تقرير هام … عن ورقية المجد ” القومية الناصرية ” الأردنية عن دور الاردن الرسمي ك ” عراب تطبيعي ” بين اسرائيل ودول خليجية
الأردن العربي – محمد شريف الجيوسي ( الجمعة ) 29/5/2015 م …
*بعد استيراد الغاز الإسرائيلي وناقل البحرين .. مناطق حرة أردنية إسرائيلية في الأغوار ” ودون تشاور مع السلطة الفلسطينية
*عرض إسرائيلي على سعوديين بتلقي تقنية ”القبة الحديدية” للحفاظ على الأمن الإستراتيجي لجيزان
كتب المحرر السياسي لورقية المجد القومية الناصرية أنها علمت بأن مجلس الوزراء الأردني وافق بصورة اولية على مشروع تطبيعي استراتيجي جديد يتمثل في اقامة مناطق حرة اردنية – اسرائيلية مشتركة في منطقة الاغوار، دون التشاور مع السلطة الفلسطينية التي تمتلك جانباً من هذه الاغوار.
( كان رئيس الوزراء الأردني د. نسور قد اعرب قبل أيام عن مخاوفه من عقد اتفاق فلسطيني جديد مع الكيان الصهيوني على غرار أإوسلو دون علم عمّان ، رغم أن الأردن يشدد في محادثاته مع أي طرف آخر على ضرورة استئناف المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية )
وقال مصدر موثوق ”للمجد” ان رئيس الوزراء د. عبدالله النسور طرح هذا الموضوع، خلال جلسة مغلقة لمجلس الوزراء مؤخراً، واسهب في تعداد الفوائد والمكاسب التي ستعود على الاقتصاد الاردني من وراء هذه المناطق الحرة المشتركة.. داعياً الوزراء الى سرعة بحثه والموافقة عليه لدى انجاز صيغته النهائية.
ونقلت المجد عن المصدر قوله بان جميع الوزراء وافقوا مبدئياً على هذا المشروع التطبيعي الذي لا يزال قيد التفاوض، بمن فيهم الوزراء الـ 3 الذين يدعون انهم ”يساريون وقوميون” حيث لم ينبس اي واحد منهم بكلمة اعتراض او حتى نقطة استفسار واحدة.
ولفت المصدر الموثوق الى ان حكومة د. النسور الذي سبق له ان استقال من منصب وزير الخارجية عام 1991 حتى لا يحضر مؤتمر مدريد، قد ضربت الرقم القياسي في مضمار التطبيع الاستراتيجي مع العدو الاسرائيلي عبر مشروع قناة البحرين، وصفقة الغاز الاسرائيلي، ومشروع المناطق الحرة المشتركة الذي ينتظر ابرامه والاعلان عنه قريباً جداً.
كما لفت المصدر الى ان د. محمد ذنيبات، نائب رئيس الوزراء، وزير التربية والتعليم حالياً كان قد استقال من حكومة عبدالسلام المجالي عام 1994 حتى لا يضطر الى التوقيع على معاهدة وادي عربة المشؤومة..
وبالتوازي مع هذا التطبيع الثنائي المتسارع بين عمان وتل ابيب، عمدت السلطات الاردنية مؤخراً الى القيام بدور (العراب التطبيعي ) بين تل ابيب وعدد من العواصم العربية – الخليجية تحديداً– التي يفترض انها لا تعترف باسرائيل، ولا ترتبط بمعاهدات صلح وسلام معها.
وتتزامن هذه الجهود التطبيعية الأردنية مع اشد موجات الغلو والتطرف الاسرائيلي، بل اليهودي الليكودي، بقيادة رئيس الوزراء الصهيوني العنصري نتنياهو الذي لا يقيم وزناً للسلام مع العرب، ولا يخفي سعيه لبناء ”الدولة اليهودية” وتقاسم الحرم القدسي، علاوة على رفضه المعلن قيام دولة فلسطينية.
