قصائد في ذكرى انتصارات المقاومة / تموز 2006 م
السبت 14/7/2018 م …
الأردن العربي –
تنويه من المحرر : جميع هذه القصائد اقتبسناها من مقال طويل للكاتب الرفيق احمد جرادات نشره على موقع الحوار المتمدن ، في ذكرى حرب تموز وانتصار تموز 2006 م .
رابط المقال الأصلي في ” الحوار المتمدن ” :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=605249
الكاتب / احمد جرادات
1 ) الشاعر / غسان مطر …
“لمن سيُهدى النصر؟” في قصيدة الإهداء:
والخائفون من انتصارك يسألون:
“لِمَن ستُهدي النصر؟”
…
النصر للأيدي التي صنعت بهاءَ النصر
للشهداءِ
للجرحى،
لدمع الأُمهات وجدْنَ في النصر العزاء،
لقبور من ملأُوا القبور،
لمجد من قُتلوا وما وَجدوا القبور،
لنازحين من القرى افترشوا كرامَتهم
وناموا في العراء،
للساهرين على جراح الناسِ
أيديهم مباركةٌ
وتنضحُ بالشهامة والإباء،
النصر للأطفال في ” قانا”،
لحقل التبغِ،
للزيتونِ،
للدمِ،
للعصافيرِ التي مِن حولها سرقوا الهواء
للأرز تعشقُهُ النسور،
على اخضرار يديه
تبني الشمسُ شرفَتها
وفي أحضانه يغفو الضياء،
النصر مُلك المؤمنين بهِ
وليس هديةً
للراكعين بباب “عَوكَرَ”[3]
يسألون متى النهاية …
………………………..
2) الشاعر / أدونيس
-1-
بتباريحه، بأشلائه
يتموَّج في غزةٍ
وتؤاخيه صوُر، كما صُوِّرت
في أساطيرها.
وتؤاخيه بيروت-معجونةً بالشرر
يتموَّج، يعلو
ويبقِّع أرض البشر.
-2-
تتساءل عن طفلها، أين؟ ماذا؟
الرمادُ جواب.
أخذتْ حفنةً من تراب المكانِ
انحنتْ، قبَّلتها
وبكتْ فوقها
بين هذا التراب وأهدابها
عهدُ حبٍّ ووعد.
-3-
إرفعوا هذه القماشةَ عنها
أزيحوا
عن تقاسيمها الغطاء:
إنها أسلمتْ وجهها للسماء.
-8-
يكتبون الحديد وأكتبُ أنشودةً
للطفولة. يا مَيُّ،
لا تُشعلي الضوءَ في البيتِ
هذا المساء.
الحديد يفتِّش عنا،
يُغِير علينا،
يفجِّر بركانه، ويغطِّي الفضاء.
-9-
لا سرير فخذْني كما شئتَ
في هذه الكرة الحائرة.
أين نمضي إذاً؟ لا طريقٌ
ولكنْ… ها هو القصف، هذي جهنمُ-
مجنونةٌ دائرة.
-21-
بعد هذا الشتاتِ سأفوِّض جرحي إلى جسمه،
وأحيِّي العصاة.
-24-
إنه القاتل يسترسلُ في قتلك،
يجتثُّ جذور الأغنية، لا تسلْ يا أيها الشاعرُ،
لن يوقظَ هذي الأرضَ غيرُ المعصية.
………………………………….
3 ) طارق ناصر الدين
قانا حدودك وردتان
جيش الدفاع أتى، بأطفال اليهود ليرسموا فوق القذائف
شوقَهم لفَناء أطفال الجنوب..
رسموا بلونٍ أسودٍ، فاللونُ يعكسُ
ما تجيش به القلوبْ..
رسموا كما التلمودُ شاء، دماً وغرباناً وأشلاءً
تغصُّ بها الدروب..
رسموا ذئاباً تأكل الأطفال ثم تعود
تلعق ما تبّقى من دمٍ فوق النيوب..
رسموا القنابل.. والغبيّة حُرّة بالقتل
لكنّ الذكية تقصف القمر المسافر للغروب..
وجميع ما رسموه كان هديّة وصَلَت..
وها أطفال قانا كالورودِ تغوصُ في دمها وتُطلق
كل أنواع الطيوب..
