تعدد الزوجات ورم خبيث يجب استئصاله / حياة البدري

حياة البدري ( العراق ) الخميس 12/7/2018 م …
متى ستتحقق المساواة الحقة؟ ومتى ستنصف النساء؟…ومتى سيرفع عنهن الاستغلال والتشييء والتبضييع؟؟؟ ومتى سيتم احترام كيانهن وإنسايتهن؟؟؟.. ومتى سينظر إليهن كإنسان، وليس مجرد أداة للاستهلاك والمتعة… القابلة للتجديد وللتغيير… إن شاخت وتعبت وهرمت ومرضت…؟؟؟!!!!




المرأة يا سادة، إنسانة لها حقوق ولها واجبات … وهي رافعة تقدم الدول والأسر وهي القاعدة المتينة في نجاح الشعوب، إن صح عودها، قوت قاعدة شعوبها و دولها… فهي الأم والأخت والشقيقة والزوجة والخالة والعمة والجدة… وهي نصف المجتمع …فكيف نحقق النجاح بمجتمع؟ ونصفه يعاني البؤس والأمراض النفسية والجسدية والعقلية الناجمة عن القهر واللامساواة والتمييز الضارب حتى النخاع…؟؟؟
وكيف سيتنفس هذا المجتمع هواء التقدم والإبداع والعطاء… ونصف رئته يعاني الاختناق من العديد من الأفكار البالية والمهترئة…والأمراض الاجتماعية التي أساسها التشييء وتحقيق المتعة بالنساء والاستمتاع والاتجار فيهن واستغلالهن تحت الكثير من اليافطات والمسميات… وباسم الدين، الذي هو بريء منهم كبراءة الذئب من دم يوسف؟؟؟…
فالإسلام يا سادة سمح بالتعدد في العصور الأولى بهدف الإكثار من النسل ومن أجل حماية الطفل اليتيم، لما قال الله عز وجل في كتابه الكريم:( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي اليتامى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مثنى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذلك أدنى أَلَّا تَعُولُوا) سورة النساء آية3
(وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا) سورة النساء آية129
وليس التعدد بهدف تمتيع السيد يتيم وغيره من الرجال على شاكلته … ومن يجعلون من النساء مجرد سلعة قابلة للتغيير بأخرى جديدة وأكثر طراوة وكأنها فاكهة أو إحدى الخضار التي تتعرض للتلف والهرم وللفساد وبالتالي يجب تبديلها بأخرى جديدة أكثر لذة وطراوة تعيد الشباب المزعوم وتروي العظام المنخورة حسب التفكير العقيم لهذه الشريحة من البشر…؟؟ !!!
الإسلام يا سادة سمح بالتعدد في البدايات أيام الحروب ووفاة العديد من الرجال… وماذا لدينا الآن؟ حروب مابين الفخذين؟ وتغلب وتحكم الشهوة الحيوانية في بني البشر ؟؟؟ واختيار امرأة أخرى تناسب المقام الجديد؟ ومن أجل متعة سرعان ما تزول ويحل الملل… ويبدأ التفكير في أخرى وهكذا…. فقد قال الله عز وجل في كتابه المبين:(َومِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).سورة الروم (21)
فالزواج يا سادة مؤسسة أكبر بكثير من المتعة والشهوة الحيوانية الزائلة… فهو مؤسسة راقية وكبيرة لا يفهمها التفكير المريض…مؤسسة قوامها التقدير والمودة واحترام الكينونة البشرية…وهو مؤسسة أساسها وعمادها الأبناء، الذين يجب التضحية من أجلهم بكل ماهو غال ونفيس… والعمل من أجلهم على كبح كل أنواع جماح الشهوات …
فالمرأة يا سادة، إنسان، نعم إنسان وليست مجرد قطعة أثاث تغير من حين لآخر…نعم إنسانة لها عقل تميز به … وتتفوق به في العديد من العلوم والمهام …لها كيان وقلب تحب به …ولها إحساس دافق … تعطي بلا حساب… وتحب حتى الموت…وتكره كل الكره من يحاول تشييئها وتبخيس قيمتها ويجعلها مجرد سلعة قابلة للتغيير والشراء والاتجار بها … و تمقت كل المقت الأزواج الذين لا يحترمون وجودها ويحملقون في بنات جلدتها… فبالأحرى من يعمدون إلى خيانتها أو الزواج عليها…!!!؟؟؟…
يا سادة، ياعالم…لقد ولى عصر الحريم والعبودية والتشييء والاتجار في البشر… فلماذا تعشقون فعل الردة … ولماذا ترجعون بالنساء وبأسركم نحو الوراء؟؟؟ فكيف لامرأة يخذلها زوجها ويفكر في الزواج عليها من أخرى أن تستقر وتدفع الأبناء نحو النجاح؟؟؟ وتمنح بالتالي مجتمع قوي ومثقف ومتين وخال من الأمراض الاجتماعية والنفسية والأعطاب المتغلغلة…؟؟؟
فكاذب ذاك الرجل، من يقول أن زوجته منحته موافقة الزواج من امرأة أخرى، ولو كانت مريضة ولا تستطيع الإنجاب … فأكيد أن في الأمر إن وأخواتها وما يتبعها من تزوير وغش واستغلال لفاقتها وعوزها وحاجتها المادية وفقرها المدقع…
يا سادة آن الأوان لإصلاح أعطاب مجتمعاتنا العربية، وتحقيق انسجام أسرنا وشفائها من كل الأوجاع المؤلمة وخلق الأمن والأمان بها… والصلح والتصالح مع الذات الإنسانية والعمل على خلق المساواة فيما بينها… وبالتالي تحقيق مجتمع يتجه نحو التقدم في جميع القطاعات… والتصالح مع الذات.
فهل سيقبل زوج ما حتى التفكير في خيانة زوجته له و زواجها من آخر؟؟؟ أكيد ستقوم القيامة وسيتحدث عنها الإعلام بكل أنواعه وأصنافه… وسيعمل جاهدا على حبسها والتشهير بها وعدم التساهل بالمرة معها…
فكفانا زورا وبهتانا وظلما لنصف مجتمعاتنا… وكفانا خيانة لنسائنا…فالتعدد خيانة مشرعنة وقتل نفسي وعقلي لنساء وأطفال مجتمعاتنا … يحكم على الأسرة بأكملها بالشتات والتدهور واللا نجاح والضياع والتيه والتفسخ …ويحكم على المجتمع ككل بالنكوص والردة…
يا سادة، لنعترف جميعا ولنفتح أعيننا على حقيقة مفادها أن عصر التعدد قد أفل وولى وأصبح مجرد عملة مثقوبة وقيمة مسلوبة أكل عليها الدهر وشرب … ولم تعد صالحة بالمرة لعصرنا الحالي…فلماذا تريدون الرجوع بنا نحو الوراء؟… وتحكموا علينا بالردة في مجموعة من الأمور…؟؟؟
آن الأوان لقطع دابر كل من يحاول تبضيع وتبخيس قيمة النساء… ويجعلهن مجرد قطع أثاث تغير من حين لآخر…فلابد من تحيين مدونة الأسرة وتغيير العديد من القوانين التي تحط من كرامة النساء وتكرس دونيتهن وتشرعن التمييز فيما بينهن وإخوانهن الرجال… فقد قال الله عز وجل في كتابه المبين:((وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)) [البقرة:195].((إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)) [النحل:90].

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.