الاردن بين متطلبات الصحوة الكبرى والوظيفة الاقليمية / عبدالحفيظ سليمان ابو قاعود
عبد الحفيظ ابو قاعود ( الأردن ) الأربعاء 27/6/2018 م …
*صحافي ومحلل سياسي/ رئيس تحرير ” الأردن العربي ” …
الوظيفة الاقليمية للنسق في الاردن من حيث الاستمرارية او الانافكاك من تبعات تحالف النسق مع الولايات المتحدة الامريكية من خارج الناتو ، والتنسيق الامني لمحاربة “الإرهاب الدولي” ، والارتباط بالتحالف الامني الاقليمي في عصر الانتصارات الكبرى وولى زمن الهزائم ؛ تحتاج الى وقفة مراجعة تقييمية معمقة في خطوات النسق الجديدة سواء بالاختيار بين العودة الى أحياء منظومة خدمات القبيلة الضلع الاكبر في مثلث القواعد الاجتماعية او البقاء في الوظيفة الاقليمية وعضو محوري في منظومة التحالف الامني الاقليمي .
في الوقت الذي هزمت فيه وظيفة “القبيلة” في المواجهات مع العشيرة السياسية ،التي تم احياء خدماتها في المرحلة التمهيدية “لاتفاق العربة ” مع إسرائيل ؛ جاء العهد الجديد ب”فئة حاكمة ” من “المقاطيع و”احزاب المراحل” التي اعيد تأهيلها لعبور “صفقة العصر” الاتفاق النهائي مع اسرائيل بسلاسة ، لكن” الصفقة “غير قابلة للصرف لدى عرب الاردن وفلسطين لأسباب شرحناها في مرافعة سياسية سابقة .
فالظروف الموضوعية لدى “النظام والمنظمة” غير متوافرة لإتمام “الصفقة”، لان لدى كل طرف محددات كبرى تمنعه من الانخراط بها ، وغير قادر على تلبية متطلباتها وشروطها ،مما يوجب دراسة نصوص اتفاق الطرفين مع إسرائيل ،لان الكثير من الخبراء والمحللين لم يقرأ نصوص “وادي عربة “، و”اوسلو” وملاحقهما حتى يتعرف على بنود صفقة العصرفي ما يعرف بالحل النهائي لقضية فلسطين.
هل تتمكن اجهزة النسق من استعادة احياء “خدمات المقاطيع ” واحزاب المراحل في مرحلة الصحوة الجماهيرية الواسعة؟!!! ،ما دور “فتح ” كتنظيم سياسي في صفقة العصر بعد انتهاء العمر الافتراضي للسلطة الفلسطينية ؟!!!.
والفئة الحاكمة الجديدة غير قادرة ومقتدرة على تقديم خدماتها لإتمام صفقة العصر في الجانب الاردني ، بعد انتهاء دور ومهام ” العشيرة السياسية “، التي جاء بها النسق لتمرير ” معاهدة العربة ” ، حيث تمكنت المنظومة الامنية والسياسية من تلبية جزء متطلبات من صفقة العصر، لكنها لا تستطيع استكمال تنفيذ البنود الكبرى من الصفقة لأسباب داخلية واخرى خارجية .وبعد تفتيت وبعثرة وقواعده الاجتماعية وفقدانها في معركة “وادي عربة ” وخسر اكبر حليف قوي على مدى نصف قرن في الساحة المحلية ” جماعة الاخوان “، والاستغناء عن خدماتها بل تفتيتها الى ثلاثة محاور متصارعة بحيث فقدت الجماعة قاعدتها الجماهيرية ومصادر تمويلها؟!!! .
أن الانشطار الافقي والعامودي في ” مؤسسة القبيلة ” كمنظومة سياسية واجتماعية والضلع الاساس من القاعدة الاجتماعية .والتي وجهت في السابق ضد قوى سياسية مقابلة فاعلة ومتفاعلة في ساحة العمل السياسي العام ؛ شكل حالة صدمة كبرى وغير متوقعة او محسوبة اربكت أجهزة النسق في المنظومة العسكرية والامنية في التوجيه والسيطرة على الحراك الشعبي. لأنها في الغالبية اصبحت اليوم في الطرف المقابل كقوة مؤثرة في الحراك الشعبي.
فالسيطرة والتوجيه من قبل “المنظومة الامنية السياسية “على الحراك الشعبي في الميادين العامة لتغيير النهج “السياسي والاقتصادي” ما بعد وادي عربة ، وضد التوجهات في زيادة وتصاعد الاعباء الضريبية على الرعية ، لإفقارها للقبول بصفقة العصر، والانخراط في مؤامرة تصفية قضية فلسطين ، واقامة النسق البديل ، لضبط الايقاع الموسيقي عند الجماهير؛ صارت محاولة يائسة ، تنم عن فهم خاطئ للحالة الشعبية السائدة ،التي تصطدم بجدار من ” الممانعة الشعبية “ألتي أدركت في وقت متأخر، عدم قدرة النسق في تنفيذ عملية اصلاحية شاملة ، تؤدي في النهاية الى تناوب سلمي للسلطة بعد اجراء اصلاحات هيكلية في مجتزأت النسق ؛ ويقدم الوظيفة الاقليمية على مصالح الجماهير لإدامة المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة .
لقد وجد النسق ومرجعياته في الخارج بان هنالك ضرورة ملحة لأحياء خدمات ” القُطع والمقاطيع ” و”احزاب المراحل” متعددة الاغراض ، بالتنسيق مع “فتح ” كمنظومة سياسية جديدة للانخراط بقصد او بدون قصد في صفقة العصر لمواجهة قوى الاصلاح العام في البلاد ، ومواصلة القيام بالوظيفة الاقليمية بعد ان فقد النسق خدمات قواعد اجتماعية اساس ؛ ساهمت في تمتين الجبهة الداخلية والسلم الاهلي والاستقرار الامني الى اكثر من نصف قرن ؟!!!.
ولقد اصبح ألنسق بدون قواعد اجتماعية راسخة البنيان لمواجهة تحديات مطرقة الاستحقاقات ” الدولية والاقليمية ” وتحديات سنديانة متطلبات ” ثورة شباب ” الدوار الرابع الاصلاحية ” ، وعدم قدرته على تلبية مطالب “الثوار” في الكيفية المطلوبة مع البقاء في اطر منظومة التحالف مع الولايات المتحدة الامريكية من خارج الناتو ، ومنظومة التحالف الامني الاقليمي الذي املته” معاهدة العربة ” ؟!!!.للبحث صلة
· رئيس تحرير موقع ” الأردن العربي ”
التعليقات مغلقة.