جولة على نقاط الإشتباك

 

الأردن العربي – كتب المحرر السياسي: لجريدة البناء اللبنانية ( الخميس ) 21/5/2015 م …

*السعودية وهادي يتحفظان على جنيف…

*الحوثي: لا لـ«جيش حرّ» يمني مع «القاعدة»

*معارك ضارية في تدمر والرمادي والقلمون…

*مواجهات حدودية يمنية سعودية

*بري يؤكد التحالف مع عون…

*إبراهيم يبرم صفقة العسكريين المخطوفين؟

قفز مؤتمر جنيف الخاص باليمن إلى الواجهة السياسية الدولية، مع تأكيد الأمين العالم للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث الأممي إسماعيل ولد شيخ أحمد الموعد أنّ المؤتمر سيُعقد يوم الخميس المقبل، وأنّ الدعوات ستوجه إلى الأطراف اليمنية المختلفة، والأطراف الإقليمية المعنية بالأزمة، والتي يمكن أن تساعد في الحلّ. وفهم السعوديون وجماعاتهم في الخليج واليمن أن الحوثيين والإيرانيين على جدول الأعمال، وأنّ مؤتمر الرياض الذي عقده منصور هادي برعاية سعودية لمناصري الحرب على بلدهم، ليس أكثر من طرف في الحرب، ومدعو للمشاركة في المؤتمر وقراراته هي رأي أصحابه وليست مشروعاً للحلّ يلزم المدعوّين إلى جنيف، فبادر الفريق اليمني التابع للسعودية لإعلان رفض المشاركة ما لم تتحقق شروطهم التقليدية، وفي طليعتها ما يسمّونه انسحاب الحوثيين من المدن، بينما تزعّم السفير السعودي في الأمم المتحدة عبدالله المعلمي مؤتمراً صحافياً لزملائه الخليجيين لإعلان رفض مشاركة إيران في المؤتمر.

رد السيد عبد الملك الحوثي على التصعيد السعودي العسكري والسياسي، وعلى مؤتمر الرياض ومنصور هادي في إطلالة هي الثالثة في الحرب، فأعلن الخيارات المفتوحة، التي ترجمها الثوار والجيش والقبائل هجمات متعدّدة داخل الحدود السعودية واشتباكات متواصلة عبر الحدود، أسفرت عن تدمير عدد من الآليات صوّرها الثوار وعرضوها على شاشات التلفزة. وأكد السيد الحوثي أنّ من يقاتل الثوار ويستثمر الغارات السعودية، يرفعون أعلام «القاعدة» والعلم السعودي، والحديث عن جيش شرعي تابع لمنصور هادي يشبه الحديث عن «الجيش الحرّ» في سورية، مجرد يافطة لوجود عسكري يقاتل في الميدان تملكه «القاعدة» بفرعيها «داعش» و«النصرة».

فيما عادت الغارات السعودية ترتكب المجازر في اليمن، كان تنظيم «داعش» ينتقل للتصعيد على جبهتي الرمادي وتدمر حيث تدور معارك كرّ وفرّ، مع الجيشين العراقي والسوري. ففي جبهة الرمادي كما على جبهة تدمر، تسيطر وحدات «داعش» على الحي الشمالي للمدينتين، ويسيطر الجيش العراقي كما الجيش السوري على الحي الغربي، وتدور معارك ضارية على وسط المدينتين.

لبنانياً في مناخ حرب القلمون المستمرة، وحيث الجيش السوري والمقاومة يحققان المزيد من الإنجازات، نجح المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، في حسم الحلقة العالقة من صفقة العسكريين المخطوفين، التي كانت تتمثل وفقاً لمصادر عربية متابعة للمفاوضات، برفض «جبهة النصرة» أنّ تكون الصفقة دفعة واحدة على رغم إقرار بنودها والتمسك بإجرائها على مراحل، وبعدما تكثفت الاتصالات التي تدور بين اللواء إبراهيم والقيادتين الأمنيتين في تركيا وقطر، بدا أنّ العقدة تتجه نحو الحلّ، وأنّ «النصرة» في دائرة قبول الصيغة المتكاملة للصفقة، ما جعل المصادر العربية تقول من دون تحفظ ربما سنكون نهاية الأسبوع مع موعد إنجاز الحلّ.