أطفالنا أيضاً يحبون الرسوم ويقهرون الخوف
أحياناً بفيروزٍ وأحياناً بألوان تعبّر
عن أرقِّ مواجعِ الأطفال أيامَ الخطوب..
رسموا تلال الأرز تحرسها الثلوج
وبلبلاً يشدو على.. وشك الغروب..
لكن آخر لوحة كانت بقبضة طفلةٍ
قُطعت يداها واستراحت
حينما فتحوا أناملها اشرأبَّت وردتان
تفوح من أوراقها أغلى الطيوب..
الوردة الأُولى موقَّعةٌ ومهداةٌ
إلى أترابها في غزّةٍ
والوردة الأُخرى موقّعةٌ ومهداةٌ
لأطفال الجنوب.”
تحت أي السقوف سأغفو إذن؟: شوقي بزيغ
(إلى زبقين، قريتي المهدَّمة)
لم تقدْني إليها الخطى
حين عدتُ،
ولا أملٌ يائسٌ بالعثورِ
على صرخةٍ أقفرتْ
أو نجومٍ تشظّت على ضفتيْ
جنةٍ من دخان
لم يقدْني الهواءُ
الذي لم يزل بعدُ حياً،
ولا حفنةٌ من روائحَ غائرةٍ
في جروح المكان
ولا مشْيَتي القهقرى
كي أرى من جديدٍ
قوافل موتاي
عائدةً كالثمار إلى جوفِ
أثلامها الأمِّ.
…
ولكنني رحتُ أمشي مع العائدين
لعلي أراني هناك
لعلي أرى جسدي طائراً سابحاً
في فضاء الوهاد
التي شيَّعتني صغيراً
وعادت إلى حيث كنتُ
مكوِّرةً نفسَها كالأجنةِ
في ظلمات الرحمْ.
…
رحتُ أمشي مع العائدين
ولكن: إلى أين؟
يسأل كهلٌ سماءً أشاحتْ بسكانها عنهُ،
والناس يستنطقون الركامَ الذي كان قريتهم،
قبل شهر وعشرين قبراً،
ولا يبصرون
سوى قطعٍ من جذوع الحياة
التي انتصبت فجأةً في المكان
ولا يسمعون
سوى الحشرجات التي علّقوها على سفح أعمارهمْ
وهي تهرمُ،
لم تبقَ كسرة دمعٍ
لكي يمضغوها مع الخبز،
لم تبقَ خابيةٌ لادِّخار الحنينِ
إلى ما سيمضي
ولا رقعةٌ من قماشٍ
لتضميد جرح الأملْ.
…
غير أني،
وقد غامت الذكرياتُ بعينيَّ،
لم أجدِ البيتَ،
لم ألْقَني عند بوابة البيت،
لم ألقَ ضحكةَ أختي الصغيرةِ
راكضةً نحو شرفته
كي تقول وقد عدتُ:
“أهلاً وسهلاً”
وحذوة رجل الحصان التي
ألصقتْها
يد الأم ذاتَ خريفٍ
على حاجب الباب
لم يبق منها سوى رعشة عالقة
في رؤوس الأصابعْ.
…
فماذا تُراني إذن فاعلاً
في لقاء كهذا؟
أأبقر أمعاء تلك الحجارةِ
كيما أرى تحتها
صورتي يافعاً؟
أم أحدِّق في التيهِ
معتذراً عن عقوق الصبيِّ
الذي ضلَّ درب الوصول إلى البيت
خمسين عاماً
وجاء ليرمي على قبر أحلامه
باقةً من ندمْ.
أي شيءٍ سأفعلُ
في مثل هذا النهار الأصمْ
سوى أن أصيخ طويلاً
لأسمعَ صوت انهمار الأعاصير
قادمةً من سماواتها
كي تهدِّيء – من حيث لا عِرقَ ينبضُ-
هذا الألم.
………………….
4 ) الشاعر / جودت فخر الدين
شظايـــــــــــــا
1- طريق:
طريقٌ إلى بيتنا في الجنوبْ
سلكتْهُ الحروب كثيراً
ونحن نُرمِّمه كل يومٍ
نرمِّم أعمارنا فوقهُ،
لنتابع سير الحروبْ.
