معارضة الفنادق هم” مجرد بيادق” … انظروا العراق ايها المعارضون السوريون ؟ / كاظم نوري الربيعي

 

 

كاظم نوري الربيعي( العراق ) الإثنين 5/1/2015 م … 

 

ربما هذه المرة الاولى التي نسمع فيها قائدا معارضا للنظام الحاكم  في بلاده يعيش في المنفى يكون حريصا هذا الحرص على بلاده وشعبه وتراه يفرق بين النظام الحاكم  الذي يعمل ضده وبين الشعب  والوطن ويرفض الاملاءات الخارجية مقابل  الاغراءات مقارنة بمعارضين اخرين انبطحوا للاجنبي للاخرمثلما فعل بعض  المعارضين العراقيين الذين كانوا يحثون الولايات المتحدة   وغيرها من الدول التي يقيمون فيها   ويتلقون الاموال منها لضرب ومهاجمة العراق عسكريا  وايجاد المبررات لواشنطن لغزوه وتدميره.

 

 وهو ماحصل بالفعل عام 2003 وان تداعيات ذلك الغزو والاحتلال لازالت متواصلة ويدفع ثمنها العراقيون دما ومالا  وللعام الثاني عشر على  التوالي وتحت ذرائع مفتعلة هي من صنع المحتل نفسه ولعل ” داعش” واحدة من تلك الذرائع  المرتبة ترتيبا  واضح المعالم يحاول البعض ان يتجاهله .

 

 القائد المعارض هو الدكتور هيثم  مناع  الذي يعيش في المنفى هو الاخر لكنه قال في لقاء مع  فضائية الميادين اللبنانية انه تلقى عروضا من ” مسؤول في  ايطاليا” معني بالمعارضة السورية  بدعم تنظيمه بما يحتاج اذا شكل ” مجموعات مسلحة ضد النظام الحاكم في سورية” وكان رده كما قال وانقله لا دفاعا عنه  بل للامانة الصحفية ”  اننا لانفكر بتشكيلات  مسلحة ” على طريقة الجماعات التي شكلتها ” واشنطن” في امريكا الجنوبية للاطاحة بالانظمة والحكومات التي لاتروق لها في امريكا اللاتينية لاننا معارضون سلميون نسعى الى اقامة ” نظام ديمقراطي حقيقي” والذي يهمنا هو بلدنا سورية وشعبها الذي يعيش ماساة حقيقية منذ اربع سنوات جراء النزاعات المسلحة مما تسبب في تشريد الملايين وتدمير البلاد.

 

 تصوروا ما قاله ” مناع ” عن  موقف ” ايطاليا  هذا  العضو  في  دول الاتحاد  الاوربي التي تتباكى دولها  على” الديمقراطية والحرية  ونضال الشعوب السلمي من اجل نيل الحقوق” وتعتبر اي عمل عسكري على اراضيها بمثابة ” عمل ارهابي” ضد القوانين   تصوروا  كيف تحث ” مناع”  على تشكيل جماعات مسلحة لاطاحة الحكومة والنظام في سورية اي انها تبيح العمل العسكري ضد  الحكومات  الشرعية الاخرى لكنها لاتسمح به في ايطاليا مثلما لاتسمح به جميع  الدول المنضوية تحت لواء الاتحاد الاوربي .

 

شيئ جميل ان يفكر هذا  المعارض السوري ولو متاخرا بوطنه وبشعبه  وهو ما دعاه كما ” قال  الى ان يرحب باي مبادرة لايجاد حل سلمي للازمة السورية بعيدا عن  اي تدخل خارجي  وتحت شعار” السوريون وحدهم هم اصحاب الحق في حل مشاكلهم بانفسهم”

 

الحديث كان يدور عن مبادرة روسية لجمع شمل المعارضة غير  المسلحة سواء في داخل البلاد او خارجها  وحسنا قعلت موسكو عندما امتنعت عن توجيه الدعوات الى الجماعات المسلحة”  التي تنسب نفسها الى المعارضة السورية واكتفت بدعوة الجماعات  المعارضة السلمية  وصولا الى عقد لقاء مع ممثلين عن النظام الحاكم في سورية مع هذ الجماعات  بعيدا عن جعجعة السلاح او التدخل الخارجي.

 

   احد قادة  المعارضة السورية الدكتور  مناع  كان واضحا وانا هنا لست بصدد تبييض صفحته او صفحات الاخرين لكني اعقد مقارنة بين بعض قادة المعارضة العراقية  الذين  كانوا في الخارج وحتى   اولئك الذين  شاركوا في الحكم بعد الغزو  باعتبار  انهم  كانوا  يعملون  في الداخل هذه المعارضة التي  تسلمت السلطة في  العراق او الاصح ” سلمها الحاكم  الامريكي بريمر السلطة”  ليتبجح هذا البعض بالانتخابات الصورية بعد ذلك .

 

 معارضة لم ولن  يهز ضميرها طيلة  عقد من السنين منظر ” امراة” تمد يدها  وهي تستجدي في الطرقات وسط بغداد  او ام تبحث في مكبات القمامة عن مصدر  عيش او طفل يتسكع في الشوارع بحثا عن لقمة  يسد بها رمق جوعه  والانكى من كل ذلك  ان معظمهم  ان لم يكن جميعهم استغلوا وجودهم في السلطة من اجل الاثراء الفاحش  حتى تحول العراق بوجودهم الى ” بلد”  يتصدر قائمة الدول في الفساد المالي والاداري .

 

لابد وان يكون هذا القائد المعارض السوري يحمل ضميرا يختلف عن ضمائر البعض من  المحسوبين كمعارضين سوريين  يروجون لعمليات تدمير   لبلدهم  ويدعون الاجنبي للتدخل على طريقة المعارضة العراقية التي  هرول معظم قادتها مع  دبابات وطائرات المحتل الامريكي  وهي تدمر وتسحق كل من يقف في  طريقها ليتبوؤا هذه المواقع في  العراق فكانوا صورة  ” متسخة” جراء الضحايا ومسلسل الفتل المتواصل  اللهم علينا ان نقر ان هناك شيئا واحدا تحقق الا وهو ان هؤلاء جميعهم يتقبلون ” الشتائم ” والالفاظ” البذيئة ”  والاتهامات بالفشل والسرقة واهدار المال  العام التي تلاحقهم اينما  ولوا وجوههم دون ان يكترثوا بذلك لانهم ” تمترسوا” في منطقة خضراء تدبغت فيها جلودهم ” ويحتمون بجيوش من الحمايات و” الميليشيات”  ويصرون على صم اذانهم   وعدم سماع اولئك الذين بحت اصواتهم مطالبين بالحقوق المهدورة  .

 عام جديد يطل تنعم فيه معظم شعوب العالم بالخير والسعادة  والحرية والامان  اما شعوبنا المبتلاة لم  تذق طعم الاستقرار لاعوام متتالية  ويتواصل سفك الدماء حتى في الاشهر التي حرمتها  جميع الاديان  السماوية فعن اي دين يتحدث هؤلاء القتلة الذين يتصدرون المشهد الاجرامي   من مجرمي ” داعش ” والنصرة”  واحرار الشام”” والقاعدة” وغيرها من الاسماء ”  التي  تربت في كنف الاستخبارات الدولية ” واستباحت الشعوب الاسلامية وغير الاسلامية   وارتكبت المجازر خدمة لاسيادها   متسترة بعباءة الدين زورا.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.