بيرسترويكا ” غورباتشوف ” وبيرسترويكا ” كيم جونغ اون” / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الجمعة 29/6/2018 م …
من التهديد بقصف قاعدة دييغوغارسيا الامريكية الستراتيجية بالصواريخ و القنابل النووية الى التعهد بتمير السلاح النووي في كورية الشمالية هذا ما نراه ونسمعه بعد القمة التي جمعت الرئيس الامريكي دونالد ترامب بزعيم كورية الشمالية كيم جونغ اون” في سنغافورة.
ومن السخرية بشخصية كيم جونغ اون والاستهانه به وحتى بشكله اشاد الرئيس ترامب ب” زعيم كورية الشمالية ووصفه اوصافا تتناقض مع ما كان يطلق عليه من صفات هذا ايضا لمسناه بعد القمة في سنغافورة.
ما الذي حصل ؟؟
لا احد يعلم ووصل الحال ببعض وسائل الاعلام ان اتهمت زعيم كورية الشمالية بانه ” بات يمحوا انجازات والده وجده ” كيم ايل سونغ.؟؟
هل نحن امام ” بيرسترويكا” في كورية الشمالية بعد ” بيرسترويكة ” غورباشوف” التي انهار بسببها الاتحاد السوفيتي الى جانب عوامل اخرى اقتصادية وسياسية كانت وراء ذلك الانهيار عام 1991 فكان تحولا خطيرا في العالم خدم السياسة الامريكية وحلفائها الغربيين استغلته واشنطن لتحويل العالم الى قطب احادي الجانب لولا نهوض روسيا ولو متاخرة بالتصدي للمشاريع الامريكية الخطيرة في العالم بزعامة الرئيس فلاديمير بوتين الذي ادرك بحكم خبرته الطويلة في السياسة الغربية ان الولايات المتحدة تسعى الى الهيمنة على القرار الدولي وتهميش روسيا والصين.
وسائل اعلام قالت ان زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، اقترح نصا جديدا يتعلق بالقسم الوطني، الذي يؤديه جميع المواطنين مما يقلل من إنجازات والده وجده، ويثني بدلا من ذلك على أيديولوجيته وقيادته للبلاد..
وقد وضع القسم الوطني في كوريا الشمالية لأول مرة في سبعينيات القرن الماضي، في عهد كيم إيل سونغ، مؤسس البلاد، وجد الزعيم الحالي كيم..
ويتضمن القسم الوطني 10 بنود تشيد بحكمة المؤسس “السيد كيم ايل سونغ وعظمته”، وأضيف إليه إشادة بإنجازات ابنه كيم جونغ إيل بعد وفاته عام 1994، وفقا لصحيفة “التليغراف” البريطانية..
وتقلصت في النسخة الجديدة من القسم الوطني عدد البنود من 10 إلى 5، مما يقلل الوقت اللازم لتلاوته، كما تم تنقيح الأجزاء المتعلقة بكل من كيم إيل سونغ وكيم جونغ إيل، ولم يتبق سوى تعليق موجز ينص على “إرادتهم وروحهم”.
وأدخل إلى النص الجديد بند ينص على الولاء للأيديولوجيا، التي يحملها الزعيم الحالي كيم جونغ أون ويثني على قيادته للبلاد..
ويعد القسم الوطني، الذي لم يتغير منذ أكثر من 40 عاما، واحدا من أهم مقاييس الولاء لسياسيات زعيم كوريا الشمالية وأيديولوجيا الحزب الذي يترأسه.
هل ان ذلك له صلة وعلاقة وثيقة بما جرى في قمة سنغافورة ام انه مبادرة من زعيم كورية الشمالية الشاب يريد من خلالها ان يضع لمسات جديدة على القسم الوطني تسجل له في اطار انفتاح جديد ” على طريقة ” البيرسترويكا” التي اعقبها انهيار كامل الاتحاد السوفيتي في عصر غورباتشوف عام 1991 ليضع بلاده على ذات الطريق ” طريق الانهيار”؟؟.
لاشك ان الزعيم الكوري الشاب قدم تنازلات سريعة واقدم على تدمير بعض المواقع النووية في وقت تصر الولايات المتحدة على استمرار العقوبات على بيونغ يانغ وحتى في زحمة ” التنازلات” الكورية وقع الرئيس الامريكي ترامب على تمديد العقوبات على كورية الشمالية لمدة عام اخر.
