نتنياهو على موعد مع احدى الكارثتين .. الرد المناسب بالصاروخ المناسب / نارام سرجون
نارام سرجون ( سورية ) السبت 9/6/2018 م …
المأزق الاسرائيلي عميق جدا فالجيش السوري يقترب من الحدود الجنوبية دون أي تأتأة او تلكؤ .. وخيارات الاسرائيليين تكاد تكون صفرا لوقف الزحف سوى انها قد تشاغلنا بجبهات الشرق والشمال خاصة ان الروس سيكونون راغبين في تهدئة الجبهات الشرقية خلال فترة الالعاب الكروية في روسيا ..
يظن البعض في تجاهل الرد على الخصم الظنون .. فالبعض يظن انه ضعف وقلة حيلة .. والبعض يظن انه قلة ثقة بالنفس .. ولكنه قد يكون على العكس تماما يعكس حالة فائقة من الثقة بالنفس .. واحتقارا لاحدود له استوجب الاحجام حتى عن انفاق كلمة واحدة للرد ..
وكذلك يظن البعض في الوقاحة الظنون ويحسب البعض انها بسبب قلة الادب والتربية .. فيما يرى الآخر ان الوقاحة مصدرها الثقة العالية بالنفس والفارق الهائل في القوى والامكانات بين الوقح والمتواقح عليه .. ولكن هناك نوعا من الوقاحة مصدرها الضعف وقلة الحيلة .. واليأس .. فاليائس سيصل حتما الى مرحلة الشخص الوقح الذي لم يعد يبالي او يكنرث بما تجلبه عليه وقاحته وسوء تصرفه من عواقب وعقوبات ..
واظن ان الاسرائيليين كانوا دوما دولة وقحة ومجتمعا وقحا وجيشا وقحا منذ تأسيس هذا الكيان بوقاحة الذريعة من ان الله قد تنازل لهم وحدهم عن عقاراته بين الفرات والنيل .. وتصل فظاظة الذريعة الى حد انها تقدم الاله على انه اله وقح يخلق الناس جميعا فقط من أجل ان يختار من بينهم شعب الله المختار الذي يفضله على الناس أجمعين دون ان ندري لم كلف هذا الاله نفسه وخلق البشر طالما انه يقضل نوعا خاصا جدا منهم ..
اليوم وقاحة الاسرائيليين تصاعدت بشكل ملحوظ ولكنها لم تعد بسبب تفوقهم العسكري وليس بسبب انجازاتهم في الربيع العربي التي حطموا فيها نصف العالم العربي دون طلقة واحدة وشغلوا الاسلاميين والطوائف كجنود من عسل وسموم تقتل المجتمعات والدول المحيطة بهم وهم يتفرجون يفركون أياديهم جذلا وبهجة ودهشة .. ووقاحتهم ليست بسبب انهم فتحوا مكة والمدينة وشبه جزيرة العرب ودخلوها آمنين .. وصار حصن خيبر هو الذي يفتح يثرب ..
المأزق الاسرائيلي عميق جدا فالجيش السوري يقترب من الحدود الجنوبية دون أي تأتأة او تلكؤ .. وخيارات الاسرائيليين تكاد تكون صفرا لوقف الزحف سوى انها قد تشاغلنا بجبهات الشرق والشمال خاصة ان الروس سيكونون راغبين في تهدئة الجبهات الشرقية خلال فترة الالعاب الكروية في روسيا .. ولكن من تجربة الاسرائيليين .. فهذه توقفات عابرة .. ومسكنات عسكرية .. فالجراحة قادمة الى جميع المناطق .. وسكين الجراحين ستجري العمل الجراحي في الجنوب السوري اذا لم تتوقف هذه الغرغرينا في الجنوب..
اذا أردنا ان نعرف عمق المأزق الاسرائيلي الآن فما علينا الا ان نرصد سوية التهديدات الاسرائيلية التي بلغت حدا قياسيا .. يتناوب عليها وزير الدفاع ليبرمان ونتنياهو .. ووصل التهديد انهما يذكران علنا ان اسرائيل قد تستهدف الرئيس الأسد كما يتحدث القراصنة وقطاع الطرق .. وان اسرائيل ستنتقم منه اذا لم يوافق على شروطها بشأن اتفاق الجنوب الخاص بايران وحزب الله .. ويبدو ان نتنياهو كان قد كرع بعض النبيذ وابتلع حبوب المهلوسات قبل تصريحاته الاخيرة التي هدد فيها انه سيدمر الجيش السوري كله ايضا ..
