هل تريد روسيا انتصار سوريا.. أم إسرائيل لمصلحتها القومية ؟ / نارام سرجون
نارام سرجون ( سورية ) الإثنين 14/5/2018 م …
لايزال الانسان العربي كما هو مباشر وبسيط وطيب .. يصدق كل ماتراه عيناه .. ويؤمن بكل الأحاديث التي تنقل له .. ويأخذه الكلام المعسول الى الفخ تلو الآخر .. ويخيفه الوجه العابس والسبابات التي تهدده .. ولذلك فانني أشفق كثيرا على الفلاسفة والحكماء الذين يتحدثون الى العربي لاقناعه ان مايراه ليس الحقيقة وأن مايسمعه لايمثل الا اكاذيب .. وأن العسل الذي يقدمه العدو كلما زادت حلاوته فانما لكي تخفي طعم السم الكثيف فيه .. والحقيقة ان الغرب واسرائيل محظوظان جدا بآذاننا وعيوننا .. واذا كانا يستعملان سلاحا فتاكا للتدمير الشامل فانه آذاننا وعيوننا .. ونحن للأسف فان نقطة ضعفنا هي عيوننا وآذاننا .. فهي نقاط عبور بلا تفتيش .. ولاجمارك .. ولاشرطة .. واذا كنا نقول بأن آلة الاعلام الجهنمية للغرب متفوقة فلأنها لاتعاني ولاتجد مشقة في ان يدخل تجار المخدرات علينا من عيوننا ومن آذاننا وهم يحملون بضائعهم علنا .. وعيوننا وآذاننا ماهي الا مهابط لأسراب الكلام الذي ينشر كأسراب الجراد التي تأكل عقولنا الخضراء الغضة .. كل يوم .. كل يوم عقولنا حقول خضراء تأكلها اسراب جراد الكلمات التي ينشرها اعلاميو الغرب المتوحش .. ولذلك فان كل ماكان يقال للناس عن قتل المتظاهرين السلميين وعن الجولان الصامت وعن الحرية وعن الطوائف .. كله كان يمر كما يمر الماء في ساقية ..
وأستطيع أن أزعم وأنا مطمئن ان الربيع العربي كان اكبر محطة لهبوط الخرافات والأضاليل التي كانت توسوس في آذاننا وتوهم عيوننا ان القدر قد قال كلمته في البيت الأبيض .. وأن الروس يبيعون رؤوسنا وجلودنا كما يبيعون فراء الثعالب السيبيرية وأننا انتقلنا الى رحمة الله أو رحمة الناتو .. الى أن جاء الروس وسلخوا معنا جلود الذئاب من دير الزور الى حلب .. وعلقوها على جدران استانة ..اليوم يحاول نتنياهو وعملاؤه بيننا ان يستعمل عيوننا وآذاننا كما تعود كسلاح يعمل ضدنا .. فهو يقصفنا ثم يذهب ليستجم في موسكو وكأنه يقول لنا انني سيد في موسكو كما أنا سيد في واشنطن .. وان حدود تحالفكم مع موسكو تسقط عند حدودي .. ومهما أحبتكم روسيا فانها تحبني اكثر .. فاياكم واللعب معي واياكم والاعتداء علي لأن موسكو لاتقبل .. واذا دافعت عنكم موسكو ضد الارهاب فانها ستنأى بالنفس عندما يصل الأمر للحرب معي ..
وتحتشد في الفيسبوك الأسئلة التي تختلط بالأجوبة .. الحابل يضرب بالنابل .. وأشك ان مصدر كثير منها هو اعلام نتنياهو بنوعيه العبري منه والعربي النفطي .. فالاسئلة تركز عيوننا على سبب عدم تدخل موسكو في الاشتباكات مع موجة التوماهوك أو مع الغارات الاسرائيلية والتي يدعمها نتنياهو برحلاته الى موسكو حتى انه صار يزور موسكو أكثر من واشنطن وكأن اللوبي اليهودي يعيش في موسكو وليس في نيويورك .. بل ان بعض الظرفاء اقترح منحه جنسية روسية لأنه صار يفطر في موسكو بعد أن يغير علينا ويتعشى في بطرسبرغ بعد ان يغير علينا .. بعد أن كان يتغدى في سوتشي مع بوتين أثناء الاغارة علينا ..
