مقابلة نايف حواتمة مع قناة الميادين

الخميس 5/7/2018 م …




الأردن العربي-

حاورته : وفاء سرايا …

• أوضاعنا صعبة، ونقاوم الإنقسام ببناء الوحدة الميدانية للحركة الشعبية الفلسطينية
• التمسك بأوسلو عامل رئيس في تعطيل استعادة الوحدة الوطنية برنامجياً وتنظيمياً وفي المؤسسة
• ناضلنا في أكثر من خمسة حوارات وطنية لتجاوز الإنقسام واستعادة الوحدة الداخلية لكن طرفي الإنقسام، فتح وحماس، يتحملان مسؤولية تعطيل ذلك
• هناك دول عربية تلعب دوراً لصالح «صفقة العصر» من فوق الطاولة ومن تحت الطاولة، وعلى هذه السياسات أن تتوقف
• الضغوط الأميركية على الحالة الفلسطينية لم تتوقف منذ أن قدم المبعوث الأميركي غرينبلات شروطه التسعة لأبو مازن
• الحل ليس في استبدال رئيس الحكومة برئيس آخر، بل في الذهاب لتنفيذ قرارات المجلس المركزي في دورتيه الأخيرتين والمجلس الوطني في دورته الأخيرة
• نملك كماً واسعاً من عناصر القوة الفلسطينية لكنها تفعيلها يحتاج إلى إستراتيجية كفاحية ووطنية اتفقنا عليها في حواراتنا في القاهرة وبيروت وغزة وعمان ورام الله، مازالت معطلة بقرار منفرد من طرفي الإنقسام
• وحدتنا في الميدان ستعطي ثمارها وستفرض نفسها على طرفي الإنقسام في الكفاح ضد الإحتلال والإستيطان
• ندعو للذهاب إلى الأمم المتحدة للمطالبة بالعضوية العاملة لفلسطين، والدعوة لمؤتمر دولي بديلاً للمفاوضات الثنائية وتوفير الحماية لشعبنا ضد الاحتلال والاستيطان
• بحثت، في موسكو، مع القيادة الروسية، عامي 2017 و2018، نقل القضية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة، والتوقف عن الرهان على «الرباعية الدولية» التي أصبحت في حالة موت سريري
• الولايات المتحدة وإسرائيل تعطل تدويل القضية والحقوق الوطنية ونقلها إلى الأمم المتحدة في مجلس الأمن والجمعية العامة
■■■
على مدى ساعة كاملة أجرت الإعلامية وفاء سرايا، في فضائية «الميادين»، حواراً ساخناً مع نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في برنامجها الأسبوعي «حوار الساعة». تناولت فيه الأوضاع الفلسطينية بتداعياتها الكبرى تحت تأثير تطورات «صفقة القرن» كما طرحتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في سياق حل إقليمي، في المنطقة، يدخل عليها تغييرات جيوستراتيجية تقود، فيما تقود إليه، إلى تصفية المسألة والحقوق الوطنية الفلسطينية ودمج إسرائيل في المنطقة، والإعلان عن إنهاء الصراع العربي والفلسطيني الإسرائيلي.
استهلت الزميلة سرايا حوارها قائلة:
هي ليست فترة عابرة تمر بها القضية الفلسطينية ، هي أخطر مخططات التصفية. يدخل الفلسطينيون في مفصل مهم من تاريخ قضيتهم، وعلى الرغم من التحرك الأميركي السريع لتمرير صفقة القرن ولزيارة كوشنر للمنطقة. وبينما تجري صفقة ترامب ومن يدعمها ومن يتآمر على الشعب الفلسطيني. صفقة أوسلو أحبطت. ومشروع المفاوضات سقط أرضاً ولم يعد مطروحاً، ولكن في الوقت الحالي ماذا يملك الفلسطينيون، قيادة وشعباً، من أسلحة لرفض الصفقة، ومواجهة الضغوط التي تعدت من كونها أمريكية واسرائيلية، لتكون ضغوطاً من أنظمة عربية متخاذلة فما حدود تمرير صفقة ترامب. ألا تحتاج مواجهة هذا المشروع الجديد لتصفية القضية إلى خطة وطنية جامعة وواضحة تتخطى الإنقسام الداخلي؟ فالفلسطينيون أرهقهم الحصار وأكلت أعمارهم الوعود، وبات الإيمان الوحيد لأصحاب الأرض هو بالمقاومة، والأمل الوحيد للاجئين هو حق العودة ..أسئلة كثيرة يتم تداولها حول التطورات الإقليمية والدولية التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وبشأن الخيارات الصعبة للفلسطينيين، وتطرح هذه الأسئلة على ضيفنا اليوم في حوار الساعة الأستاذ نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:
■ صباح الخير وأهلاً وسهلاً بك أستاذ نايف حواتمة. صفقة القرن هي العبارة الأكثر تداولاً التي نسمع بها هذه الأيام.. هي مؤامرات كبرى ومنذ عام 1948، وأسقطت هذه المؤامرات. ولكن هذا اليوم هل يمكن أن نقول إنه لا فرصة أمام صفقة القرن أم إن حدودها متدنية ويمكن إحباطها؟
■■ بالتأكيد حدود صفقة القرن متدنية. لكن علينا أن نعلم مجدداً أن الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب تواصل محاولاتها لتنفيذ صفقة القرن، خطوة خطوة، سواء بأشكال علنية أو بأشكال غير علنية، مع العدو الاسرائيلي مع نتنياهو وفريقه، وكذلك الحال مع مجموعة من الدول العربية، كلها تصب بإتجاه تحريك صفقة القرن أكثر فأكثر.
المرحلة صعبة وقاسية على الجميع، على شعبنا، وعلى قضيتنا وحقوقنا الوطنية ، بتقرير المصير، والدولة المستقلة على حدود 4 حزيران /يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة 1967، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وفقاً للحق التاريخي ولقرارات الشرعية الدولية. منذ خطوة ترامب «الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، و بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس وتركها مفتوحة للاحتلال وللأعمال الاستعمارية الاستيطانية» «الصمت الكامل على نهب الأرض وتكثيف الاستيطان في القدس والضفة». باتت القطيعة كاملة أو بتعبير أدق شبه كاملة بالدقة بين الجانب الفلسطيني والجانب الأميركي.

