خواطر سورية ( 149 ) / د.بهجت سليمان ( ابو المجد )

 

د.بهجت سليمان ( ابو المجد ) * ( سورية ) الأحد 24/5/2015 م …

* السفير السوري السابق في الأردن

( صباح الخير يا عاصمة الأمويين .. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين .. صباح الخير يا بلاد الشام .. صباح الخير يا وطني العربي الكبير ) .

[ إذااعْتادَ الفتى ، خوضَ المنايا …… فأيْسَرُ مايَمُرُّ به ، الوحولُ ]

ـ1ـ

( العمليّاتُ الاستشهاديّة المنشودة ، إضافَةٌ نوعيّة )

– مَنْ يعتقد أنّ دعمَ الأصدقاء والحلفاء ، أو أنّ العمليّاتِ الاستشهاديّة الإيمانيّة الإنسانية .. هي بٓدِيلٌ للدور القتالي الأسطوري للجيش السوري ، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً ، يكون واهِماً جداً .

– ولكن عندما يتصاعَدُ حجمُ التحدّي الوجودي ، إلى هذه الدرجة غير المسبوقة في تاريخ هذا الشرق ، تصبحُ العمليّاتُ الاستشهاديّة ، إضافةً نوعيّةً تُعٓجِّلُ في سحقِ واستئصالِ العصابات الإرهابية التكفيرية الظلامية المتأسلمة .

– و مَنْ يعتقدون أنَّ العمليات الاستشهاديّة، هي دليل ضعف ، لا بُدَّ لهم أن يعرفوا بِأنّها :

/ دليلٌ على منتهى القوّة الروحيّة والنّفسيّة، التي هي أعلى وأصْلبُ أنواع القوة ، وتعني :

/ أنّنا في ذروة الاستعداد والجاهزية لمواجهة الحرب الكونية ، علينا ، وتعني :

/ قُدْرتنا على إلحاق الهزيمة الساحقة بأعدائنا ، وتعني أيضاً :

/ أنَّ العَدُوَّ قد زٓجَّ بِأقصى ما لديه من قوى ووسائط متاحة له ، وبما يستدعي اعتماد النهج الاستشهادي ، لمواجهته والإسراع بهزيمته .

ـ2ـ

ما هوالفَرْق بين : العمليات الانتحارية التكفيرية المتأسلمة وَالعمليات الاستشهادية الإيمانية الإنسانية ؟

كالفَرْق بين الأرض والسّماء ،        وبين الثّرٓى و الثُّرٓيّا ،                                                                          وبين الظّلام و النُّور ،                   وبين الباطل و الحَقّ ،                                وبين الشيطان و الملاك ،               وبين الخيانة و الوطنيّة ،

وبين الغَدْر و الوفاء ،                   وبين الأنانيّة و الغيريّة ،

وبين الوحشيّة و الإنسانيّة ،             وبين جهنّم و الفردوس ،

وبين الذُّلِّ و الكرامة ،                   وبين الفَناء و الخُلود .

– والعمليّاتُ الانتحارية يُنَفّذُها أفرادٌ تقودُهُمْ غرائزُهُم ، وعُقولُهُم مُلْغاةٌ ، ويبحثون عن ” الحُور العين ” .

– و أمّا العمليات الاستسهاديّة ، فيقومُ بها أشخاصٌ واعُون ، ومؤمنونَ بقضايا سامية ، ولا يريدون شيئاً إلاّ انتصارَ الوطنِ الذي نٓذَروا أنفسهم للدّفاع عنه وعن واستمراره وشموخه وعِزّته .

ـ3ـ

( بِرٓسْمِ أُمِّيِّي الإعلام والثقافة ، ومرتزقة الكلمة من الجَهَلَة )

( الشهيد ) : هو من مات دفاعاً عن الوطن أثناء القيام بواجبه الوطني والأخلاقي والمهني ، وهم بعشرات الآلاف من مُقاتِلي الجيش السوري و من أبناء الشعب السوري .. و

( الاستشهادي ) : هو مَنْ أعَدَّ نفسه مُسـبٓقاً للشهادة ، وزَنَّرَ نفسه بما هو كفيلٌ بِإلحاق خسائِرَ جسيمة في صفوف العدوّ ، بحيث تؤدّي تلك العملياّتُ الاستشهاديّة إلى تغييرِ مسارِ الحرب أو المعركة ، والتعجيل في هزيمة العدوّ وتحقيق النصر ..

وخيرُ مثالٍ على ذلك ، هو قيام عملية استشهادية واحدة في عام ” 1983 ” ضدّ قوّات المارينز الأمريكية في لبنان ، أوْدَتْ أوّلا :

بِ حياة ” 242 ” جندي وضابط أمريكي ، وأدّت ثانياً :

إلى انسحاب القوات العسكرية الأمريكية من لبنان .

