الإنسحاب الامريكي من التنف أولا ..وقبل أي تفاهم في الجنوب السوري / سلامة عكور

سلامة العكور ( الأردن ) الإثنين 4/6/2018 م …



لم يعد خافيا على المراقبين أن التحالف الامريكي ـ الاسرائيلي ـ الخليجي لا يريد التورط في حرب شاملة في سورية ..بل يكتفي بتعطيل أو تأخير سيطرة الدولة السورية على كامل الجغرافيا السورية ..وبعد أن سيطر الجيش السوري وحلفاؤه على غوطتي دمشق الشرقية والغربية وعلى مخيم اليرموك والحجر الأسود في ضواحي دمشق ، وقبل ذلك تحرير أرياف حمص الشمالي وحماة الجنوبي ظلت القطاعات الحدودية الأربعة خاضعة للتنظيمات الإرهابية وللإحتلال الأجنبي ..والقطاعات الحدودية الأربعة هي:ـ الشمال الغربي والشمال الشرقي ـ منطقة شرق الفرات والجنوب الشرقي التنف ومحيطها والجنوب الغربي درعا ومحيطها ..وكانت القيادة السورية قد عقدت العزم على تحرير كل شبر من الأرض السورية بما في ذلك القطاعات الحدودية ..وذلك في سياق حرب الدفاع السورية التي خاضها الجيش العربي السوري وحلفاؤه في مواجهة “131”دولة سميت “أصدقاء الشعب السوري “!..وتعتبر المنطقة الجنوبية آخر منفذ للتدخل الإسرائيلي المباشر في سورية بعد أن بترت اليد الإسرائيلية في محيط دمشق بتحرير الغوطتين والقلمون ..
وما أن أعد الجيش العربي السوري واستعد للزحف نحو الجنوب السوري ـ نحو درعا ومحيطها وأبلغ الارهابيين والمدنيين من خلال المناشير بضرورة القبول بشروطه لتحقيق تسوية تحقن الدماء وتضمن لهم الإنتقال إلى إدلب أو إلى غيرها سارعت واشنطن إلى توجيه تحذيرات وتهديدات للجيش السوري كي لا يتقدم نحو الجنوب مؤكدة أنها ستمنع تقدمه بالقوة وأن الجنوب السوري خط أحمر ..لكن الجيش السوري الذي سجل انتصارات مهمة على الارهابيبين ولا سيما ضد داعش وجبهة النصرة وحررحلب وأريافها ودير الزور والبوكمال والغوطتين ومخيم اليرموك والحجر الأسود وغيرها دون أن يحسب حسابا للخطوط الحمر الامريكية فإنه لن يولي أدنى اهتمام للخط الامريكي في الجنوب السوري ..وإذا لم ينجح التفاهم أو الإتفاق لتحقيق التسوية في الجنوب السوري فالخيار العسكري يصبح هو الحل ..والجيش العربي السوري مستعد ومتأهب لخوض الحرب ضد الإرهبيين وتطهير المنطقة من رجسهم ..لكن الإدارة الامريكية التي لا يهمها في المنطقة كلها سوى أمن اسرائيل ومصالح اسرائيل وأطماع اسرائيل التوسعية على حساب الأراضي الفلسطينية والسورية والعربية قد تشترط إقصاء “حزب الله ” والمستشارين الايرانيين من الحدود السورية مع الجولان المحتل ..في حين أن على أمريكا سحب قواتها وقواعدها من شرق الفرات ومن التنف ومن شمال سورية باعتبار وجودها غير شرعي وتعتبر قوات محتلة ..أما حزب الله والقوات الروسية والمستشارون الايرانيون فإن وجودهم شرعي لأنهم دخلوا سورية بطلب من حكومتها ..وزير خارجية روسيا طالب واشنطن سحب قواتها وقواعدها من سورية تمهيدا لتحقيق الحل السياسي للأزمة السورية ..وزير الخارجية السوري وليد المعلم أكد أنه لن يكون هناك أي اتفاق بين موسكو ووشنطن قبل الانسحاب الامريكي من التنف ..
على أي حال إن القيادة السورية ما انفكت تؤكد أنها عازمة على تحرير كل شبر من الأرض السورية ..وينبغي إدراك أن التفاهم للمصالحة في الجنوب السوري يخدم الأردن ويؤدي إلى فتح حدوده مع سورية لإعادة تنشيط الأمور التجارية وغيرها ..

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.