علي عبدالله صالح .. في حواره الأخير مع الميادين

 

محمد شريف الجيوسي

*متلاحمون مع انصار الله في الميدان ضد العدوان السعودي ولأجل وحدة بلادنا .. ولن نتخلى أو نختلف معهم

*السعودية وراء ما يحدث في سورية والعراق وليبيا واليمن .. وهي تخشى الدولة المدنية القومية العربية

*نحن مع سورية الشعب والرئيس الأسد .. لكننا لا نمتلك ما نساندهم به

*القاعدة انحدرت من الإخونية وهذه انحدرت من الوهابية المتطرفة

*مستمرون في صمودنا وسننتصر بالصبر فالصبر مفتاح الفرج

*ردود فعل عربية واسعة مطمئنة وإيجابية على الخطاب

كشف حوار قناة الميادين مع الرئيس العربي اليمني السابق علي عبد الله صالح ، مسائل كانت غير معلومة او معتم عليها تجاه اليمن وتجاه صالح ، جراء الإعلام المشوَّه والمشوِّه للواقع .. حيث كشف صالح عن رؤية واضحة لجذور الصراع مع السعودية وبالتالي مع الأنظمة المثيلة لها ، كما كشف تفهم صالح لحقيقة ما تعاني منه سورية والعراق وليبيا واليمن كأنظمة عروبية قومية جمهورية ، تستشعر السعودية خطرها على خلفية تطرف وهابيتها  المناهضة لمأسسة الدولة المدنية القومية .

كما كشف صالح عن أن العلاقات مع انصار الله أقوى من مجرد التحالف ، ولها صفة التلاحم في الميدان والتلاقي  العقيدي، دفاعا عن اليمن بمواجهة العدوان السعودي ولأجل الوحدة .

وأعلن صالح بشجاعة مناسبة عن تعاطفه المعنوي مع سورية شعبا ونظاما وقيادة .

وكشف صالح عن كونه حالة ليست عابرة في اليمن ، من حيث توفرها على الجيش ومن حيث جذوره الشعبية ، والثقة الكبيرة بما هو عليه الواقع اليمني من تحالف ، ومعرفة بطبيعة الصراع على الصعيد الإقليمي وأبعاده ، وتصميم على متابعة المواجهة ضد العدوان السعودي.

حديث علي عبد الله صالح بما هو عليه من عفوية ومباشرة وثقة بالنفس وصدقية ومعلومات راهنة وسابقة ، تبعث على الطمأنينة والثقة بانتصار اليمن ، وقد حظي حديث صالح باحترام حتى خصومه السياسيين والاستراتيجيين .

وكشف الحديث كم هي كانت الحاجة ملحة للإعلام ، لتوضيح أغوار الرجل ، وحقائق الصراع في اليمن ، ومن هم الأقرب إليه موضوعيا في الجغرافية السياسية والموقف والفكر والواقع.   

فقد أكد الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح ، في حوار مفصل أجرته معه فضائية الميادين في العاصمة اليمنية صنعاء ، أن السعودية وراء كل المشكلات التي تعاني منها الدول ذات التوجه القومي العربي في سورية والعراق وليبيا واليمن .

وشدد علي عبد الله صالح ، على أن السعودية وراء ما يجري في العراق وسورية وليبيا ، هي تستهدف النظام القومي العربي في هذه الدول وهي  تظن ان النظام الجمهوري والقومي يشكل خطرا عليها (ولكن هذا غير صحيح) وما يجري في سورية والعراق واليمن هدفه حماية اسرائيل تنفيذا للسياسة الاميركية.

ودان عبد الله صالح ما يجري في سورية وقال نحن مع الشعب السوري ومع الرئيس الاسد بالقلب وليس لدينا ما نقدر على تقديمه لسورية .

وحمّل علي عبد الله صالح مجلس الأمن والمؤسسة الدولية مسؤولية استمرار العدوان على بلاده ، جراء القرار المتخذ ضد اليمن معتبراً ذلك خطيئة اتخذت بحق الشعب اليمني ، متسائلاً لم لم يتخذ هذا القرار بشأن من اعتدوا على اليمن، وغيره من القضايا ؟ ساخراً من قراراته ومعرباً عن ثقته التي كانت واضحة في تقاسيم وجهه، أن اليمن منتصر رغم ما ألحق به من دمار في بناه التحتية وأسلحته وفي الضحايا اليمنيين من النساء والأطفال .