يكثر اليوم الحديث عن توطؤ روسي او تفاهم على الاقل بين روسيا واسرائيل .. ويتذرع اصحاب هذا الرأي بأن الروس سيهمهم فقط انقاذ مصالحهم في الشرق الأوسط ولكن لايهمهم مايشغلنا من تحرير الارض والصدام مع اسرائيل لأنه يستدرجهم الى صراع لايريدونه مع اميريكا .. وهذا فيه شيء من الواقعية .. ويزعم هؤلاء ان السلاح الروسي يعطى لضرب الارهابيين ولكنه ممنوع في مواجهة اسرائيل .. ويستند من يحدثنا الى مسند الكرسي ويرفع رأسه بتعال لأننا لانفهم أعماق السياسة كما يفهمها هو .. فيضع الملح في فنجان الشاي الذي نشربه ويحركه بالملعقة ثم يقدمه لنا بهدوء .. فنشرب النصر مملحا كالأجاج بآرائه .. فيقول متباهيا بنظرياته: ان للروس جالية كبيرة هي ثاني الجاليات في اسرائيل .. وهؤلاء لهم تأثير كبير داخل روسيا .. ولايمكن ان تسمح روسيا لنا بتدمير مواطنيها في اسرائيل بسلاحها .. ثم يضيف محدثنا ملعقة من الهراء المملح أو الملح المهورأ في كوب النصر السوري ليفسده بآرائه ويلفت انتباهنا الى الترحيب الحار بنتنياهو في روسيا وكأنه صهر بوتين ..
فهل هذه هي الحقيقة؟؟ واين هي موسكو من هذا اللعب على العيون والآذان؟؟ لأن لعبة نتنياهو النفسية هي ان يصور موسكو على أنها في النهاية دولة استعمارية مثل أميريكا وهي تتقاسم سورية مع الغرب واسرائيل وأن مصير سورية في النهاية تقرره مصالح روسيا مع الغرب ومع اسرائيل .. وعليه فان الثقة السورية بالحليف الروسي تستدعي السخرية .. بل ان موسكو تماطل في حل الازمة السورية لجني مزيد من الارباح والعقود .. أي هي اميريكا ذاتها ولكن قادمة من سيبيرية !! وهذا التصوير والفوتوشوب لصورة روسيا وتحويلها الى شبيهة بأميريكا مقصود لجعلها في نظرنا دولة استعمارية تتلاعب بمصيرنا كما اميريكا ..
ولكن اذا عرفنا كيف ينظر الروس والقادة الروس الى اسرائيل والى خطر اسرائيل على مصالح روسيا – وهذا الكلام من قلب النخب الثقافية المقربة من الكرملين – .. سنفهم لعبة نتنياهو البائسة ..
الروس يتقنون فن الحرب الديبلوماسية ويعلمون أن استقبال الزوار والضيوف لايعني انهم سيحرجون منهم ولايعني أن الضيوف لاياتون الا كي تلبى طلباتهم .. وكما نذكر فان روسيا الحليفة الموثوقة وافقت في أحلك لحظات الحرب ان تأخذنا معها الى مؤتمر جنيف الأول حيث وافقت على التعامل مع فكرة حل الازمة على مبدأ (حكومة سورية انتقالية واسعة الصلاحيات) .. وهو مااشترطته الولايات المتحدة وحلفاؤها لأنه نهاية الحكم الوطني السوري .. ولكن الديبلوماسية الروسية قدمت تلك الجزرة .. لتكسب الوقت .. لأنها كانت تحضر العصا .. فهي تريد ان تمنح الميدان استراحة لاجراء مراجعة عسكرية حثيثة .. وكان الوقت هو أثمن ما كسبته في المناورة الديبلوماسية ..حيث ذهب الجميع الى جنيف لكن العسكريين ذهبوا الى غرف العمليات وعرفوا كيف تتوزع الادوار بين الأرض والسماء اذ ظهرت بالمراجعة نقاط الضعف العسكرية التي اخترقتها المخابرات الغربية والتركية واتضح أكثر المخطط العسكري الكبير .. حيث اعطيت داعش والنصرة مهمة اسقاط الدولة لأنهما غير معنيتين بالمفاوضات لأنهما مصممتان كي لاتفاوضا فهي منظمات ارهابية لاتفاوضها أميريكا !! .. وكان المقصود تقسيم سورية بداعش والنصرة .. وكذلك فقد استقبل الروس المبعوثين السعوديين وعروضهم السخية وتهديداتهم بتدمير سعر النفط العالمي ان لم تخضع روسيا .. وقيل مئات المرات ان الروس خضعوا للابتزاز .. ثم قيل ان الروس طعنوا في أوكرانيا وقرروا ان يقايضوا اوكرانيا بسورية .. وهكذا ..