■ أستاذ نايف، بما أنك أشرت إلى الموقف الفلسطيني وقبل أن ندخل بأن هذه الصفقة هي ليست قدراً ويمكن إفشالها من خلال الجهود الفلسطينية المدعومة عربياً أيضاً، رغم ذلك سنتحدث عن تخاذل عربي لأن صفقة القرن تضمنت أنظمة عربية..هناك عدم تفاؤل من زيارة المبعوثين الأميركيين كوشنر وغرينبلات إلى المنطقة كيف قرأتم الموقف الفلسطيني، موقف الرئيس أبو مازن، وهل تواصلتم معه؟
■■ الحالة الفلسطينية كما تعلمون، وتعلم شعوب الأرض جميعها، منقسمة على نفسها منذ حزيران 2007 حتى الآن، وهي كذلك منقسمة على نفسها فكرياً وسياسياً. هناك تيارات متعددة في الحركة الوطنية الفلسطينية نحن نمر بمرحلة حركة تحرر وطني، تجمع كل التيارات والاتجاهات والمكونات، جميع الفصائل والقوى والشخصيات والاتحادات النقابية والجماهيرية، ومن ضمنها اتحادات المرأة والطلاب والشباب.. هذه التيارات جميعها يدور الصراع في صفوفها من أجل الوصول إلى برنامج وطني سياسي موحدَّ، وموحدِّ للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، في مناطق الـ 48، وفي الأراضي المحتلة عام 67، وفي أقطار الشتات واللجوء. ولكنني أقول، وبلغة واضحة، هذه الانقسامات السياسية بدأت مع اتفاقية أوسلو البائسة في عام 1993، ولازالت تتواصل وتتعمق أكثر فأكثر بفعل الانقسام العبثي المدمر الذي وقع في قطاع غزة، السياسي والمسلح في 14 حزيران 2007. هناك تيار في الحالة الفلسطينية يبني على اتفاقات أوسلو البائسة يتمثل بالسلطة الفلسطينية.

بين أوسلو وإرادة توحيد الحالة الفلسطينية
■ ومن تقصد أستاذ نايف حواتمة، بالجانب الفلسطيني إذا حددنا أكثر هل تقصد بالجانب الفلسطيني أن هناك تعويلاً أو رهاناً على استكمال اتفاقيات أوسلو، أم أنها مرفوضة من قبل كل الأطراف؟
■■ نحن أكثر من مرة تمكنا من توحيد صفوفنا ببرنامج موحدَّ في إطار الحوار الوطني الفلسطيني الشامل، في الإطار الوطني القيادي لـ م.ت.ف، بدءاً من آذار/ مارس 2005، ثم في غزة في حزيران 2006، بمشاركة أربعة عشر فصيلاً، (بعضها عضو في م.ت.ف، وبعضها الآخر علق عضويته، وفصيلان من خارجها).
ثم القاهرة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2009، في القاهرة في 4 أيار (مايو) 2011، والحوار الخاص في القاهرة ثم في عمان ثم في رام الله. توصلنا إلى برنامج وطني موحد، وإلى برنامج قانون انتخابات شاملة بالتمثيل النسبي الكامل لكل التيارات والمكونات.

