انها لعمري الكوميديا الجاهلية – أوقفوها / ديانا فاخوري




نتيجة بحث الصور عن ديانا فاخوري الاردن العربي
ديانا فاخوري ( الأردن ) الخميس 12/7/2018 م …
“صفقة القرن” بين “أردسطين – Jordestine” و الدولة الفلسطينية في غزة (دبي المتوسط) و حتى اليمن!

قلتها و لطالما كررتها و أعيدها اليوم:  “غيرالمحمود” ، و “غير الخالد،” و “غير المحمد” و ينضم إليهم “جن البلاط” و “صديقه” يتهافتون علی ما قد يلقيه ترامب من فتات العظام ولا يأبهون بالأسری يقاومون بأمعاء خاوية .. ولا بالشهداء يرتقون جماعات او فرادى!

أما العظمة التي يبدو أن ترامب يفكر بالقائها فتتمثل بدويلة “الكازينو” (كازينو من نوع خاص علی نمط “اسلاموي” لا يعوقه الانغلاق الابديولوجي لحركة حماس) .. دويلة حول “برج ترامب” في مدينة غزة يلحق بها أجزاءا من صحراء النقب و بعضا من شبه جزيرة سيناء .. دويلة تفرح قلب احدهم فيسميها “دبي المتوسط”! سمها ما شئت .. هو مشروع غزة الكبرى الذي اقترحه الجنرال ايلاند هربا من الخطر الذي تمثله غزة /1967على الكيان الإسرائيلي .. مشروع يقضي بمضاعفة مساحة غزة مرتين الى ثلاث مرات الأمر الذي يسمح ببناء مدن جديدة للفلسطينيين ويساهم برفع الفرص الإقتصادية لهم عبر اقامة ميناء بحري ومطار دولي.

اما مشروع “أردسطين – Jordestine” فيتم من خلال ما يعرف ب “الأردن الكبير”، ذلك المشروع الكونفدرالي الذي يهدف لإدماج جزء يسير من الضفة الغربية مع الأردن وقطاع غزة بحكومة مركزية من عمان انسجاما مع معايير و مصالح الأمن القومي الإسرائيلي!

اما التوابع فيعودون من حج غير مبرور ليحدثونك بزهو عن “كانتون” طائفي هنا و اخر هناك؛ واحد ينتهي بوادي النصارى للمسيحيين، والثاني يمتد من الشوف الى حوران للموحدين الدروز الحاقا ب”صفقة القرن”!

اضغاث أحلام .. “عبس” من “عبس”، و”اشعل” من “اشعل”، و “دحل” من “دحل” و “جن” من “جن” و “جعجع” من “جعجع” فقد ارتقی الشهداء قرعا للأجراس مؤذنين باستعادة فلسطين – كل فلسطين – من النهر إلى البحر ومن الناقورة الى أم الرشراش (27،009كم مربع – متر ينطح متر، كاملة غير منقوصة!) .. اوقفوا “الكوميديا الجاهلية”، لقد شبعنا لعبا بين يدي بيرنارد لويس و صحبه اصحاب بدع و خطط و خدع تفتيت المنطقة طائفيا وعرقيا كي لا تبقی فيها دولة سوی اسرائيل .. من زئيف جابوتينسكي الی موشی هالبيرتال وحتی أوباما – و ترامب بالتاكيد!

لا تدعوا “الخب” يخدعكم .. أوقفوا تقسيم المقسم و كفوا عن اللعب بين يدي برنارد لويس .. الا تذكرون ملجأ 11 ايلول 2001 الاستراتيجي السري الذي جمع بوش الابن و ديك تشيني بالبروفيسور الصهيوامريكي برنارد لويس؟ عندها عرض لويس خرائطه طارحآ التحالف ضد “الخطر الايراني” كتكتيك لتسهيل تفكيك الدول العربية والاسلامية خدمة لاسرائيل وحماية لها من الخطر المصيري!
وهذا يعيدنا إلى يوم أوقعنا “الخب” في الفخ بشن الحرب على ايران عام 1980.. اما بريجنسكي، فقد بدأ يفكر بتنشيط حرب خليجية ثانية لتفتيت المفتت و “تصحيح اتفاقية سايكس بيكو”.. و عليه قامت وزارة الدفاع الأميركية بتكليف برنارد لويس بوضع مشروع عملي لتفكيك المنطقة على أسس دينية, طائفية, مذهبية, عرقية, ثقافية .. وتمت المصادقة على مشروع لويس هذا في جلسة سرية للكونجريس الامريكي عام 1983!
لا تخرجوا من النور الى الظلمات .. ولا تغذوا مصانع الأسلحة الأمريكية يالدم العربي من فلسطين الى سوريا والعراق فاليمن .. و اذكروا ان أهل اليمن هم أصل العرب, وفرسان الاسلام, ولهم فضل الريادة في بناء السدود وناطحات السحاب .. انها اليمن ان صلحت صلح العالم, وان اضطربت اضطرب العالم!
أما الايرانيون فهم حاكة السجاد العجمي ولاعبو الشطرنج, وهم من توج العشق بين التاريخ والايديولوجيا بزواج أثمر اللحظة التكنولوجية النووية .. واذكروا أن الفرس هم الشعب الأول في التاريخ الذي بنى حضارته منذ قرابة 7000 سنة قبل الميلاد فكانت الحضارة الاولى التي عرفها الانسان!
أما الولايات المتحدة الامريكية فمواليد عام 1776م ولا يمتد تاريخها لأكثر من 242 عام! و اليوم تزخر وزارة الدفاع الامريكية بالرؤوس الحامية التي تری في سوريا عقبة جيواستراتيجية تهدد المصالح الامريكية منذ نيف و عقود خمسة تؤكدها اليوم نظريتا الفالق الزلزالي و البحار الخمس الاستراتيجيتان!
من هنا عملهم الدؤوب لقيام الحرب و تغذيتها تمهيدا لاعادة النظر في الخارطة السورية بالتعاون مع تركيا و اسرائيل الامر الذي ينعكس تلقائيا علی العراق لتجزئته و انتقال العدوی الی المملكة العربية السعودية .. نعم ما زالوا يعملون علی انشاء كوندومينيوم تركي – اسرائيلي لادارة الدويلات السورية الموزعة طائفيا و عرقيا و قبليا ضمن الاستراتيجية الامريكية في الشرق الاوسط .. و مصداقا لذلك، تراهم يعملون لطرد الإيرانيين فالروس من سوريا – ولو بالمكنسة النووية!
أعلم اني أدعوكم للمرة الالف بعد الالف – ضنا بكم، والله ضنا بكم – أن كونوا مع الامام علي اذ قال: “لست بخب, والخب لا يخدعني” .. وتعالوا ليوم مرحمة وكلمة سواء، فلكم استخدموكم و استخدموا القاعدة و مشتقاتها من داعش و نصرة و فتح الشام .. و حتى جاستا منذ زمن غير بعيد!
انها لعمري الكوميديا الجاهلية – أوقفوها!!

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.