أمل دنقل … شاعر الرفض

نتيجة بحث الصور عن أمل دنقل

الثلاثاء 22/5/2018 م …




الأردن العربي –

«شاعر الرفض» كما لقَّبوه؛ لأنه اختار موقعه إلى يسار السلطة، وانحاز إلى العمال والطلاب والفئات المهمَّشة.

وأبرز قصائده “لا تصالح.. ولو منحوك الذهب..

أترى حين أفقأ عينيك

ثم أُنبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى؟

هي أشياء لا تُشترى!…”. كتبها عندما عقد الرئيس الراحل أنور السادات معاهدة سلامٍ مع “إسرائيل”، وأصبحت أشبه بمنشورٍ سياسيٍّ شعريٍّ رفضاً الصلح مع العدو الإسرائيلي.

• طفولته:

وُلد في عام 1940 بقرية «القلعة» في صعيد مصر.

كان والده عالماً من علماء الأزهر، حصل على إجازة العالمية عام 1940، فأطلق اسم «أمل» على مولوده الأول تيمّناً بالنجاح الذي أدركه في ذلك العام، وكان يكتب الشعر العموديّ، ويملك مكتبةً ضخمةً تضمُّ كتب الفقه، والشريعة، والتفسير، وذخائر التراث العربيِّ التي كانت المصدر الأول لثقافة الشاعر.

فقد أمل دنقل والده وهو في العاشرة، فأصبح مسؤولاً عن أمه وشقيقيه.

تحكي والدته في فيديو لها بعد وفاته: «من طلعته كان راجل، في المدرسة كان متفوقاً وكان يقرأ كتب أبيه وكتب الناس الكبيرة

وهو لسه في الابتدائية، قرأ الشعر، والقصة، والقرآن، والتوراة، والإنجيل.

كل الناس كانت حاسة إنه هيطلع راجل وكنا فاكرين إنه هيتراجع بعد وفاة أبوه لكنه استمر في عطائه».

دراسته:

حين وصل للمرحلة الثانوية بدت ميوله العلمية، وهيّأ نفسه للالتحاق بالفرع العلميّ تمهيداً لخوض غمار الدراسة الأكاديمية في تخصّصٍ علميٍّ كالهندسة أو الكيمياء، لكنَّ العجيب أنَّ أصدقاءه قد أثّروا كثيراً في تحوّله المعاكس إلى الأدب والفنّ في هذه الفترة؛ فقد كان من أقرب أصدقائه إلى نفسه «عبد الرحمن الأبنودي» شاعر عامّية مصريّ، وقد تعرّف عليه أمل في المرحلة الثانوية، و«سلامة آدم» أحد المثقفين البارزين فيما بعد، وكان يمتُّ له بصلة قرابةٍ وكان رفيقه الأول في مرحلة الطفولة، وبعد اتّفاقهما الدائم على الالتحاق بالقسم العلميّ وجدهما قد فاجآه والتحقا بالقسم الأدبيّ، فوجد الصغير نفسه في حيرةٍ شديدة، سرعان ما حُسمت إلى اللحاق بأصدقائه.

أنهى دراسته الثانوية بمدينة قنا، والتحق بكلية الآداب في القاهرة لكنّه انقطع عن متابعة الدراسة منذ العام الأول ليعمل موظفاً بمحكمة «قنا» وجمارك السويس والإسكندرية، ثم موظّفاً بمنظمة التضامن الأفرو آسيوي، لكنه كان دائم الفرار من الوظيفة لينصرف إلى الشعر.

• حياته:

تزوّج أمل من الكاتبة والصحفية عبلة الروميني، وكانت بداية معرفته بها من خلال حوارٍ صحفيٍّ أجرته معه لصحيفة أخبار، واكتشف بعد الزواج بتسعة أشهر إصابته بالسرطان فعانى معه كثيراً؛ لأنه لم يكن يمتلك المال الكافي للعلاج وسط تجاهل الدولة له.

وبدأت حملةٌ لعون الشاعر من قبل الأصدقاء والمعجبين، وكان أولهم «يوسف إدريس» أديبٌ مصريّ، الذي طالب الدولة بعلاج أمل على نفقتها.

ليطلب أمل من أصدقائه التوقّف عن حملة المساعدة لأنه كان لا يريد أن ينشغل أحدٌ بمرضه، وظلَّ دنقل يكتب الشعر في مرقده في المستشفى على علب الثقاب وهوامش الجرائد، ولم يهمل الشعر لحظةً حتى آخر أيامه، حتى إنه أتمّ ديواناً كاملاً باسم: «أوراق الغرفة 8».

تعدّدت صداقات أمل وكانت صداقته مع نجيب سرور -كما تقول عبلة- من الصداقات الصاخبة المليئة بالشجار، وكذلك عبد الرحمن الأبنودي ويحيى الطاهر عبد الله ومحمود درويش.

• أبرز أعماله:

–         «لا تصالح» التي كتبها بعد معاهدة السلام مع العدو الإسرائيلي.

–         ديوان «البكاء بين يديّ زرقاء اليمامة» أول ديوانٍ له جسّد فيه إحساس العربيّ بعد نكسة 1967.

بالإضافة إلى «تعليقٌ على ماحدث»، «أقوالٌ جديدةٌ عن حرب البسوس»، أغنية «الكعكة الحجرية» التي تسبّبت في إغلاق مجلة السنابل التي نشرتها وفُصل رئيس تحريرها، وهي قصيدةٌ تنبّأ بها بثورة ميدان التحرير. – «أوراق الغرفة 8» كتب ديوانه هذا خلال إقامته في معهد الأورام بمصر وصراعه مع المرض، تميّزت بحسٍّ فلسفيٍّ سياسيّ عن معاناته مع المرض وتصوّراته للحياة ولحظات ما قبل الموت، ودوَّن فيها آخر أيام حياته ونُشِرت بعد وفاته.

• وفاته:

بعد معاناةٍ طويلةٍ دامت لثلاث سنوات مع السرطان دون أن يكفّ عن حديث الشعر، ليجعل هذا الصراع بين متكافئين: الموت والشعر، تٌوفّي بمعهد الأورام في مصر -الغرفة 8 في 21/ أيار/1983.
No automatic alt text available.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.