سلاح حزب الله والدولة اللبنانية / علي حتر

نتيجة بحث الصور عن علي حتر

علي حتر ( الأردن ) الأحد 13/5/2018 م …

أن التهديدات لا  تنتهي ما دام سلاح إسرائيل موجودا، وهو السلاح الذي لم يردعه عن لبنان، إلا سلاح حزب الله!!




وسيبقى سلاح حزب الله الحارس الوحيد مع حلفائه كما رأينا في عرسال!!   

استمعت قبل يومين إلى حوار لبناني لبناني في برنامج على المحك، حول سلاح حزب الله، وهو الحزب الوحيد في المنطقة التي يسكنها عدو مغتصب إحلالي، مسلح بكل أنواع السلاح، يستهدفها ويستهدف شعبها بكل همجية منذ عشرات السنين، قبِلَتْه وتُنسق معه أنظمة تتسابق دائما في إعلان عجزها عن مواجهته وتتمنى رضاه وحمايته.. ومَنْ عاداه منها، تعامل معه بعيدا عن اعتباره أولوية في الصراع، كما فعل حزب الله الذي وعى ذلك وجعل مواجهة العدو أولى أولوياته!!

ليست العلاقة بين حزب الله والدولة اللبنانية مجرد علاقة بين حزب ودولة.. 

بل علاقة تمتد إلى استمرار وجودها في منطقة يوجد فيها وحش ينوي افتراسها في الوقت المناسب، وقد صُنعتْ يوم صُنعتْ في سايكس بيكو، قزْمة تناسب أنيابه!! وكم حاول وأفشله وجود سلاح حزب الله!!!!

سلاح حزب الله أبقى الدولة موجودة لأهلها حين غابت كل العناصر الأخرى التي كان من المفروض أن تقاتل لتحقيق ذلك، سواء بسبب العجز مع النية الحسنة، أو بسبب العمالة والخيانة!!

سلاح حزب الله حمى الدولة ومياهها، من الاجتياح ومن القضم الممنهج، ولم يقل |ما باليد حيلة| كما قالت أنظمة المنطقة وأحزابها، بل قال “هيهات منا الذلة” وقاتل من أجل الدولة بل من أجل المنطقة!!

لقد حمى وجوده وجودَها..

لست شيعيا كما هم مقاتلو حزب الله….

بل وُلدْت من أبوين مسيحيين وُلدا هما أيضا  من أبوين مسيحيين، ولا أعرف أي جدّ من أجدادي خيَّروه يوما بين تغيير دينه، أو دفع الجزية، فكان شجاعا واختار الثانية، ولا يهمني أن أعرف.

وأعرف أنني في منطقة تستهدفها الإمبريالية ورديفتها الصهيونية بوحشية!!

وأعرف أنني في منطقة مليئة بكل القوميات والأصول والعقائد والطوائف، ورغم اقتناعي أن الماركسية هي الحل النهائي لمشاكل الإنسانية، فإن حزب الله وسلاحه، في هذه المرحلة التي ستطول من التاريخ، عنصران أساسيان فاعلان في حماية أرض المنطقة وفقرائها، من الاحتلال والاستغلال.. ويُنتجان الكثير مما لا تنتجه الأدعية والصلوات التي يلجأ إليها الآخرون!!!

وأنا رسميا مسيحي، وعلمني الوعي ألا أخاف من شيعة حزب الله، لأنهم لن يكتبوا حرف النون على منزلي تمهيدا لقتلي!!

أما بالنسبة للدولة اللبنانية التي أرادوها طائفية ليسهل التهامها، فإن حزب الله، يتجاوز الطائفية ولا يقصي أحدا رغم قدرته على ذلك مع الكثيرين، ورغم أن من يتهمونه بالطائفية كان يكفيهم قراءة اسمي على الهوية حتى يقرروا إعدامي، قبل وقت ليس بعيدا!!  

ليس الجيش من حمى لبنان من أطماع الأعداء بأرضه وبحره ومائه وغازه!! ولا قوات جعجع أو الكتائب أو الحريري أو جنبلاط، بل وجود حزب الله وسلاحه..

وليس هؤلاء من ردوا داعش في عرسال، بل حزب الله وسلاحه..

الطائفيون في لبنان لا يتقنون إلاّ الاستنجاد بالأجنبي.. لحمايتهم.. على حساب لبنان والمنطقة..

في برنامج “على المحك”، صرخ شارل جبور الجعجعي، أنه مسيحي، يخاف طائفية حزب الله!؟؟

ونسي الرجل أن اليهود هم من يشكل الخطر عليه وعلى دينه منذ نشأ، وليس حزب الله!!

وأن عصاباتهم هي التي تخطط للعودة إليه في أول لحظة يغيب فيها سلاح حزب الله!!

وأن فرنسا هي التي تبرمج للهيمنة عليه وتمزيقه لا حزب الله!!

وراح يصرخ أن سلاح حزب الله انتهى دوره، بالتحرير من الاجتياح!!

ونسي مثل كل المتعاملين مع أعداء المنطقة، أن التهديدات لا  تنتهي ما دام سلاح إسرائيل موجودا، وهو السلاح الذي لم يردعه عن لبنان، إلا سلاح حزب الله!!

وللحديث عن خوف العدو اليهودي، أذكر في الختام، كيف أن دافيد نجار، وهو مفكر صهيوني يضع الأفكار والخطط لضمان ديمومة إسرائيل، يقول في كتابه “قضية من أجل إسرائيل أكبر”،

“أخذنا الجولان، والأردن يسهل التعامل معه وفلسطين معنا، ولم يبق إلا  الليطاني وجنوب لبنان، وهو ما يجب أن نفاوض لشرائه من حزب الله لأنه يقاوم!”

لم يقل الدولة اللبنانية ولا قوات جعجع ولا الكتائب أو الحريري أو جنبلاط، بل حزب الله وسلاحه..

طبعا حزب الله لا يبيع أرضه!!!

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.