المؤامرة وحكوماتها السرية / موفق محادين

 

موفق محادين ( الأردن ) الخميس 28/5/2015 م …

نكرر مع هيكل، التاريخ ليس مؤامرة، ولكن المؤامرة في قلب التاريخ، وكلما كانت الجماعات البشرية أكثر تخلفا وأقل تمدنا من زاوية تحقيق نفسها في مجتمعات قومية مدنية، كانت اكثر عرضة للمؤامرات.

ومن المؤسف أن العرب ينتسبون لهذه الظاهرة او الحالة من جراء عجزهم الذاتي عن إنجاز ثورتهم القومية وجراء الدور الخارجي للاستعمار العثماني ثم الاوروبي ثم الامريكي – الصهيوني.

ومن المؤسف أيضا، أنه كلما انطلقت أصوات تحذر من المؤامرات الخارجية تصدت لها أصوات محلية تسخر منها، وتعزز الاسترخاء والكسل والتخدير وعدم الاكتراث عند الجمهور.. وقد تراوحت أصوات التخدير المذكورة بين أصوات مستغفلة، وأصوات مشبوهة تعرف ماذا تفعل.

وفي الحالتين كانت النتيجة واحدة، مثل اتفاقيات سايكس- بيكو التي مرت في مطلع القرن الماضي، ومثل اتفاقيات تفجير البلدان العربية باسم “الربيع العربي” في مطلع هذا القرن، دون الانتباه لمن طرحها، بل ان الجمهور، غالبا ما تورط فيها تحت ضغط الاحتقانات الناجمة عن الفساد والقهر الطبقي والسياسي.

وفي هذا السياق، لكم أن تصدقوا أو لا تصدقوا أن العالم يدار فعلا من قبل دوائر أشبه بالحكومات العالمية السرية، البرتقالية والحمراء والزرقاء وغيرها:-

أولًا، الحكومات البرتقالية وأبرزها :

1. حكومات البورصة والعائلات المالية، ويعد جورج سوروس آخر طبعة من هذه الحكومات، وهو لاعب كبير في كل ما يجري في العالم اليوم، كما كانت العائلات اليهودية الاخرى، ولاسيما روتشيلد ونوبل قد لعبت من قبل أدوار معروفة..

ويعترف سوروس نفسه ومنظمته “المجتمع المفتوح” بدوره في تحريك كل الثورات البرتقالية في شرق أوروبا وأوكرانيا والشرق الاوسط، وذلك من خلال علاقته الوثيقة مع مراكز دراسات حقوق الانسان وأمثالها.

2. حكومات الصناديق العالمية، من صندوق النقد الدولي الى صندوق دعم الديمقراطية الأمريكي “نيد”، وقبلها الصناديق التي دمرت الشرقين العربي والأوسط لصالح الحركة الصهيونية والاستعمار الاوروبي، وأبرزها صندوق اكتشاف فلسطين “بريطاني – صهيوني” والصندوق اليهودي العالمي.

ثانيا، الحكومات الحمراء، والمقصود هنا حكومات “الهلال العثماني” التي لعبت أخطر الأدوار فيما يعرف “بالربيع الاسلامي” والمبرمج لإعادة وضـع الشرق والعرب تحت السيطرة العثمانية بعد تحطيم وتمزيق البلدان العربية وإغراقها في فوضى “سوروس” المشار له.

ثالثا، الحكومات الزرقاء، في شكليها المتداخلين المتكاملين وهما، حكومة الشمعدان وعلمها “الازرق – الابيض” الذي لا يقتصر على العلم “الاسرائيلي” وحسب، وحكومة المحافل الماسونية بكل مدارسها وخاصة محفل الشرق الأعظم الفرنسي من نفوذه في الاشتراكية الدولية وقصر الاليزيه الى الاستثمارات الكبيرة الى الاحزاب الاشتراكية “الاسرائيلية” والعربية المنضوية لهذه الاشتراكية.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.