– وما لا يعرفه الجَهَلة هو أنّ :

” الشهادة ” جماعية ، بمعنى تشمل عشرات الآلاف ومئات الآلاف ، بل والملايين من الشهداء الذين قضَوا دفاعاً عن الواجب ، وأمّا :

” العمليّات الاستشهاديّة ” فهي حالة أو حالات فردية ، يقوم بها أشخاصٌ مُحٓدَّدون أو قِلّةٌ ، بالعشرات أو بالمئات ، ولكنّهم غالباً ما يُغٓيِّرون وجْهَ التاريخ .

ـ4ـ

بعضُ الذين تُزْعِجُهُم ” ثقافة المقاومة والاستشهاد “ يريدون :

” ثقافة المُساومة والاستعباد “        و ” ثقافة المياومة و الاستنجاد “

 

و ” ثقافة الفشورة و الانتقاد “        و ” ثقافة البلادة و التّسكُّع “

و ” ثقافة المقاهي والتَّنٓطُّع “          و ” ثقافة العويل والتَّرَبُّع “

و ” ثقافة الأرچيلة و التَّمايُع “        و ” ثقافة التهديم و التَخَلُّع “

و ” ثقافة الدَّلَع والتَّمَنُّع “              و ” ثقافة النّدْب و التَّبَرْطُع “

ـ5ـ

( لا بُدَّ من ” تَفَهُّم ” سُعار الرافضين ل ” ثقافة الاستشهاد “ )

– أولئك الذين ثارت ثائرتهم وفقدوا أعصابهم ، من طرح وتعميم ” ثقافة الاستشهاد ” فضحوا أنفسهم وتعرّوا حتى من ورقة التوت …

سواءٌ أدركوا ذلك أو لم يدركوه ،

وسواءٌ كانت تهجُّماتُهُم وسمومُهُم ، واضحةً وجليّة ، كَقَوَارِضِ الخارج ،

أو جاءت تحت ستار ادّعاءِ الحرص ومحاولةِ ارتداءِ قناعٍ مُزَيَّف ، كَخَفافِيش الدّاخِل ..

– وما أفْقٓدَهُمْ صوابَهُمْ ، هو مدى نجاعة سلاح ” الثقافة الاستشهادية ” القادرة على صنع المعحزات.

– ولذلك هم ” معذورون !!!! ” ونتفهّمُ سبٓبَ حنقِهِم وغضبِهِم واستنكارِهِم ورفضِهِم لتعميمِ وتعميقِ ” ثقافة الاستشهاد ” …

فَ هؤلاء يقومون ب ” واجبهم ” المناط بهم ، سواءٌ كانوا خارجَ الوطن أو داخله.

ـ 6 ـ

( لا يٓفُلُّ الحديدٓ ، إلاّ الحديدُ )

– عندما تكون الحربُ مع آلافِ الانتحاريين والانغماسيين الشيشان والأفغان والتركمانستان والداغستان ، ومع عشرات ” الستانات الأخرى ..

– فالرّٓدُّ على ذلك ، هو بقيام آلاف الشباب السوريين ، بعملياتٍ استشهاديّة ، بمواجهة هؤلاء ..

– ولا يَفُلُّ الحديدَ إلاّ الحديدُ

ـ 7 ـ

( الرّافضون لمبدأ ” العمليات الاستشهاديّة ” والمُشٓوِّشون على طَرْحِهِ الآن )

يتراوحون بين :

جاهل – مُضٓلَّل : وهؤلاء يمكن تقويمهم و تصويب حٓيٓداناتِهِم .

و بين :

حاقد – متواطىء – مأجور – عميل – خائن : وهؤلاء لا أمل فيهم ، لا بل من الغباء ، محاولة إقناعهم بغير ما هُمْ فيه وعليه .

ـ 8 ـ

( الحرب العالمية الثالثة على سوريّة )

– سوف يكون مُزْعِجاً و مُؤْلِماً أنْ يُقالَ بِأنّ :

الحرب العالمية الأولى ، استمرّت أربع سنوات ، وأنّ

الحرب العالمية الثانية ، استمرَّت سِتّ سنوات ، وأنّ

” الحرب العالمية الثالثة ” على قلب بلاد الشام ، في طريقها للاستمرار ثلاث سنواتٍ أخرى ، لِتَسْتَكْمِل دورتها ، قٓبْلَ أن تقوم سوريّة الأسد بالقضاء الساحق الماحق ، على عصابات الإرهاب التكفيرية الظلامية الصهيو – وهّابية – الإخونجية – الأورو – أمريكية – الأعرابية السعودية القطرية – السلجوقية العثمانية الإخونجية ..