واليوم يعاد نفس الهراء .. نحن نملأ الكؤوس بماء النصر العذب فيسارع البعض الى القاء الملح في الكؤوس لافساد مذاق النصر .. فسورية تتقاسمها روسيا مع اميريكا الى سورية الشرقية وسورية الغربية .. وادلب صارت لتركيا وهناك تبادل سكاني حيث تفرغ كفريا والفوعة ليحل محلها الجسم الارهابي المدني من عائلات الذين رفضوا التسوية .. وايران سيتم اخراجها من سورية بمباركة روسية ..
الحقيقة كلما قرأت هذا الكلام عرفت كم الغرب محظوظ بآذاننا وعيوننا .. لأننا منذ سبع سنوات نقرأ ونسمع الكذب ولانزال لانتعلم .. وموهوبون في الوقوع في الحفر .. بل اختصاصنا ان نبحث عن الحفر ونقع فيها .. والغريب ان البعض نصرخ في أذنيه .. انتبه الحفرة امامك .. لكنه يضع فدمه اليمنى في وسط الحفرة ويلحقها باليسرى .. ويسقط في أعماق الحفرة .. ويشغلنا طوال أيام في عملية اخراجه من الحفرة .. فيشكرنا على انقاذه ويحمد الله على انه صحا وأفاق .. ثم يتابع المسير والضماد على جبينه ورجله اليمنى في الجبيرة .. نحو حفرة أخرى .. ونصرخ في أذنيه ثانية انتبه الحفرة امامك .. لكنه يضع قدمه اليمنى في وسط الحفرة ويلحقها باليسرى .. ويسقط في أعماق الحفرة .. ثم يستغيث بنا .. ولاعمل لنا منذ سبع سنوات الا اخراج هؤلاء من الحفر .. حتى أن بعضهم صار اذا لم يجد حفرة حفر حفرة لنفسه ليقع فيها ويستغيث بنا .. انها متعة الوقوع في الحفر وندب الحظ والاستغاثة ..
السؤال هو: ماهو موقف الروس العميق من صراعنا مع اسرائيل؟؟
الى اولئك الذين يبحثون عن الحفر نقول في آذانهم بأن يقرؤوا التاريخ الروسي جيدا .. فالروس يعلمون ان الاسرائيليين ليسوا مجرد حلفاء اميريكا بل هم استطالة اميريكية ومخلب غربي وأنهم لايؤتمنون .. والروس يدركون أن المحيط الروسي تتلاعب فيه اصابع الموساد واللوبي الصهيوني حتى أن الجميع يعرف ان الاصابع اليهودية هي التي لعبت في جورجيا وأبخازيا وأوسيتيا وهي التي تلعب في اوكرانيا .. وهناك شعورر ان هذه المجموعة البشرية مجموعة غير صديقة لروسيا تاريخيا بل ان النخب الروسية التي تحقن القيادات السياسية برؤاها صارت ترى أن اليهود لعبوا أسوأ الادوار في اهم حدثين في روسيا .. الثورة البلشفية والبيريسترويكا .. فهؤلاء يرون أن الثورة البلشفية التي أطاحت بالعائلة القيصرية كانت أول ربيع حملت فيه الشعارات البراقة وحرضت الناس على الحكم القيصري رغم أن لب النظرية الشيوعية هو ان بيئة الثورة في بريطانيا والمانيا ولايوجد لها بيئة في روسيا .. ولكن أخذت النظرية الى روسيا بقدرة قادر .. ولعب اليهودي الشهير ليو تروتسكي دورا رهيبا فيها وهو الذي كان بلقب بالنبي .. وكانت الغاية الحقيقية من الثورة في روسيا اخراج القياصرة من الحكم بسبب معارضتهم للنفوذ اليهودي في روسيا وتضييقهم عليهم .. وكذلك من أجل اخراج روسيا من معادلة الحرب العالمية الاولى وحرمانها من حصتها في الانتصار – بعد ان قدمت ملايين الضحايا ثمنا للنصر – واقتسام تركتها لأن الخاسر الأكبر من الحرب العالمية الاولى كانت روسيا والمانيا ..
