بوتين … مش أبوعلي/ ابراهيم ابو عتيلة

نتيجة بحث الصور عن ابراهيم ابو عتيلة

ابراهيم ابو عتيلة ( الأردن ) السبت 14/7/2018 م …

اعتاد الكثير من مؤيدي روسيا ومن المعجبين بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يطلقوا عليه اسم ” أبوعلي بوتين ” تعبيراً عن إعجابهم وتقديرهم وحبهم له لوقوفه إلى جانب الدولة السورية ناهيك عما يتميز به من رجولة واضحة وفق ما يرون .. فوقوفه مع الدولة السورية أمر يستحق التقدير بكل الأحوال ، شريطة أن لا ينظر إلى ذلك بمعزل عن الأمور الأخرى وأقلها ما حققته روسيا من فوائد جمة من موقفها مع الدولة السورية …




نعم ، روسيا ساندت الدولة السورية في حربها على الإرهاب ، ولعلني لا أجافي الحقيقة حين أقول بأن روسيا قد ساندت نفسها في ذلك إذا علمنا بمدى خطر الإرهاب الذي واجهته روسيا وخطر الإرهابيين من أصل روسي ” شيشان وغيرهم ” الذين يقاتلوا في سوريا .. وعدا عن ذلك وكنتيجة لمساندة روسيا للدولة السورية فقد أصبحت روسيا قطباً ثانياً في العالم وكسرت وحدانية القطب الأمريكي بل وأصبحت اللاعب الأساس في كل ما يتعلق بمنطقتنا واستفادت من اختبار اسلحتها ميدانياً وما تبع ذلك من عقدها لصفقات سلاح كبيرة مع دول عديدة ..

ومع كل ذلك ، فلقد اكتنف الموقف الروسي الكثير من الغموض والتذبذب والتردد تجاه ما يحدث في المنطقة ، فمن أجل عقدها لصفقات السلاح وقفت مع التحالف السعودي في اليمن على خلاف المنطق والضرورات الإنسانية كحد أدنى ، وتفيد الأنباء التي تناولتها وكالات الأنباء لمرات متعدةة بأنها مع إخراج الخبراء الايرانيين ومقاتلي حزب الله من سوريا ،كما أنها مع إبعاد ايران وحزب الله وحتى الجيش العربي السوري عن خطوط الجولان المحتلة وكأن الجولان ليست أرضاً سورية ، بالإضافة إلى عدم تزويد الدولة السورية بوسائل الدفاع الجوي الحديثة وتدخلها في موضوع دمقرطة الدستور السوري وفدرلة سوريا ووقوفها أو سكوتها عما يقوم به أردوغان في الشمال السوري .. الأهم من كل ذلك هو علاقة روسيا مع كيان العدو الصهيوني ففيما يتسرب من أنباء فإن علاقة روسيا بالكيان هي علاقة متميزة وهذا يضع حلفاء روسيا ومناصريها والمعجبين ب ” ابوعلي بوتين ” بوضع حرج للغاية ، فعلاقة روسيا مع كيان العدو مريبة بكل معنى الكلمة وتدفعنا للحذر وللتفكير والتنبه لكل ذلك .

كيف يمكن لروسيا التي يظهر للبسطاء منا وللمعجبين ” بابوعلي ” بأنها حليف استراتيجي لسورية كيف لها تفسير تحالفها هذا مع وجود علاقة متميزة بين هذا الحليف وعدو حليفه اللدود والذي كان وما زال وراء كل ما حصل ويحصل لسورية من مصائب علاوة على كونه يحتل اراض سورية منذ عام 1967 ها بالقوة ، وكيف لروسيا ان تقف موقف المتفرج عما يقوم به الكيان الصهيوني من عدوان متكرر على الأراضي السورية وعلى المواقع العسكرية السورية ومن يحالفها في ذات الوقت الذي يصرح به بوتين يوم أمس واثناء استقباله لنتنياهو بأن ” العلاقات الروسية الإسرائيلية تنمو بإيجابية ليس فقط في المجال الاقتصادي، وإنما بين الهيئات العسكرية وفي المجال الإنساني أيضاً “