– وسوف يصرخُ الكثيرون احتجاجاً واستنكاراً على هذا الكلام .. ولكن عندما يهجمُ الوحشُ عليك ، فإمّا أن تستسلم – كما يريد المُعْتٓرِضون على هذا القول – وأمّا أنْ تصمد وتقاوم وتقاتل وتحارب وتُضَحّي لِتنتصر سورية ..

ذلك أنّ نواطير الكاز والغاز المتصهينين، وسلاطينَ الحماقة العثمانية الجديدة التلمودية ، يعتبرون الحربَ مٓصيريّةً لهم، فإمّا هُمْ وإمّا سورية.. فَإمّا أنْ تصبح سورية محميّٰة صهيو- وهّابية يديرُها الموساد ونواطير الغاز،وإمّا يُكْمِلون تدميرها ..

ونحن في سورية الأسد ، قٓرَّرْنا بقاء الجمهورية العربية السورية ، دون نقصان مِتْرِ واحِدٍ منها ، وقٓرَّرْنا أن نهزم المُعـتَدينٓ علينا ، كائناً مَنْ كانوا .

– ولو قِيلَ في آذار عام ” 2011 ” أنّ هذه الحرب العدوانية الإرهابية على الجمهورية العربية السورية، لن تنتهي خلال أربع سنوات ، لَ قامت الدنيا ولم تقعد ، عند الكثيرين جداً .

وصُراخُ البعض واسْتِنْكارُهُ وقَوْلُهُ ” أنّنا لم نَعُدْ نتحَمَّلْ ” لا يُفيدُ ولا يُغٓيِّرُ من الواقع شيئاً ، بل يبقى رَفـْضُهُ هذا ، صَرْخَةً في وادٍ ..

– ولا خِيارٓ للمُدافع ، إلاّ الاستسلام أو المجابهة ..

ولا خِيارَ للمُدافِع، في قيام عدوانٍ عليه.. ولم يأخذ المُعْتٓدون رأيه في ذلك العدوان ..

ولا خِيار للمُدافع ، في شَنِّ المحور الصهيو- أطلسي – الأعرابي – الوهابي – الإخونجي ، حَرْباً شعواء على الجمهورية العربية السورية ..

ولا خِيارَ لِ المُدافِع إلاّ النَّصْرَ أو النَّصـر…

– ومهما كانت التّضحياتُ كبيرةً وعظيمةً على طريق تحقيق النصر ، تَبْقَى أقٓلّٓ بعشرات المّرّات من الخسائر التي سٓتُمْنَى بها الجمهوريةُ العربية السورية ، سواءٌ في حال الاستسلام أو في حال الهزيمة ..

– ولذلك يٓبْقَى قَدَرُنا وخِيارُنا في سورية الأسد ، هو النَّصْرُ القادم على جناحَيْ الصُّمود و التّضحية .

ـ 9 ـ

( لماذا تستمرّ الحربُ العالمية الثالثة على سورية ؟ )

السقوط في الهاوية ، يوم لا ينفعهم مالٌ ولا بَنُون . ترجيح استمرار هذه الحرب العالمية الثالثة على الجمهورية العربية السورية ، ثلاث سنواتٍ أخرى ، إلى أنْ تَتَحَقَّقَ الهزيمةُ الساحقة لهذا العدوان وإلى أن يتحقّقَ النَّصْرُ السوري ،

ليس مبنياً على لقاء ” كامب ديفيد ” بين نواطير الكاز والغاز ، بل على :

/ تفاهم وتناغم سعودي – تركي – قطري ، على الاستمرار بالحرب على سورية و

/ التّصعيد في تقديم الدعم المادي والتسليحي واللوجستي لجميع العصابات الإرهابية التي تقاتل سورية ..

/ وعلى الاستمرار في الإسْنادِ الاسرائيلي لهذا العدوان على سورية ..

/ مع عدم ممانعة أميركي ،

فإدا نجحوا في مهمتهم في الاستيلاء على سورية بواسطة العصابات الأرهابية المسلحة ، فإنّ ذلك سوف يُسْعِد الأمريكان جداً ،

وإذا فشلوا وتمدّدت العصابات الإرهابية المسلحة في ديارهم ، فعليهم أن يتحمّلوا العواقب ، عندما تبدأ عروشهم بالاهتزاز والتأرجح .

وسيتأرجحون نحو السقوط في الهاوية , يوم لا ينفعهم مالٌ ولا بَنُون .

ـ 10ـ

( أسباب إعادة تموضع السياسة الأمريكية )

– خمسةُ عوامل أساسية ، دفعت النّواة الصلبة في مطبخ القرار الأمريكي ” الصناعي – العسكري – المالي – النفطي ، لإعادة النظر في سياستها العليا وَ استراتيجيتها العليا ، هي :

( 1 ) : خيبةُ أملٍ أمريكية كبرى من نتائج حَرْبَيْها على أفغانستان عام ” 2001 ” و ” العراق ” عام ” 2003 ” ..