-2 سماء:
السماءُ التي انبثقت من جحيم المخاوف،
لم ترتفعْ
سقطت كلُها في الحديقةِ،
وانتثرت كالزجاج المحطمِ،
عاصفةُ القصف ألقتْ ببعض النوافذِ،
فوق تراب الحديقةِ،
فارتعشت نجمةٌ في السياج،
صار السياجُ حدود السماء.
-3 تين:
شجرٌ نالنا منه كل الوفاء،
نشأنا على حبِّه،
كان يقوى على يأسنا، كلما نالنا اليأسُ،
تصْفرُّ أثمارُه إذ يرى خوفَنا،
فنرى عطفَهُ وصفاءَ سريرته…
إنه التينُ، أصل الحديقةِ،
تيْبس أغصانُه،
فيُفرِّخ جذعُ الحديقة من أصله.
…
إنه التينُ، أصلُ الحديقة، بهجتُها.
عندما جاءه القصفُ،
أطرق مُنخطفاً، لا يقولْ،
ثم أومأ للصيف،
أن يتنكر كالمتشرد بين الحقولْ.
-4 نحلة:
نحلة جثمت قرب حوض الزهور التي ذبلتْ
والطنين الذي أطفأتُه الشظايا
تململَ كالشوك فوق الترابْ.
5- ضباب:
إلى من تحدَّث ذاك الضبابُ؟
ضبابُ الوهاد التي تتنفس فجراً.
إلى من تحدّث حين أتى
وتبيّن وجه القرى غائراً في حطام البيوت؟
تُرى هل تغلغل بين الحطام؟
ترى هل تناهى إليه أنينُ البيوتِ،
التي انقبضتْ كالأجنة؟
هل ضاع فوق الترابِ
يحاول ان يتلاشى، فلا يستطيعُ؟…
6- شرفة:
شرفةٌ هزَّها العصفُ،
كادت تنوء بأهوال ما شهدتُه،
ولكنها صمدت في مكان لها مشرفٍ
فتراءى لها السهلُ والليلُ،
والشجر المستباحُ وعشبٌ
يقاوم في كل منعطفٍ.
وتراءى لها الخوف والبأسُ
واليأسُ والأمل المتجددُ
في كل خوفٍ وفي كل يأسٍ.
تراءى لها كل شيء ولم تر شيئاً.
وظلت هنالك من حيث تشرف
تهفو لظلٍ، لغصنٍ، لطيرٍ…
تحدِّق في السهل بين الغروب وبين الشروق،
فلا السهلُ سهلٌ،
ولا الليل ليلٌ.
تراءى لها كل شيء، ولم ترَ شيئا.
وظّلت تطلُّ، وتهفو..
يمرُّ بها زمنٌ عطَّلتهُ الحروبُ،
فتعلو عليه،
وتسبح في غيمِ وحشتها…
شرفةٌ هالها العصفٌ،
لكنها صمدت في مكانٍ لها مشرفٍ،
صمدت في الزمان المعطّل،
ظلت تطلُّ، وتهفو، وتعلو..
لعلَّ زماناً جديداً يلامسُ وحشتها العالية.
شرفةٌ تتقصى الحياة،
فتصعدُ في برهةٍ نائيه…
……………………………
5 ) الشاعر / محمد علي شمس الدين
عرس القاسم
(1)
تجمَّعوا
لكي يزفُّوه إلى القرى
تناقلَ الرواةُ خبراً
يقول إنه المسيح عادْ
ولم يكن صليبه أقلَّ من بلادْ
وإنهم رأوه
عارياً وواقفاً بوجهه الحزين
عند مدخل المغارة
وإنَّ قانا جمَّعت صغارها
لمقدِّم البشارة
كأنها الإله.
وقال آخرون:
إنه سواه
فكيف يستطيع أن يعود
والجسور قُطِّعتْ
كما تُقطَّع الأوصال
والبلاد قُوِّرت
كأنها الذبيحة!
(2)
تجمّعوا من القرى
وكان خوفهم يقودهم
عشرون
أربعون
أو مئة
ولكنهم
وهم رعاةُ خوفهم
تناقلوا
بأنه في عرسه المؤمَّل الغريب
ربما يقودهم إلى الحياة.