فقد كان التجار اليهود يمارسون نوعا من الفساد التجاري الذي آذى المزارعين الروس والفلاحين البسطاء .. مما استدعى تدخل القياصرة من اسرة رومانوف لمنع استغلال اليهود للمواطنين الروس مما خلق اول صدام بين اليهود مع القيادة الروسية القيصرية التي حاولت وضع حد لسلوك اليهود التجاري والاقتصادي وصارت تنظر اليهم على انهم لاينتمون للمجتمع الروسي وأنهم كانوا مجموعة غريبة من المهاجرين الذين لاينتمون ثقافيا ووطنيا الى المجتمع الروسي .. مما اطلق موجة من الكراهية بين اليهود ضد روسيا القيصرية وكان على رأس اولئك الحاقدين هو ليو تروتسكي ابرز قياديي الثورة البلشفية .. وقد تبين لاحقا ان دور تروتسكي كان مثل برنار هنري ليفي أو مازعم أنه “المفكر العربي” عزمي بشارة الذي رعاه الموساد واطلقه لرعاية الثورات العربية الملونة الاسلامية .. بل هناك تشابه غريب في السيرة الذاتية – الى جانب التشابه في كبر الشاربين بين تروتسكي وبشارة – فكلاهما اختار منفى ولكنه قاد عملية ادارة الصراع الداخلي في بيئته لصالح قوى خارجية .. تروتسكي كان يهوديا روسيا وهو من تلامذة احدى المدارس اليهودية المتطرفة ولكنه يزعم انه من المتنورين اليهود .. ولكنه قاد ثورة ضد الكنيسة الارثوكسية التي كانت تؤازر القياصرة في حربهم ضد الغرب .. وعزمي بشارة كان مسيحيا عربيا غالبا من تيار المسيحيين الجدد ويزعم انه من المتنورين وكان يحمل جنسية اسرائيلية ورئيسا لمركز ابحاث صهيوني لكنه وللمفارقة كان المنظر الاول للربيع العربي وكان وبشكل غير مفهوم موجه الحركات الاسلامية ودماغ الاخوان المسلمين وهو مفكرها الرئيسي ويدير العاصفة التي تدمر المجتمع الاسلامي والدين الاسلامي باخراجه لأول مرة للقتال الى جانب عدوه الغربي .. وكان عزمي المسيحي الصهيوني يدير العاصفة الفكرية من قطر حيث قواعد اميريكا وحيث تمركزت حوله القواعد الرئيسية للتيارات الاسلامية السياسية العربية وغرف عملياتهم التي اعتبرته نبيا لها كما كان تروتسكي نبيا لثوار روسيا ..
تروتسكي كما تقول الوثائق الروسية الرسمية كان يهوديا روسيا أشعل روسيا بموهبته الخطابية بسبب كراهيته لآل رومانوف والقيصر نيقولاي الثاني الذي كان يتوجس من تحركات اليهود في مجتمعه .. ولايزال توقيت ثورة 1917 في روسيا الذي تسبب في خروج روسيا من الحرب دون أن تقبض ثمنا لما قدمته في الحرب سرا من الأسرار ويثير الكثير من الشبهات لدى المؤرخين الروس .. اي كانت نتيجة الثورة البلشفية ان روسيا التي كادت تكسب الحرب خسرت كل مدخراتها ونقلتها الى اميريكا .. ولم تدخل في عداد المنتصرين ولم ترث الاميراطورية العثمانية كما كانت تخطط .. وتنازل ثوارها عن مليون كيلو متر مربع من أراضيها لدرجة أدهشت مفاوضيهم .. وقام تروتسكي الذي صار مايشبه وزيرا للدفاع باعدام جميع النبلاء والقادة العسكريين والضباط الذين كانوا يدركون اللعبة الدولية والذين كانوا يعتبرون موالين للقيصر (شبيحة القيصر!!) .. وهذا يعتبر نسخة طبق الاصل عما فعل الثوار الاسلاميون في البلدان العربية وجيوشها الوطنية .. ثم تم حل الجيش القيصري (كما يحدث دوما في الثورات الملونة اليوم ) فعاد الضباط الروس الوطنيون الى بيوتهم رافضين الخدمة في الجيش الجديد الذي سمي الجيش الأحمر حيث تعامل معهم تروتسكي بقسوة فقام باحتجاز عائلاتهم وتهديدهم بقتل اسرهم مالم يخدموا الجيش االجديد .. وتم تدمير اسطول الشمال واسطول البحر الاسود دون مبرر .. مئات السفن اغرقت بلا داع لأنها سلاح القيصر الذي قتل الشعب !!! .. كما فعل الثوار العرب في اسلحة جيوشهم وكانوا يكبرون كلما دمروا قاعدة صواريخ سورية موجهة نحو اسرائيل .. وكما فعل ثوار ليبيا باسلحة الجيش الليبي ..
