بعض اسرارالحرب الأخيرة على وسائل الاعلام العربية المقاومة / هشام الهبيشان

 

 

هشام الهبيشان ( الأردن ) الجمعة 29/5/2015 م …

تزامنآ مع الحرب الأعلامية الكبرى التي تنتهجها بعض الدول” كعقيدة حربية اعلامية” عبر وسائل أعلامها بحربها على قوى ودول محور المقاومة ،أتضح للجميع مؤخرآ ان هذه الحرب بدأت تأخذ أنماط وصور مختلفة بطريقة عملها ومفاعيلها ونتائجها ،فاليوم تحاول هذه القوى الاقليمية تغييب دور الاعلام العربي المقاوم بشكل شبه كامل ،لطمس الحقائق وأضعاف المعنويات ،وما عمليات التشويش الاخيرة على بعض  ترددات خاصة بوسائل اعلامية عربية مقاومة على قمر النايل سات،الا دليل على أفلاس هذه القوى المرتبطة بالمحور والمشروع الصهيو –امريكي و المنخرطة بالحرب على القوى المقاومة لهذا المشروع بشكل علني .

بألنسبة لي لا اعرف بالتحديد ماهو سقف الغباء والعقلية الهمجية والعنجهية الجاهلية بمثل هذه التصرفات ،وماهو المبرر المقنع لهذه القوى وهذه الأنظمة عندما يقوموا بمثل هذه التصرفات والسلوكيات  الرعناء ،ولا اعرف ان كان هذا الموضوع بالتحديد وتغييب صوت المقاومة سوف يشكل أنجازآ لقوى هذا المحور المرتبطة بالمشروع الصهيو –امريكي ،وهنا من غير المستبعد ان يقدموا ويمرروا هذا التصرف والسلوك العدواني ضد الاعلام العربي المقاوم على انه أنجاز تاريخي،هكذا هي عقليتهم ،وغير مستبعد عنهم كل هذا وذاك .

بالفترة الماضية  كنا نتحدث عن مجموعة كبيرة من المعارك الاعلامية التي تستهدف قوى المقاومة ،والتي قادتها بعض وسائل الاعلام  التابعة لقوى أقليمية تابعة ومتحالفة مع المشروع الصهيو –امريكي ،اما اليوم فقد أصبحنا نتحدث عن تدخل علني وبشكل ممنهج من قبل هذه القوى بمسار الحرب الأعلامية ، فاليوم لايمكن ابدآ وضع ما جرى مؤخرآ من تعدي على حرية الاعلام المقاوم الا بخانة العمالة للمشروع الصهيو –امريكي ،فعندما تنتهج هذه القوى وهذه الأنظمة نهجآ علنيآ وعدائيآ وبشكل مباشر على الاعلام العربي المقاوم ،فهي تؤكد بما لايقطع الشك أنها جزء من المشروع الصهيو –امريكي ،الذي يستهدف ويضرب المنطقة وبقوة هذه الأيام  .

بألنسبة لنا نعلم ونعلم جيدآ ،ان الحرب على الاعلام العربي المقاوم بدأت بالتحديد وبشكل ممنهج منذ عام 2006وبالتحديد بعد هزيمة الكيان الصهيوني وحلفائه بمعركة تموز،واعلان انتصار حزب الله على هذه الغزوة الهمجية التي حملت مجموعة من الاهداف والاجندات الصهيو –امريكية التي تستهدف المنطقة وأسقط بعضها حزب الله بأنتصار عام 2006،وأستمر هذا التصعيد ضد الاعلام العربي المقاوم منذ ذلك الحين الى اليوم ،مع تصعيد ممنهج ضد هذا الاعلام من قبل هذه القوى المتحالفة مع المشروع الصهيو –امريكي ،فالحرب الاعلامية التي تشن ضد سورية من قبل هذه القوى منذ اربعة اعوام مضت هي جزء من نطاق اشمل لتغييب الحقائق وتشويه حقائق الواقع السوري ،وتأتي مكملة للحرب السياسية والعسكرية والاقتصادية التي تشن وبشكل واسع على الدولة السورية وبعض قوى المقاومة بالمنطقة العربية ككل

اليوم تحاول بعض هذه القوى بعد تعثر اهداف واجندة  حربها ومجموع معاركها ضد قوى المقاومة بالمنطقة ،تحاول اسكات وتغييب صوت هذه القوى المقاومة ،كجزء من منهجية الحرب المتعددة الوجوه والفصول والانماط التي تشن على قوى المقاومة بهذه المرحلة ،وهذا المعادلة أصبحت واضحة لجميع المتابعين ،فالحرب التي تشن اليوم وبشكل مباشر على وسائل اعلام المقاومة لتغييب صوتها،هي تأكيد صريح لطبيعة ومنهجية الحرب الشرسة التي تشن اليوم على قوى المقاومة بالمنطقة العربية .

