هل اقتربت هذه الساعة؟! / باسمة حامد

 

باسمة حامد ( الإثنين ) 5/1/2015 م …

 

بما لها من دلالات سياسية وأمنية وعسكرية واجتماعية، لا شك أن زيارة الرئيس الأسد التفقدية لحي جوبر ليلة رأس السنة رفعت سقف التفاؤل الشعبي والرسمي حيال اعتبار العام الجديد عام «الانتصار الحاسم».

فالاحداث تجاوزت مسألة إسقاط الدولة وأصبح المسار السياسي يتصدر المشهد، وفي هذا السياق، ثمة عوامل إيجابية عدة تعزز الاعتقاد السائد حالياً بأن الحرب تضع أوزارها فعلاً ومنها:

1- التنسيق القائم بين قوى المقاومة في سورية والعراق وإيران ولبنان ضد المشروعين الصهيوني والتكفيري، وافتضاح دور الأنظمة الراعية للإرهاب في تأجيج الأزمة بالداخل السوري والسعي لاستمرارها أطول مدة ممكنة.

2- انحسار قوة «داعش» وفشله في بناء دولته المزعومة لعدة أسباب أهمها نجاح الجيشين السوري والعراقي بالتصدي له، و«تدهور الظروف المعيشية في جميع الأراضي الواقعة تحت سيطرته» وتكريس «معظم طاقاته» لخوض المعارك وتشدده بـ«فرض قواعد صارمة» على حد تعبير صحيفة /واشنطن بوست/ الأميركية.

3- حالة التشرذم والضياع والانهيار المعنوي للمجموعات المسلحة المتبقية والتي تتضح من خلال الاقتتال فيما بينها من جهة، ومحاولات «التوحد» من جهة أخرى، وفتح جبهات جديدة لتخفيف الضغط عليها من جهة ثالثة، بالتوازي مع ارتفاع حدة الغضب الشعبي عليها خصوصاً بالغوطة الشرقية التي تشهد حالات هروب جماعية بسبب المعاناة من الظروف المعيشية الصعبة، حيث تستوعب الحكومة يومياً عشرات الأسر في مراكز الإيواء وتعمل على تسوية أوضاعها.

4- استمرار جهود التسوية الروسية والإيرانية والأممية – رغم محاولات التشويش عليها- كمبادرات مهمة تشجع الحوار الوطني والمصالحات الداخلية وترفض التدخل الخارجي وتحاول الوصول إلى صيغة مناسبة بين جميع الأطراف لتحقيق المصلحة الوطنية، وذلك على خلفية تسليم”المجتمع الدولي» بفشله في إحداث التغيير المطلوب أميركياً و«إسرائيلياً» ضمن مخططات تقسيم المنطقة و«الفوضى الخلاقة»، واستفاقته المتأخرة على حقيقة أن دوله ومجتمعاته ليست في مأمن من الخطر الإرهابي، واكتشافه فداحة الخطأ التاريخي الذي ارتكبه حين شجع الإرهاب وأفكاره الإيديولوجية المتطرفة في سورية وغضّ النظر عن داعميه ومموليه ورعاته..

5- الانفتاح العربي والدولي على دمشق، حيث ستحذو دول كثيرة حذو الكويت قريباً (كتونس ومصر والإمارات وغيرها)، مع الإشارة إلى أن بعض السفارات العربية والغربية لم تغلق أبوابها بالأساس.

6- من المتوقع حصول حوار سعودي إيراني حول ملفات المنطقة قريباً (مؤشراته ظهرت في إطلاق الحوار اللبناني بين حزب اللـه وتيار المستقبل).

7- على المستوى العربي، يلاحظ أن بعض الخطابات السياسية بدأت تربط بين «التطلع» لعودة الاستقرار إلى سورية والأمل «بعودتها للحضن العربي» وفق تصريح وزير الخارجية المصري سامح شكري قبل أيام، ما يعني وجود مساع مصرية للملمة شتات الأنظمة العربية ربما تتطور باتجاه ترتيب مصالحة عربية – عربية بضوء خليجي أخضر (والدليل أن وسائل الإعلام الخليجية خففت من لهجة انتقادها «للنظام السوري» وأخذت تحصر اهتمامها بالشأن السوري في المسألة «الإنسانية»، والمفارقة أن بعضها يعود تدريجياً لاستخدام مصطلح «الجيش العربي السوري» كبديل عن مصطلح «قوات النظام» الذي لطالما سعت لترويجه على مدى السنوات الثلاث الماضية).

وبالمحصلة، كل المعطيات السابقة تترجم -بشكل أو بآخر- عبارة رددها واثقاً أكثر من مسؤول بالدولة في الآونة الأخيرة:«وما النصر إلا صبر ساعة»، فهل اقتربت هذه الساعة؟!

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.