دور حزب الله في التحولات الإقليمية والدولية / ناجي الزعبي

ناجي الزعبي ( الأردن ) الجمعة 13/7/2018 م …



يدين العالم كله بفضاءات الحرية التي أخذت تتظّهر رويداً رويداً وتشكل عالما” جديدا” لم تعد فيه الامبريالية الاميركية قطبه الاوحد
للمقاومة اللبنانية التي صنعت بعام 2006 منعطفا” تاريخيا” وحققت نصرا” اعاق المشروع الاميركي الصهيوني والرجعي العربي للاطاحة بدول الطوق العربي والإجهاز على المقاومة ومحورها .
فقد اخرجت اميركا مصر من دول الطوق ومواجهة العدو الصهيوني بكامب ديفيد , ومنظمة التحرير باوسلو واستنسخت نظاما تابعا يحمل خصائص انظمة سايكس بيكو , ثم اخرجت الاردن بوادي عربة , واحتلت بعدوانها الهمجي الغاشم العراق العمق العربي الاسترتيجي بال 2003 , لتنتقل بعدها للبنان لتخرج الجيش السوري بتهمة اغتيال الحريري بشباط 2005 , وتشن عدوانها على لبنان بال 2006 بعد اخراج الجيش السوري واعتقادها ان لبنان اصبح مجردا” من قوته العسكرية للاطاحة بالمقاومة ومحورها وتحالفاتها وعمقها الاستراتيجي .
لكن المفاجئة الاستراتيجية المدوية كانت بنصر المقاومة وهزيمة العدو الصهيوني واميركا والرجعية العربية التي كانت تقف خلفه وتقدم له الدعم اللا محدود .
وقد كان تقرير فينو غراد شاهدا وسجلا” ” تاريخيا” من صلب اركان العدو وبنيته على هذه الهزيمة المشينة التي الحق العار باسطورة الجيش الذي لا يقهر واساطيره التي تهاوت تحت ضربات المقاومة كأسطورة الميركافا وباقي الاكاذيب عن التفوق الصهيوني النوعي .
كان نصر المقاومة اللبنانية البطلة وهزيمة العدو الصهيوني المدوية بداية انكسار مشروع تفكيك الوطن العربي والشرق الاوسط الجديد الذي بشرت به كوندليزا رايس .
لم يكن نصر المقاومة التاريخي والاستراتيجي بال 2006 النصر الاول والوحيد فقد سبقة سلسلة انتصارات كانت بواكيرها بال 83 عندما اوقعت المقاومة بثلاث عمليات استشهادية متزامنة الكارثة الاكبرفي تاريخ الجيش الاميركي بعد الحرب الوطنية العظمى ” العالمية الثانية “.فقد اوقع تفجير مبنى المارينز المجاور لمطار بيروت 241 قتيلا عسكريا” اميركيا” والتفجير الثاني و58 جنديا” فرنسيا” والثالث و60 جنديا” صهيونيا” كانت سببا” في الانسحاب الاميركي والفرنسي من لبنان .
كما عملت المقاومة اللبنانية حزب الله وتتوجيا لمسار انتصارت تصاعدي على تحقيق نصر استراتيجي حاسم وكنست العدو عن التراب اللبناني بعام 2000 وفرض معادلات جديدة تقوم على توسيع نطاق الرد عند كل مواجهة مع العدو , وفي محاضرة لغادي ازينكوت رئيس اركان العدو الحالي عندما كان قائدا للمنطقة الشمالية قال :
حرص حزب الله جدا على الا يطلق الصواريخ على بلدات اسرائيلية الا عندما يقوم الجيش الاسرائيلي بعمليات يعتبرها حزب الله تجاوزا” لخط ما .
وبعد ثبوت عقم الخيارات العسكرية توصل العدو لخيارين وحيدين اما استمرار النزيف البشري والامني او الانسحاب الى ما وراء الحدود , وهكذا اتخذ يهود باراك رئيس الوزراء انذاك قرارا بالانسحاب بشكل احادي دون ترتيبات او اتفاقات من اي نوع .
تلك المحطات الفاصلة في تاريخ المقاومة كانت السبب الكامن خلف المؤامرة الجديدة بعد هزيمة ال 2006 وسلسلة الهزائم التي سبقتها والتي قلبت معادلات المجابهة مع العدو واعادت بعث روح النهوض والفداء والتضحية والمقاومة لدى الشعب العربي وفضحت الحكام المتخاذلين المرتمين في الحضن الاميركي الصهيوني الامر الذي دفع اميركا للتآمر على الربيع العربي والثورات العربية في تونس ومصر واليمن وليبيا وتنتقل للدولة الوطنية السورية الداعم الاول للمقاومة .
وهنا اعادت المقاومة لعب الدور الايجابي في التصدي للمشروع الامبريالي الصهيوني التركي والرجعي العربي فانخرطت تماما” بمعركة التصدي للمؤامرة وبلورت مع سورية والمقاومة العراقية وايران محورا المقاومة الذي اخذ يجابه العدوان باكمله مدعوما من الحليف الروسي .
وقد حقق صمود محور المقاومة انتصارات استراتيجية حاسمة اطاحت بههمنة القطب الاميركي الاوحد وافضت لانحسار سطوة الامبريالية والصهونية والرجعية العربية والتركية وفرضت معادلات استراتيجية جديدة تمهد
لافول سطوة الرأس مالية وهيمنة القطب الاميركي الاوحد ويتآكل نفوذها, ولانكفاء العدو الصهيوني خلف جدرانه العازلة وخسارة دوره كرأس حربة ومعسكرمتقدم لمشروع الهيمنة الامبريالي الاميركي الاطلسي , ودوره الداعم للرجعية العربية , ودوره في تدمير وتفكيك وطننا العربي والتآمر على شعوبه .
لقد استهدفت الامبريالية الاميركية الاطلسية كل القوى المقاومة والحية وفككت الدول وأطاحت بالنظم السياسية وأسقطت الحكومات التقدمية وأشعلت الحرائق وخلقت بؤر التوتر وغذت الحروب والاحقاد والفتن الطائفية والمذهبية والإقليمية والجهوية وكل ما من شأنه العبث بالنسيج الاجتماعي لشعوب الارض .
لتدين لها بالولاء وتبسط سيطرتها وسطوتها وتنهب ثرواتها وتفتحها اسواقاً للقروض في سياسة النهب الممنهج عبر أدواتها صندوق النهب والبنك الدولي ” الاميركي في الحقيقة” .
لكن الدور الحاسم للمقاومة قلب المعادلات الاقليمية والدولية ومهد للتحولات وفرض عهد من الانتصارات مقدمة للقضاء على العدو الصهيوني واشاعة مرحلة نهوض وطني عارم وبعث روح المقاومة لدى شعبنا الفلسطيني واليمني والعراقي .
كما مهد نصر بضعة الاف مقاوم لبناني في ال 2006 لنهوض روسي بعث الدور الدولي الروسي ليعيد التوازنات والدبلوماسية والسياسية الدولية ويوقظ الدب الروسي من سباته ويصنع مع دول البريكس ومنظمة شنغهاي والدول المطلة على بحر قزوين ودول الالبا وسيلاك قوى مناهضة للامبريالية ويبدأمع هذه القوى ومع محور المقاومة مرحلة بناء عهد , وعصر , وعالم جديد .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.