اليوم على جميع هذه القوى والانظمة التي عملت مؤخرآ على محاولة تغييب صوت هذه القنوات الاعلامية المقاومة ، ان تعترف ان صوت هذه القنوات قد هزمها واسقط عنها ورقة التوت الاخيرة ،ونعلم جميعآ انه بعد أفتضاح الوجه التأمري الحقيقي لوسائل اعلام هذه القوى المرتبطة بالمشروع الصهيو –امريكي التي مولت من قبل هذه القوى ولديها ميزانيات سنوية تعادل ميزانيات دول ،وتحول متابعة الكثيرين من المهتمين بالاعلام العربي سواء اكانوا مشاهدين او متابعين لمسار ومهنية هذه الوسائل الاعلامية الى قنوات المقاومة العربية ،التي شكلت ورغم محدودية مورادها نقلة نوعية بمسار الاعلام العربي المهني الى حد ما ،وهذا مايزعج اليوم هذه القوى ،التي صرفت وانفقت مليارات من الدولارات على اعلامها التي افتضح مؤخرآ الوجه الحقيقي له ،واصبح اعلام ناطق باسم المشروع الصهيو –امريكي ،وهو بعيد كل البعد عن طموحات وتطلعات الشعب العربي ،بعكس قنوات ووسائل اعلام المقاومة التي هي بنظر الكثيرين اليوم هي تجسد مفهوم حقيقي لتطلعات وطموحات الشعوب العربية الساعية للتحرر وهزيمة المشروع الصهيو –امريكي وادوأته والذي يستهدف الشعب العربي من المحيط الى الخليج ولا يستثني احدآ بالمطلق .

وقبل الختام ،بألنسبة لي كمتابع عربي لوسائل الاعلام التي تتدعي انها عربية لايهمني بالمطلق معدلات ودرجات جمال الحسناوات والسمروات والشقروات وحجم الدلع والغنج من قبل هذه الحسناوات والشقروات والسمروات على شاشات الاخبار بهذه الوسائل الاعلامية ،بقدر مايهمني ان اسمع اخبار واراء وحوارات ذات مصداقية ومهنية عالية ،ولا يهمني حجم التغطية المباشرة للانتخابات الصهيونية ومحاولة تعويم الكيان الصهيوني ككيان ديمقراطي لقبوله كنموذج ديمقراطي وجزء من المنطقة واقناع الشعوب العربية بهذه المعادلة المرفوضة جملة وتفصيلآ،ولا يهمني ان ارى واشاهد حلقات اخبارية وحوارية مسائية جلها دعوات للفتن ولأبادة طوائف وتبادل شتائم وتحريض على القتل والدمار ،ولايهمني وجود قنوات فضائية تتدعي أنها عربية تشكل مايزيد على 80%من مجموع القنوات الفضائية العربية والتي تمولها نفس هذه القوى التي تسعى اليوم لتغييب صوت المقاومة ،وهذه القنوات التي تزيد على 80% جل همها هدم الامة ونشر الافكار الضلامية وافكار وسلوكيات الاباحية والجنس والالحاد او تشويه صورة الاسلام ونشر التطرف لهدم اجيال كاملة من شبابنا العربي المسلم، فهذه المواضيع بالمجمل لاتهمني أبدآ ،وهذا الرأي اعلم جيدآ ان هناك الكثيرين مثلي من المتابعين والمشاهدين يؤيدون طرحي هذا.

ختامآ ،على القائمين اليوم على مشروع تغييب واسكات صوت الاعلام العربي المقاوم ،ان يصححوا مسار أعلامهم المفلس والذي يعكس حقيقة افلاس مشروع مموليه المرتبطين بالمشروع الصهيو –امريكي ،فهم كلما حاولوا ضرب الاعلام العربي المقاوم ستزيد شعبية هذا الاعلام المقاوم بالشارع العربي ،مما سينعكس بشكل مباشر على زيادة حجم القاعدة والجماهير العربية المنخرطة فكرآ وسلوكآ بالمشروع المقاوم للمشروع الصهيو –امريكي الي يستهدف المنطقة كل المنطقة اليوم ……

* كاتب وناشط سياسي – الاردن.

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.