■ لكن ما الذي يمنع هذه الفصائل من إتمام هذه المصالحة؟ من يتحمل الأسباب الأساسية في عدم إتمام المصالحة وإنقسام البيت الداخلي الفلسطيني الذي هو بأوج الحاجة في هذه الفترة لتوحيد الصفوف لمواجهة ما يخطط ومن مؤامرات تجري لتصفية القضية الفلسطينية؟
■■ أيضاً أقول بكل وضوح لشعبنا وللشعوب ولأصدقائنا في العالم، نحن أيضاً في إطار فصائل م.ت.ف وحدنا الموقف في المجلس المركزي لـ م.ت.ف في آذار(مارس) 2015 وفي(كانون الثاني) 2018، ثم في دورة المجلس الوطني الفلسطيني الأخيرة بين 30 نيسان( أبريل) و 4 أيار(مايو) 2018. لكن التعطيل مازال قائماً. ومن يتحمل المسؤولية الرئيسية والأساسية هو الانقسام المدمر بين فتح وحماس أي فريقي الانقسام كل الاتفاقات التي تمت ثنائياً بين الفريقين تعطلت ولم تنفذ. وكذلك الحال كل الاتفاقات التي تمت بين فصائل م.ت.ف وحماس وحركة الجهاد لم تنفذ وكذلك الحال قرارات المجلس المركزي في دورتيه الأخيرتين، والمجلس الوطني في دورته الأخيرة لم تنفذ. حتى الآن، إلا خطوة واحدة منها وهي الذهاب إلى محكمة الجنايات الدولية لوضع العدو الاسرائيلي أمام المساءلة الدولية عن الجرائم التي يرتكبها العدو يومياً، وعن حروبه على الضفة الفلسطينية من اعتقالات واغتيالات وعن حروبه الثلاث على قطاع غزة الشجاع.
من يتحمل المسؤولية الرئيسية هما فريقا الانقسام فتح وحماس لم ينفذا ما اتفقا عليه في أكثر من خمسة عشر اتفاقاً ثنائياً، وكذلك الاتفاقات الخمسة التي تمت بين أربعة عشر فصيلاً كما أشرت.. وكذلك قرارات المجلس المركزي، بين فصائل م.ت.ف ولا قرارات المجلس الوطني الأخيرة.

■ ما الذي يمنع كلاً من فتح وحماس من تنفيذ هذه الاتفاقات خلال هذه الأعوام من 2006 وحتى الآن؟
■■ أنتم تعلمون وكل أجهزة الإعلام العلنية.. تعلم أن هناك حروباً إعلامية ثقيلة تكاد تكون كل يوم بين فتح وحماس هما يقولان الآن أن الإنقسام مدمر وعبثي ويجب أن ينتهي اليوم قبل الغد. هذا الكلام يتكرر منذ سنوات حتى الآن، لكن دعني أعلن أن هناك مصالح فئوية وفردية، طبقية، اجتماعية، سياسية وزعاماتية لكل من فتح وحماس ومصالح خاصة لكل من الفريقين. هي التي تعطل مايتم الاتفاق عليه. ثانياً: هناك أيضاً المحاور والتدخلات الإقليمية العربية المتصارعة فيما بينها، وثالثاً: الضغوطات الأمريكية والاسرائيلية الجارية على قيادة فتح، والجارية على فريق أبو مازن. عندما ينتهي هذا الانقسام نصبح يداً موحّدة في وجه العوامل الإقليمية والعوامل الضارة السامَّة والسياسة الأمريكية بإدراة ترامب، والاسرائيلية، برئاسة نتنياهو، بخططه التوسعية والتهويدية، لأرضنا المحتلة.

