مختارات من خواطر الدكتور بهجت سليمان ( أبو المجد )
د. بهجت سليمان ( ابو المجد )* الأحد 15/7/2018 م …
* السفير السوري السابق في الأردن …
[ تضحيات سورية الأسطورية ]
1▪ من الضروري جداً أن نضع النقاط على الحروف ، في ما يَخُصُّ دَوْرَ حُلَفَاء سورية وأصدقائها ، الذين قدّموا مختلف أنواع الدعم والإسناد للشعب السوري وللدولة الوطنية السورية ، في مواجهة الحرب الكونية العدوانية الإرهابية على سورية.
2▪ وهذا الدور المُشَرِّف لا يُخـفِي نَفْسَه ، ولا يُخْفِيهِ أصْحابُهُ ، وليس سرا ولا عيبا ، بل هو واضح وظاهر للعيان من جهة ، ومبعث فخر واعتزاز الشعب السوري ، من جهة ثانية .
3▪ وأمّا ما ليس واضِحاً ، للجميع ، فهو الدور الهائل للدولة الوطنية السورية ، في ما يَخُصُّ حلفاءها وأصدقاءها ، خاصّةً وأنَّ التضحيات السورية الهائلة ، بدماء وأرواح عشرات آلاف الشهداء ، والتي حَقَّقَّتْ صموداً أسطورياً ، في مواجهة الحرب العدوانية الإرهابية على سورية .. هذه التضحيات وهذا الصمود:
4▪ وَضَعَ ” روسيا ” على قَدَمِ المساواة مع ” الولايات المتحدة الأمريكية ” على رأس قمّة الهرم العالمي.
5▪ وجعل من ” الصين ” قُطْباً هاماً في السياسة وليس في الاقتصاد فقط.
6▪ وحَصَّن ” الجمهورية الإسلامية الإيرانية ” ومَنَعَ الاستفراد بها .
7▪ وحمى ” حزب الله ” من الحصار والتطويق ومحاولات الخَنْق التي كانت ولازالت مُبَيَّتَةً ومَرْسُومَةً ، لأشْرَف وَأَنْبَل وأعـظم مقاومة في هذا العصر.
8 ▪ صَحِيحٌ أنّ الضريبة التي دَفَعَها السوريّون ، مُقَابِلَ ذلك ، كانت باهظة جداً جداً .
[ نقول لمن يُحَمِّلونَ الدولةَ السورية ” مسؤولية وجود الطائفية ” ] :
- 1- عجيبٌ أَمْرُ أصحابِ الرأي الذي يُحَمِّلُ الدولةَ السورية ، مسؤوليةَ الطائفية وظهور التيارات الظلامية التكفيرية المتبرقعة بالدين ؟!!!!
بذريعة أنّ ( الدولة منذ عام 1970 ) قَبِلَت بوجود مادة في الدستور تقول بأنّ (دين الدولة هو الإسلام)!!
- 2- وكأنهم خارج الزمن يتكلمون رغبوياً ، قافزين فوق الواقع الموضوعي الذي فرضَ نفسه في ذلك الحين ..
- 3- وكأنّ أصحاب هذا الرأي يجهلون أن التيار الديني في دمشق وحلب دعا حِينَئِذٍ لمظاهرات ضد الدولة في كلٍ من دمشق وحلب ، أثناء إعداد الدستور عام 1973 , وكانوا يريدون تثبيت مادة في الدستور الدائم تقول بأن ( دين الدولة هو الإسلام ) !!
- 4- ولأنّ القائد الخالد حافظ الأسد ، كان حينئذ في طور إعداد الدولة للقيام بحرب تشرين التحريرية ، لم يكن بصدد إفساح المجال للمساس بالتحضيرات المطلوبة لقيام تلك الحرب …
- 5- لذلك قال لهم ( الدولة لا دين لها .. وعندما نُحَدِّدُ دين الدولة بدينٍ واحد، نكون قد اخرجنا كل من ليس مسلماً ، من إطار الدولة ) ..
وطرحَ عليهم حلاً وسطاً يقول ( دين رئيس الدولة هو الإسلام ) وليس ( دين الدولة ) وهكذا كان .
- 6- وأصحاب هذا الرأي ، عندما يحمِّلون الدولةَ مسؤوليةَ ظهور وانتشار تلك التيارات :
- 7- يبرؤون – عملياً – التيارات الظلامية التكفيرية من فظائعها وجرائمها .
- 8- ويبرؤون الموروث التقليدي المترع ب مجلدات تكفير الغير وهدر دمه .
- 9- وبيرؤوون الدول الغربية الداعمة المحتضنة لها .
- 10 – ويبرؤون سيل أنهار المال السعودي الذي رعى واحتضن و موّلَ تلك الظاهرة .
9▪ ولكنّ الصحيح أيضاً ، أنّ السوريين ، كانوا هم أصحاب الفضل الأوّل والأكبر ، في صياغة عالَمٍ جديد ، لا يهيمن عليه ويتحَكّم به ، كُلِّياً، المحور الصهيو – أميركي .
..
10▪ وستكون ” سوريّة الأسد ” هي الرَّحِم الذي سوف يُنْجِبُ نظاماً عربياً جديداً ، ليس تابعاً ولا خانِعاً ، بل نظامٌ جديد مستقِلّ ومُتَحَرِّر من الوصاية النفطية الغازية ، التابعة بِدَوْرِها للمحور الصهيو – أميركي..
مهما بدت الأمور للبعض ، بعكس ذلك ، ومهما حاول المحور الصهيو – أميركي وأذنابه الأعرابية ، الانتفاخ والظهور بمظهر المتحكم بشؤون العالم والمنطقة.
التعليقات مغلقة.