وقال صالح أن خلافاته السابقة مع الحوثيين خلافات إدارية وليست عقائدية ، وأن علاقته معهم الآن ليست علاقات تحالف وإنما علاقات تلاحم في الميدان ضد الغزو السعودي والحرب على بلاده وضد تقسيم اليمن ولأجل وحدتها ، وهذا التلاحم لم ينشأ جراء اتفاق مكتوب أو مفاوضات ، وإنما أملاه واجب مقاومة العدوان الوحشي السعودي، ولأجل وحدة اليمن والحيلولة دون تقسيمها ، ورغم انه لم يكن ليعلم مسبقاً بعزم أنصار الله الذهاب إلى عًمان بشأن التفاوض لوقف العدوان ، مؤخراً ، معرباً عن إعتقاده بأن الدعوة تمت بناء لتوافق إيراني أمريكي ، إلا أنه قال أنه لن يختلف أو يتخلى عن التلاحم مع أنصار الله ، فنحن حلفاء في الميدان.

ونوه صالح إلى أن المذهب الزيدي أقرب إلى السنة ، وان خلاف السعودية مع الحوثيين هو خلاف مذهبي،  والمذهب الوهابي مذهب متطرف والإخوان خرجوا من عباءة الوهابيين وأن القاعدة خرجت من رحم الإخوان المسلمين، كاشفاً طلب السعودية منه التحالف مع الإخوان (رغم حظرهم ) ومع الرئيس اليمني المخلوع هادي في شهر رمضان المنصرم ، وعدم التحالف مع بالحوثيين ، لقاء ملايين الدولارات.

واستعاد صالح التاريخ الحديث منوها بجرح يمني قديم مع السعودية يعود إلى ما قبل سنة 1934 ، كاشفاً عن أن بلاده رفضت التفاوض على ترسيم الحدود مع السعودية قبل تحقيق وحدة شطري اليمن، وأن اليمن استعاد 37 الف كم2 أراض يمنية من السعودية وأكثر من 50 ـ 60 ألف ميل بحري.

وأوضح صالح أن أحداً  في الداخل أو الخارج لا يقدر على إعادته رئيساً للجمهورية ، وأن أحداً من أبنائه لن يعود إلى الحكم ، منهياً بذلك أي جدل حول مطمع العودة للحكم,

وكان منصفاً وذكيا عندما تحدث عن علي سالم البيض ، واصفاً إياه بانه رجل موقف مخلص لموقفه وإن اختلفا مبدياً إحترامه له . وقال أن لا صلات له مع إيران ، لكنه أشار سريعاً إلى أن إيران تقف في الجانب المناهض للسعودية .

ووصف هادي بالضعف وبعدم الخبرة ، وبعدم قدرته على كسب أحد حيث خسر الحوثيين والجيش والإخوان ، وبتبعيته للسعودية ، معتبراً أن مستقبله السياسي قد إنتهى تماماً ولا مكان له  في اليمن ، مشيراً إلى أنه سلم الجيش ومؤسسات الدولة لهادي في إطار المبادرة الخليجية التي ساهم في صنعها وأنه لم يخلع، لكن هادي لم يستطع إدارة السلطة ولم يستطع كسب أي طرف إلى جانبه ، بل وسلم البلاد للقاعدة.

وقال صالح أن الذين حضروا مؤتمر الرياض أسقطوا أنفسهم سياسياً فمن يتفاوض مع المعتدي السعودي وعلى أرضه يكون قد ارتكب جرم الخيانة لوطنة وحكم على نفسه بأنه لن يعود إلى اليمن لأنه بارك العدوان.

وكشف صالح على أنه هو صاحب فكرة الحوار في جنيف ، وأن مؤتمر الحوار هناك كاد يعقد ، لولا ( الصحوة ) الأممية بضغط سعودي .. موضحاً أنه كان مع مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ، لكن بعد العدوان انتهى هذا الحوار .. وحوار جنيف يجب ان يبدأ من حيث توقفنا لبحث موضوع انتقال السلطة والعدوان السعودي والانتخابات .. والحوار في جنيف له شقين حوار يمني يمني وحوار مع السعودية.

