أليست روسيا حليفاً ؟! / ابراهيم ابو عتيلة

نتيجة بحث الصور عن ابراهيم ابو عتيلة

ابراهيم ابو عتيلة ( الأردن ) السبت 26/5/2018 م …

تضج وسائل الإعلام بأخبار الوجود الروسي في سوريا ، ويحار الكثيرون عبر وسائل التواصل الاجتماعي كما يحار الكثير من المحللين من طبيعة التدخل الروسي في سوريا وموقف روسيا في دعم الجمهورية العربية السورية .. فهناك من يؤيد بشدة التدخل الروسي وهناك من يعارض ومن يتحفظ وهناك من يطلب المزيد ..




المعارضون والمتحفظون لهم ولاءاتهم واصطفافاتهم في المعسكر المعادي لسوريا الدولة ، وهم مع قوى العدوان والعصابات المسلحة التي تستهدف القضاء على الدولة السورية وتقسيم الوطن السوري إلى كيانات تسهل للكيان الصهيوني السيطرة المطلقة على المنطقة ، وهؤلاء باتوا مكشوفين وهزيمتهم القاطعة في طريقها للاستكمال وعليه ليس من الأهمية بمكان رأيهم في موضوعنا هذا.
لقد جاء التدخل الروسي في سوريا بتنسيق كامل مع القيادة السورية ومع الجيش العربي السوري، فكان هدف سوريا وجود حليف يساندها في معركتها ضد الإرهاب وضد من يقف مع الإرهاب من المعسكر الصهيوأمريكي ، ولعل محاربة الإرهاب كانت قضية مشتركة بين كل من سوريا وروسيا ، فموسكو عانت من إرهاب المتطرفين في الشيشان ومناطق أخرى من روسيا بحيث وصلت عمليات الارهابيين إلى موسكو نفسها.

ومن هنا فقد أبدت روسيا رغبتها في شن حرب ” استباقية ” ضد “الإرهابيين” في سوريا بما يمنع وصول هؤلاء الإرهابيين اليها خاصة وكما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومن خلال تقارير الأجهزة الأمنية الروسية بأن هناك نحو ألفي روسي وثلاثة آلاف من بلدان الاتحاد السوفياتي السابق يقاتلون في صفوف “داعش” مما يشكل خطراً حقيقياً على روسيا وأمنها القومي في حال عودتهم من سوريا.

ومن جانب آخر فإن أهداف روسيا لم تقتصر على تلك الحرب “الاستباقية” بل تعدتها إلى قضايا استراتيجية تمس وضع روسيا ومستقبلها مثل :
• بقاء روسيا في المياه الدافئة من خلال وجود محطة بحرية وحيدة لو فقدتها فستصبح بعيدة عما يدور في المتوسط فالقاعدة البحرية في ميناء طرطوس كفيلة بتحقيق هذا الهدف علاوة على وجود قاعدة حميميم الجوية قرب جبله وقيام روسيا باستخدام مطارات أخرى كقواعد غير أساسية كتدمر والشعيرات .

• المحافظة على المصلحة الروسية التي من المتوقع أن تتحقق من عقود استخراج النفط والغاز الموقعة في نهاية 2013 لاستغلال الحقول البحرية الضخمة مقابل الشواطئ السورية.
• التدريبات العسكرية في ظروف الحرب الحقيقية التي تتحق من العمليات في الأرض السورية.
• تجربة الأسلحة الروسية الحديثة بما يتيح الترويج لها وبما يثبت نجاعة السلاح الروسي أمام المشترين ، وقد ظهر ذلك جلياً من خلال قيام العديد من الدول للحصول على السلاح الروسي بما في ذلك الطائرات الروسية التي أظهرت قدراتها في سوريا مثل قاذفة “سو- 34” علاوة على الصواريخ الروسية.
• منع وصول الغاز القطري إلى أوروبا بالأنابيب وبما يهدد مكانة الغاز الروسي .
• إعادة روسيا كقوة عالمية عظمى لها من المكانة بما ينافس القطب الأمريكي الأوحد حيث تحقق لروسيا ذلك على المستويين العسكري والسياسي.

