القدس الى أين ..وخطيئة ولعنة الصمت على مشروع يهودية الدولة / هشام الهبيشان
هشام الهبيشان ( الأردن ) الثلاثاء 26/5/2015 م …
بالذكرى الثامنة والاربعين لسقوط مدينة القدس الشرقية، تتسارع الاحداث بمدينة القدس المحتلة، هجمات ومشاريع صهيونية متلاحقة تستهدف المقدسيين الفسطينيين ببلدات المدينة المحتلة، ومن الطبيعي أن تولد هذه ألافعال الاجرامية والمشاريع الاستيطانية الصهيونية ضد المدنيين الفلسطينيين بمدينة القدس المحتلة ، ردة فعل غاضبة من المقدسيين وخصوصآ بعد حديث النتن ياهو عن مشروع تهويد وصهينة مدينة القدس بشكل كامل ،حالة الغضب الفلسطينية بالمدينة برزت من خلال مجموعة ردود أفعال على التعديات والاستفزازت الصهيونية للمقدسيين ومن هذه الاستفزازات قيام مجموعات من قطعان المتطرفين الصهاينة بمحاولات اقتحام وتدنيس مستمرة للمسجد الأقصى والتعدي على المقدسيين وفرض مشاريع الاستيطان على بلداتهم وتهجيرهم منها ،ومن هنا فمن الطبيعي ان تمثل هذه الأستفزازت والتعديات الصهيونية سابقة خطيرة، وهذا ما دفع مواطنين مقدسيين للقيام بعمليات فدائية وبطرق مبتكرة كرد فعل على الأستفزازات الصهيونية بمدينة القدس المحتلة .
فما يقوم به كيان الاحتلال الصهيوني من هجوم بربري، نازي، فاشي ، يستهدف الضفة الغربية بشكل عام ومدينة القدس والمسجد ألاقصى بشكل خاص، وما سبق كل ذلك من عدوان أنتج محرقة ارتكبتها عصابات هذا الكيان المسخ بقطاع غزة “المنكوب” ،هذه العوامل بمجموعها تؤكد ان هناك مشروع صهيوني -دولي -اقليمي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل، فاليوم يمارس هذا الكيان الصهيوني المسخ دوره القديم بمحاولة تصفية القضية الفلسطينية وتهجير باقي سكان فلسطين من وطنهم واحلال عصابات وقطعان المستوطنيين مكانهم ، فاليوم تقوم عصابات هذا الكيان المسخ بتدمير وهدم الكثير من البيوت والمجمعات السكانية بالضفة الغربية وبمدينة القدس تحديدآ، ليقام على أنقاضها مستوطنات يوطن بها مجموعة من مسوخ هذا الكيان المسخ .
ولم تكتفي عصابات هذا الكيان المسخ بهذه ألاجراءات فقط ، بل مازال يحاول الكثير من قادة هذا الكيان المسخ تدنيس المسجد ألاقصى واستباحة المقدسات ألاسلامية والمسيحية المتواجدة بمدينة القدس ، وخلال ألايام ألاخيرة شاهد العالم اجمع مشاهد أقتحام قطعان الصهاينة للمسجد ألاقصى من جهة باب المغاربة وتحت حماية الشرطة الصهيونية ، هذا العمل المستفز وما تبعه من أعمال اكثر أستفزازآ أفرزت بمجموعها ردة فعل شعبية فلسطينية غاضبة تمثلت بالقيام بالبعض من العمليات الفدائية والاستشهادية ضد المستوطنين الصهاينة وبطرق مبتكرة وبدائية نتيجة محدودية الموارد الدفاعية التي يملكونها ، تمثلت بحوداث الدهس والطعن وغيرها، وما رافق كل هذا وذاك من وجود مؤشرات كبرى توحي باقتراب انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثالثة قريبآ.
