د.بهجت سليمان يكتب : كلّ “حليف” للأمريكان ، هو بالضرورة ” حليف ” مُباشَر أو غير مُباشَرَ لِ “اسرائيل”

 

الأردن العربي ( الخميس ) 21/5/2015 م ….

– لم يعد خافياً أنّ الفرز في المواقف حول الأزمة السورية ، واضحٌ وضوح الشمس..

فجميع المرتهَنين والمأجورين للمحور الصهيو-أمريكي ولأذنابه وبيادقه ، وخاصةً في المحميّات النفطية والمشيخات الغازية.. يقفون ضد الدولة الوطنية السورية ، ومع الثورة المضادة في سورية ، التي جرى إشعالها، أطلسياً ومشيخياً، في مواجهة الشعب السوري وقيادته الوطنية.. وكذلك أعداد غفيرة من ( المفكِّرين ) المستعربين، ومن المثقفين المتغرّبين، ومن أنصاف المثقفين ( المتعربشين )، الذين وقفوا بالطابور، في صفّ الثورة المضادة.

– وما يبعث على الدهشة، ليس موقف مئات الإعلاميين الصغار المأجورين من بيادق البيادق ، بل موقف بعض الإعلاميين المخضرمين ، سواء كانوا في الصف الوطني ، تاريخياً، أو كانوا في طابور التبعية الصهيو-أمريكية، طيلة مسيرتهم الصحفية ، ممّن تخلّوا عن الهوامش الصغيرة في مقارباتهم للأزمة السورية ، التي كانوا يتحلّون بها سابقاً، في تحليلاتهم ومقارباتهم، واتّخذوا، منذ بداية الأزمة في سورية ، مواقف فاقعَة، وضعوا فيها أنفسهم، في زوايا ضيّقة ، أودت بالحدّ الأدنى المفترض من الموضوعية لديهم ، وعرّتهم حتى من ورقة التوت التي كانوا يحتفظون بها سابقاً ، لإخفاء عوراتهم..

– وعندما يصل الإسفاف والابتذال ، بإعلامي مخضرم، إلى درجة يفشل فيها بذكر حقيقة واحدة، فيقول ( هناك صراع داخلي في سورية بين غالبية الشعب وبين نظامٍ، تحوّل بفعل ممارساته- أي الصراع – من سلمي إلى مسلَّح، ومن إصلاحي إلى مذهبي )!!!!.. مع أنّ الحقيقة الساطعة، التي يرفض هو وأَضْرَاُبُه، رؤيتها، أنّ الحرب في سورية، هي فعلاً بين غالبية الشعب ومعه النظام الوطني، في مواجهة عدوان إرهابي أطلسي-طوراني-مشيخي-وهّابي-إخونجي، ويساند هذا العدوان، تمرّد داخلي مسلّح، يتضمن عشرات الأشكال الخارجة على القانون وعلى القيم وعلى الوطن.. وأنّ الإرهاب المستورد والتمرّد المسلّح، وداعِمِيهم في الخارج، هُمْ مَن حَوّل الصراع من سلمي إلى مسلّح، وَهُمْ مَن رفض الإصلاح من ألفه إلى يائه، وهم مَن استماتوا، لتحويل الصراع إلى صراع مذهبي، عندما فشلوا في تحقيق غاياتهم العدوانية..

– ثم يقول هذا الإعلامي المخضرم ( إنه صراع إقليمي بين”محور الممانعة” وبين محور رفض الهيمنة الإيرانية على العالم العربي، والمؤلَّف من الخليج بزعامة السعودية، ومعهم الأردن ومصر )!!! أليس حرياً بهذا الإعلامي المخضرم ، أن يدرك أنه يفقد، بهذا النمط من المقاربة ، أخر ذرّة من الموضوعية ، عندما يسمّي المشيخات التابعة والمحميات الخانعة، والكيانات الراكعة، والسلطات التي باعت وطنها وأمتها منذ عشرات السنين ، للاستعمار البريطاني، وبعدئذ للسيّد الأميركي ، ووضعت نفسها في خدمته ، مقابل إبقائها في السلطة فقط.. عندما يسمّيها ( محور رفض الهيمنة الإيرانية على العالم العربي ) بدلاً من أن يسمّيها باسمها الحقيقي ( أتباع المحور الصهيو-أمريكي )..

– وليست إيران هي مبعث الخوف الحقيقي من هيمنتها على العالم العربي، بل إسرائيل ومن يدعمها ويقف معها في الهيمنة على العالم العربي واحتلال أراضيه وطرد أبنائه ونهب ثرواته ومقدّراته، هي مبعث الخوف أولا وثانياً وثالثاً.. وإيران مبعث خوف موهوم ومختَلق ومصطَنع ومضخّم ، لأنّها معادية لمحور الهيمنة الصهيو-أمريكي على العالم العربي..

وليس من المناسب أن يجري التلاعب بالتوصيف، بحيث تطلق تسمية ( محور رفض الهيمنة الإيرانية على العالم العربي ) على من انخرطوا وجعلوا من أنفسهم ومن بلدانهم ومن مقدّراتهم، رأس حربة، ضد أشقّائهم الآخرين، من أجل إجبارهم على الانخراط في محور التبعية للمنظومة الصهيو-أمريكية-الأطلسية.

– ما يمكن قوله ، أو أقلّ ما يمكن قوله ، هو ( ياعيب الشوم ) على صحفيٍ مخضرم، أمضى نصف قرن من الزمن في صحيفة مشهورة تدّعي أنّها ( نهار ) مع أنّها غالباً ما بثّت السواد والظلام في أرجاء الوطن والأمة، وعندما ينحدر بنفسه إلى الدرك الأسفل، وعندما يفشل في ذكر حقيقة واحدة، بل يغرق في مستنقع مليء بمئات المغالطات المقصودة!!!

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.