ومما لا شك فيه بأن التدخل الروسي كان له أثراً كبيراً على تعزيز صمود الجيش العربي السوري وتمكينه من هزيمة الإرهابيين في مختلف المناطق السورية ، ولكن كل ما تحقق لروسيا من منافع وما تحقق من مصالح بفضل صمود الجيش العربي السوري والدماء السورية لم يشفع لسوريا تعزيز قدراتها الدفاعية بشكل يمكنها من مواجهة الإعتدءات الصهيونية المتكررة وبما يرد تلك الإعتداءات ، فبتنا نلاحظ تكرار تلك الإعتداءات على مناطق سورية مختلفة مما أدى في حالات كثيرة إلى سقوط الشهداء من السوريين وإحداث الخسائر في البنية التحتية ، ولم يقتصر الأمر عند الخسائر في الجانب السوري بل تعداه ليوقع الخسائر بحلفاء سوريا من ايران وحزب الله وبمحور المقاومة بشكل عام ، ومع كل عدوان يكبر السؤال … لماذا لم تقم روسيا بتعزيز القدرات الدفاعية للجيش العربي السوري بما يكفل صد العدوان الأمروصهيوني البريطاني الفرنسي ؟؟ ولماذا لم تقم روسيا حتى الآن بالايفاء بعقودها الموقعة مع الجمهورية العربية السورية وتسليمها أنظمة صواريخ ال S 300 التي سبق وأن تم التعاقد عليها سنة 2008 ؟؟ تلك العقود التي اعترض على توقيعها الكيان الصهيوني قبل بدء عصابات الإرهاب بمحاولة نهش الجسم السوري ، في الوقت الذي شكك فيه وزير إستخبارات العدو الصهيوني كاتس بقيام روسيا بتزويد سوريا بمنظومة “إس-300” الصاروخية ، محذرا من أن هذه الخطوة ستؤدي إلى تدهور العلاقات الروسية “الإسرائيلية” مضيفاً في حديث لإذاعة جيش العدو: “أشك في أن (روسيا) ستقوم بتوريد هذه الأنظمة (إلى سوريا) ، إذ أنه سيتم في هذه اللحظة تجاوز الخط المحدد في علاقاتنا” .

فما هو السبب الحقيقي لعدم قيام روسيا بتسليم منظومة الصواريخ تلك لسوريا:
• هل هي وكما يقال عدم المساس بالتوازن الاستراتيجي بين سوريا وكيان العدو ؟
• هل هي لضمان تفوق سلاح جو العدو وتمكنه من استهداف أي موقع يريده على الأراضي السورية ؟؟
• هل هو خضوع للوبي الصهيوني ؟؟؟ خاصة وأن في كيان العدو ما يزيد على المليون يهودي روسي .

• هل أن مصالح روسيا مع كيان العدو ترقى عن كل ما حققته روسيا من مصالح في سوريا ؟؟؟؟


اسئلة كثيرة تؤرق كل غيور على المصالح السورية والعربية ومصلحة محور المقاومة … علماً بأنه سبق وأن صدر عن روسيا تصريحات كثيرة تثير الشبهات فمن مسودة الدستور السوري الذي قدمته روسيا في وقت سابق إلى علاقتها مع الأتراك الذين يحتلوا جزءاً من الشمال السوري إلى ما أثير عن علم روسيا بضربات العدوان الثلاثي قبل حدوثه إلى تصريحات الكريملين الأخيرة حول خروج القوات الأجنبية من سوريا بما فيها ايران وحزب الله ، ذلك التصريح الذي أثار الكثير من ردود الفعل والتي قامت بموجبه روسيا بتعديله أو التراجع عنه … 

أسئلة تطرح نفسها بانتظار الإجابة حتى يحكم التاريخ فيما إذا كانت روسيا حليفاً لسوريا أم أن مصلحة العدو الصهيوني عندها أهم من ذلك .

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.