صفقة القرن هل من وقفة عِزّ / د. فايز الربيع
منذ ان تولى ترامب رئاسة الولايات المتحدة – وله اجندة كان قد وعد بتنفيذها ، ويظهر ان الرجل بخلاف الوعود التي نطلقها في الانتخابات ، والتي كما يقول المثل نعمل فيها (البحور مقاثي) ، فالرجل جاد في التنفيذ ، القدس ، ايران ، الإجهاض، التأمين الصحي ، والآن يأتي دور (صفقة القرن) – وهي الصفقة التي سيتم بموجبها تصفية القضية الفلسطينية اذا تم تنفيذها ، أفضل من هذا العرض بكثير كان قد عرض بدءاً من كامب ديفيد – مروراً بالكامب مرة أخرى في عهد كلينتون ، وغيره من العروض ، ولَم يقبل العرض ولا الفلسطينيون بهذه العروض ، صحيح أن الأحوال كانت أفضل قليلاً من الآن ، ولكنها لم تكن جيدة في كل الأحوال ، مفردات الصفقة التي تتحدث وسائل الاعلام انه تم عرضها على السعودية ومصر والفلسطينين والإمارات وتركيا ، وقيل ان الجهة التي رفضت الصفقة هي تركيا – تتحدث الصفقة عن تسوية تاريخية تسقط حق العودة ، وتحتفظ اسرائيل بالسيادة على غور الأردن ، وتكون ابو ديس – كجزء من القدس عاصمة للفلسطينين والاعتراف بيهودية الدولة ضمن حدود عام ثمان وأربعين ، وتقام دولة فلسطينية منزوعة السلاح وناقصة السيادة على نصف الضفة الغربية بالاضافة الى قطاع غزة ، على ان تنزع حماس سلاحها اما الأماكن المقدسة فالرعاية أردنية فلسطينية مشتركة، أي ان الصفقة إعداد وتنفيذ صهر الرئيس الامريكي الذي يحتفظ بذكريات مكتوبة عن عائلته اليهودية التي تعرّضت كبقية اليهود ما تعرضت له أثناء الحرب العالمية الثانية.
الغرب هو الذي اضطهد اليهود، هم الذين احرقوا وعذّبوا نحن لم نفعل ذلك – لماذا وجه الغرب اليهود الى بلادنا ، لماذا قبل اليهود ذلك، كما يقول الرئيس الامريكي ان القدس عاصمة لليهود منذ القدم ، حسب نصوص العهد القديم ، وحسب التاريخ – إذن القضية هي قضية عقيدة وتاريخ – والقدس هي جزء من هذا التاريخ ، اما نحن فلا – ربما يسأل سائل وماذا بإمكان العرب ان يفعلوا في مثل هذه الظروف قال حسنين هيكل في احدى مقابلاته حول موضوع القدس متى يتم التنفيذ أجاب عندما تصمت مصر وتوافق السعودية، نحن في أسوأ اوضاع يمر بها العرب – والقضية الفلسطينية ليست اولوية لدى معظم العرب ، والصراعات تحتدم – والدماء تسيل ، إن ما يمكن فعله – هو ما يفعل صاحب بيت تم سرقة بيته – ويعرف السارق ، وبدلا من ان يسامحه ، فيرتاح السائق ويأخذ المتاع ، فإنه يبقى مسكوناً بعودة صاحب البيت لأخذ حقه ، ربما تجد اسرائيل وأمريكا أشخاص كثر يمكن التعاون معهم ، وهذا يذكرنا بالليبي الذي بعثته إيطاليا لمفاوضة عمر المختار للاستسلام ، قائلا له ، طائراتهم أقوى – جيوشهم أقوى – رفض عمر المختار ، سجّل التاريخ اسم عمر المختار بين الشهداء وخلده التاريخ ، ولا زال الليبيون يلعنون ذلك الخائن اذا تذكروا اسمه . هذا هو التاريخ ، ان كنت لا تستطيع ان تصل الى حقك فلا تتنازل عنه ، فسيجل التاريخ اسمك في سجل الخالدين أو الخائنين – نحن بحاجة الى وقفة عز – نرفض فيها الاملاءات في زمن الضعف – الى ان تستعيد الأمة عافيتها – وهي قادرة على ذلك.
التعليقات مغلقة.