ا الشيئ الوحيد الذي حصل هو تاجيل وليس الغاء المناورات العسكرية بين كورية الجنوبية والولايات المتحدة الامريكية اما وجود قواعد امريكية على اراضي كورية ربما ” تضم معدات نووية” لم يتم التطرق لها مثلما لم يتم الحديث عن نشر صواريخ ” ثاد” الامريكية على اراضي كورية الجنوبية وهو ما يهدد دول الجوار لكورية الشمالية خاصة الصين وروسيا خلافا لاتفاقية الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى الموقعة بين موسكو وواشنطن.
موسكو كما بكين تحث بيونغ يانغ على تدمير ترسانتها النووية في اطار ضمانات ” دولية” وليس امريكية خاصة بعد ان اتضح ان واشنطن ليست موثوق بها وانها على استعداد الغاء اي اتفاقة توقعها اليوم تتنصل عنها في اليوم التالي وان تجربة ” الاتفاق النووي مع ايران لاتزال ماثلة للعيان بالرغم من ان الاتفاقية موثقة من قبل الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي لكن الولايات المتحدة لم يعد يهمها ذلك.
لاندري الى اين ذاهب زعيم كورية الشمالية في تنازلاته للجانب الامريكي ؟؟
هل ان كل ذلك من اجل حبه ل ” شطائر” الماكدونالز ” كما تروج وسائل الاعلام الغربية علما ان ذات الوسائل الاعلامية قالت ان ” طائرة محملة ” بالمواد الغذائية” قدمت من كورية الشمالية سبقت وصوله الى سنغافورة لتوفير وجبات الطعام للرئيس الكوري الشمالي والوفد المرافق له حتى ان بعض وسائل الاعلام افادت بان الزعيم ” كون جيم اونغ” لم يوقع الاتفاقات مع ترامب بالقلم الذي اعد لهذا الغرض في سنغافورة واستخدم قلما اخر قدمته له سيدة كورية من المشاركات في القمة الكورية الشمالية الامريكية .
هذا الحذر الكوري الشمالي لم يرافقه حذر وتوجس من ان ” واشنطن” ليست جديرة بالثقة بالرغم من ان وزير الخارجية الامريكية وفي اخر تصريح له قال” لاتوجد فترة زمنية محددة” تفرض على كورية الشمالية” التخلص من كافة اسلحتها النووية.
اما ما يتعلق بالصواريخ البالستية فان الامر بات ليس واضحا خاصة وان ” واشنطن” وهذا ما عرف عنها انها سوف لن تكتفي بما اقدم عليه الرئيس الكوري الشمالي من خطوات وسوف تواصل المزيد من الطلبات ربما تصل الى الحاق ” كورية الشمالية” نفسها ب ليبيا وهو ما نوه له اكثر من مسؤول رفيع في ادارة ترامب رغم كل هذه التنازلات وسيكون الرئيس الكوري الشمالي قد طرق بيده ابواب ” البيروسترويكا ليسير على ” طريق بيريسترويكا ” غورباشوف ” سواء كان يدري او لايدري لان خطواته ” واقدامه على خطوات احادية تشير الى ذلك ؟؟؟
وسترون ما ان تظا اقدام ” اولئك” الذين يروجون لاسعاد الشعب الكوري الشمالي ويتغلغلون وسط شعب كوريا وهم جيوش من ” عملاء ” سي اي ايه” يعملون تحت غطاء تقديم المساعدات الامريكية سوف تسمعون لاحقا ان ” رياح ” الثورة الملونة” بدات في بلاد ” كيم ايل سونغ” لتلتحق بركب الدول التي تحكمها الان انظمة موالية للغرب مثل اوكرانيا وجورجيا وغيرها من الدول .
في حينها وهذا مالانتمناه لهذه البلاد وشعبها المناضل ضد الاستعمار والتي تقع بجوار الصين وروسيا سينعكس سلبا اذا ما حدث مثل هذا السيناريو لاسامح الله على البلدين المذكورين ونامل ان يحسب زعيم كوريا الشمالية نتيجة كل خطوة يخطوها وان ينسق في ذلك مع الجارتين الصين وروسيا قبل الذهاب بعيدا الى اكثر مما هو مطلوب خاصة لان مطالب الجانب الامريكي لاحدود لها ولن تتوقف عند تدمير منشاة نووية لان في جعبة ” العم سام ” الكثير من من الحجج والذرائع التي خبرناها منها التباكي على الحريات وحقوق الانسان الى اخر هذه الاكاذيب.
التعليقات مغلقة.