مسيرات العودة تضيء النفق المظلم / خالد الزبيدي

خالد الزبيدي ( الأردن ) الثلاثاء 15/5/2018 م …



لأول مرة منذ بدء مسيرات العودة من قطاع غزة.. تجاوز فلسطينيون الحواجز والسواتر الصهيونية متجهين الى بيوتهم في فلسطين التاريخية، وعبروا عن حقهم غير القابل للتصرف بالرغم من اتفاقيات السلام، غير عابئين برصاص جيش الغدر الذي ادى الى وقوع عشرات الشهداء ومئات الجرحى خلال ساعات،.. العائدون كانوا غير مسلحين الا بإصرارهم أن فلسطين بيتهم وان القدس عاصمتهم مهما كان الثمن، وان مسيرة امس ستتواصل وستتعاظم وتصل الى اهدافها بالرغم من تخاذل النظام العربي الذي يقف شامتا متفرجا تارة ويلقي اللوم على الفلسطينيين تارة اخرى.

مسيرات العودة تنذر بأن القنبلة السكانية قد قاربت على الانفجار وستفرض هيبتها على الصراع مع المحتل ومن يسانده، وان ما يحدث من غضب شعبي فلسطيني رد طبيعي على العجز العربي المنشغل بحروب داحس وغبراء القرن الواحد والعشرين، كما تنشغل معظم الشعوب العربية بتدبير القوت والعمل الذي تقلص حد انقطاع الانفاس، يأتي الرد الفلسطيني ليقدم صورة مشرقة تخرج كالعنقاء من تحت الرماد تذهل شعوب الارض، وتدين اقوى جيش في المنطقة الذي لا يقوى الا على المدنيين العزل والنساء والاطفال واستهداف الصحفيين.. وهذه الممارسات تبشر بزوال هذا الكيان كما زالت الفاشية والنازية، واندحرت الامبراطورية التي لم تكن تغيب الشمس عن اراضيها.. والاغلب ان تضمحل امبراطورية الشر في واشنطن.

المشهد السياسي العربي بشقيه الرسمي والشعبي مخيب للآمال، فالجميع منشغل بأولويات زائفة ومتطلبات مزيفة، فقد ادت سياسات الضغط والتجهيل الى نتائج مهينة، وبلغت المنطقة العربية مستويات سحيقة من التراجع والانكفاء، فأصبح الاجتهاد والاختلاف حيال ممارسات ترمب وإدارته مخجلا.. هل يدينها البعض او ينتقدها او ينتظر فترة اختبار عسى تنجلي الاوضاع. اما تجاه الكيان الصهيوني وممارسته من قتل للابرياء وتدنيس اقدس المقدسات فالبعض يعتبرها مسألة اجتهاد بينما البعض الآخر ينتقدها يوميا، وفي نفس الوقت تتواصل لقاءات غالبية العرب مع قادة العدو يعقدون الصفقات ويرممون ما تضرر خلال الشهور الفائتة.

المشهد الحالي للصراع مع العدو لا يمكن تناسيه او تجميله، فالعالم اصبح قرية تقنية الكترونية هائلة لايمكن إخفاء ما يجري او/ و الاهداف التي يسعى العدو الى تحقيقها، كما لا يمكن تجميل او تغيير حقيقة المواقف العربية والاسلامية ودول العالم، فالصورة اكثر من واضحة، فالاهداف مرسومة، وان دولة الفصل العنصري في جنوب افريقيا زالت والكيان الصهيوني في نفس الاتجاه وربما تكون النتائج اسرع مما يتوقع البعض.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.