يبدو ان نتياهو يحج والناس راجعة .. فبعد 8 سنوات من قصف متوال ومتواصل من كل ساسة العالم الذين اعطوا المهل لأيام ولساعات لتسليم دمشق واعلان استشلامها فان لاأحد سقط الا ساسة العالم جميعا .. ولعل اكبر مثال حي على ضرورة التواضع في التصريحات هي نموذج الطيب رجب الذي كان لايقبل بغير الصلاة في الأموي .. ثم لف لسانه ودفنه في مكان ما .. فالرجل لم يعد يصرح بأي شيء ذي قيمة ..
من الواضح ان الاسرائيليين متوترون جدا وهم لايلامون على الاطلاق ويرفعون من حدة التهديدات والتصريحات الى حد مبتذل وحقير .. وهم يجولون العواصم وينقلون رسائلهم وتوسلاتهم .. ويغلفونها بتهديدات عنترية .. فالقوة التي توجهت الى الجنوب السوري قوة هائلة وهي قوات ميكانيكية تكاد المدرعات فيها تزيد على اعداد الجنود .. وهناك قوات خاصة كبيرة ونخبوية .. كما ان الطيران الروسي سيتكفل بحماية هذه القوات .. ولاتقدر اسرائيل على عمل شيء سوى ان تستنسخ الموقف التركي الذي رأى حلب بأم عينه وهي تفلت من يده وأسنانه .. ولم يقدر على ان يتدخل مباشرة رغم انه حقن المسلحين في حلب بكل انواع السلاح والدعم والامدادات .. لكنه صمت على الجرح وابتلع القيح الممزوج بالدم ولم يجرؤ على التقدم بنفسه ..
نتنياهو طبعا رأى ان أفعى الناتو التي ابتلعت كل خصوم اسرائيل .. من العراق وحتى ليبيا .. لم تقدر ان تبتلع سورية و هذا الناتو لم يقدر على الاقتراب من سورية .. وحتى الاميريكيون أكثر مافعلوه هو محاولة ضربة فشلت في اصابة اصرار السوريين وعنادهم ..
والاسرائيليون يدركون ان القوات السورية المتجهة الى الجنوب هائلة وستكنس كل المسلحين من الجنوب ولكنها لم تعد محكومة باتفاق فض الاشتباك الذي أعقب حرب 73 .. لان اسرائيل هي التي مزقته وتخلت عنه عندما أبعدت الجيش السوري عبر مجموعات النصرة التي هي جيش ملحق باسرائيل .. والحديث عن ايرانيين يجب ابعادهم هو للتغطية على الطلب الحقيقي وهي اعادة اتفاق فك الاشتباك وبضمانة روسية .. وهو مالم تقدمه روسيا .. وتهديدات الاسرائيليين للأسد هي رسائل للروس من أن الاسرائيليين قد يخلطون كل الاوراق في المنطقة مما يهدد مصالح الروس ..
نصيحتي لنتنياهو المتعجرف .. التهديدات باستهداف الاسد لن توقف الاسد .. وحسنا فعلت القيادة السورية انها تجاهلت الرد على التهديدات الاسرائيلية .. فعدم الرد فيما أرتال الدبابات تتجه جنوبا يعني انه احتقار لاحدود له .. ولايعني انه فرط ثقة بالنفس بل يعني كليهما معا .. ونصيحتي الأقوى له هي الا يتحدث عن تدمير الجيش السوري بعد اليوم لأن عليه قبل ان يتحدث عن تدمير الجيش السوري ان يتذكر ان اسرائيل التي قد تلحق الدمار بسورية بما تملكه من سلاح ودعم عربي وغربي ستكون على موعد مع الكارثة كما وعدناها دوما .. وعلى نتنياهو ان يختار اما كارثة وصول الجيش السوري وحلفائه الى الجنوب ليصبح وجها لوجه مع الجيش الاسرائيلي الذي سيصير بلا احزمة أمان ولاأندوف ولامناطق فصل .. أواستقبال الكارثة في داخل بيت العنكبوت اذا مارفض هذا القدر القادم وقرر منعه .. من هنا نفهم العصبية والنزق والتوتر والسفرات المكوكية التي لاتهدأ والتهديدات الجوفاء التي لن نرد عليها الا في الوقت المناسب .. بالصاروخ المناسب .. والكارثة المناسبة .
التعليقات مغلقة.