التهويل الامريكي وابتكار الحجج والاكاذيب لغاية في قلب ” البيت الابيض” / كاظم نوري الربيعي

 

 

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الجمعة 22/5/2015 م …

اعتادت الولايات المتحدة على  تضخيم بعض الامور التي تريد من خلالها ان تثير زوبعات او تجلب انتباه الاخرين الى ما تعنيه  او ان تثير  عاصفة لدى دول الجوار مثل السعودية وتركية وبقية  الرتل السائر في فلك السياسة الامريكية  وغالبا ما  تمرر ذلك ” التهويل”  الى الصحف الامريكية المقربة من اجهزة استخباراتها  لكن الهدف هو” كلمة حق يراد بها باطل”.

 بالامس طالعتنا  مجلة نيوزويك الامريكية بخبر مفاده ان ” الحشد الشعبي الوطنى العراقي ” الذي يشارك الى جانب القوات العراقية في الحرب ضد داعش الارهابية  يعد ” الرابع” على مستوى العالم بعد القوات الخاصة   للبحرية الامريكية  ومجموعة الفا الروسية وفرقة ايكو كوبرا النمساوية.

 ربما يشعر البعض بالسعادة والزهو للوهلة الاولى وتنشرح اساريره باعتبار ان هذا اعتراف امريكي  بقوة الحشد لكن الغاية من ذلك هي توجيه  رسالة مبطنة الى ” انظمة صديقة لواشنطن مفادها ان في العراق تتشكل قوة ربما  تضاهي قوة المقاومة اللبنانية  مستقبلا اي عليكم ياسادة الاستعداد لمواجهة هذه القوة.

ومن يدري ربما من هذا المنطلق اندفعت السعودية وفق وسائل اعلام بريطانية للبحث  بالحصول على اسلحة ذرية من باكستان وقد تلحق بها تركيا وربما مصر بحثا عن مصادر للحصول على الذرة ولكن ليس للاغراض السلمية هذه المرة.

  نعم وهذه حقيقة ان” الحشد  الوطني”  وهذا افضل مسمى له لعب ويلعب دورا في مواجهة الارهاب والارهابيين  وحقق  الانتصارات لخدمة العراق  كل العراق وليس  لطائفة بعيتها كما يحاول البعض ان يتهم هذا الجهد الوطني العسكري اتهامات باطلة او يطلق عليه مسميات لاتليق به وكان مقاتليه من شباب العراق قدموا من كوكب اخر  مثلما كان له الدور المميز في تحرير مناطق عراقية وقدم تضحيات جسام .

ومثلما  نبرز وبشكل مثير بعض الفضائيات الاجنبية لاسيما الغربية  طقوسا بعينها في المناسبات الدينية بالعراق وهي طقوس  غير محببة ومرفوضة لكن البعض يمارسها ” مثل ” التطبير” وفج الجباه وقد يفرح البعض من ان تلك الفضائية او القناة التلفزيونية  نقلت مشاهد التطبير والدماء معتقدا ان ذلك يخدم القضية التي ” تم التطبير من اجلها  بل العكس صحيح ان الهدف من عرض تلك المشاهد هو اثارة الراي العام  خاصة وان هناك مشاهد مقززة تركز عليها اجهزة الاعلام الغربية دون سواها .

 قبل هذا التضخيم المقصود استبق اكثر من مسؤول امريكي الاحداث عنما اعتبر ” تشكيل الحشد الوطني ” الشعبي” بمثابة القتبلة التي ستنفجر لاحقا بوجه ” ماما امريكا” ومن هذا المنطلق ذهبت الادارة الامريكية للترويج الى تشكيل “  حرس وطني” في كل محافظة  من المحافظات العراقية دون  الرجوع في تحركاته الى المركز في بغداد وهي سابقة خطبرة الهدف منها ” تقسيم” العراق ثم اعقب ذلك قرار الكونغرس الامريكي الخطير الذي يعد سابقة غير مقبولة قانونيا و تدخلا سافرا ومفضوحا  في الشان العراقي مما دفع ايران بالتاكيد  الى تاكيد رفضها  تقسيم العراق واقامة دويلات تابعة لواشنطن بجوار ايران  وفق مسؤول ايراني رفيع.

الولايات المتحدة وحلفاؤها يلعبون بالنار ويبتكرون شتى الوسائل الخبيثة و الالاعيب في تضخيم الامور لغاية في قلب يعقوب وليس ” مدحا” او افتخارا ومن هذا المنطلق جاء اعتبار المجلة الامريكية ” الحشد الوطني” الشعبيى “  القوة الرابعة في العام بعد القوة الامريكية الخاصة والقوتين الروسية والنمساوية التي  اوردتهما المجلة.

 التهويل الامريكي الاعلامي يعود الى مبتكرات ” سي اي ايه” ولعل الجميع يتذكر كذبة حماية اوربا من الصواريخ الايرانية باقامة الدرع الصاروخية الامريكية  في اوربا  خاصة تلك التي تجاور روسيا كما كانت هناك رواية لازالت عالقة في الاذهان عندما اصرت ” واشنطن بزعامة بوش ولندن بزعامة بلير على وجود اسلحة دمار شامل في  العراق   تشكل خطرا على  دول المنطقة والعالم  مما يتطلب غزو واحتلال البلاد وهو ماحصل عام 2003 حيث جرى تدمير  العراق دون العثور على ” الاسلحة الكيمياوية  المزعومة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.