شروط وضغوط أميركية
■ أستاذ نايف حواتمة أين أخطأت القيادة الفلسطينية وأين أصابت.. كيف قرأتم موقف الرئيس أبو مازن إزاء رفض لقاء مبعوثي الإدارة الأميركية خصوصاً مع طرحهما أيضاً لصفقة القرن؟
■■ المحاولات الأمريكية جارية و متواصلة، ويومياً إدارة ترامب تضغط على الجانب الفلسطيني، بدءاً من شروط جيسون غرينبلات التسعة التي قدمها لأبو مازن في شباط/فبراير 2017 حتى يومنا، وهي تتضمن: الإبقاء على التنسيق الأمني مع إسرائيل، الإبقاء على الاقتصاد الفلسطيني مرتبطاً بعجلة الاقتصاد الاسرائيلي المتفوق بطاقاته المادية والسياسية والعسكرية. قطع المساعدة عن عائلات الشهداء والأسرى الفلسطينيين، وقف مايسمونه التحريض، إعادة النظر ببرنامج التعليم والتربية بما يؤدي إلى شطب أي تحريض تجاه إسرائيل، والالتزام كذلك بمجموع القضايا الأمنية المتعددة الأخرى. وتتواصل الضغوط بلا توقف، وترامب أعلن الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها من تل أبيب. وأن قضية القدس باتت مشطوبة ولم تعد فوق طاولة المفاوضات، والآن يعلن ضرورة شطب قضية اللاجئين عن طاولة المفاوضات ويضغط يومياً من أجل تفكيك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين(الأونروا)، وتجفيف مواردها المالية، ووقف ما يقدم لها من مساعدات.
الغطاء الاستراتيجي الكبير بدء بإتفاق أوسلو 1993 بتقسيم المفاوضات إلى مرحلتين انتقالية (3سنوات، والآن امتدت إلى 25 سنة دون أي خطوة إيجابية للخلاص من الاستيطان والاحتلال)، والمرحلة النهائية اللاحقة التي تجاهلت وقف الاستيطان، مصير القدس، اللاجئين. والآن نشهد جميعاً الكوارث الاستيطانية في القدس والضفة، وعلى مصير القدس واللاجئين….، والخطأ الاستراتيجي الكبير الآخر بناء الأوهام على السياسة الأمريكية والانفراد الأمريكي برعاية المفاوضات الثنائية، وعدم حضور قرارات الشرعية الدولية ورعاية الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن عن طاولة المفاوضات وعن تحديد سقف زمني للمفاوضات.

■ هل هذه المرة ستفاجئ بتصريح أميركي جديد بشأن صفقة القرن. تحديداً ما قاله كوشنر في مقابلة مع صحيفة “القدس” مطلع الأسبوع الثالث، قال: إذا إنه لم يعد الفلسطينيون إلى طاولة المفاوضات فستعمد الولايات المتحدة إلى جعل الخطة علنية وكأنها سوف تتجاوز الموقف الفلسطيني، وهل هي قادرة على تحمل أعباء هكذا قرار؟
■■ هي تتجاوز الآن الموقف الفلسطيني، ولكن الموقف الفلسطيني إتحد. أربعة عشر فصيلاً.. كل الفصائل أجمعت على مقاطعة سياسة ترامب التي تقوم على تنفيذ صفقة القرن خطوة خطوة، من الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، والإعلان عن شطب القدس من فوق طاولة المفاوضات بالرعاية الأميركية. والإعلان على حصر الرعاية للمفاوضات بالإدارة الترامبية، وكذلك حال الخطوات تجاه وكالة الأونروا، وآخر مثال على ذلك في نيويورك أمس 1 تموز / يوليو وخلال اجتماع دولي خاص في نيويورك أعلنت الوكالة عن عجز بـ 205 مليون دولار ما جمع هو فقط 50 مليون دولار. وكل هذا يعني بلغة واضحة أن إدارة ترامب تعمل على تنفيذ صفقة القرن خطوة خطوة علناً وسراً وبأشكال متعددة، والضغوط متعددة على دول العالم وبعض الدول العربية والشرق أوسطية، لكن المشكلة أن السلطة الفلسطينية حتى الآن لا تنفذ القرارات التي اتخذها الإطار المؤقت الفلسطيني، ولا تنفذ قرارات المجلس المركزي والمجلس الوطني في دورته الأخيرة. بإستثناء قرار الذهاب إلى محكمة الجنايات الدولية.
هذا كله بفعل العوامل الثلاثة التي ذكرتها، ومن بينها خطوات ترامب وخطوات نتنياهو التي لم تتوقف عن الإستعمار الإستيطاني.