…
(3)
تقول أمه
التي تخاف أن يموت
يوم عرسه
عودوا إلى دياركم
فإنني نذرته للموت وحده
وإنني أجَّلت عرس ابنيَ الحبيب
لآخر الزمان.
(4)
يا سيدي
يا أيها الجميل
والقتيل
والغريب
والمؤجل القريب
يا أيّها القاسم الذي
قسمتَ بين الموت والحياة
قسمةً لطالبيها
يُقام عرسك العجيب
في القرى المبعثرة
غداً أو بعده
وفوق ساحةٍ
مضاءةٍ بأعين الصغار في القبورِ
والبراءةِ الموطوءة الأردان
تظلُّ أنت واقفاً
لتحرس المكان
كشبحٍ
على تخوم صاحب الزمان.
لن تدري الهوى: هدى ميقاتي
مَن أنتَ غيرَ الهوى.. رَفرِفْ على نَغَمي
يا طائر الحُبِّ من أَسراك في حُلُمــي
أعلى من الوجد ما حاولتُ ألمسهُ
أقصى من العشق ما تسعى له قدمي
ما هاجَ في الروح صعبٌ أن تناورَهُ
بعض الحروف وأن تقتادَهُ لفمي
فاصمتْ إذا شئتَ صمت العارفين وقلْ
أحلى الكلام صرير الصمت يا قلمي.
ماذا تقولُ إذا شاهدْتَ ثاكلــــــةً
تستقبل الموتَ بالتهليل والنغـــــمِ
أو حين تلمسُ أُمٌ كفَ طفلتـــــها
تحت الركامِ: لكِ الحوراءُ فابتسمــي
أُصمتْ فكل كلامٍ ينمحي خجــــلاً
وانْطُق بثغر شهيدٍ ناطقٍ بـــــدم
…
أرضَ الجنُوب سَمائي أَنتِ مُذ سَقَطَتْ
كلُّ السماواتِ وانشّقَّتْ إلى حِطَـــمِ
هنا البطولاتُ لونُ الكبريــــاءِ دمٌ
يُقْضى الوضوءُ به في سَجدَةِ القِيَــمِ
حبُّ الحسين مدام الروح.. ساكبُهــا
يدري الغرامَ ويدري العشقَ بالألــم
فاهتِفْ بحبِّ حسينٍ كلَّما عَشِقَـــتْ
هذي القلوبُ وصِلْ في حُبِّهِ رَحِمــي
من نعمة الله أن يُهدي لناصــــرهِ
نصراً عزيزاً بكلتا الحالتين نُمـــي
نصرَ الشهادةِ أو نصرَ البقاءِ.. بكــمْ
يا أُمة النصر يُهدى أَجمل الكَلِــــم
لمجدك هذا القليل: غسان مطر
19-
“قانا” تعانق “عيترون”
وعند “بنت جبيل”
أوقفتِ النساءُ بكاءَها
واستبدلتْ في موكب الشهداء
آهاتِ التفجع بالحداءْ.
للنصر أعراسٌ وأقواسٌ
وللبلدِ الأمينِ صباحهُ الآتي
وغارُ القادمين من الخنادقِ
بين أيديهمْ بيارقُهمْ
وتهزجُ في عروقِهمُ الدماءْ.
من “كربلاءَ” تسلَّلوا
قبل الصباحِ
وأقسموا أنَّ الحسينَ
هنا يقاتلُ
بعدما ضاقتْ عليهِ
كربلاء.
………………………..
6 ) الشاعر / محمد علي شمس الدين
الغيوم التي في الضواحي
تقول التي وجهها كالقمر:
أريدُ الحياةْ
أقول لها: وأنا..
