إنتفاضة الجنوب العراقي والحقوق المسلوبة / حيدر حسين سويري

نتيجة بحث الصور عن حيدر حسين سويري

حيدر حسين سويري ( العراق ) الثلاثاء 17/7/2018 م …




   خطيب جمعة الصحن الحسيني الشريف يوصي المحتجين بأن لا تبلغ بهم النقمة من سوء الاوضاع، إتّباع أساليب غير سلمية وحضارية، في التعبير عن إحتجاجاتهم، وأن لا يسمحوا للبعض من غير المنضبطين أو ذوي الأغراض الخاصة، بالتعدي على مؤسسات الدولة والأموال العامة، أو الشركات العاملة بالتعاقد مع الحكومة العراقية، ولا سيما أن كل ضرر يصيبها، فإنه سيعوض من أموال الشعب نفسه؛ بالأضافة إلى تصريح الخطيب(الناري) حين قال:” كل الكتل والاحزاب التي تولت ادارة البصرة فشلت”!

   نحنُ ككتاب وصحفيين، بدل أن نوجه سهام إتهاماتنا للمتظاهرين، ونطعن في نواياهم، يجب أن نساعدهم في الحصول على حقوقهم المشروعة(المسلوبة)، التي سلبها المنافقون والكذابون(سراق المال العام) هذا من جهة، ومن جهة أخرى لا نحاول لصقها بدول الجوار(تركيا وإيران وغيرها)، يجب أن لا نخاف من قول الحقيقة، ولا نخشى بقول الحق لومت لائم، وأن نوجه سهام إتهاماتنا للحكومات الجائرة، التي تولت البصرة بشكل خاص والعراق بشكل عام، التي نهبت وأسرفت(ألف مليار دولار) أو دون ذلك بيسير، من خيرات وثروات البلاد، مُنذ سقوط النظام المقبور لغاية اليوم.

   كُلنا يعرف أن إيران وتُركيا والدول الأخرى لا تعطينا الكهرباء وخدماتها مجاناً، فإذا قطعت عنا إيران الكهرباء؟ فذلك بسبب عدم تسديد ديونها، التي بلغت أكثر من 8 مليار دولار، ولم تفي الحكومة ووزارة الكهرباء بوعودها واتفاقياتها، وإذا قطعت عنا تركيا المياه؟ فذلك بسبب توقيع إتفاقية من قبل وزارة الموارد المائية والحكومة الفاشلة الحالية ومن سبقتها!..

   قد نعلم أن القادم أسوء، حينما نطلعُ على ما وقعَه المسؤول من إتفاقيات بشأن النفط(إنتاجهِ وتصديره)، وغيرها من الأتفاقيات، وقد كتبنا مراراً وتكراراً حول التراخيص التي وقعها الشهرستاني! لكن ولا مِنْ مستمع، ولا مِنْ شريفٍ حاسبهم، بل إن قائلهم يقول:” الفقر في العراق إكذوبة”! ألآ إن مقولتك هي الأكذوبة، وإنك لم تختلف عن(هدام) بشئ ولعلك تُعجبك سياسته، مواطنو بلدك يتضورون من الجوع بسبب البطالةِ وضنك العيش، ولهذا إنتفضوا…

   أقول: ككتابٍ وإعلاميين يجب علينا الوقوف مع المنتفضين، لأنقاذ البصرة(وكافة مدن العراق)، بكلمة حق بوجهِ سُلطان جائر، فالبصرة محرومة من الماء ومن الكهرباء ومن أبسط الخدمات، في الوقت الذي يتغذي ثلثي العراق من صادراتها النفطية، وإيراداتها من الموانئ؛ تُغطيها غمامة من الدخان الأسود، نتيجة مصافيها النفطية وحقولها، ونقمة الحر الشديد والرطوبة العالية!

   نتمنى من القوات الأمنية وفي مقدمتها جهاز مكافحة الإرهاب الموقر، الوقوف مع المنتفضين، المضطهدين منذ النظام البائد ولغاية اليوم، كما ندعو المنتفضين أن تبقى مظاهراتهم سلمية، ولا يخدعنهم تخدير الحكومة بوعود كاذبةٍ لمطالبهم المشروعة، وأن يحذروا تسييس المظاهرات وركوبها، من بعض المتربصين بهم، وفي مقدمتهم المعممين المزيفين.

بقي شئ…

نسأل الله أن يحفظ البصرة وسائر مددنا العزيزة، وأن ينصرهم على مَن خذلهم من الأولين واللاحقين(الكذابين والمنافقين وسُراق المال العام)، إنهُ نِعمَ المولى ونِعمَ النصير.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.