لقاء عباس – فياض
■ في ظل هذه الضغوطات التي أشرت إليها بما فيها الضغوطات على بعض الدول العربية، هل يمكن أن نضمن نجاح الصفقة؟ هناك بعض الأنظمة تتخوف من إعلان التطبيع السري هذا أو إعلان تأييدها لصفقة القرن والتي قالته في الكواليس وأشارت إليه وسائل إعلام غربية وإسرائيلية. ولكن أسمح لي يما يتعلق في ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي وما أعلن عنه وعن اللقاء ــ المفاجئة بين الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الفلسطيني السابق (سلام فياض).
الكثير من الأسئلة تطرح بعد القطيعة بين عباس وفياض. الدوافع التي جعلت الرئيس عباس يلتقي بالسيد فياض، وهل يكون الحل السيد فياض في المرحلة المقبلة حيث يراه البعض رجل المرحلة المقبلة وتشكيل حكومة جديدة بدلاً من رامي الحمدالله.
■■ لا أعتقد إطلاقاً أن حكومة جديدة ستشكل برئاسة سلام فياض. سلام فياض إستلم السلطة الفلسطينية سبع سنوات كاملة ولم يفعل شيئاً، بل مشى وفقاً لخارطة طريق الأمريكان والالتزام بشروط الاتفاق الأمني والإقتصادي وكل أشكال التعامل مع إسرائيل. إسرائيل ترفض تنفيذ أياً من قرارات الشرعية الدولية، وأياً من قرارات مجلس الأمن الدولي. وبالتالي هذا اللقاء بعد ثلاث سنوات يندرج في إطار محاولات الضغوط الأميركية والإقليمية والعربية من أجل جمع من يتفقون على العمل مع الإدارة الأميركية وبالتعاطي معها. نحن نقول للأخ سلام فياض وننصح الأخ أبو مازن أن لا ينحني لأي من الضغوط الأميركية، ولا ينحني لأي من الضغوط العربية والإقليمية. هذه الضغوط جرجرت الأوضاع الفلسطينية خمساً وعشرين عاماً تحت الإدارة الأميركية، ولازال كل شيء يدور في المرحلة الانتقالية الأولى من إتفاقات أوسلو من فشل إلى فشل على الجانب الفلسطيني. نص الاتفاق أن تكون المرحلة الانتقالية الأولى ثلاث سنوات والآن مرً عليها 25 سنة. وكذلك خطة اللجنة الرباعية الدولية التي أفرغتها الإدارات الأميركية من أي مضمون. مرً عليها حتى الآن 15 سنة، ولذلك أقول لا لكل هذه الضغوطات، بل يجب أن نواصل توحيد الموقف الفلسطيني إلى أن تتراجع إدارة ترامب عن الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وأن تتراجع عن نقل السفارة الأميركية إليها من تل أبيب إلى القدس، لأن هذه القرارات والإجراءات الأميركية تتناقض مع قرارات الشرعية الدولية في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وكل المؤسسات الدولية. وبالتالي على الإدارة الأميركية أن تحترم المؤسسات الدولية والقرارات الدولية…، علينا أن نذهب إلى الأمم المتحدة بمشاريع القرارات الجديدة الثلاث التي قررها المجلسين المركزيين ودورة المجلس الوطني. لمنظمة التحرير(نيسان- 3 أيار 2012) قرار: العضوية العاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، قرار عقد المؤتمر الدولي لحل قضايا الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي وفق قرارات الشرعية الدولية وبرعاية الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن، وقرار الحماية الدولية للأرض وشعب دولة فلسطين.

■ ولكن هل يمكن التعويل على القرارات الدولية أم الإعتماد فقط على إستراتيجية وطنية فلسطينية جامعة. أريد منك معلومات هل تتواصلون مع القيادة الفلسطينية أو مع السيد سلام فياض، وتنسيق هذه المواقف الفلسطينية؟
■■ نحن الجبهة الديمقراطية على تواصل مع جميع الفصائل الفلسطينية دون إستئناء مع فتح، مع حماس، طبعاً مع الجبهة الشعبة، مع القيادة العامة ومع جميع الفصائل بلا إستثناء… أربعة عشر فصيلاً ضمنها أثنا عشر فصيلاً في إطار م.ت.ف ونحن نعلن بوضوح توحدنا بقرارات المجلس المركزي وقرارات المجلس الوطني في دورته الأخيرة. توحدنا من جديد على ضرورة تنفيذ قرارات وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل. فك ارتباط الإقتصاد الفلسطيني بالإقتصاد الإسرائيلي، وسحب اليد العاملة الفلسطينية من المستوطنات الإستعمارية في الضفة الفلسطينية، ووقف التعامل بالشيكل الإسرائيلي، وسحب سجل الأراضي والسكان الفلسطينيين من يد الإحتلال … كل هذه القرارات التي إتخذناها حتى الآن لم تنفذ، ما عدا قرار واحد وهو إحالة قضايا العدوان الإسرائيلي، الحروب، القتل، الإغتيالات الإعتقالات وتدويل قضايا الأسرى.