( 2 ) : تٓصاعُدُ التحدّي العسكري الروسي ..

( 3 ) : تَصاعُدُ التحدّي الاقتصادي الصيني ..

( 4 ) : تٓصاعُدُ التحدّي الاستراتيجي الإيراني . .

( 5 ) : اكتشاف إمكانية استخراج النفط الصخري والغاز الصخري في الأراضي الأمريكية ، بِكمّيّاتٍ كافية للاستهلاك الأمريكي .

– وبناءً على ذلك ، قرَّرت واشنطن من الآن وصاعِداً ، أنْ لا تُقاتِل مُباشَرَةً ، بقواتها العسكرية التقليدية ، إلاّ عندما يقتضي الأمنُ القومي الأمريكي ذلك ..

وقَرَّرت أنْ يِقاتِلَ حُلفاؤها وأتباعُها عن أنفسهم ، وأنْ تقاتل بهم وبأموالهم وبعصاباتِهِم الإرهابية المسلحة ، في كُلّ مكانِ تقتضي الاستراتيجيةُ الأمريكية العمل فيه وبه وعليه .

– وهذا ما لم يفهمه نواطيرُ الكاز والغاز ، وما يلاقي الليكوديّون الإسرائيليون صعوبةً في فهمه.

ولكنّ المايسترو الأمريكي ، لا يأبه للأصوات المعترضة من حلفائِهِ وتابِعِيه وبٓيادِقِهِ ، بل كلّ ما يعنيه هو المصلحة الأمريكية العليا ، ومعها الحفاظ على ” اسرائيل ” كَ جزءٍ من المصلحة الأمريكية العليا ، وليس وفْقَ رؤية الليكوديين الإسرائيليين لتلك المصلحة .

ـ 11 ـ

( هل جرى طردُ المجتمع ، إلى أحضان الوحش الإرهابي ؟ ! )

– المجتمع لم يُطـرد إلى أحضان الوحش الأرهابي ، كما يحلو القولُ لبعض ” المثقّفين ” و النّاقمين والطوباويّين ، بل جرى استغلال عشرات آلاف العاملين في الخليج ، عَبْرَ العقود الماضية ، ورٓصْد عشرات مليارات الدولارات النفطية والغازية ، لتعبئة وتهويش وتحريض وتحريك الأرياف والأحزمة الفقيرة المحيطة بالمدن .

– وأمّا ( الحكم الأمني ) فهذه مقولة مغرضة سٓوّقَها أعداء سورية وضفادعُهُم في المنطقة وفي الداخل ، وكذلك المُزايِدون والسُّذَّج ، للنيل من الدولةالوطنية السورية ..

ونحن في سورية ( نظام سياسي وطني قومي علماني مدني مُقاوِم مُمَانِع ) ، رغم وجود ضَبْط أمني صارم إلى درجة القساوة فَرٓضَتْهُ – أي الصّٓبـط الأمني الصارم – ظروفُ التحدّي المصيرية الصهيو أطلسية الاستعمارية التي واجٓهٓتْها وتواجهها سوريّة ، مع الاعتراف بوجود مُبالغات وتجاوزات أمنيّة غير مُبَرّرة .

– وأمّا مقولة ( الحزب الواحد ) فهي ليست فريدة من نوعها ، بل يوجد في أمريكا نفسها حزبان فقط يشكّلان عملياً ، حزباً واحداً ، ويتفقان في أكثر من ثلاثة أرباع المسائل العامة .. وكذلك في بريطانيا وفرنسا ، مع وجود بعض الأحزاب التكميلية والمجهريّة .

– والواقع القاسي القائم لا يحتمل ترفَ جدالٍ عقيم ، يخدم أصحابَ وأدواتِ المشروع العدواني الصهيو – وهّابي القائم على هذا الشرق عامّة و على سورية خاصّةً، عندما يُحَمّل المسؤولية الأساسية للدولة الوطنية السورية ، بما يعني تبرئة العدوان والمُعْتدي ..

– و يكفي الاطّلاع على مئات الكتب التي صدرت عن وزارة الثقافة السورية وعلى عشرات المسرحيات التي عُرِضت في الصالات السورية ، خلال الأربعين عاماً الماضية ، لكي يتأكد القارئ أو المُطَّلِع ، بِأنّ الكثير الكثير منها كان يُقَرِّع ولا يُطٓبِّل ، وكان ينتقد ولا يُزَمِّر .