حين قال خلال لقائه نيتياهو: “بشكل عام، العلاقات الثنائية تتطور بصورة إيجابية للغاية، ولن أدرج الآن الأرقام، فهي إيجابية وهذا لا يتعلق فقط بتعاوننا في مجال الاقتصاد  بل هذا ينطبق أيضاً على التفاعل في المجال السياسي، والعلاقات بين الهيئات العسكرية فهي في مستوى جيد، وهذا ينطبق أيضا على المجال الإنساني ولم يقف الأمر عند ذلك الحد بل قام بوتين بتوجيه الشكر لنتنياهو على مشاركته في عيد النصر يوم 9 مايو/أيار قائلا: “أذكر كيف مررت من خلال الساحة الحمراء تحمل صورة لأحد أبطال الحرب العالمية الثانية ، شكرا لك” مشيراً بأن مشاركة نيتنياهو في الاحتفال بيوم النصر قد تركت لديه انطباعا عميقا ومؤثراً .

من الواضح بأن علاقة روسيا مع كل من الدولة السورية والكيان الصهيوني في ذات الوقت علاقة مربكة وتضعنا جميعاً أمام حالة غريبة قل مثيلها ، فمن ناحية يظهر للعلن بأن روسيا حليف استراتيجي للدولة السورية يقابله في ذات الوقت علاقة متميزة مع عدو حليفها … فكيف ذلك …

من المؤكد هنا أن لروسيا مصالحها فهي دولة رأسمالية تحركها مصالحها أولاً وأخيراً .. عرفنا مصلحة روسيا وما حققته من منافع كبيرة من علاقتها بسوريا فحاربت الإرهاب على الأرض السورية وبالدم السوري وأبعدت عنها خطر الروس المشاركين مع العصابات ، باعت اسلحتها وعقدت الكثير من صفقات السلاح ، وضعت رجلها في المياه الدافئة واصبحت قطباً ولاعباً رئيسياً في السياسة الدولية وما تكرار الزيارات من زعماءء العالم إلى روسيا إلا دليل على ذلك ، منعت تمديد خط الغاز القطري لأوروبا وبقيت اللاعب الرئيسي في سوق الغاز الأوروبي ، نعم لقد حققت الدولة السورية فوائد من علاقتها بروسيا ولكن ما حققته روسيا من هذه العلاقة ليس بأقل…. فلولا سوريا ولولا صمود الجيش العربي السوري لبقيت روسيا دولة تسير في ظل السياسات الدولية وعلى هامشها ولتعرض اقتصادها لهزات كثيرة بدلاً من تحقيقها لمنافع كثيرة ..

ولكن ما هي مصلحة روسيا مع كيان العدو الصهيوني … هل هو رضوخ وانصياع للصهاينة الروس ومافيات اليهود الذين يتحكموا بمفاتيح كثيرة في الاقتصاد الروسي ؟ وهنا أقول بأن هذا ليس بجديد فروسيا ومنذ زمن بعيد تجمعها مع الكيان الصهيوني علاقات وثيقة لا بل تتعاون معها كما قال بوتين في كل المجالات ولعلني لا أجد تفسيراً غير ذلك فاللوبي اليهودي الصهيوني له من النفوذ الشيء الكثير الذي يجعل بوتين منصاعاً ومطيعاً له .. قطعاً لا أستطيع الجزم بذلك وفي كل الأحوال علينا أن لا نثق ببوتين ثقة مطلقة وأن نعي وندرك بأنه ليس ” أبوعلي ” الذي نتغنى به كما علينا أن بذل كل جهد ممكن لتوضيح تلك العلاقة المشبوهة بين روسيا والكيان الصهيوني .

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.