سياسياً كانت جولات وفود التيار الوطني الحر على القيادات السياسية، عنوان الحركة التي ما زالت تدور في حلقة مفرغة لإيجاد مخرج من المأزق الرئاسي، ليبرز موقف لرئيس مجلس النواب نبيه بري في لقاء الأربعاء النيابي، يضع العلاقة مع العماد ميشال عون وتياره في دائرة العلاقة الاستراتيجية، ووضع التباينات في دائرة الخلاف الذي لا يفسد في الودّ قضية.

إنهاء ظاهرة المسلحين في جرود عرسال لا بدّ منها

سيطر الجيش السوري وحزب الله على تلال الصوالح وصدر العروس وعلى معبر غير شرعي يمتدّ إلى جرود عرسال. وأكد مصدر عسكري لـ»البناء» أنّ «معركة القلمون تتألف من عدة مراحل، لكن حتى الآن المرحلة الأساسية انتهت ويمكن أن تكون الأخيرة، لأنه من الناحية العسكرية عندما يصل المقاومون إلى جنوب شرقي عرسال تكون المعركة عملياً قد انتهت. لأن لا المقاومة ولا الجيش السوري سيدخل إلى عرسال وما يحصل الآن هو السيطرة على بعض المناطق المتبقية وتنظيف أخرى التي تم السيطرة عليها».

وأشار المصدر إلى «أن المخاطر عن لبنان تقلصت في شكلٍ كبير، لأن المسلحين قبل العملية العسكرية كانوا موجودين في مساحة كبيرة تمتد من عرسال إلى جرود فليطا إلى وادي الجراجير إلى عسال الورد ورأس المعرة وصولاً إلى الزبداني، فضلاً عن تواجد تنظيم داعش من الجهة الشمالية الشرقية باتجاه حمص».

ولفت إلى «أن المقاومة سيطرت على كل التلال الاستراتيجية وحاصرت المسلحين في بقعة جغرافية محددة وهي جرود عرسال، وهذه المنطقة ليست من مهمات المقاومة بل كان من المفترض أن يبادر الجيش اللبناني بالتزامن مع عملية المقاومة والجيش السوري إلى التقدم شرقاً ومباغتة المسلحين في جرود عرسال ولو فعل ذلك لأدى الأمر إلى انهيار المسلحين، إلا أن غياب القرار السياسي الذي يغطي الجيش لم يكن متوافراً بل يخضع لقرار خارجي الذي يريد لجبهة عرسال أن تبقى أداة لاستهداف الجيش السوري وتنزف من خاصرة سورية».

وأوضح المصدر: «بهذه العملية تكون المقاومة قد أمنت القرى اللبنانية الحدودية من هجمات المسلحين لا سيما بريتال اللبوة الهرمل وقرى السهل ويونين ونحلة وغيرها، كما تكون دمشق قد أمنت العاصمة من هذه الجهة».

ولفت إلى «أن المقاومة في هذه الحرب تدفع ضريبة الدم عن لبنان وعن الجيش، لأن أي معركة يدخل بها الجيش ستكلفه شهداء وخسائر في ظل غياب القرار السياسي الذي يخضع للقرار الإقليمي كما حصل في طرابلس، إلا أن المواجهة لا بد منها، لذلك على الجيش أن يتوجه شرقاً وينهي ظاهرة المسلحين في جرود عرسال».

وحذر المصدر من هجوم يعد له المسلحون في جرود عرسال على الجيش نظراً لكثافتهم بالمنطقة وحصرهم في مكان واحد ولتأمين خطوط التموين والتواصل، إلا أنه جزم بأن الجيش على أتم استعداد وجاهزية وبوضعية ممتازة لصد أي عدوان، إلا أن الأخطر عملياً هي بلدة عرسال».

وتوقع المصدر «أن تصطدم جبهة النصرة التي تعرضت لنكسات كبيرة من داعش الذي لا يزال وضعه جيداً، وسيستغل ضعف النصرة للانقضاض عليها وبسط نفوذها إلا إذا عمل الراعي الإقليمي لهما على إيجاد تسوية بينهما».

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.