تقرير حول تعيين سلامة حمّاد وزيرا للداخلية خلفا لحسين المجالي ” المستقيل “

 

الأردن العربي – محمد شريف الجيوسي ( الأربعاء ) 20/5/2015 م …

** تعيين سلامة حماد وزير داخلية الأردن ، مجدداً .. بعد نحو 20 سنة من الغياب عن تسلم أي منصب حكومي ..

** مراقبون : تعيينه بالتزامن مع دعوة مجلس الأمة للإنعقاد ، وعدم تقديم قانون للإنتخابات .. يعني أن الأردن مقبل على مرحلة ضبط وربط .. وأن لا حكومة جديدة في المدى القريب ولا إنتخابات نيابية .. وتمرير سياسات خارجية غير شعبية

أدى وزير الداخلية الأردني الجديد ؛ سلامة حماد ، اليمين الدستورية أمام الملك عبدالله الثاني؛ اليوم الأربعاء، بحضور رئيس الوزراء د. عبد الله النسور و رئيس الديوان الملكي د. فايز الطراونة . 

وتعتبر عودة وزير الداخلية الأردنية الأسبق سلامة حماد ، لشغل ذات المنصب مجدداً بعد غياب نحو 20 سنة عن شغل أي منصب حكومي ، مفاجئة ، فضلا عن الانطباع السائد في الذاكرة الأردنية أن الرجل معروف بالصرامة والحزم ويعتبر من التيار اليميني المحافظ بين رجالات الحكم ، فضلا عن كونه مسن ولا يصغر رئيس الوزراء إلا بسنوات قلائل

ورأى مراقبون أن تعيين سلامة حماد وزيراً للداخلية،يعني أن الحكم لا ينطوي على انفتاح مقبل على الشارع الأردني،بالرغم من إستقالة أو إقالة حسين المجالي الذي بحسب أهالي معان مارس عنفاً غير مقبول عليهم،وأنه كان من الممكن حل الخلافات ووضع حد للتجاوزات بحكمة أعلى،وهي التجاوزات التي شكا منها أهالي معان قبل سنوات وطالبوا بوضع حدٍ للمتجاوزين على القانون حتى أن الناس لم تعد آمنة على أحوالها ، لكن أهالي معان كانوا يريدون طريقة أخرى في التعامل مع هذا الواقع ، لا يصل الى حد القتل والتعذيب الخ .   

لقد شغل وزير الداخلية الجديد، سلامة حماد منصب وزير الداخلية مرتين ابتداءً بحكومة د. عبد السلام المجالي ( وهي الفترة التي تعتبر ردة على الإصلاحات السياسية التي تحققت في الفترة بين أواخر 1989 وحتى 1993 ) .

لقد أدت الطريقة التي جرى فيها التعامل الأمني مع معان ، على خلفية 19 مطلوبا خطيراً ومقتل بعضهم أثناء محاولات القبض عليهم ، مع أنه بحسب أهالي معان كان من الممكن القبض عليهم دون قتلهم، ما جعل معان بيئة حاضنة للتطرف و(مناكفة الحكومة والأجهزة الأمنية) ورفع علم عصابة داعش الإرهابية المسلحةعلى سيارة حكومية تم (اختطافها ) ومن ثمة حرقها كما قيل . 

ورغم أن حماد كما يقول البعض لا يتوفر على خبرات سياسية كبيرة لكنه يتوفر على خبرات أمنية عالية، وخبرات مناسبة للتعامل مع المجتمعات المحافظة التقليدية كمجتمع معان ، باعتبار قربه من التيار اليميني المحافظ التقليدي فضلا على صرامته .

ورأى مراقبون أن تعيين وزير داخلية صارم محافظ مجدداً ، بالتزامن مع دعوة مجلس الأمة للإنعقاد لإقرار 12 قانوناً ونظاماً من بينها قانون الأحزاب والللامركزية والبلديات، عشية الدخول في شهر رمضان المبارك ، ودون إحالة قانون الانتخابات النيابية على مجلس الأمة ، يعني أن الحكومة ومجلس الأمة مستقران بعد ، ولا تغييراً حكومياً منظوراً ، ولا إنتخابات نيابية قريبة قادمة، بل قد يعني مجيء سلامة حماد وزيراً للداخلية ، أن الأردن مقدم على مزيد من الضبط  والربط  الأمني المحافظ  الشديد ، ولكن  دون أن يجرح  أو يستفز أو يحبط أو يدعوا للإنفلاش أوالاحتقان؛!؟ ذلك على الصعيد الداخلي، ويتيح في آن الإنشغال عن وامتصاص وتمرير سياسات خارجية غير شعبية تعارضها قطاعات واسعة من الشعب الأردني.   

يذكر أن سلامه حماد من مواليد الرميل- عمان سنة  1944، حصل على بكالوريوس حقوق من جامعة بغداد عام 1969 و دبلوم المعهد الدولي في الادارة العامة في باريس عام 1974 و الدبلوم الاول في الادارة المحلية والحضارة الفرنسية من جامعة السوربون عام 1976 .

 وتدرج في المناصب الإدارية والمنية بوزارة الداخلية والتي كان آخرها قبل توليه حقيبة وزارة الداخلية سنة 1993 في عهد حكومة د. عبد السلام المجالي  الأولى ، والتي تعتبر بداية الردة على إصلاحات سنة 1989 بعد هبة نيسان وسن قانون الصوت الواحد سيء الذكر ،

وحماد حاصل على وساميْ الاستقلال والكوكب من الدرجة الثانية .

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.