المقدسي: الزرقاوي لم يغير عقيدته ولم يكفّر

 

الأردن العربي ( الأربعاء ) 27/5/2015 م …

كشف عاصم طاهر البرقاوي، المعروف بـ”أبي محمد المقدسي”، أحد أبرز الوجوه الدينية السلفية والمُنظّر والمرجع الروحي للعديد من الجماعات الجهادية المسلحة، في مقابلة مع CNN بالعربية عن العديد من المفاصل التي تركت أثرا فكريا وعقائديا بحياته، كما تحدث عن علاقته بقادة القاعدة وبأبي مصعب الزرقاوي وموقفه من داعش.

السؤال: أنت أصبحت أيضا معلماً للزرقاوي، فالزرقاوي كان ينظر إليك باعتبارك أباً ومعلماً روحياً بالنسبة له، كيف تطورت تلك العلاقة، وماذا علمته؟

– وكنا نلقي بعض الدروس الخاصة في بيوتنا في منطقة الزرقاء وما حولها، وفي مدينة عمّان أحياناً، وكان يحرص على حضورها وأن يتلقى المبادئ الأولى للتوحيد التي كنت أدعو إليه وهي ليست من عندي، بل هو ثمرة كل ما قرأته من كتب شيخ الإسلام إبن تيمية وابن القيم والشيخ محمد الوهّاب وأئمة الدعوى النجدية. كان هذا هو الأمر في البداية، ثم عندما تم سجننا سوية كانت الدراسة داخل السجن أكثر ، وهو كان حريص على تلقي وتعلم ودراسة كل ما اكتب وتلقيها مني.

السؤال: ولكن بعد ذلك كان هنالك خلاف كبير بينك وبين الزرقاوي، وكنت شديد الانتقاد لما يفعله في العراق، رغم أنه كان ينظر لأعماله بأنه السلفي الحقيقي الذي ينفذ الشريعة فلماذا اختلفت معه؟

– هو لم يترك العقيدة السلفية وكان ثابت على العقيدة السلفية إلى أن توفاه الله، ولم يغير بعقيدته، ولكن الخلافات والملاحظات والنصائح التي كنت اكتبها له كانت في الناحية العملية، وهو لم ينزع مثلاً إلى ما هو موجود الآن في العراق من غلو مثل ما يحدث الآن في تنظيم الدولة من قتل المخالف وأشياء كثيرة لم يصل الى هذا الحد ولم يغير عقيدته ولم يكفر المخالفين فهو لم يكفر على طريقة الخوارج أو على طريقة أهل الغلو، ولكن الخلاف الذي جرى أو أستطيع أن أقول النصائح التي قدمتها له وضخمّ أمرها الآخرون وجعلوها خلافاً كبيراً هي كانت نستطيع تصورها في البداية على أنها توجيهات من شيخ إلى تلميذ قريب إليه، شعرت بأنه من الواجب علي أن أبقى ناصحاً له وأن لا ألزم الصمت على بعض الأمور التي رأيت بأنها بمثابة أخطاء فبعثت له بمناصحة وهذه المناصحة كانت تتضمن أيضاً مناصرة للأشياء التي كنت أراه مصيباً فيها ولكني لم أحب أكون مصفقاً فقط، بل أحببت أكون موجهاً وناصحاً فتكلمت عن بعض الأمور التي لم اناصحه انا وحدي فيها، بل كثير من منصفيه الآن يرجعون إلى مناصحات خرجت من أيمن الظواهري إلى أبو مصعب في ذلك الوقت مشابهة تماما لمناصحاتي التي تكلمت فيها، ومع ذلك بعض الناس يحاول ان يضخم الملاحظات التي أبديتها على أبو مصعب ويجعلها على أنها تبدو خصومة شخصية أو تحاسد او تباغض يرجعونها إلى أشياء سخيفة.

وأبو مصعب أخ وتلميذ من أقرب التلاميذ إلى نفسي فكنت حريصاً جداً أن أخلص له بالنصيحة، الأشياء التي ذكرتها ما زالت موجودة إلى اليوم محفوظة وهناك وثائق في منبري، يعني ما الذي تكلمت به ونصحت بقضية انكار قتل المدنيين وذبحهم أمام الكاميرات وهذا الأمر بدأ منذ وقت والى الآن ما يجري من الكثير من المشاهد على الانترنت يستدل أصحابها بأنّ الذي بدأ بها هو أبو مصعب، فلذلك نحن من قبل ان يستدل هؤلاء ويتكلموا ويظهروا الخصومة وكأنها خصومة بيني وبينهم أنا أعزّ الناس إلي وأقرب تلاميذي أنكرت عليه هذا الأمر منذ القدم، وكذلك تكلمت في قضية التفجيرات التي كانت تجري ربما في أماكن عامة، التفجيرات التي جرت في المساجد والحسينيات لانه يكون هنالك أطفال ونساء وناس من العامة، وردة الفعل التي تنتج من هؤلاء الذين تفجّر حسينياتهم يقوموا بتفجير مساجدنا، ولذا حاولت ان أوجه أبو مصعب إلى ما فيه خير هذا التيار

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.