المسيحيون العرب في صفقة القرن .. وتوطين مقابل توطين! / ديانا فاخوري

نتيجة بحث الصور عن الكاتبة ديانا فاخوري

ديانا فاخوري ( الأردن ) الأحد 1/7/2018 م …




المسيحيون العرب بالإضافة إلى إيران وحزب الله ، هم مصدر القلق الوجودي لاسرائيل والصهيواعروبيكية و توابعها المتعسكرين في فسطاط الشر ..

قلتها مرارآ: “كما المسيحيون العرب كذلك العروبة! يرى البعض في غياب المسيحيين العرب عن المشهد العربي غيابآ لفكرة الدولة العصرية والتنوع الثقافي والتعددية والديمقراطية .. أما أنا فما زلت أكرر أن غياب المسيحيين العرب عن المشهد العربي يعني غياب المشهد العربي برمته .. فلا تفرغوا الشرق من مسيحييه, وبالتالي من عروبته, تبريرآ ليهودية الدولة!”

أما اليوم فأدعوكم لمراجعة مراسلات ديفيد بنغوريون (David Ben-Gurion) / موشية شاريت (Moshe Sharett) حيث يبدو التخوف من النموذج اللبناني بصناعته العربية المسيحية .. و حيث تتمثل لعنة المسيحيين العرب في دورهم البناء نحو الدولة الحديثة و تكريسآ لعبقرية التنوع .. فلا بد اذن من اقتلاع هذا النموذج (التنوع في الوحدة) ولا باس باقامة دولة مسيحية صرفة تحرس حدود اسرائيل الى جانب دويلات مذهبية سنية و شيعية و ربما درزية صافية!

المسيحيون هم أبناء المنطقة ولدوا و عاشوا فيها منذ أكثر من ألفي سنة و عروبتهم لا جدال فيها ..في القدس بدأت المسيحية, والسيد المسيح هو ابن مدينة الناصرة .. و في حلب و حوران و انطاكية بنيت أول الكنائس .. المسيحيون هم العرب الغساسنة في حوران والمناذرة في العراق .. منهم جاءت قبائل تنوخ و بكر و ربيعة و بنو تميم و طي و بنو كلب .. ساهموا باقامة الدولة العربية الأولى (الدولة الأموية) كما كان لهم دورهم في عصور النهضة العربية .. نبغوا في الشعر والحكمة والخطابة, ونقلوا علوم اليونان و حكمتهم الى العربية .. وكان لهم شأن كبير في العصر الحديث ولا سيما في الصحافة والأدب والفكر والشعر ..أصدروا اوائل الصحف باللغة العربية في الأستانة و مصر و بلاد الاغتراب .. وهم من أسس حركات التحرر الوطني في سوريا و لبنان و فلسطين, وساهموا في بلورة الفكر القومي العربي و نشره ..

وفيهم قال شاعر الرسول, حسان بن ثابت:

لله در عصابة نادمتهم يومآ // بجلق في الزمان الأول

والخالطون فقيرهم بغنيهم // والمنعمون على الضعيف المرمل

أولاد جفنة حول قبر أبيهم // قبر بن مارية الكريم المفضل

بيض الوجوه كريمة أحسابهم // شم الأنوف من الطراز الأول

فلا تفرغوا الشرق من مسيحييه, وبالتالي من عروبته, تبريرآ ليهودية الدولة!

واذكروا ما قاله أمنون كابيليوك (Amnon Kapeliouk): “في ضوء ما حدث عام 2000، لم يعد هاجس الأنبياء باسرائيل ازالة حزب الله فقط وانما ازالة لبنان بكليته”! واستكمالآ للصورة كان لابد من استكمال تفريغ المنطقة من مسيحييها سواء من خلال صيغة Islam Light أو بالعودة لصيغة القاعدة و مشتقاتها .. و ها هم يستميتون تسويقا لصفقة او طبخة او صفعة القرن عارضين – مقابل إلغاء حق العودة بتوطين الأخوة الفلسطينيين  – مئات المليارات من “دولاراتنا” و استعداد أوروبي ـ أميركي لاستقبال مسيحيي المشرق العربي .. فهل هو توطين مقابل توطين؟!

و بالعودة الى تراثنا أقول: “ألا ان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين, بين السلة أو” اغواء الهجرة .. هيهات منا الهجرة, هيهات منا الهجرة .. ولعلي بهذا أرد على التساؤل الذي يطرحه البعض بخصوص مصيرالمسيحية  والمسيحيين في الشرق .. فلسنا بالمارين بين الكلمات العابرة .. هنا, على صدوركم (أعني الحلف الصهيواعروبيكي بتغطية اسلاموية) باقون كالجدار .. وفي حلوقكم كقطعة الزجاج, كالصبار .. انا هنا باقون, فلتشربوا البحرا .. هنا, لنا ماض. وحاضر, ومستقبل .. يا جذرنا الحي تشبث, واضربي في القاع يا أصول .. فنحن نعرف كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء.

أما حزب الله – اذ يجسد فقه المقاومة والتحرير- فبالضرورة ينصر المسيحيين العرب في معركتهم الوجودية, وهو بالضرورة يكمل مكارم المقاومة الشيوعية/القومية/الوطنية بكل معانيها و أبعادها .. بالفقه و بالفعل .. بفقه المقاومة والتحرير, وبفعل المقاومة والتحرير يدافع الحزب – بالضرورة – عن الوجود المسيحي الذي يعطي العروبة معناها و ماهية وجودها و يشكل بذلك مصدر القلق الوجودي لاسرائيل مسقطا صفقة القرن!

عاشت المقاومة .. عاشت القدس كلها عاصمة لفلسطين كلها، و لتحيا الأمة!

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.