لماذا استقدام الممرضات الأجنبيات يا محترمين؟ / نوال عباسي
نوال عباسي ( الأردن ) الخميس 28/5/2015 م …
وطننا منهك ومتعب اقتصادياً وديموغرافياً ويحتاج إلى إدارة حكيمة من الحكومة وإلى دعم وطني من الشعب للنهوض به … وتمرر الأيام والشهور والأعوام بالأستعانة بالقروض والمعونات والمنح والحسنات من دول عربية وأجنبية.. ويخضع اقتصادياً لشروط البنك والنقد الدوليين في تمرير القرارت الاقتصادية، والقبول بأوامر الإمبرياليين ليستمر في أخذ القروض.. ناهيك عن الفساد والغش والمحسوبيات والمرتبات الخيالية للمتنفذين.. وتوارث الكراسي لإبناء المسعدين، ونهب أموال الشعب من قبل الفاسدين، والعطاءات المسيسة لذوي النفوذ الراشين !
كذلك فمستشفياتنا الخاصة لا ترحم في نهب المواطن إذا ما مرض ووقع بين أيديها.. ناهيك عن أسعار الكشف الطبي عند الأطباء التي تحرم الفقراء من الذهاب اليهم للعلاج ويبقى العز للأثرياء..
أذهلني خبر قرأته عن المستشفيات الخاصة، وعزمها على استقدام ممرضات أجنبيات، والضغط على نقيب ونقابة الممرضين والممرضات من الحكومة للموافقة على ذلك، وللتأكد من صحة الخبر، هاتفت النقيب الأستاذ محمد الحتاملة.. وسألته عن صحة الخبر فأكده، وسأقتبس بعضاً مما قاله: ” قانون النقابة والجمعية الأردنية للمستشفيات الخاصة يمنع استقدام ممرضات أجنبيات.. ولا يجوز قانونيا استقدام ممرضة أجنبية إلا بعلم النقابة ودون ترخيص.. والنقابة أنهت بالتعاون مع وزارة الصحة والمراكز الطبية والمستشفيات الخاصة جميع عقود الممرضين الأجانب العاملين لديها.. ورفضت التجديد لأي منهن رافعة شعار أولوية التشغيل للمرضين الأردنيين بشقيهم من الذكور والإناث … والنقابة سوف تشدد الرقابة على المستشفيات الخاصة لمنعهم من استقدام أي أجنبية لإفساح المجال للممرضات والممرضين الأردنيين الجدد للتعين.. بدلاً من استقدام الأجنبيات على أنهن عاملات منازل وتقديم شكوى بحق مستخدميهم لكن الحكومة تضغط علينا وتطالبنا بالقبول باستقدامهن واستخدامهن.. ونحن نرفض!”
ولا يسعني إلا أن أشكر نقيب الممرضين والممرضات الأردنيين وأعضاء الهيئة الإدارية على قراراتهم ومواقفهم النبيلة والوطنية الصلبة الهادفة إلى محاربة البطالة والأخذ بأيدي شباب وصبايا الوطن ومساعدتهم للعمل في خدمة الوطن وأبنائه.. وإتاحة الفرص لهم للعمل في وطنهم والعيش بكرامة على أرض الوطن.. ولا يسعني أيضا إلا أن اتساءل بعد ضغوط الحكومة على النقابة لاستقدام ممرضات أجنبيات.. هل يملك بعض الوزراء أو المسؤلين الكبار مستشفيات خاصة ..؟ وهل الأردن ينقصه أعداد من الأجانب أو غيرهم من العاملات في المنازل أو في المصانع أو في المزارع أو في الشوارع أو بوابي عمارات أو عمال وطن لتشغيلهم وأهله يعانون من البطالة ويتمنون العمل لإعالة أنفسهم على الأقل في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها إقتصادنا.. ونحن بحاجة إلى العملة الصعبة التي يحولها ويرسلها العاملون إلى بلادهم لدعم اقتصادهم.. وهدم اقتصادنا المريض والعمل إخراجه من غرفة الإنعاش..!
سؤال أوجهه إلى أصحاب المستشفيات الخاصة والمعنيين في الحكومة الذين يضغطون على نقيب الممرضين والممرضات للقبول باستقدام ممرضات أجنبيات ، لماذا يا محترمين يا جشعين ألم تمتلئ جيوبكم بالأموال الطائلة التي تنهبونها من جيوب المرضى المساكين نتيجة لغلاء أسعار العلاج في مستشفياتكم بعد..؟
وللخرو ج من نفق البطالة والمديونية أستعين بما قاله جبران خليل جبران على لسان المصطفى في كتابه النبي: “ويل لأمة تكثر فيها المذاهب والطوائف وتخلو من الدين ، ويل لأمة تلبس مما لاتنسج وتأكل مما لاتزرع ، وتشرب مما لاتعصر ، ويل لأمة تحسب المستبد بطلا ، وترى الفاتح المذل رحيما ً، ويل لأمة لاترفع صوتها إلا إذا مشت بجنازة ، ولا تفخر إلا بالخراب ولا تثور إلا وعنقها بين السيف والنطع…”..
التعليقات مغلقة.