أوراق القوة الفلسطينية
■ في ظل عدم تنفيذ هذه القرارات التي تم الإتفاق عليها ما هي أوراق القوة التي يمتلكها الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية لمواجهة صفقة القرن، البعض يقول بإستمرارية التحركات بمسيرات العودة، إضافة إلى حركات المقاطعة الدولية التي أشرتها قبل قليل أيضاً؟
■■ في مقدمة أوراق القوة بيدنا على الأرض وفي الميدان، وبيد شعبنا الفلسطيني أن تعزز أكثر فأكثر مسيرات العودة وكسر الحصار على قطاع غزة الشجاع، وأيضاً أن نطور الجهود الجارية الآن في مسيرات رام الله ونابلس وطولكرم وجنين… التي قمعت على أيدي أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية برئاسة السيد محمود عباس أبو مازن، والتي انطلقت لرفع العقوبات عن قطاع غزة، وفك الحصار عنه. كذلك قمعت المظاهرات والمسيرات في القطاع على يد حماس وقد رفعت نفس الشعارات. «ارفعوا العقوبات عن قطاع غزة. فك الحصار عن القطاع وإنهاء الإنقسام». نقطة القوة هي الوحدة في الميدان. الآن لدينا وحدة ميدان في أراضي الـ 48 تدعو إلى رفع العقوبات وإنهاء الإنقسام. ولدينا وحدة في الميدان في أقطار اللجوء والشتات تدعو أيضاً إلى رفع العقوبات وكسر الحصار وإنهاء الإنقسام.. هذه الوحدة في الميدان يجب أن تتعزز وتتواصل مهما كانت الضغوط، وعلينا أن نستمر في مقاطعة للإدارة الأميركية إلى أن تتراجع عن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وعن نقل السفارة إليها وتتراجع عن قرارات ترامب بشطب القدس عن طاولة المفاوضات، ومن جدول المفاوضات ومحاولة شطب وكالة الأونروا وتجفيف مواردها. هذه نقاط القوة الآن. والنقطة الثالثة تنفيذ قرارات المجلس الوطني وقرارات الاجماع الوطني وفي المقدمة إنهاء الانقسام. ونحن قدمنا مشروعاً في بيروت في المفاوضات والمباحثات التي جرت في 10-11/2/2017 (14 فصيل وبرئاسة المجلس الوطني الفلسطيني الأخ سليم الزعنون) بأن إنهاء الانقسام يكون بتشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة من كل الفصائل الـ14 وشخصيات وطنية مستقلة، وبنفس الوقت استكمال الآليات لإجراء انتخابات فلسطينية رئاسية وبرلمانية على قاعدة وتمثيل نسبي في الداخل والشتات.

