فلسطين وخطوة السلطة الفلسطينية / هيا عيسى عبد الله
هيا عيسى عبد الله ( الإثنين ) 5/1/2015 م …
قرار السلطة الفلسطينية الانضمام إلى نحو عشرين منظمة دولية يثير ردود فعل إسرائيلية وأميركية غاضبة،ردود فعل متباينة بشأن الخطوة الجديدة للسلطة الفلسطينية. حيث وقعت فلسطين على طلب الانضمام إلى أكثر من عشرين منظمة ومعاهدة واتفاقية دولية، أبرزها اتفاقية روما.
فلم يكن من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو ألا أن تعهد باتخاذ كل الخطوات اللازمة لحماية جنوده، محذراً السلطة بأنه سيتعرض الفلسطينيين لإجراءات قضائية أمام المحكمة الجنائية لتأييدهم حركة حماس التي وصفها بأنها جماعة إرهابية.
عدد من المحللين الإسرائيليين حذروا من تداعيات تدويل الصراع، ورأوا أنه يمثل جرس إنذار إلى الإسرائيليين. فيما قلل سياسيون من خطورة مثل هذه الخطوة.
ويذكر ان نتيناهو طالب المحكمة الجنائية الدولية سابقا برفض طلب فلسطين الانضمام للمحكمة
وقال في بيان له ” نتوقع من المحكمة الجنائية الدولية أن ترفض في شكل قاطع الطلب الفلسطيني المنافق بالانضمام إليها، لأن السلطة الفلسطينية ليست دولة بل كيان متحالف مع حركة حماس الإرهابية التي ترتكب جرائم حرب”.و
عبر المستشار السياسي البارز لرئيس الوزراء الإسرائيلي والسفير السابق لدى الأمم المتحدة دوري غولد، ، إن “السلطة الفلسطينية التي اتفقت مع حماس هي التي يجب أن تكون قلقة بشأن المحكمة الجنائية الدولية. إذ إنها تشارك في ارتكاب جرائم حرب ضد إسرائيل من خلال إطلاق الصواريخ التي استهدفت القرى والبلدات الإسرائيلية”، وتابع أن إسرائيل “ستفعل ما هو ضروري للدفاع عن جنودها”.
وفي هذا السياق قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات اليوم “إن ما بعد الانضمام للمنظمات الدولية لن يكون كما قبله وإن مجمل العلاقة الفلسطينية الاسرائيلية قيد التحديد الآن لكن دون الحديث عن حل السلطة”. كما و هاجم الموقف الأميركي بإن الولايات المتحدة لم تقدم أي ورقة مكتوبة بشأن الحل السياسي بل مجرد أفكار شفوية، معتبراً أن أي مفاوضات جديدة عليها أن ترتكز على قرار من مجلس الأمن يحدد معايير الحل ضمن سقف زمني.
أميركا التي كان لها اليد الأطول في إجهاض المشروع الفلسطيني في مجلس الأمن، رأت أن الموقف الفلسطيني هو تصعيد من شأنه أن يؤدي إلى عرقلة جهود السلام.
اما روسيا فقد رأت في هذا القرار خطأ استراتيجياً وذلك على لسان سفيرها الدائم لدى الأمم المتحدة فقد اتهمت موسكو واشنطن باحتكار مفاوضات السلام الاسرائيلية-الفلسطينية وجرها إلى طريق مسدود.
وبعكس الموقف الروسي، وجدت الولايات المتحدة أن مشروع القرار سيعقد الأوضاع وسيلحق أفدح الأضرار بعملية السلام المفترضة، لتتأكد مجدداً العلاقة الراسخة بين إسرائيل والولايات المتحدة.
وفي السياق نفسه نقلت صحيفة عبريه عن مصادر في الخارجية الإسرائيلية قولها إن الموقف الأمريكي أثبت مجدداً بأن واشنطن هي الحليف الاستراتيجي لإسرائيل وهي التي تسهر على استقرارها وأمنها.
ويأتي ذلك في الوقت الذي يرتفع فيه نسبة المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة في عام 2014 أكثر من 4% مقارنة بعام 2013 .
وأخير يأمل الفلسطينيون أن يتيح انضمام فلسطين إلى محكمة الجنايات الدولية، ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين. فيما يخشوا من تسييس المحكمة، وعدم الالتزام بتوقيف مطلوبين، ولا سيما أن عدداً من الدول الكبرى والمؤثرة كأميركا والصين والهند.ليست أطرافاً في المحكمة.
التعليقات مغلقة.