غير أنّي على غير ما ترغبينْ
لم أكُنْ أعرفُ الطقسَ
ولأعترفْ
لم أقدِّرْ كما ينبغي ما يكون
شممتُ قليلاً من الدم في أوّلِ الصيفِ
…فوق الترابْ
ولكنني قلتُ: ريح وتمضي
وأبصرتُ شيئاً من الذعرِ
في وشوشات الطيورِ
التي في الحديقةْ
ولكنني ما رأيتُ الحريقةْ
ولستُ نبيّاً
ولستُ بعرّاف هذا الزمان
ولو كنتُ أدري
لهرَّبت تحت قميصي بلادي
وخبأتُ في القلب كلّ الصغارْ
ولكنّها الحربُ
أقوى
وأعظمُ من كل ما يكتبُ الشعراءُ
وما يحلم الحالمون
فاعذروني إذن
أيها الذاهبون إلى الموتِ
أو أيها الذاهبون إلى الانتصار
ويا أيها الصامدون على الحدّ
أو في بطون الديارْ
ليسَ في قدرتي أن أُغنّي
ولا أن أصيحْ
وما كنت يوماً
لأصدحَ فوق القبورِ
كديك فصيحْ
أنا، مثلما تعلمونَ، ضعيف
وأوهنُ من عشبة في الجدار
ولكنني لا أخونُ الوطن
ولستُ أخونُ الذي شئتُهُ
مثلما شئتُهُ أن يكون
تلمَّستُه بيدي
وهو يكبو وينهضُ
كالمُهرِ في ساحة المعركة
وقبَّلته فوق عينيه
حتى كأن الينابيعَ
سالت دموعاً على صدرنا
وطِرتُ به طارَ بي
دخلنا معاً في بساتين موتِ الزمانْ.
…
يا إخوتي
أنا الآنَ
منكشفٌ كالفضاءْ
أطيرُ هنا وهناكْ
سابحاً في أعالي السماءْ
جميلاً
وحرّاً
وممتلئاً بالعناقيد
ودمي كالنبيذ
يسيل على الأرض
ويشربه شعب جلعاد كما يشربُ السمَّ
فيهوي صريعاً
على وجهِهِ…
في شهر تموز
من عام جرحٍ
وألفين بعد المسيحْ
وسبعين مجزرة في القرى
في طريق الإمام الذبيحْ
سجِّلوا في دفاتركم ما يلي:
أزَفَ الوقتُ
واكتملت كربلاءْ
مثلما شاءها الأقوياءْ.
…………………….
7 ) الشاعر / غسان مطر
إلى وزراء الخارجية العرب الذين اجتمعوا في بيروت
14
عذراً إذا لم نرفعِ الأقواس،
كنا نجمعُ الأشلاء في الأكياس،
كنا نستجير من القذيفةِ
بالشظية.
عذراً…
وكنّا عائِدين من الجنازة،
لم نجد ورداً،
وَضَعنا جثةً في المزهريّة
هم أهلُنا قلنا،
وقد تعبوا وزارونا.
يا أهلنا
لا تشربو دَمنا لِتُخفُوا عارَكم،
لا تأكلوا لحمَ الضحية،
قاتلٌ لحمُ الضحية
قولوا كلاماً رائعاً
عزُّوا بنا
شُدُّوا على الأيدي
اذرفوا بعضَ الدموعِ
لكي نصفقَ في ختام المسرحيةْ.
…
15
ويا مصطفى قدِّم الشاي
فالناس أتعَبَهم سَيرُهم في الجنازةِ،
يا مصطفى
لا تقل قد فقدتَ يديكَ
فقدِّم بنعليكَ
فالناس أهلٌ لنا،
وهم موفَدون من الأمةِ الفاجعَةْ
فقدِّم بنعليكَ،
(هل قدَّموا غيرَ قبرٍ؟)
أبا هادي[7]: طارق ناصر الدين
زلزِلْ أبا هادي وأطلقْ رعدَك الشادي
فقد صمتَ الحمامُ.
لا تسترحْ سلمتْ يداك ولا تُرحْ
وفداك من خافوا ولاموا..
…
بارود نصر الله حين تشمُّه الأقلامُ
ينفجر الكلامُ…
عربٌ سواك تمتعوا بحريمهم وحرامهم
أكلوا.. وناموا..
ومجاهدوك توضّأوا بدمائهم
جاعوا وصاموا..
لكنهم لن يرجعوا أبداً..
فقائدهم إمامُ.
خاتمة مستعارة من غسان مطر:
” نسينا الذي كانَ.
ها نحن نكتبُ ما سيكونُ
على ضوء أرواحِنا:
أولاً
ثانياً
عاشراً
لن نموتَ،
انتهى.”
التعليقات مغلقة.