفرقة والفوضى في المنطقة ذلك ضمن المخطط التآمري الذي عاث في الأرض فساداً على يد القوى المتطرفة، الممولة لوجستيا وإعلاميا ومادياً من قبل الغرب وأعوانه، لتدخل المنطقة العربية في نفق التدخلات الإقليمية، فيحاربون الإسـلام والعروبة بالوكالة في العديد من الدول العربية، إلا أنها في سورية ظهرت بشكل واضح وممنهج من خلال إستهداف الحاضر والمستقبل والتاريخ السوري، فهذه الحرب الظالمة والشرسة لا يقرأ منها إلا مقدار الحقد الدفين والأزلي على سورية الحضارة والعزة .
بعد أن سقطت أدواته في دمشق، حالة من القلق والتخبط يعيشها تحالف العدوان على سورية يدل عن الشعور بخيبة أمل وفشل ذريع في تحقيق ما يرمي ويصبوا إليه، وهزيمة نفسية ومعنوية مُني به، فتلاحم الشعب ووحدة الصف أدخلهم في حالة من الخوف والإرباك فأصبحوا يتخبطون ويعيشون حالة من الهستيريا الإنهزامية، ويبحثون عن الحلول التي تجعلهم يحافظون على ما تبقى من ماء الوجه فهم لا يريدون الإعتراف بفشلهم وإنهزامهم النفسي والأخلاقي والعسكري والسياسي.
داعش تنهار مرة أخرى أمام قوات الجيش السوري بعد أن إنهزمت في منطقة القلمون على الحدود السورية اللبنانية وتم تحريرها في واحدة من أروع صور التحدي والصمود شاركت فيها المقاومة لكي تؤكد وجودها ووجود الوطن معززاً كريماً خالياً من عصابات داعش، هذا الإنتصار لم يأتي من فراغ بل جاء نتيجة تضحيات عدد من الأبطال والشهداء ليؤكدوا إن داعش ليست بهذا التهويل والحجم الذي تحاول بعض القوى إن تجعل منه قوة كبيرة، ويبدو إن هذا التهويل كان يراد من خلاله مبرراً لدخول أمريكا وحلفاؤها إلى سورية تحت عنوان محاربة داعش، فمعركة القلمون شكلت لوحة إنتصار سوريّة متكاملة الجوانب، ساهمت بشكل كبير في دحر الإرهاب وإدخاله نفق الهزيمة، وهي معركة ستكون لها تأثيراتها في معركة تحرير المناطق الأخرى التي أرى بأنها دخلت قيد التنفيذ، وبالمقابل ظهرت مخاوف الكيان الإسرائيلي من هذا التقدم الكبير للجيش السوري، بكونه ينهي الوجود المسلح في منطقة كانت تعبر المنفذ الأساس للأسلحة والجهاديين نحو الداخل السوري .
إنطلاقاً من ذلك أقول إن الذين يتباكون اليوم على هموم السوريين هم من إفتعلوا الأزمات وأنتهجو سياسات مسيّرة من الخارج، فهناك أصوات داعشية سياسية , تعرف أن توحد الشعب بمكوناته, يشكل هزيمة كاملة لها, وهي التي ساهمت في خلق الخطاب الطائفي المتزمت لتأجيج الفتن الطائفية والغاية من ذلك طبعاً تقسيم وتفتيت سورية, لندرك هنا إن تحرير سورية من القوى المتطرفة, هي أولى الخطوات نحو الخروج من عنق الأزمة والفتن الطائفية والإنقسام, وإن العبرة من تحرير منطقة القلمون يعزز الأمل فينا بإنتصارات قادمة .
في سياق متصل إن إنتصار سورية هو إنتصار للهويّة و الدّين وإستقلاليّة القرار وهو الخطوة الأولى لرجوع سورية إلى حاضنتها الطبيعيّة وأخذها مكانتها التاريخيّة المشهودة في لمّ شمل الأمّة العربية، لإن إنتصار سورية هو صون للأمن القومي العربي وتعزيز لحماية ابناء سورية وأبناء وطننا من القتل والضياع والفوضى، فالعقيدة والإيمان, هما سر إنتصاراتنا, وهذا ما يفتقر إليه شعوب العالم.
أخيراً يمكنني القول….إرفعوا أيديكم عن سورية والشعب السوري وإن أردتم مساعدتهم فقدموا لهم الدعم الذي يساعدهم على مواصلة الصمود ويقوي من عزيمتهم في محاربة القوى المتطرفة فالشعوب لا تنتصر بالسلاح فإرادتها أقوى من كل سلاح ووحدتها أهم من الذخائر والرصاص الذي يقدم لها ولكنه يخترق أجسام مواطنيها، فسورية وطننا جميعاً وعلينا أَن نحافظَ عليه وأَن نصد العدوان الذي يستهدفه اليوم من الغرب وأعوانه، نحن السوريين سنتعايش وسنتحاور، هكذا نفهم واقعنا، وهكذا نفهم حب الوطن ومعنى التعايش والمواطَنة، بإختصار شديد أؤكد إن أحرار العالم يتطلعون اليوم إلى سورية ويترقبون الأحداث بقلوب مفتوحة مؤمنة بنصر هذا الشعب الـسوري الذي سيكون إنتصاره هو إنتصار الأُمة العربية وعقيدتها وعروبتها.
التعليقات مغلقة.