– ونقطة أخيرة هي أنّ الفكر الصحيح أوالأدب العميق ، لا تستطيع أنْ تقفَ أمامَهُ أيَّة حواجز مهما كانت عالية ، بل يقفز فوقها ويفرض نفسه على الآخرين …/ أكثر من عجرفة و صلافة مسؤوليها الساسيين ونُخَبِها الفكرية ،

/ و من عنجهيّتِهِم وغرورهم واسْتِعـلائهم واسْتِخْفافهم بالآخٓرين ،

/ و من نَصْبِ السُّدود و الحواجز ، بينهم وبين الناس ، بٓدَلاً من نٓصْبِ الجسور والمٓعٓابِر ،

/ و من اصطناع التواضع ، والقيام بِمَسْرحيّاتٍ تمثيليّة ، تزيد الهُوّةَ عُمْقاً ، بَدٓلا ً مِنْ رَدْمِها ،

/ و من التّوهُّم الزّائف بالامتلاء الفارغ ، والاكتفاء بما هو قائم ، وعدم رؤية ما هو قادم ،

/ و من اعْتماد الأزلام والأقزام والإمّعات ، بٓدَلاً من البحث عن الرّجال والكفاءات والقامات .

ـ 14 ـ

( قبل أن تلوم اﻵخرين ، عليك أن تقوم بمحاسبة نفسك )

– العدو لا يتآمر على عدوّه ، بل الصديق هو الذي يتآمر على صديقه ، أو على نفسه .

– العدو يخطط ويعمل لتحقيق مصالحه غير المشروعة لديك ، ولكنها مشروعة وضرورية ومصيرية ، بالنسبة إليه.

– بِقَدْرِ ما تقف مع نفسك ، يقف اﻵخرون معك .. وبقدر ما تتسارع خطواتك وتتصاعد ، تتسارع خطى اﻵخرين للوقوف معك .

– عندما تهمل نفسك ، فلا تلومَنَّ الأصدقاءَ على إهمالهم لك ، ولا تلومَنَّ اﻷعداءَ على طمَعِهِم فيك.

– الحرب لا تكون بالنّظّارات ، والنصر لا يتحقق بالدعوات ، بل يحتاج للحدّ اﻷقصى من التضحية ، قبل الدّعوات وبعدها.

– مهما كانت الهزائم مؤلمة ، فاﻷلم اﻷكبر هو في الاستسلام أمامها والتسليم بها.

– الحرب سلسلةٌ من معارك النصر و الهزيمة ، ولكن تبقى العبرةُ بالحرب ، للنتائج ، لا للبدايات ولا للوشايات .

– أصحابُ النفوس المهزومة ، ينهارون عند كل هزيمة .. وأصحابُ النفوس الكبيرة ، يجعلون من أيّ هزيمة ، مهمازاً لهم لكي يضاعفوا خطواتهم صوب النصر.

– أينما يوجد الاستعدادُ للتضحية ، ومعه إرادة النصر .. يصبح النصرُ قابَ قوسين أو أدنى.

– الحياة الحقيقية للرجال وللحرائر ، هي اقتحامُ اﻷخطار، قبل أن تقتحمهم .. فيهزمونها ، ويجعلون منها سُلَّماً وجسراً ، للعبور بالوطن إلى شاطئ السلامة واﻷمان .

ـ 15 ـ

( الكلام عن فائدة الحوار الداخلي : ” فٓضّ مَجٓالِس ” )

– لقد ثبت بما لا يتطرق إليه الشك ، كم كان مخطئاً كلّ من كانوا يرون عن حسن نيّة ، أنّ حلّ ” اﻷزمة في سورية ” يتحقق بالحوار الداخلي بين ” المعارضة ” والدولة …

– لقد ساهم هؤلاء ، من حيث لا يقصدون ، بالتستُّر على عشرات آلاف اﻹرهابيين التكفيريين الظلاميين المتأسلمين ، و بإخفاء وبتمرير وبتبرير الحرب العالمية اﻹرهابية المتصاعدة على الجمهورية العربية السورية..

– و لن تنفع بشيء ، عشراتُ اللقاءات والمؤتمرات المنتظرة ، ما لم يتوقف المحورُ الاستعماريُ الجديد وأذنابُهُ اﻷعرابية والتركية ، عن شنّ الحرب على سورية..

– وهذا لا يعني رفض الحوار ، بل لا مانع من الحوار ، ولكنه لن يكون مفيدا ، إلاّ إذا توقف العدوانُ الدولي والاقليمي على الجمهورية العربية السورية.

– وما عدا ذلك ، فهو كلام ” فض مجالس ” .

ـ 16 ـ

( الحضارةُ سوف تنتصر على الهمجيّة )

– يخطىء مٓنِ يٓظُنُّ أنَّ ” إيران ” هي مُسْتَهْدَفَةٌ لِذاتِها ، أو لِأنّها ” شيعيّة ” ،

بل هي مُسْتَهْدَفة لِأنّها اخـتارت بعد ثورة ” 1979 ” نهجَ مقاومة الاستعمار الأمريكي – الصهيوني ،

الذي كانت ” سورية الأسد ” قد اختارته قَبْل ذلك بِعٓقْدٍ من الزّمن ، منذ عام ” 1970 ” ،

ثمّ التحقَ بهذا النّهج عام ” 1982 ” : ” حزبُ الله ” إثْرَ الغزو الاسرائيلي للبنان ..