■هذه المطالب نسمع بها نظرياً ولكن على أرض الواقع لا زال الانقسام سيد الموقف، لا زال قطاع غزة محاصراً، وكما قلت حضرتك وذكرت، بالأمس كانت هناك تحركات ومسيرات في نابلس والضفة الغربية تطالب برفع العقوبات عن القطاع، والأمر الواقع ما يزال على ما هو بالداخل الفلسطيني لكن سنتحدث عن عودة الدور الروسي وتكثيف الجهود الفلسطينية وزيارة وفد من حماس لموسكو..
الناطق الرسمي باسم فتح أسامة القواسمي يقول إن إيران لم تقدم فلساً واحداً للشعب الفلسطيني وأيضاً هتافات الايرانيين الذي احتجوا على الأوضاع الاقتصادية كذلك بأنها هتافات رخيصة. كيف تقرؤون هذا الموقف للسيد القواسمي؟
■■ نحن ندعو الجميع الى التزام سياسات موضوعية وسياسات واقعية تستند الى الوقائع وليس الى التصريحات لأجل التصريحات. وندعو لوقف هذا النمط منها الحرب الإعلامية الثقيلة بين فتح وحماس. حماس تعلن بوضوح أن كل ما بيدها من سلاح وطاقات مادية وصلت معظمها من المساعدات الايرانية لها وللجهاد الإسلامي. تعلن ذلك بوضوح، وهناك مساعدات مادية ولوجستية متعددة الأشكال من قطر وتركيا والإخوان المسلمين في عديد من البلدان الشرق أوسطية، وبالتالي الشعب الفلسطيني. كل من يقدم له المساندة يجب أن يستقبل هذه المساندة. لكن المساندة يجب أن تذهب بالإتجاه الصحيح. أما الإنقسام فكما قلت له ثلاثة عوامل كبيرة وفي مقدمتها المصالح الفئوية والاجتماعية والسياسية والزعاماتية الثنائية الخاصة لكل من فتح وحماس وثانياً الضغوط الاميركية والإسرائيلية وثالثاً صراعات المحاور الاقليمية في الشرق الأوسط. لذا أقول من جديد، لفتح وحماس، نفذوا الاتفاقات الثنائية بينكما.. أكثر من 15 اتفاق وآخرها تصريحات صدرت البارحة عن ممثل فتح في القاهرة بعد التقاء المسؤولين المصريين عن الملف الفلسطيني وبأن القاهرة ستستأنف جهودها.. أقول تعالوا نفذوا ما بينكم الاثنين. وبنفس الوقت هناك اتفاقات وتفاهمات مشتركة في إطار كل فصائل م.ت، وفي الاطار المؤقت لكل الفصائل الـ14 كما ذكرت..

■ هل الشعب الفلسطيني يدفع ثمن صراع المحاور نتيجة هذا الانقسام على أرضه من خلال الانقسام الواضح بين حركتي فتح وحماس؟
■■ الشعب الفلسطيني تجاوز استمرار الانقسام بالحوارات والاستمرار بالحوار والالتزام بالتفاهمات والاتفاقات كما أشرت بالانتقال إلى الوحدة في الميدان. توحد بالميدان، في قطاع غزة من اقصاه الى اقصاه تحت «عنوان مسيرات العودة وكسر الحصار وإنهاء الانقسام.. وتوحد في الميدان في الضفة الفلسطينية وفي القدس العربية وتوحد في الميدان في أراضي الـ48».. كلنا توحدنا في الميدان حول هذه القضايا، لكن المصالح الخاصة والصراعات المحورية الاقليمية، والصراعات التي يقوم بها ترامب وحكومة الاحتلال تعطل هذا.

الوحدة في الميدان
■ اسمح لي أستاذ نايف حول هذه الضغوطات هل توافق أنه لوكان الشعب الفلسطيني محاطاً بمواطن القوة على اختلاف أشكالها، لما تجرأ الأمريكيون والإسرائيليون بتوجيه سهامهم لطرح هكذا صفقة.. أيضاً هناك أنظمة عربية متخاذلة بشكل صريح وهي من عرضت بمكان ما حتى صفقة القرن بشكلها الأولي قبل صياغته وتحديد محمد بن سلمان ولي العهد السعودي وهو من عرضها على الرئيس أبو مازن؟
■■ بوضوح مرة أخرى أن وحدتنا في الميدان ستعطي ثمارها وستفرض على الانقساميين وقف الانقسام والمجيء الى قرارات بيروت في شباط 2017. والموقف العربي منقسم على نفسه بسلسلة من المحاور. وبوضوح هناك دول عربية ومعلوم للجميع أن إدارة ترامب تواصل الحوار معها بشأن صفقة القرن. أنصح الأقطار العربية، الدول العربية ألا تنخرط في هذه العملية.

■ من تقصد بهذه الدول.. تقصد الأردن والسعودية..؟
■■ السعودية ومصر والأردن كما هو معلن. ترامب يجري مباحثات معها حول صفقة القرن. وفي إطار هذا تصدر تصريحات وأحياناً لا تصدر تصريحات. خرجت بعض التصريحات تقول بأن محمد بن سليمان على سبيل المثال استدعى ابو مازن عندما كان بندوة للشباب يرأسها السيسي في شرم الشيخ أبلغه بأنه قد وصلته هذه الرسالة من إدارة ترامب ومنها أن القدس يمكن أن تكون من الضواحي المحيطة ومن أحياء ومقرها أبوديس. وبعد هذه التصريحات صدرت عن الملك سليمان بن عبد العزيز تصريحات تقول بأن الأرض الفلسطينية المحتلة وحق الفلسطينيين بالعودة خطوط تتمسك بها السعودية.
الآن من جديد ويقمة الدمام أطلق وأعلن الملك سليمان بن عبد العزيز اسم القدس على القمة لأن السعودية متمسكة بالقدس عاصمة لفلسطين على حدود 4 حزيران 67.
أعلم ما يجري تحت الطاولة وفوق الطاولة وتعلمون بأن اللقاءات لا تتوقف بين إدارة ترامب (كوشنر وغرينبلات) وحكومة وإسرائيل، عن المشاورات في السعودية وقطر وفي الأردن وفي مصر.

