درعا على فوهة بركان جارف / د.خيام الزعبي

نتيجة بحث الصور عن د.خيام الزعبي

د.خيام الزعبي ( سورية ) الخميس 5/7/2018 م …




اقتربت ساعة الحسم في معركة درعا ،معركة بركانية ستسحق وتجرف كل ما في طريقها من الجماعات والتنظيمات الإرهابية ومشروعها المتطرف الى غير رجعة، كما تسقط أوهام أمريكا والكيان الصهيوني وحلفائهم التي كانوا يتوهمهون بها ، لذا سورية ما بعد درعا غير ما قبل درعا والمنطقة ككل ستكون غير ما كانت عليه قبل درعا لا سيما أن هذا الإنجاز يتكامل مع الإنجاز الإستراتيجي والعسكري الذي يحققه الجيش العربي السوري بهزيمة داعش  وإقتراب إنهائها في مختلف المناطق السورية، لذلك فإن تداعيات هذه المعركة لن تقف عند تحديد دفة الصراع ووجهته بين المجموعات المسلحة والجيش السوري فحسب، بل ستتجاوز ذلك إلى التأثير المباشر على العديد من المعادلات الإقليمية الحساسة في المنطقة

معركة درعا ربما تحتاج بعض الوقت أو ربما أيام لإجتثاث كل التنظيمات المتطرفة المسلحة من درعا، يرجع ذلك الى المناورة العسكرية التي نفذها الجيش السوري وحلفائه والتي حققت المفاجأة العسكرية بحيث أنها خرقت المنطقة التي يسيطر عليها المسلحون في حالة من الذهول والسقوط السريع فلم يستطيعوا أن يتدبروا الأمر أو يعالجوه وخاصة الخرق الأول في  منطقة “اللجاة” بريف درعا الشرقي، ولم يُعطى للمسلحين فرصة كي يلتقطوا أنفاسهم ما جعلهم في خط تراجعي وإنهزام واضح  لذلك بدا فعلاً أنه هناك هزيمة وأن ليس بمقدور هذه التنظيمات أن تسترد مواقعها السابقة بل على العكس فنحن أمام إنهيار وتحرير كامل لمدينة درعا بعد ضربات قاسية بهذه التنظيمات التي جعلتها تنهار معنوياً وعسكرياً على حد سواء. وقد تحدث الرئیس الأسد فى لقاءه الأخیر حول هذه التحدیات والجهود التى بذلت على الأرض وقدرة السوريين على مواجهتها، وقد كانت كلماته واضحة  ومحددة، إذ أكد “إن سورية بما لديها من قدرات وإمكانات وتلاحم مصيري بين أبنائها قادرة على إفشال كل المؤامرات التي تحاك ضدها”. 

في المحور القتالي يواصل الجيش السوري تقدمه شرق مدينة درعا حيث بات يسيطر على نحو ستين في المئة من مساحة المحافظة.يأتي ذلك بعدما كان الجيش قد حرر بلدة المسيفرة وهي حصيلهٌ سريعه في سلهة الانجازات والانتصارات منذ بدء العملياتِ العسكرية قبلَ اسبوعين ، والتي قربت القوات المتقدمه من معبر نصيب، وبعد اخراج كاملِ ريفِ درعا الشرقي من حساباتِ المسلحين، يتقدمُ الجيش في ما تبقى من الريف الجنوبي الشرقي، مستعيداً السيطرة على كحيل ، سهوة القمح، وخارج الريف الشرقي تتواصل خسائر المسلحين في عدّة جبهات، ما يجبر قادة الجماعات المسلحة على إصدار إشارات إيجابية بشأن الرغبة في الدخول في المصالحات مع الحكومة سلموا معداتهم العسكرية تمهيدا لدخول الجيش السوري إليها.

بالمفهوم العسكري الميداني المعركة منتهية لصالح الجيش السوري وحلفائه، ويرجع سبب إنهيار المسلحين الى المناخات التي أنضجها الجيش السوري لتحقيق هذا النصر وإحباط كل محاولات الهجوم للمجموعات الإرهايبة لمدينة درعا وقتل المئات منهم،  والى  نوعية العمليات والمقاتلين وحرفية الأسلوب المتبع، بالإضافة الى الحالة الشعبية الرافضة للمجموعات الإرهابية التفكك والإقتتال بين المجموعات الإرهابية نفسها والإختلاف بين من يريد الإنسحاب من درعا ومن يريد القتال ، فضلاً عن تطويق مقاتلى الجماعات الإرهابية وقطع طرق الإمداد عن طريق الالتفاف والسيطرة على أهم المواقع الاستراتيجية ، بالتالي جملة هذه الأمور جعلت المسلحين ينهارون سريعاً وجعلتهم أمام خيارات محدودة إما الانسحاب أو الموت.

مجملاً….أن النصر في درعا سيكتب بدء نهاية الأزمة السورية،وسيغيّر من موازين القوى في المنطقة على الصعيد العسكري كما السياسي و هنا يمكنني القول إن المشروع أو المخطط الأمريكي والذي كان يهدف إلى إحتلال أو إعادة رسم خارطة للشرق الأوسط الجديد سياسياً وجغرافياً، أقول: إن ذلك المخطط لن يكتب له النجاح، وهاهي الأيام قد كشفت لنا أن سورية  أفشلت تلك اللعبة و المخطط الخبيث والذي كان يهدف بالأساس إلى إضعاف الجيش السوري وتجزئة سورية والمنطقة برمتها. لذلك فإن كل من شارك في العدوان على سورية  يحاول البحث عن مخارج لتخفيف وطأة الهزيمة التي منيوا بها،  بإختصار شديد يمكنني القول إن الجيش السوري أثبت فى المعركة الأخيرة لتنظيم داعش والدول الممولة له أنه غير كل الجيوش وأن سورية لن تسقط ومن الصعب احتلال أي أراضٍ فيها، وأدراكه تماماً أنه ليس له أي مستقبل في سورية. 

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.