ومع تكرار هذه الحوادث بمدينة القدس برزت مجددآ اتهامات النتن ياهو العائد مجددآ للقيادة الصهونية ووزاء حكومته للرئيس عباس وقادة حماس بأنهم هم المسؤولين الرئيسيين بالتحريض على هذه العمليات ،وقد بدأ واضحآ ان النتن ياهو وحكومته الجديدة، بدأو يعدون العدة ومن خلال توزيع أتهماتهم على الجميع ،لاعلان بداية الحرب الدينية التي ستنطلق قريبآ بمدينة القدس وفق الرؤية الصهيونية لها، فالنتن ياهو وحكومته الرديكالية سيأخذون احداث القدس ألاخيرة، وسيحاولون تصويرها واظهارها للعالم اجمع بأنها حرب دينية تجري بمدينة القدس، للتأكيد على حق الصهاينة بأن يكون لهم دولة يهودية توفر لشعبهم المسخ الحماية الكاملة من الفلسطينيين المسلميين والمسيحيين، ومن هنا فان النتن ياهو سيدفع جميع هذه الاحداث ويهرب من خلالها الى الامام، بمحاولة استغلالها للحصول على مكاسب سياسية داخلية، ومنها سيستطيع الضغط على بعض حلفائه بالغرب، لثني بعض الحكومات الاوروبية عن قرارات الاعتراف بدولة فلسطين، وبمسار اخر سيضغط على حلفائه بواشنطن لانجاز تصفية القضية الفلسطينية والسعي لكسب اعتراف دولي “بدولة اسرائيل اليهودية “، مستغلآ حالة الفوضى بالاقليم وصراع القوميات والعرقيات والطوائف بالاقليم والمنطقة ككل، ومستفيدآ كذلك من حالة ضعف الموقف العربي بهذه المرحلة تحديدآ .
وعند الحديث عن الدور العربي بمايجري بمدينة القدس ،نقرأ وبوضوح حجم ردود الفعل العربية الرسمية الهزيلة على كل هذه ألاحداث التي تستهدف الفلسطينيين اليوم بالقدس بشكل خاص وفي باقي مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل عام، فقد حاولت هنا بعض المحاور المعتدلة “العربية” التي تكونت حديثآ بالمنطقة العربية “المحاور التي تعرف بتبعيتها الى المشروع الصهيو – أمريكي” أضفاء طابع أخر للمعركة بمدينة القدس وعموم الضفة الغربية، فقد حاولت هذه المحاور “المعتدلة” تصوير ما يجري بمدينة القدس بأنه أمر عرضي وسينتهي بفترة زمنية محدودة، مع ان جميع هذه الانظمة تعرف وتدرك أن هدف حكومة النتن ياهو من أستغلال واشعال فتيل كل هذه الاحداث بمدينة القدس هو الوصول الى كسب موقف دولي يسمح لحكومة النتن ياهو بكسب قرار دولي يسمح للصهاينة باقامة دولتهم “اليهودية” على انقاض الدولة “العربية الاسلامية -المسيحية -الفلسطينية” .
ختامآ ،لقد أتضحت حقيقة ما يجري بمدينة القدس المحتلة للجميع ، وكيف ان حكومة النتن ياهو تسعى لاستغلال هذه الاحداث لكسب اوراق قوة من خلالها ، من خلال ثني حكومات الدول الاوروبية والغربية التي تسعى للاعتراف بدولة فلسطين عن قرارات الاعتراف هذه ، ومن جهة ثانية السعي لكسب قرار واجماع دولي يسمح للصهاينة بتحقيق حلمهم التلموذي بقيام دولتهم اليهودية ، ومن هنا وبعد انكشاف هذا المخطط الصهيوني القذر ، سننتظر ردة الفعل الرسمية والشعبية العربية والاسلامية والفلسطينية ،لردع هذا المخطط وأسقاط كل مفاهيمه الصهيونية ،فعار سقوط فلسطين لم يرحم كل الاجيال التي عاصرته ،كما أن عار القبول والحياد والصمت على مشروع تهويد فلسطين العربية -المسلمة -المسيحية اليوم سيكون وصمة عار بجبين هذا الجيل الذي ستلعنه كل الاجيال القادمة أن لم يقف اليوم بمواجهة هذا المشروع التهويدي ….
* كاتب وناشط سياسي -الاردن.
التعليقات مغلقة.