بعد الانسحاب الامريكي … اتفاق فيينا النووي في الميزان / عبد الحفيظ أبو قاعود
عبدالحفيظ ابو قاعود* ( الأردن ) الأحد 27/5/2018 م …
* رئيس تحرير ” الأردن العربي ” …
انطلقت الثورة الصناعية الاسلامية من ايران ؛الدورة الحضارية الانسانية الثالثة تحت حصار غربي متصهين وبإرادة الاستقلال السياسي والاقتصادي في بلد غني بالموارد الطبيعية المتنوعة، توجت بالإنجاز النووي السلمي بامتلاك الخيار والسلاح النووي بلا منازع ،لتدخل الجمهورية الاسلامية الايرانية المنتدى النووي الدولي ونادي القوى الكبرى، بعد اربعين عاما من الحصار والعقوبات منذ انتصار “الثورة الاسلامية”1979، التي رفعت راية الاستقلال السياسي والاقتصادي ومقارعة الحلف الصهيوني الامريكي في الاقليم وقوى الاستكبار العالمي، وتحرير الاراضي المحتلة ، وانهاء المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة.
لقد تمكنت الثورة الاسلامية الايرانية من بناء أجيالا من العلماء المهندسين والخبراء و المنتجين المؤهلين علميا وتقنيا لبناء قاعدة علمية متقدمة، و قوة عسكرية عملاقة مؤهلة للدفاع عن قلعة مهمة من قلاع التحرر و مقاومة الاستعمار في العالم ،وقدمت إمكانات ومساهمات جليلة في دعم في مستمر ومتواصل للدولة الوطنية السورية ولحركات المقاومة في لبنان وفلسطين المحتلة والمستضعفين في الارض.
وقادت القيادة الإيرانية بزعامة قائد الثورة الإمام أية الله الخميني ومن ثم بقيادة رفيقه وخليفته صاحب العقل الاستراتيجي الراجح آية الله علي الخامنئي مقاومة مبدعة وتحركت وفقا لقاعدة تحويل التهديد والحصار إلى فرصة .ورسخت شراكة مصيرية مع “سورية الاسد” توأم الجمهورية الإسلامية الايرانية وحزب الله في مشروع تحرير الشرق من الهيمنة الاستعمارية الصهيونية ،والمشروع التكفيري الارهابي.
معارك وتحديات سياسية واقتصادية وعسكرية زرعها الحلف الاستعماري الصهيوني لإيران ومحورها المقاوم ،من خلال الحروب الاقليمية والاحتلالية والحروب بالوكالة، و تأجيج الصراع المذهبي عبر المشروع التكفيري الارهابي”الدواعش”،ومنظومة التحالف الامني الاقليمي لاستنزاف فائض قوة إيران الاقتصادية والعسكرية خدمة لإدامة المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة.
اتفاق فيينا النووي التاريخي بالاعتراف بإيران قوة كبرى؛ يشابه ويوازي في شروطه ومضامينه صلح الحديبة!!!. ويحول ايران من ولاية الفقيه الى ولاية الامر في الشرق ؟!!!. لكن إين “الامة والملة ” في هذا الاتفاق التاريخي؟!!!.ووهل من امكانية فتح الافاق لحوار متوازن بين “الملة” والغرب في مصالحة تاريخية مقبلة؟!!!.
وعند دراسة ظروف مناخ وشروط صلح الحديبة في العهد النبوي وظروف مناخ وشروط الاتفاق النووي الايراني مع القوى الدولية 5+1 في العصر الحديث ؛ نجد ان المفاوض الايراني بقيادة مرشد الثورة الاسلامية الايرانية حوُل التهديد والحصار الى فرصة تاريخية ، حيث اقتدى بالرسول الاعظم في اقامة التحالفات مع القبائل والعشائر في الجزيرة العربية ،وبالمفاوضات والحوار السلمي مع قريش القوى العظمى في ذاك المكان والزمان ،وانهاء الوجود اليهودي في المدينة المنورة بعد نقض التحالف مع الرسول الاعظم .
فالخطوة الاولى للرسول محمد صلى الله عليه وسلم ،التي مهدت الطريق لفتح مكة سلما ؛ اتفاق صلح الحديبة التاريخي ،الذي عارض بعض الصحابة احد شروطه الاربعة ، وبعد بضع سنوات من الصلح ” الذي يعتبر منعطفا تاريخيا في تاريخ الرسالة الاسلامية لكنه غير مقدس ، جاء نصر الله والفتح ” .
وفي القياس ؛ استهدفت القيادة الايرانية الراشدة في هذه الخطوة الاولى من ضمن سلسلة خطوات اخرى من توقيع ” الاتفاق النووي ” في فيينا مع الدول العظمى 5+1 ؛الاقتداء بخطوات الرسول الاعظم في التفاوض مع القوى العظمى لتحويل التهديد والحصار العلمي والاقتصادي الى فرصة تاريخية لردم مشروع الغرب المتصهين بحضر المعرفة العلمية الانسانية عن العرب والمسلمين ،لإبقاء ” الملة والامة ” في حالة “التعليم والتعلم”؛ ” نأكل لنعيش ونعيش لنأكل”، والتابعية والمولاة والاستضعاف تحت الهيمنة الاستعمارية الامبريالية وتعميم الثقافة الغربية عبر برامج العولمة والقطبية الاحادية والشركات متعددة الجنسيات والعابرة للقارات والمجمع الصناعي العسكري، واذرع منظومة التجارة العالمية ؛ البنك الدولي وصندوق النقد الدولي .
لقد حققت إيران الانجاز العلمي العظيم بامتلاك السلاح النووي السلمي للتوازن الاستراتيجي مع قوى الاستكبار العالمي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية لتكون الجمهورية الاسلامية الايرانية ؛ القوة الاسلامية الاولى ،التي تمتلك الخيار الاستراتيجي في عالم لا يحترم الا الاقوياء ولا يقيم وزنا للضعفاء وممالك وامارات الطوائف .
** يتبع 2/2* رئيس التحرير
التعليقات مغلقة.