وتوج تروتسكي عمله الثوري بتعيين زوجته للاشراف على كنوز ومتاحف البلاد المنهوبة وكل كنوز روسيا عبر مئات السنين والتي جمعتها الكنيسة والنبلاء والقياصرة .. انتقلت بقدرة قادر الى متاحف اميريكا وبريطانيا مثلما نقل الثورجيون الاسلاميون كنوز الشرق وآثاره الى الغرب واسرائيل ودمروا الباقي .. ويذكر المؤرخون الروس أنه عندما وصل لينين الى العاصمة الروسية في قطار عام 1917 كان معظم مرافقيه في ذلك القطار من اليهود .. ولكن اخطر ماحصل عليه اليهود من الثورة هو وعد من لينين وتروتسكي ببيعهم شبه جزيرة القرم لتكون وطنا قوميا لهم وكان هذا بنظر اليهود في حال فشل مشروع بلفور في فلسطين الذي كان للمفارقة في نفس العام .. وهذا ماجعل الروس لاحقا في عهد ستالين يعترفون بسرعة بقيام اسرائيل في فلسطين لأنها تعني ان اليهود لم يعودوا بحاجة الى شبه جزيرة القرم التي صارت وعدا لهم مثل وعد بلفور ..
وبعد اقصاء تروتسكي حاول الروس الاستقلال وتغيير اتجاه الارهاب التروتسكي اليهودي ولاحقوه الى اميريكا الجنوبية وتم تنفيذ حكم الاعدام به ..
ولكن عاد اليهود الى روسيا عبر منظمة ابناء بريت وهي منظمة يهودية ماسونية .. فالثورة الثانية هي التي سميت الثورة من فوق (البريسترويكا) .. حيث لعبت الاصابع اليهودية دورا في تدمير امبراطورية الروس الشيوعية .. ..فهي التي قامت بتدمير الاتحاد السوفييتي عبر اختراق قياداته واضعاف الروح الوطنية وتحريض الناس على الدولة الشيوعية التي انتهى دورها منذ ان ابعد تروتسكي ورفاقه عنها وتملصت من قبضتهم .. وبعد البيريسترويكا وضعت اموال الروس من جديد تحت تصرف مجموعة أبناء بريت التي قامت بافراغ المجتمع الروسي من ثرواته ومن نخبه العلمية عبر ترحيل النخب والعلماء الروس نحو اميريكا واسرائيل تحديدا بالترغيب والترهيب .. وعاد حلم اليهود للسيطرة على جزيرة القرم وبدؤوا في تفكيك أوصالها من أوكرانيا لانهم يعتبرون القرم ملكا لهم بوثيقة روسية موقعة من لينين وتروتسكي .. والتي لاتزال هدفا ثمينا لهم وقد استفزهم جدا عودة روسيا اليها لأنها كانت الأرض الموعودة .. كما انهم ينظرون الى جزيرة القرم على انها وطن بديل لليهود اذا ماهزموا في فلسطين ..
اذا فتحت العقل الروسي الحاكم في الكرملين فستجد تحت هذه الحقائق في قاعه وستجد هذا القلق .. وهذا وحده كفيل ان يتوجس الروسي من انتصار اسرائيلي في سورية أو انكسار سوري .. وكل مايقال عن اخراج ايران من سورية وعن تقسيم سورية يعني للروس شيئا واحدا وهو أن الخطر اليهودي سيكبر وستنهب اسرائيل مزيدا من الثروات في الشرق لتصبح أقوى وستضخ اسلامييها المجانين الى روسيا من أجل المطالبة بشبه جزيرة القرم .. لأنها عندها ستحس بقدرتها على المطالبة بحقها في شبه جزيرة القرم الغنية والثرية والاستراتيجية التي بيعت لهم في وثيقة روسية .. وهو مطلب سيؤيده الغرب لأنه سيضعف روسيا أكثر .. فوجود اسرائيل ثانية في القرم سيفيدهم مثلما أفادتهم اسرائيل الاولى في فلسطين .. وتلعب نفس الدور القذر .. وربما يوضلنا هذا الى استنتاج ان بقاء اسرائيل الحالية سيفضي الى اسرائيل في القرم اما نهايتها فانه يعني سقوط قوة مؤثرة لتحرك مسألة القرم ..