وبدا صالح معتزا بيمنيته وجذوره نافياً إنتسابه لآل الأحمر مستعيداً بالله من ذلك !؟ وقال انا سبئي كيهاني حميري ، لم آت من فوق وإنما من طينة هذا الشعب اليمني ، وعملت في حياتي راعياً ، موجود في قلب اليمن وفي كل قرية وفي قلب كل مواطن ؛ انا ابن هذا الشعب.

وأوضح صالح أن السعودية تعتبر الدول العربية القومية والجمهورية تشكل خطراً عليها ، وهي  تنزعج كثيرا من أي حديث عن الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وحرية الصحافة، وهي تريد ضرب الجيش اليمني والمؤسسات وتحاول ممارسة الوصاية على اليمن وإحداث فتنة بين أبنائه، وإذا دخلت السعودية إلى اليمن ستكون ورطتها كورطة الإخوان في مصر.

وأقر صالح بانه سلم جامعة الإيمان إلى الإخوان المسلمين لأنهم وقفوا مع الدولة ضد الانفصال، لكنهم كانوا يسعون للانقضاض على السلطة بعد حرب 94 ليحلوا محل الحزب الاشتراكي.

وقال نحن من وحدنا البلاد وبنينا الجيش ومؤسسات الدولة وأقمنا الجامعات واستثمرنا النفط والغاز . وقال أنه دعا الشعب اليمني إلى حمل السلاح لمواجهة الطائفية والحرب الأهلية ، ونحن لا نعتمد على احد الا شعبنا وحزبنا .

وقال ضُربنا بصواريخ امريكية بينها صواريخ فراغية في فج عطان وهناك اعتراف امريكي بالمشاركة في العمل اللوجستي. واميركا تستغل العرب وتخلق لهم الاعداء من اجل بيعهم السلاح.

وعبر صالح عن احترامه للشعب المصري ، مستذكراً تضحيات الجيش المصري في اليمن وتوجه بالسؤال للرئيس السيسي هل من المنطقي اغلاق قناة اليمن اليوم ، مذكراً بتضحيات مصر لأجل الجمهورية اليمنية في عهد القائد العربي الكبير عبد الناصر . 

وكشف صالح عن ذهاب نجله أحمد الى السعودية بطلب منهم ،وقلنا للسعوديين ان القرار السياسي اليوم بيد انصارالله وعليهم التواصل معهم لكنهم رفضوا

ودعا صالح في ختام حوار الميادين معه؛ الشعب اليمني الصامد في وجه العدوان ، إلى مزيد من الصبر ، مرددا الصبر  الصبر ، الصبر مفتاح الفرج .. وفي موضع آخر من الحوار قال الخسائر في البنى التحتية تعوض .. والمهم إرادة الصمود .

بكلمات : جاء حوار علي عبد الله صالح على الميادين في وقته تماماً ، وحقق مساحة مناسبة لطمأنة الشارع العربي بأن اليمن صامدة في وجه العدوان السعودي وخطيئة مجلس الأمن تجاهه ،ولن تركع ، بل وستنتصر ،  وأن الصورة واضحة في اليمن لما هو عليه حال الواقع التكفيري الإرهابي ضد الدول ذات التوجه القومي العربي ، وإن تلفعت قوى الرجعية التكفيرية الوهابية الداعشية القاعدية ، بأغطية التمويه والخداع ، وبالسلاح النيتوي الإمبريالي وأموال الغاز والكاز .. وبفضائيات التضليل والتزمير التي ما عادت قادرة كسابق أيامها ، على تزوير الحقائق .

اليمن منتصرة ، كما هي سورية ، وليبيا والعراق .. وبقايا الصامدين في فلسطين ، والمقاومة اللبنانية البطلة ، وكذا إيران الحليف النظيف ، وروسيا التي نأمل أن لا تنخدع بين وآخر بأباطيل وتسويفات وأكاذيب الإمبريالية الأمريكية والغربية الأوروبية .

عمان في 30 أيار ، 2015

[email protected]

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.