فلسطين: سياسة الاستبداد ومؤشرات المواجهة / عبد الرحمن صالحة

 

 

 

 

عبد الرحمن صالحة ( الثلاثاء ) 6/1/2015 م …

 

هل يكون عام 2015 عام القضاء على سياسات الاستبداد والديكتاتورية والعنصرية الفلسطينية التي تقودها السلطة الفلسطينية ممثلة بالرئاسة الفلسطينية؟
تظهرت بعض المؤشرات التي تجيب على التساؤل السابق والتي ظهرت في باكورة العام 2015م وقد تكون هذه المؤشرات مخطط لها أو غير مخطط لها حيث ظهرت تلك المؤشرات من خصوم أبو مازن بشكل عام وأيضاً من الفصائل الفلسطينية التي جعلها خصوم له نتيجة تجاهله لها وانفراده بالقرار الفلسطيني وضربه لمبدأ الشراكة الوطنية والشراكة في القرار بعرض الحائط.
في ظل حالة اللاتوافق بين كافة القوى والفصائل الفلسطِينية التي كانت سائدة بين جميع الاطراف الفلسطينية بدون استثناء والتي كان يغرد كل طرف بمعزل عن الآخر طيلة الفترة السابقة، اليوم في بدايات عام 2015 هناك شبه اتفاق بين القوى الفلسطينية وخصوم أبو مازن على فكرة تشكيل مؤتمر أو هيئة لمواجهة سلوك أبو مازن الانفرادي والسلطوي وما ترتب عنه من إجهاض وانحدار للقضية الفلسطينية التي كانت تتربع على عرش الإقليم بل العام، لكن الفكرة باقية كخطة بين الفصائل الفلسطينية مع وقف التنفيذ إلي حين تحين الفرصة المناسبة، وفي المقابل هناك توجه اسرائيلي أمريكي كانت وما زالت تلوح به إسرائيل بين الفينة والاخرى وهو إسقاط أبو مازن أو استبداله بشخص محب للسلام ولا يستخدم ‘ الإرهاب الدبلوماسي’ ضد ‘ إسرائيل’، وكلنا نعلم أنه رغم الخلافات التي سادت العلاقة بين أبو مازن وقيادة ‘ إسرائيل’ لم تدفع بأبو مازن لتوقف عن طريق التسوية والتنسيق الأمني مع ‘ إسرائيل’، لكن الهدف من تلك التصريحات التي تخرج من أروقة الساسة في ‘ إسرائيل ‘ من أجل تخفيف الضغط الفلسطيني على أبو مازن كما أنها مناورة سياسية بين الطرفين وإعلامية فقط، ومن أجل إخراج أبو مازن بانه شخصية غير متعاونة مع ‘ إسرائيل’ ولكن الاجتماعات التي تعقد خلف الكواليس مستمرة بين القيادة السياسية والعسكرية والسلطة الفلسطينية في رام الله والعديد من العواصم العربية.
أعتقد أن المتابع للواقع الفلسطيني الأخير، قد التقط من جميع الأطراف بعض الإشارات والنوايا التي تهدف لوضع حد لهذا السلوك الذي جعل من الواقع الفلسطيني أكثر تردياً، فكل الملفات والقضايا الفلسطينية معطلة ولعل أبرزها ملف المصالحة وما تحمل من ملفات خمس كلها تم إتلافها وعاش المجتمع الفلسطيني في انتكاسة لم يشهد لها مثيل، كما أن فتح أبو مازن باب التسوية على مصراعيه منذ ربع قرن ولم يغله رغم من إدراك أبو مازن أن الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة لم تتعامل بأي قدر من الجدية مع المفاوضات، بل إنها ما كانت تدخلها أصلا إلا بهدف إفشالها.
محمد دحلان واليسار الفلسطيني وحركة حماس والجهاد الاسلامي وبعض الفصائل الأخرى جميع هذه الأطراف دعوا قبل بضعة أيام وبصيغ قد تكون مختلفة نوعاً ما، ولكن كانت على وزن واحد تقريباً تهدف لتشكيل جبهة وطنية لمقاومة سلوك عباس الفردي كما أنه لا يجب أن يترك أبو مازن ليتخذ القرارات ويصيغها ويعدل عليه دون إجماع وطني فلسطيني.
بشكل عام نستطيع القول أن جميع هذه المؤشرات التي صدرت عن الخصوم التي صنعها أبو مازن من صنع يديه وسلوكه تعكس عن امتعاض وعدم الراحة من جميع الأطراف نتيجة السلوك الانفرادي من السلطة الفلسطينية بشكل عام و من مؤسسة الرئاسة بشكل خاص، اليوم أعتقد أن الشارع الفلسطيني الرسمي والعام عرف أين موطن الخلل واستطاع أن يشخص المرض ولكن لم يستطيع تلك الفترة الماضية أن يستأصل الورم النازف، لكن ونحن في بدايات العام الجاري مطلوب من كافة الأطراف الفلسطينية أن تحدد موعداً قريباً لإجراء عملية جراحية لاستئصال الغبث والورم السلطاني، لكي ينعم الجسد الفلسطيني بالصحة والعافية ولكي يشق طريقه نحو التحرير واستكمال مشروعه الممتد نحو كافة أرجاء المعمورة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.