إشهار ومناقشة كتاب د. باسل البستاني “الإنسانية في مواجهة النيوليبرالية”

 الأربعاء 18/7/2018 م …



الأردن العربي –
د. البستاني: النيوليبرالية تواجه رفضاً بسبب عدم الاستقرار في الاقتصاد الكلّي وتهديد الهيكل الاجتماعي
د. بدران: البنى الاقتصادية في الدول النامية يجب أن لا تكون منقولة عن نماذج ووصفات دولية جاهزة
د. أبوحمور: الدعوة إلى ضرورة السعي لتكوين كتلة اقتصادية وسياسية عربية برؤى وإمكانات تكاملية
عمّان – استضاف منتدى الفكر العربي مساء الأربعاء 18/7/2018 لقاءً جرى خلاله مناقشة وإشهار كتاب “الإنسانية في مواجهة الليبرالية” من تأليف أ.د. باسل البستاني عضو المنتدى والمستشار في التنمية الدولية، والصادر هذا العام عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت، ويوثق الكتاب ويحاور انطلاقة ومسار التيارين الإنساني والنيوليبرالي بكل مكوناتهما، ليصل في النتيجة إلى أن نظام الرأسمالية النيوليبرالية قد بلغ مداه وأنه يسير نحو نهايته، في مقابل وجود علائم لارتقاء البديل المتمثل بكينونة ثلاثية مدمجة اقتصادية واجتماعية وبيئية ضمن حاضنة الاستدامة، أو بشائر ولادة نهج التنمية الإنسانية الشاملة.
عقب على الكتاب د. إبراهيم بدران عضو المنتدى ومستشار رئيس جامعة فيلادلفيا للعلاقات الدولية، وأدار اللقاء وشارك فيه د. محمد أبوحمور الأمين العام للمنتدى.
وفي كلمته التقديمية قال د. محمد أبوحمور: إن هناك مراجعة فكرية وبحثية للتغيرات والقضايا الاقتصادية في المنطقة والعالم، كما أن هناك نقاشاً على مستوى الدول الصناعية حول تداعيات الأزمات الاقتصادية والمالية خلال العقود الأخيرة والنموذج غير الناجح للنمو في العالم المتقدم؛ مشيراً إلى ما دعا إليه “الميثاق الاقتصادي العربي” – الذي أطلقه المنتدى عام 2015- من ضرورة السعي لتوفير الشروط الموضوعية لتكوين كتلة اقتصادية سياسية عربية، قائمة على توافق الرؤى واستثمار الإمكانات على نحو تكاملي، وقادرة على امتلاك القرار واستقلاليته، والمنافسة والتأثير في ميزان القوى الدولي، الذي أصبح رجحانه مرهوناً بتكتلات اقتصادية كبيرة وقوية في شرق العالم وغربه. فضلاً عن دعوة رئيس المنتدى وراعيه سمو الأمير الحسن بن طلال إلى السعي لإعادة هيكلة الاقتصاد السياسي والاجتماعي على المستوى الإقليمي.
وأوضح مؤلِّف الكتاب د. باسل البستاني أن الصورة الكّلية الراهنة للنيوليبرالية يمكن أن تلّخص في أن النموذج يؤدي إلى عدم الاستقرار على مستوى الاقتصاد الكلّي بسبب رفضه لقيام الدولة بتطبيق السياسات المطلوبة، وبهذا يكون هذا النظام عرضة بصورة متزايدة لأزمات مالية كبرى وكساد واسع. كما أن النموذج نفسه يتجه نحو تكثيف الصراع الطبقي والذي يمكن أن يثبّط الاستثمار الرأسمالي، وأن عولمته حوّلت الشركات الكبرى من داعم للدولة إلى معارض لها. فإذا بقيت النيوليبرالية مهيمنة كعقيدة وموقف، فيمكن حينها القول بأن الرأسمالية والعالمية تواجه مستقبلاً من الركود وعدم الاستقرار، وحتى قد يؤدي هذا إلى انهيار في الهيكل الإجتماعي. فلا خيار يبدو هنا إلاّ بعودة تنظيم الدولة للإنقاذ مما يفتح الآفاق واسعة أمام بروز النظام الاقتصادي العالمي البديل.  
وأكد د. البستاني أنه لم يعد هناك أدنى شك في أن النظام النيوليبرالي يعاني الآن من مرحلة رفض شاملة، داخل حصنه الأميركي وخارجه، والمؤشرات الراهنة تزداد تأكيداً أن النيوليبرالية لم تعد تصلح كنظام المستقبل. فالقيادات الفكرية والعمالية ومنظمات المجتمع المدني وفئات واسعة من التيار النيوليبرالي نفسه تنقلب ضده.
وعقب د. إبراهيم بدران على ما جاء في كتاب “الإنسانية في مواجهة الليبرالية” بالتأكيد أن الدول النامية غير ملزمة بالفلسفات والأفكار التي ولدتها الانفجارات الثانوية للتحولات الصناعية في أوروبا وأمريكا إلا بقدر ما يفيدها في إغناء مسيرتها، بمعنى أن البنية الاقتصادية للدول النامية الراغبة في النهوض يمكن أن تكون اجتماعية أو تعاونية وإنسانية أو مختلطة وفي نفس الوقت محافظة على البيئة . وهذا يتطلب من الدول النامية الراغبة في النهوض أن تستثمر علماءها ومفكريها وخبراءها في تعديل تصميم البنية الاقتصادية الوطنية حتى تكون مستدامة وإنسانية وبيئية، لا أن تكون منقولة ومنسوخة عن نماذج مسبقة أو وصفات جاهزة تضعها المؤسسات الدولية أو المفكرون الدوليون .
وأشار د. بدران إلى أن بناء الإقتصاد الوطني الصناعي وتحمل مشاق التحولات الاجتماعية الثقافية الفكرية المرافقة هو الطريق للمستقبل بما في ذلك الحفاظ على البيئة الطبيعية والانسانية؛ مشيراً إلى أن كتاب د. البستاني يثير أسئلة بالغة الأهمية ويطرح أفكاراً لها مكانتها، ويؤكد على مثلث الاقتصاد والمجتمع والبيئة. ونحن نضيف والإنسانية، ولكن كل ذلك لا يمكن تحقيقه في العالم الثالث وفي الدول النامية الا إذا اخذت زمام المبادرة لتنهض وتبني اقتصاداً صناعياً حديثاً تجتاز فيه الثورات الصناعية الثلاث بسرعة وتتمكن من الثورة الرابعة، وفي عين الوقت لا تكرر الأخطاء التي وقعت بها مجتمعات أخرى وذلك من خلال تفعيل دور العلماء والخبراء والأكاديميين والمثقفين في تعزيز الجوانب الإنسانية والبيئية والمجتمعية وفي الاعتماد على الذات لبناء المستقبل.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.