فوبيا داعش ….. Isis phobia / غالب راشد

 

غالب راشد ( الأردن ) الأحد 24/5/2015 م …

 كالسرطان الذي ينتشر في كل أعضاء الجسم يفتك بها فتكا، فلا دواء ناجع يمكن أن يوصف للعلاج أو تخفيف الألم ،كل عضو أبتُلي به أصابه العطب والهلاك . وكالاخطبوط النهم يمدّ أذرعه في كل اتّجاه يريد الوصول إليه فيلتهمه التهاما . داعش تسونامي مرعب مدمّر يضرب بقوة عاتية أنّى شاء ووقتما يشاء ، تسونامي أنتجته الافكار الزلزالية التكفيرية الظلامية ، تلك الأفكار القائمة على عقيدة الذبح والقتل والتدمير وانتهاك الأعراض ، تلك العقيدة التي استباحت كل المحرمات والمحظورات واستدعت شتى صنوف الدمار والتخريب المادي والمعنوي . وتسونامي داعش يضرب حسب طبيعة المنطقة التي يريد فإذا كانت المنطقة ضحلةً في تفكيرها بعيدة عن عمق الفهم والحكمة جاءهم تسونامي بغتة وعلى حين غرة فيدفعهم حب الفضول او الاستفادة من مخلفاته الى الاندفاع لاستكشاف ما يحدث والترحيب به وانتظار قدومه ليلقوا حتفهم وإن كانت المنطقة عميقة جاء أهلها تسونامي مدمرا من البداية فيضربها بعشرات السيارات المفخخة ومئات الانتحاريين . داعش تسونامي لا يمنكن منع حدوثه أو التنبؤ به على وجه الدقة حتى ولو كانت مؤشرات الزلزال تشير إلى المكان بشكل صحيح. داعش ” يأجوج ومأجوج ” ابتليتْ به المنطقة هم أهل فساد وشر وقوة ، لا يصدّهم شيء عن ظلم من حولهم لقوتهم وجبروتهم، تراهم من كل حدب ينسلون جاء في الحديث الشريف وصفهم “عن خالد بن عبد الله بن حرملة عن خالته قالت: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ” إنكم تقولون لا عدو! وإنكم لن تزالوا تقاتلون حتى يأتي يأجوج ومأجوج: عراض الوجوه, صغار العيون, صهب الشغاف, ومن كل حدب ينسلون. كأن وجوههم المجان المطرقة وقوله ” صهب الشغاف ” يعني لون شعرها أسود فيه حمرة, و” كأن وجوههم المجان المطرقة ” المجن الترس وشبه وجوههم بالترس لبسطها وتدويرها وبالمطرقة لغلظها وكثرة لحمها, و” من كل حدب ينسلون ” أي من كل مكان مرتفع يخرجون سراعا وينتشرون في الأرض . وهذا شأن داعش من جاؤوا من جميع الأصقاع والأماكن ليعلمونا ديننا وليمحوا عنّا الشرك والكفر وينقّون سرائرنا من الخطايا والذنوب بالحديد والنار والدماء ، جاؤوا ليطهروا قلوبنا من الدنس والعبودية لغير الشيطان والطاغوت . داعش أصبحت فوبيا مزمنة نعاني منها في كل شبر مقدّس من بلادما وفي كل لحظة نعيشها ،فوبيا داعش يرى علماء النفس أن أعراضها التي بدأت تظهر علينا يمكن إجمالها بالآتي : الهلع والخوف الشديد والمتواصل ، والقلق المسبق: اي القلق المتواصل من حدوث موقف أو شيء اخر ،والرغبة في الفرار: وهي الرغبة الملحة لترك الموقف والفرار بعيدأً عنه. والأفكار القهرية: وتتمثل بصعوبة التفكير بأي امر اخر غير الخوف. ناهيك عن الأعراض الجسدية كالصداع والغثيان والارتجاف وخفقان القلب . من يشك في هذه الأعراض فليسأل سكان الرقة أو دير الزور أو سكان الموصل والرمادي أو فليسأل أبناء الطوائف والمذاهب الذين أوغل داعش معوله في دمائهم وتلذذ في هتك أعراضهم وسلب كرامتهم وحرياتهم . ولكن السؤال الملحّ هو كيف نوقف الوحش الداعشي ؟ خاصة أنه أصبح يبسط سيطرته على ما يقارب من نصف مساحة سوريا وثلث العراق . يقول المثل المأثور : ” لا يفلُّ الحديدَ إلاّ الحديد ” فإذا كان الأخطبوط الداعشي سلاحه الفتّاك هو الانتحاريين والسيارات المفخخة فليكن في المدافعين من يفعل ذلك ، وليحمل كل من يقدر على حمل السلاح سلاحه ويقف مدافعا يذود عن وطنه وعرضه لا متشاكيا متباكيا يحمّل جيش بلاده مسؤولية حمايته وحده فكل مواطن شريف غيور هو خفير جندي وحارس في منطقته . داعش وحش تمددت أظفاره ونمت أنيابه برعاية أمريكية صهيونية وبتمويل وتدريب وتسليح عربي إعرابي وواجب مقاومته فرض عين على كل شريف غيور لا زال يؤمن بالوحدة والعروبة ويؤمن بالله ربّا لا شريك له ولا يؤمن بالوهابية وشيوخها مرجعا وقدوة له .

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.