الامم المتحدة لم يعد لها قيمة جراء سياسة واشنطن / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الخميس 7/6/2018 م …
كان الغرض كما هو مثبت في اهداف ” تاسيس الامم المتحدة” وما سبقها من مسمى ” عصبة الامم هو تجنيب شعوب العالم حروبا جديدة بعد الحرب العالمية الثانية باعتبار ان هذه المنظمة ومجلس الامن وبقية المؤسسات والمنظمات المنبثقة عنها ستكون صمام امان مستقبل البشرية لكن بمرور السنين حولت الولايات المتحدة وحليفاتها الغربيات كل ذلك من اجل تحقبق اجنداتهم في العالم والتلاعب بالقرارات الدولية وتسخيرها ضد الشعوب والحكومات التي لاتروق سياتها للغرب وترفض الهيمنة والمخططات الاستعمارية .
كان اول من رمى قرارات الامم المتحدة في سلة النفايات دون ان ينال العقاب ” اسرائيل” فقد بلغت القرارات الدولية المتعلقة بفلسطين المحتلة طيلة سبعة عقود من السنين من عام 1947 وحتى عام 2018 قرابة ” 800″ قرار دولي كلها وجدت طريقها الى ” سلال القمامة.
سبعة عقود من السنين دون ان تكترث ” اسرائيل” بالقرارات الدولية واعتبرتها مجرد حبر على ورق لم تمنع تلك القرارات الة الاحتلال من الاستمرار في التهام الارض والتاريخ كما لم تمنعها من شن الحروب والاعتداءات وقتل الابرياء العزل وهدم منازلهم ونهب ممتلكاتهم حتى ان واشنطن لم تعد تخفي بل تقول بصراحة امام الشعوب من انها تستخدم اروقة الامم المتحدة للدفاع عن جرائم اسرائيل وتمنع اي قرار يدين تلك الجرائم.
اذا ماقيمة الامم المتحدة التي يطلبون من الاخرين احترام قراراتها او الثقة بمندوبيها او ممثليها امثال دبمستورا وغيره وحسنا فعل وزير الخارجية السوري وليد المعلم عندما وصف تصرف ديمستورا الاخير بشان الاعلان عن اسماء تتعلق باللجنة الدستورية بانها ” قلة ادب”. فتخيلوا حتى ” المعلم” هذا الرجل الذي عرف بصبره ورزانته واتزانه وكياسته لم يعد يتحمل الاعيب ” ديمستورا” وتصرفاته ” خارج اطار المهمة المكلف بها وقد سبقه في هذا النهج كثيرون من الذين كانوا يعملون ضمن لافتة ” ممثلو الامم المتحدة .
اما الحديث عن اللجان ” الدولية ” التي تعمل تحت ذات اللافته فنعيد فقط الحديث عن اللجنة الدولية للطاقة الذرية ومقرها فينا عندما كان اعضاؤها يتدخلون في شؤون الدول الاخرى المستهدفة امريكيا خارج اطار مهماتهم بل ان بعضهم كانوا يتجسسون لصالح اجهزة مخابرات الدول الغربية وقد سربوا اسماء عدد من العلماء الذريين في الدول المستهدفة وتمت تصفيتهم لاحقا.
انهم مجرد مرتشين يعملون لصالح الولايات المتحدة والكل يتذكر اصحاب القبعات البيضاء وهم يمثلون مجموعة متامرة تتخصص في روايات الكيمياوي تدعمها بريطانيا والولايات المتحدة ماليا من اجل فبركة التقارير الكاذبة التي تعتمدها واشنطن وحليفاتها الغربيات كوثيقة للاعتداء على الدول وهو ماحصال في سورية ومزاعم استخدام الاسلحة المحظورة.
هذان نموذجان لتامر ممثلين تابعين للامم المتحدة او منظمات تابعة لها وسبق ذلك ” فرق الجواسيس” التي كانت تجوب الاراضي العراقية تحت مسمى فرق التفتيش الدولية التي كانت تقدم تقارير كاذبة عن امتلاك العراق اسلحة كيمياوية وهو ما استغلته واشنطن ولندن لغزو واحتلال البلاد عام 2003 ولن يعثروا على اية اسلحة او معدات كيمياوية بعد تدميره وقتل الالاف من العراقيين.
بلير الذي يعد مجرم حرب لمشاركته الرئيس بوش في الغزو والاحتلال وتدمير العراق عام 2003 كوفئ دوليا وتم تعيينه وسيطا دوليا للسلام ” في الشرق الاوسط” حول القضية الفلسطينية.
تخيلوا من مجرم حرب الى داعية للسلام من وجهة نظر منظمة تحمل مسمى دولية لكنها تنفذ اجندات امريكية. وحنى القوات التي يسمونها قوات فصل تابعة للامم المتحدة ويصرفون عليها الالاف من الدولارات لم تعد مهماتها تنحصر في تثبيت ومراقبة الحدود بين دولتين بل ان هذه القوات وفي احسن الاحوال منحازة الى طرف دون اخر.
وهناك اكثر من حالة حدثت في مرتفعات الجولان السورية المحتلة لعبت هذه القوات المرابطة في المنطقة دورا منحازا حتى الى جانب الارهابيين المدعومين اسرائيليا ضد تحركات الجيش السوري في المنطقة.
هذا هو حال الامم المتحدة اليوم وتبعيتها للولايات المتحدة ” ولم تعد لها قيمة او هيبة ” دولية” اطلاقا” وعلى شعوب العالم ان لاتعول على هكذا منظمة اضحت مجرد العوبة بيد واشنطن وعواصم الغرب الاستعماري الاخرى.
الزعيم السوفيتي الراحل نيكيتا خروشوف بن اوكرانيا ربما الرئيس الوحيد الذي ادرك كيف سيكون مسار هذه المنظمة وقدرها بما تستحقه منذ ذلك الوقت اثناء حضوره احدى اجتماعاتها . رحم الله ذلك الذي شعر ان هذه المنظمة لاتستحق الاحترام .
التعليقات مغلقة.