الرجوب ينحاز لجنسية نجله الصهيونية ويطعن عروبته بسيف العار

 

الأردن العربي ( السبت ) 30/5/2015 م …

لم يكن فوز العجوز جوزيف بلاتر ‘٧٩ عاما’ الذي تحرم حوله شبهات فساد بالجملة، بانتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم لولاية خامسة على منافسه الوحيد الشاب الامير علي بن الحسين ‘٣٩ عاما’ مفاجئا بحد ذاته ، الا ان مسار التصويت والاستقطابات التي شهدتها المعركة الانتخابية شكلت صدمة للكثيرين. الامير علي اعلن انسحابه بعد الجولة الاولى التي حصل خلالها على ٧٣ صوتا مقابل ١٣٣ صوتا لمنافسة بلاتر فيما امتنع ٣٣ عضوا عن التصويت .

انسحاب الامير الشاب فاجأ البعض ولكنه كان خيارا موفقا وذكيا اذ ان الفارق الكبير بينه وبين بلاتر قد يتسع في الجولة الثانية وتصبح عندها الخسارة قاسية .ولكنه الامير علي وفي كلمة مقتضبة اعلن فيها انسحابه، شكر ‘ من تحلوا بالشجاعة’ ومنحوه صوتهم ، عبارة حملت توبيخا للمتآمرين عليه والمتحالفين مع منظومة الفساد في المنظمة الأكبر والأكثر تأثيرا في العالم.وكانت اللحظات والايام القليلة التي سبقت اجتماع كونجرس الفيفا في زيوريخ ، شهدت حراكا انتخابيا شرسا على جميع الاصعدة ، فمن جهة، قلبت فضيحة الفساد والقبض على مسؤولين كبار في الفيفا مزاج البعض تجاه بلاتر، فصبت الفضيحة والتحقيقات في صالح الامير علي، الا ان اتحادات آسيوية وافريقية لم تعر لتلك الفضيحة اي اعتبار او قيمة وبقيت متمسكة بالتصويت لثعلب الفيفا بلاتر . مواقف تلك الاتحادات لم تكن مفاجئة، فلبلاتز على تلك الاتحادات فضل كبير ، فهو من منح افريقيا استضافة كأس العالم في ٢٠١٠ وهو من منح قطر استضافة المونديال في ٢٠٢٢ وكذلك روسيا ، فلم يكن بمقدور تلك الدول ان تتخلى عن بلاتر .ولكن تبقى مواقف بعض الدول سيما العربية منها مثار جدال واسع ، فان كان الموقف القطري له ما يبرره اذ ان الدوحة تخشى ان يعاد فتح ملف استضافتها للمونديال في حال رحيل بلاتر عن سدة الرئاسة ، وحتى موقف سيّء الذكر احمد الفهد رئيس اتحاد الكرة الكويتي يمكن فهمه في سياق طموح الرجل بخلافة بلاتر في الدورة القادمة وان وصول الامير علي سيعيق تحقيق الحلم ، ولكن اي مبرر يمكن ان يسوقه رئيس اتحاد سلطة عباس الجنرال جِبْرِيل الرجوب الذي ساند خصم الامير الاردني بقوة ودعمه بمواقف كانت على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.فالرجوب انتصر لجنسية زوجته وأبنائه الصهيونية وخان جنسيته الاردنية ، ولمن لا يعلم ، فان زوجة وأبناء الرجوب يحملون ٣ جنسيات هي الاردنية والفلسطينية والصهيونية .وبعد ان حاول الرجوب ‘اللعب على الحبلين’ كشفت ‘جراسا سبورت’ في تقرير تناقلته وسائل الاعلام المحلية والعربية وآثار الرأي العام، عن تأكيد الرجوب لرئيس الاتحاد الكويتي سيّء الذكر احمد الفهد بأنه سيدعم بلاتر ضد الامير علي ، وتحت ضغط الشارع الاردني والعربي المستهجن لموقف الرجوب، فقد سرب الأخير للصحفيين قبيل ساعات على الاقتراع بانه سيقف الى جانب الامير علي .ولكن ، من شاهد الرجوب وهو يمنح بلاتر انجازا يعزز فرص فوزه ، حين اعلن عن سحب طلب الاتحاد الفلسطيني بتعليق عضوية الكيان الصهيوني ، وهي بالمناسبة صفقة أعدتها قطر بالتنسيق مع الولايات المتحدة وفق مصادرنا.المصادر بينت ان قطر والولايات المتحدة ضغطتا على الرجوب لسحب طلب تعليق عضوية الكيان مقابل ان تتوقف واشنطن عن ملاحقة بلاتر في قضايا الفساد .ومن تابع كلمة بلاتر قبيل بدء التصويت والتي تفاخر فيها بما اعتبره إنجاز له حين صافح الرجوب نظيره الصهيوني ، اضافة الى ان بلاتر خَص الرجوب ودوره في التخفيف من توتر الاول في كلمة النصر عقب انسحاب الامير علي، كل ذلك يؤكد خيانة الرجوب التي وصلت حد الوقاحة عندما اهدى وسيء الذكر احمد الفهد ، بلاتر سيفا بمناسبة فوزه .موقف الرجوب لا يمكن فهمه الا في سياق الخيانة والجحود للمواقف الاردنية وتحديدا مواقف الامير علي ، وانحياز لصهيونيته على حساب اردنيته .المطالبات التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي بسحب الجنسية من الخائن الرجوب كانت الأقل حدة ، فقد طالب اخرون بمنعه من دخول الاراضي الاردنية ، وذهب بعض المراقبين لاسقاط المواقف الرياضية على المواقف السياسية اذ دعوا الحكومة وصناع القرار لمراجعة علاقة الدولة الاردنية مع القيادة الفلسطينية التي أوغلت في الفساد وفقدت شرعيتها في الشارع الفلسطيني ، مشيرين الى قيام عباس باستغلال سلطته واموال الشعب الفلسطيني لمصالحه الشخصية حين غادر الى الدوحة على متن طائرة خاصة تقل ٣٢ مرافقا لحضور عقد قران حفيده محمود مازن عباس الذي يحمل الجنسية القطرية .وبصرف النظر عن المواقف العربية المتخاذلة والمخزية ، اجمع المراقبون على ان الامير علي خرج من المعركة منتصرا ، فقد كسب سمعة عالمية بوصفه خصما شرسا للفساد ، كما كسب شعبية واسعة محليا وعربيا وعالميا ، وأصبح قدوة لمليارات من الشباب المهمش والمستهدف .وستبقى المشاهد التي جمعت الامير علي بشقيقته الأميرة هيا بنت الحسين في قاعة الكونجرس وأروقته ، اجمل ما علق في ذاكرة الأردنيين واثارت شجونهم وحركت مشاعرهم ، اما مشهد الخائنين وسيدهم العجوز الفاسد وثالثهم سيف الذل والعار فإلى مزبلة التاريخ .

   

 
 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.