■ ما الذي يجري تحت الطاولة أو في الكواليس من ترتيبات؟
■■ ما يجري تحت الطاولة هو مواصلة جهود إدارة ترامب بتطبيق صفقة القرن وكذلك الحال يجري شيء من هذا مع عدد من الدول الأوروبية. يجري تحت الطاولة مع بريطانيا بحث محاولات التنسيق بين الجهود الاميركية والبريطانية للتعديلات على صفقة القرن.. بوضوح إن الإدارة الأميركية حتى الآن متمسكة بما تريد وتعلن خطواتها العملية كما أشرت.

«صفقة القرن» والحالة العربية
■ هذا على المستوى الغربي لكن على المستوى العربي ما الذي يجري أيضاً لتمرير صفقة القرن وإذا كان لدى هذه الدول من خشية لإعلان موقفها الرسمي من صفقة القرن أو صفقة ترامب؟ وماذا بشأن اللجنة الرباعية؟
■■ أنا أعلنت في عديد من العواصم ومنها موسكو وفي أكثر من مؤتمر صحافي في 2017 وخلال 2018، «إن اللجنة الرباعية في حالة موت سريري منذ ولادتها في نيسان 2003 والآن مرت 15 سنة لأن السياسات الأميركية احتوت وأفرغت الرباعية الدولية الدولية من أعمالها». وفي موسكو في الخارجية الروسية مؤسسات روسية أعلنت بضرورة العودة الى الأمم المتحدة بقرارات جديدة (المؤتمر الدولي، العضوية العاملة لدولة فلسطين وعاصمتها القدس وحق العودة، قوات من الأمم المتحدة لحماية أرض ودولة فلسطين)، وضرورة مساندتنا من قبل روسيا والصين وفرنسا ودول صديقة عديدة بالعالم.

■ هل يمكن الرهان على الدور الروسي المتعاظم بالمنطقة حتى فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني. السيد موسى ابو مرزوق ووفد حماس زار موسكو، هل هناك رغبة وقدرة لدى موسكو لأن تلعب الدور الذي كانت تلعبه في المفاوضات نتيجة العلاقات الجيدة مع مختلف الأطراف فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني، إن كان إسرائيل، مصر، فلسطين، الأردن؟
■■ في موسكو وفي مباحثات وفد الجبهة الديمقراطية وكنت في عداد أعضائه، دعوت وقد وافقت روسيا على ذلك، الى ضرورة العودة الى الأمم المتحدة وعرض قرار جديد على الجمعية العامة للأمم لعقد مؤتمر دولي للسلام وحل قضايا الصراع الفلسطيني والعربي ــــــ الإسرائيلي وفقاً لقرارات الشرعية الدولية وبرعاية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، فتصبح الإدارة الأميركية واحداً من خمسة، وليست خمسة على خمسة كما هو الواقع حتى الآن.. وتطلب فلسطين أيضاً للعضوية العاملة في الأمم المتحدة، وأن تطلب الحماية الدولية من قبل الأمم المتحدة لشعبنا … ولذلك نعلن من جديد الإدارة الأميركية ترفض حتى الآن هذا كله، إسرائيل ترفض هذا كله، علينا أن نعود الى الأمم المتحدة ونحن نضمن الأغلبية الساحقة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي مجلس الأمن (14 دولة) فقط الولايات المتحدة وقفت خارج الاجماع في مناقشة الاستيطان لذا أقول الصراع مفتوح. لا يمكن تجاوز الشعب الفلسطيني.. لنتوحد في الميدان ونواصل نضالنا ونستعيد وحدة حركتنا الوطنية على أساس الاستراتيجية الوطنية الجامعة للحقوق الفلسطينية، ونحميها بالانتخابات الشاملة على قاعدة التمثيل النسبي الكامل، للرئاسة، والمجلس الوطني، ونعيد بناء المؤسسة الوطنية الفلسطينية على أسس توافقية ومبدأ الشراكة الوطنية باعتبارنا حركة تحرر لشعب تحت الاحتلال والاستعمار الاستيطاني.■

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.