– و حينذٍ تٓشَكَّلَ محورُ المقاومة والممانعة من ” سورية – إيران – حزب الله ” ، والذي تُشٓكِّلُ ” سورية الأسد ” قٓلْبَهُ و رِئتٓهُ وعمودَهُ الفقري ..

– وستبقى الجمهوريةُ العربية السورية ، وستبقى منظومةُ المقاومة والممانعة ، لِأنّٓ الحضارةَ سوف تنتصر على الهمجيّة .

ـ 17 ـ

( يقول منشورٌ لِ ” خُوّان المسلمين ” ) :

( لو كان الولاء للأرض ، ما تركَ النّبِيُّ مكّة ،

ولو كان للقبيلة ، ما قاتَلَ قريش ،

و لو كان للعائلة ، ما تٓبَرَّأ من أبي لهب ،

ولكنّها العقيدة أغلى من التراب والدم . )

( هكذا هم ” خُوّان المسلمين ” دائماً ، يفهمون كُلّ شيءٍ مقلوباً ) …

1 – فالرّسول العربي الكريم ، لم يترك مَكّةَ طائعاً مختاراً ، بل أُخْرِجَ منها تحت طائلة قَتْلِه ، و وقَفَ على مداخِلِ مكّةَ ليخاطبها قائلاً بِأنّها أقربُ أرضِ الله إلى قلبه ، وأنّهم لو لم يُخـْرِجوه منها ، لَمَا خَرَج .. والدليل على ذلك ، أنّه عاد إليها .

2 – و هو لم يُقاتل ” قريش ” بل هي التي قاتٓلَتْهُ ، وعندما عاد إلى قريش مُنـتٓصِراً، قال لهم قَوْلَتَهُ الشهيرة ” ماذا تظنون أنّي فاعِلٌ بكم ؟ ” فأجابوه : ” خَيـْراً ، أخٌ كريم وأبْنُ أخٍ كريم ” فقال لهم ” اذْهٓبوا فأنتم الطُّلٓقاء ” .

3 – و ” أبو لهب ” ليس هو العائلة ، بل هو شخصٌ مارِقٌ خارجٌ على العائلة وعلى الحقّ وعلى سيّدنا مُحَمَّدٍ .. لذلك نزلت سورة قرآنيّة خاصّة به – وليس فقط آية – تلعنه وتَعِدُهُ بِأنّه سٓيَصْلَى ناراً ذات لهب .

4 – وكيف يمكن لمن يمتلكون آراءَ مسمومةً و مغلوطةً، كهذه الآراء ، آن يكونوا أهل عقيدة ؟؟!! ، اللَّهُمَّ ، إلاّ عقيدة الدّجٓل والنفاق والتزوير والتضليل والسّبي والاغتصاب والقتل والذبح والتدمير والتخريب .

ـ 18 ـ

( داعش ) بجميع تَمَظْهُراتِها ، ليست لُغـزاً .. بل هي الحصيلة النّهائيّة لِ :

– التعصب الوهابي التكفيري والإخونجي الظلامي المتأسلم ، وحصيلة

– استنفار و تهويش الغرائزيّات الدّونيّة المتلبّسة لٓبُوسٓ الإسلام ، وحصيلة

– مجاميع المرتزقة والمنحرفين واللصوص والمجرمين المحليين ، وحصيلة

– سٓفالاتِ بعض النُّخٓب المحلّيّة ” المثقّفاتيّة ” المتواطئة مع الخارج المعادي ، سواءٌ بسبب ارتباطاتها وعمالتها للخارج ، أو بسبب انتهازيّتها المتورّمة ونرجسيّتها المتكتّمة ..

– وهذه العوامل أو العناصر الأربعة ، يجري توظيفها وتشغيلها وتحريكها وتوجيهها وتثميرها من قِبَل المحور الصهيو – أطلسي ، بمعاونة أدواته الأعرابية الكازيّة والغازيّة

ـ 19 ـ

( عٓلَٓمَتْنِي ضَرْبٓةُ الجَلّادِ )

أنْ أمْشِي على جُرْحِي

وأمـشِي ثمّ أمـشِي و أقاوِمْ

– محمود درويش –

( وأمّا شُرَفاءُ سورية ، فقدْ قَرَّروا أنْ يسحقوا أدواتِ الجلاّد الإرهابية الوهابية العثمانية المتأسْلِمة …