ونقلت المجد عن سياسيين اردنيين مخاوفهم من تصاعد الدور الاردني، المرفوض وطنياً وقومياً، في قادمات الايام بدعوى ان ايران اصبحت الآن العدو المركزي المشترك للعرب ولاسرائيل معاً، وان من شأن ( وحدة العداء ) لايران تمهيد الطريق لبناء تحالف عربي – اسرائيلي من منطلق القاعدة المعروفة بان عدو عدوي صديقي.
وجاء قول سياسيين أردنيين في حوارية مختصرة نظمتها المجد، مؤخراً، ان نفض اليد السياسي والعسكري الامريكي التدريجي من مشاكل وازمات منطقة الشرق الاوسط ليس بريئاً، بل هو انسحاب تكتيكي مدبر ومحسوب بدقة وهادف الى دفع السعودية وباقي الدول الخليجية التي تشعر بخذلان الحليف الامريكي لها، للانفتاح على اسرائيل، واعتبارها بديلاً اقليمياً لامريكا المتباعدة،وحليفاً قوياً يمكن التشارك معه في التصدي للعدو الايراني.
واوضح هؤلاء الساسة ان قنوات التعامل السرية مفتوحة منذ زمن غير قصير بين الدوائر الخليجية والاسرائيلية، ولكن واشنطن التي تشجع الاردن على لعب دور ”العراب التطبيعي” ترغب في تقوية مركزه لدى الدول الخليجية التي ادارت ظهرها له وتقاعست في الآونة الاخيرة عن دعمه، وهو ما حمل الادارة الامريكية مؤخراً على زيادة العون المالي له بغية التخفيف من ضائقته الاقتصادية.. حيث خصصت الولايات المتحدة مليار دولار سنويا لـ ( تعزيز جهود التنمية الاقتصادية والإصلاح السياسي والاقتصادي والإجتماعي في الأردن ) بحسب مذكرة تفاهم وقعت بين الطرفين للأعوام 2015 ـ 2017 ، فضلاً عن 54 مليونا للاجئين السوريين.
وكانت الاذاعة الإسرائيلية قد كشفت يوم الاثنين الماضي عن عقد اجتماع تم في الأردن، بحضور امريكي واوروبي، بين ممثلين عن اسرائيل وآخرين من دول عربية لا تقيم علاقات دبلوماسية مع تل ابيب.
ولم تحدد الإذاعة الإسرائيلية موعد عقد الاجتماع الذي لم يكشف عنه سابقا أو الدول العربية المشاركة فيه أو مستوى تمثيلها، بل أن ممثلي دول عربية لا تقيم علاقات دبلوماسية مع اسرائيل التقوا مؤخرا مع ممثلين إسرائيليين في الأردن، وشارك فيه أيضا دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
ولم يصدر تعليق فوري من الحكومة الإسرائيلية أو الأردن أو الولايات المتحدة أوالاتحاد الأوروبي حول ما ذكرته الإذاعة الإسرائيلية، ولكن ”بعض الممثلين العرب قالوا أنه على دول
المنطقة الاستعداد لواقع أمني يتراجع فيه النفوذ الأميركي في المنطقة.
وتكشف وسائل إعلام إسرائيلية بين وقت وآخر عن اجتماعات لمسؤولين عرب وإسرائيليين في عواصم أوروبية وعربية دون الكشف عن أسماء الدول العربية التي تشارك في هذه الاجتماعات.
وفي لقائه مع وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لدى زيارتها لاسرائيل الاسبوع الماضي، تحدث نتنياهو عن فرصة لتكوين تحالفات مع دول عربية أخرى ، في رأيهم أن أكبر تهديد هو التهديد الناجم عن إيران
وأشارت المجد بالإستناد إلى مصادر إعلامية ، إلى ان شخصيات سعودية تلقت عرضاً إسرائيلياً بنقل تقنية ”القبة الحديدية” للحفاظ على عمق الأمن الإستراتيجي لمنطقة جيزان السعودية المحاذية لليمن والتي تعرضت لقصف صاروخي عدة مرات
التعليقات مغلقة.