والغريب ان البعض لايرى ولايسمع الا مايريد .. كما ذلك الذي نصرخ في اذنيه بأن يتجنب الحفرة لكنه يصر حتى وان أمسكنا به من ذيله وثيابه الا أن يندفع نحو الحفرة .. ونسأله وهو في قاع الحفرة: ياحمار .. هل روسيا غامرت هذه المغامرة كي تتفق مع اميريكا كي تعطيها نصف حصتها في الشرق؟؟ اذا كانت كل سورية حصة كاملة لروسيا بالمنطق فكيف تتخلى عن نصفها لاسرائيل واميريكا وتركيا والناتو وهي كانت قادرة على الحصول على هذا الثمن دون أن ترسل جيشها وطائراتها وتبذل معنا الدم لدحر الغزاة؟؟ طيب اذا كان هذا اتفاقا مع أميريكا فان اميريكا بعد ان تتمركز في الشرق السوري ما هو الضمان انها لن تنقلب عليه؟؟ ارجو ألا يقول لي من سقط في الحفرة من قاع الحفرة ان اميريكا تحترم التزامتها الدولية وهي ملزمة بالقانون الدولي كما أنها ستحصل على النفط السوري جائزة لاسكاتها .. وعندها سنقول له: ياحمار .. منذ ايام انسحبت اميريكا من اقوى اتفاق دولي ومعاهدة اتفاق نووي مع ايران وهو اتفاق مضمون من دول العالم ومن الامم المتحدة .. فكيف لاتنسحب من اتفاقات مع روسيا بشأن سورية؟؟ ..
هل يستطيع اي شخص غبي في روسيا ان يثق باميريكا ويترك لها نصف سورية دون ان يسيل لعابها على النصف الثاني حيث أكبر حقول للغاز في المتوسط وفي وسط سورية؟؟ وهل يقدم اي روسي هدية ثمينة لاميريكا بأن يزيل كل الاخطار والتهديدات القريبة منها ومن اسرائيل؟؟ يعني اخراج ايران من سورية هو اضعاف لروسيا .. فالمنطق ان روسيا تستفيد من قوة ايران وسورية وحزب الله في الضغط على اميريكا كلما ضغطت اميريكا في محيط روسيا التي ستبقى هدفا لاميريكا واسرائيل .. ان ايران وسورية وحزب الله صاروا في المعادلة العسكرية الروسية سلاحا روسيا مثلث الرؤوس خطرا جدا لن تتخلى عنه من أجل اي اتفاق .. بل ان حماية القرم كملكبة روسية من مطامع يهودية يقضي باضعاف اسرائيل جدا ..
لذلك لابأس من ان يتفاخر نتنياهو بزياراته لروسيا .. ولابأس من ان يتباهى انه يقصف ارضنا وتصمت روسيا .. لكنه يعرف انه في النهاية يواجه السلاح الروسي .. وان طائراته وصواريخه الأحدث أسقطت بسلاح روسي .. ولكن سياسة النأي بالنفس الروسية هي سياسة الجزرة من جديد .. فيما العصا توضع بيد ايران وسورية وحزب الله .. واستقبال نتنياهو لايعني انه شريك وأن له حصة .. لأن اليهود الروس لديه الذين يدينون بالولاء لاسرائيل لن يكونوا لروسيا الا كما كان تروتسكي لروسيا .. صحيح ان روسيا ستنأى بنفسها عن المعركة الصاخبة لكنها ستكون في غاية السرور لانتصاراتنا ..
هذه المرة نخرجكم من الحفرة للمرة الألف ونحن نعرف انكم ستقعون في الحفرة التي تليها .. بل وستحفرون حفرة تناسب عقولكم وعيونكم وآذانكم .. الطويلة .. وقدرنا أن ننتشل الساقطين في الحفر .. ونضمد جراحهم .. وأن نردم الحفر التي وقعوا فيها .. والتي يقع فيها غيرهم من عابري السبيل
التعليقات مغلقة.