و قَرّٓروا أنْ يُنَظّفوا سورية من هذه الأدوات ، مهما كانت التّضحيات …

و قٓرَّروا أنْ يستأصلوا نفوذٓ جٓلّادي المحور الصهيو – أميركي ، من الوطن السوري ، إلى الأبد . )

ـ 20 ـ

( ما هي ” داعش ” ؟ ) :

بإيجازٍ شديد :

هي انْفِلاتُ وتَفْليتُ أحَطِّ الغرائز الحيوانيّة الدُّونيّة مِنْ عِقالها ،

وتظهيرُها بإسْم ” الإسلام ” ،

وتزويدُ أصحابِها بالبترو – دولار ،

وتوجيهُها من المايسترو الصهيو – أميركي

وإطلاقُها ضدّ أعداء المحور الصهيو – أميركي ،

والقيامُ بتحجيمها وتبديل قِناعِها ، عندما تخرج عن المهمّة المناطة بها .

ـ 21 ـ

الداعشيَّةُ نوعان

الإرهاب الظلامي الدموي التكفيري الوهابي الإخونجي ،

و

الإرهاب الكلامي المَليء بالحِقْد واللّؤم ، المُعارٓضاتي و ” المثقّفاتي ” : المحلّي و الأعرابي والأطلسي .

ـ 22 ـ

( واشنطن و طهران )

– لن تصبح واشنطن وطهران حليفَتَيْنِ ولا حتى صديقَتَيـن ، بعد التوقيع النهائي للاتفاقية النووية ، وستَبْقَيَانِ خٓصْمَيْنِ سياسيَّيْن ، كما كان عليه الحال بين الاتحاد السوفياتي السابق وبين الولايات المتحدة الأمريكية ، اللٰٓذٓيْنِ بَقِيا عدوَّيْنِ رغم الاتفاقيات العديدة التي عُقِدَتْ بينهما ..

– وستُراعِي كُلٌ من واشنطن وطهران مَصالِحَ الأخرى ، ولكن ليس على حسابِ مصلحةِ أيٍ منهما .

ـ23ـ

( عَظَمَتُهُ أنّهُ كانَ وَحْدَه )

أغنياءُ العالم وفقراؤه ، بمعظمهم ، فَقَدوا الوجدانَ والضميرَ تجاهَ الدّمارِ والخراب السعودي في اليمن ..

وهيئةُ الأممِ المتحدة ، والمجتمعُ الدولي ” بأوربّييه وأمريكيِّيه ” ، بل ومُعْظَمُ العرب ، رسمياً و جماهيرياً ، فَقَدوا الإحساسَ والشعور ، تجاه ما يقوم به مُجـرِمو آل سعود ضدّ اليمن .

و حتّى لو بَقِيَ الشعبُ اليمنيُّ الفقير وَحْدَهُ ، وهو الفقيرُ مادّياً ومالياً ، والغنِيُّ روحياً وحضارياً ، فَلَنْ يكونَ النَّصْرُ إلاّ لٓهُ .

ومنذ أكثر من ألف عام ، ذهب ” صقر قريش ” وٓحْدَهُ ، وأقام دولةَ الأندلس .. و عَظَمَتُهُ أنَّهُ كان وٓحْدَهُ .

ـ 24 ـ

( مُقَوِّماتُ الحرب الإرهابيّة على سوريّة )

للحرب الكونية الإرهابية على الشعب السوري والأرض السورية والجيش السوري والأسد السوري ، ثلاثةُ عناصر متداخلة ومتكاملة ومتلاحِمة في هذه الحرب ، هي :

– التمويل المٓشْيَخي البترو دولاري

– التّأسْلُم الوهابي / الإخونجي

– القرار الصهيو / أميركي

والباقي هي عواملُ مُحَفِّزَة ومُساعِدَة .

ـ 25 ـ

( الوقوع في الفخّ ، ليس مسؤوليّةَ ناِصِبِ الفَخّ وَحْدَه ؟ )

– مَنْ يعرفْ أنّ الآخرين يَتٓرٓبَّصونَ به وينصبون له فَخاً ، فلماذا يُحٓقِّق لهم رغبتهم تلك بالوقوع في الفخًّ ؟

الجواب :

بسبب الاستخفاف و الغرور والجهل والتجاهل

– بل وينطبق عليه قولُ الشاعر :

إنْ كُنْتَ لا تدري ، فتِلْكَ مُصيبَةٌ

أو كُنْتَ تَدْري ، فالمصيبٓةُ أعـظَمُ . )

ـ 26 ـ

( يقول الجنرال ” جياب ” أسطورة الحروب الڤييتناميّة ) :

( إنّ العِلْمَ لا يُقابَلُ إلاّ بالعِلْمِ مِثـْلِه ، أو بالجٓهْلِ المُطْبِق )

وتأسيساً عليه يمكن القول :

( إنَّ الجَهْلَ لا يُقابَلُ إلاّ بالجٓهْلِ مِثْلِه ، أو بالعِلْم المتطوّر ..

وطالما أنَّ العِلْمَ المتطوِّر ، غير مُتوافر.. فالمواجَهٓةُ النّاجعةُ لِ الجهل هي بِسلاحٍ من نوعه )

ـ 27 ـ

( بعضُ ” ناصِريّي !!! ” لبنان ، مع آل سعود ، ضدّ جمال عبد الناصر )

( روح القائد الخالد ” جمال عبد الناصر ” تتململُ استنكاراً وَ استهجاناً لِ ما تقوم به بعضُ ” القيادات اللبنانية ” التي تدَّعِي ” الناصريّة ” ولكنّها تقف مع العدوان السعودي الغاشم ضدّ اليمن العربي ، وكأنّ هؤلاء لم يسمعوا بالعداء التاريخي المستفحل بين آل سعود ، وبين كُلّ ما يَمُتُّ بِصِلة للفكر الناصري . )

ـ 28 ـ

( حفروا قبورَهم بأيديهم )

 ( سوف يُسٓجِّلُ التاريخ ، أنَّ الوحشَ المتأسلم الإرهابي الذي أخـْرَجٓهُ نواطيرُ الكاز والغاز من بينِ جٓنٓباتِهِم وأطلقوه ضدّ أعداء المحور الصهيو – أميركي .. سوف يكون هو المسمار الأول في نٓعـشِ أولئك النواطير ، لِهٓشاشَةِ بنيتهم الاجتماعية والسياسية ، رغم ثرائهم المالي الفاحش .. وَمَنْ يَعِشْ ، يَرَ . )

ـ 29 ـ

( سؤال و ” رَدّ غَطاه ” )

لماذا ” تَفٓوَّقَ ” آل سعود على الإسرائيليين في قٓصْفِ الأضـرِحـةِ والقبور والمشافي والمستوصفات ؟

الجواب :

لِأنَّ المُتٓصَهْيِن أكثرُ حقداً ولؤماً من الصهيوني ..

ولأنَٰ الصهيوني أكثرُ ذكاءً و يقظةً بِكَثير ، من المتصهين .

ـ 30 ـ

( دواعش الكلمة )

( كُلّ مَنْ لا زالَ يتحدّث عن ” مُعارَضة ” و عن ” إصلاح ” وعن ” تحميل الدولة مسؤولية عمّا يجري ” .. لا يٓقِلُّ سوءاً عن ” داعش ” ، لا بل هو ” داعِشِيّ ” بامِتياز ، شاءَ أَمْ أبَى

ـ 31 ـ

( الدولةُ … شٓمّاعَةُ الفاشِلين )

( ما أكثر الفاشلين والمُعَقَّدين والمنحرفين والمَرْضَى النفسيين ، الذين يُخَبِّئونَ فشلَهُم وعاهاتِهم النفسية ، عٓبـرَ انتقاد الدولة وتحميلها مسؤولية جميع مصائب الكون . )

ـ 32 ـ

( الإيديولوجيا )

الإيديولوجيا : سواءٌ كانت واضحة أو غائمة ، كانت وستبقى ما بقيت البشرية ..

ولكنّ الأكثرَ خبثاً من المُؤٓدْلَجين ، هُمْ الذين يُخْفون إيدبولوجياتِهِم الخبيثة ويُنْكِرون وجودَها ، مهما غيّٓروا تكتيكاتِهِم ..

وهؤلاء الخُبَثاء يٓطلبون من الشرفاء أن يتخلّوا عن إيديولوجياتهم ، التي تُجَسِّدُ صُلْبٓ قناعاتهم التي يؤمنون بها ، دفاعاً عن مصالِحِهم وطموحاتِهِم المشروعة . )

ـ 33 ـ

( المسرحيّة ” البايخة ” جداً جداً )

( متى ستنتهي هذه المسرحيّة المُسَمّاة ” المحكمة الدولية ” للمرحوم ” رفيق الحريري ” ، بَعْدَ أنْ أصْبَحَتْ ممجوجةً و سقيمةً و سخيفةً و رخيصةً و مُقْرِفَةً ، لا بل تجاوزت جميع الحدود التي يقبلها أو يمكن أن يقبلها أيّ عاقل . )

ـ 34 ـ

( الحلّ السياسيُّ في سورية ، يَمُرُّ عٓبْرَ فُوّهة بندقيّة الجندي السوري ، ولا يوجد طريقٌ ثانٍ له . )

ـ 35 ـ

( إذا كانَ نَواطيرُ الكاز والغاز ، بٓراميلَ ناطِقٓة .. فَأُسُودُ الشّام ، جِبالٌ راسِخـة )

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.