الاسير الفلسطيني أنس خليل: المحققون حولوا جسدي الى ميدان تدريب عسكري لأساليب تعذيب وحشية




الأحد 22/7/2018 م …

الأردن العربي –
كشفت محامية هيئة الاسرى حنان الخطيب عن شهادة مريعة وقاسية ادلى بها الاسير انس محمد شوقي خليل سكان نابلس الموقوف في سجن مجدو والمعتقل يوم 18/5/2018، تعرض خلالها لأساليب تعذيب وحشية وقاسية على يد المحققين أدت الى تدهور وضعه الصحي، حيث حولوا جسده الى ميدان تدريب على أساليب تعذيب قاسية ومحرمة دوليا.
وفيما يلي نص الشهادة:
بتاريخ 18-5-2018 تم اعتقالي من المنزل حوالي الساعة الثالثة فجراً, حيث داهمت قوات الجيش المنزل, فجروا باب البيت ودخلوا بهمجية, ابعدوني عن زوجتي وابني الذي يبلغ عمره 6 شهور ووضعوني بغرفة حتى جاء ضابط المنطقة المدعو ” كابتن حسن ” , سأني أسئلة شخصية وقال لي بانهم سوف يعتقلوني وانه لا يوجد شيء علي وسوف يعيدوني , لم يخبرني سبب الاعتقال.
تم تقييد يداي امام زوجتي وعصبوا عيني بخرقة قماش ووضعوني بأرضية الجيب وأخذوني على سجن حوارة , بقيت حوالي ساعتين بحوارة بعد ان فتشوني تفتيش عاري ومن ثم نقلوني للتحقيق في بيتاح تكفا, وهناك تم تفتيشي تفتيشاُ عارياُ, بقيت حوالي شهر بالتحقيق, حقق معي عدة محققين , اذكر منهم : مدير ملفي يدعى “شيمش” , “ستيفن” , “اوزي”, “أبو شبل” , “عساف” الذي حقق معي تحقيق عسكري واخرين.
جولات التحقيق : اول 10 أيام تقريباُ التحقيق كان لساعات طويلة ومتواصلة تصل الى 10-14 ساعة وفي احد الأيام بقيت حوالي 18 ساعة بالتحقيق , بعدها بدأت تخف الساعات, خلال وجودي بغرفة التحقيق احياناً كانوا يقيدوني ويبقوني بالغرفة وهم يذهبون وذلك بهدف انتزاع اعتراف ولكي لا ارتاح .
خلال التحقيق :- التحقيق تخلله صراخ شديد, شتائم, تهديدات
اليوم الخامس من التحقيق احضروا لي ورقة اذن من المحكمة بالسماح لهم بالتحقيق معي تحقيق عسكري وقبلها بيوم كنت حوالي 18 ساعة بالتحقيق المتواصل ولم انم وكنت مرهق جداً.
بدأ التحقيق العسكري معي حوالي الساعة السابعة مساءاُ ومنذ البداية ضربني وصفعني على وجهي كف المحقق “شيمش” وهو مدير ملفي وبعدها حضر المحقق “عساف ” ومسك التحقيق معي, التحقيق عبارة عن تمارين حسب مصطلحات المحققين حيث وصفوه “بتمارين”
احد “التمارين” اخبرني المحقق انه ” تمرين الموزة” وهو عبارة عن تقييد يداي للخلف ومشدودات باحكام بالقيود والرجلين تحت الكرسي, الكرسي بدون ظهر, المحقق يدفع جسمي للخلف حتى يصبح رأسي على الأرض وجسمي منحني مثل الموزة, خلال ذلك كان محقق يضغط على كتفي وهذا يسبب لي الم كبير وشديد, كانوا خلالها يشتموني ويشتمون عائلتي, “التمرين” كان يستمر حوالي من 10-20 دقيقة كل مرة حسب قدرة التحمل, بدأ التحقيق العسكري معي من الساعة 07:00 مساءًا تقريباُ وانهوه حوالي الساعة الرابعة صباحاً, 4-5 مرات كانوا يجبروني اعمل هذا “التمرين” وكنت اصرخ بصوت عالي من شدة الألم.
“التمرين” الثاني حسب تسمياتهم طبعا , ” وضعية قصعة الطاولة” كانوا يجلسوني على الكرسي بدون ظهر, ظهري يكون على حفة مكتب التحقيق وأحد المحققين كان يجلس خلف المكتب ويشدني من يداي المقيدتان ويأمرني ان احرك يداي لكي يتحرك الدم بهم, كانت هذه الوضعية عبارة عن حوالي 10-20 دقيقة , وهكذا تمرين تلو الاخر من السابعة مساءً للرابعة صباحاً كان ذلك باليوم الخامس لاعتقالي على ما اظن انه كان يوم اربعاء لانهم بعد ما انتهوا اخبروني بأنه بدأ اول يوم برمضان اذا كنت انوي ان اتسحر.
استعملوا معي وضعيتان اخريات وهي كالتالي:
“القرمزة ” وهي قرمزة وثني الركب وانا مقيد اليدين للخلف ومحقق كان يضغط على اكتافي , استخدموه معي مرة واحدة ولأنني لم اصرخ , اخبرني المحقق ” يبدو انه سهل لك وانا اشتقت لسماع صوتك وانت تصرخ ” .
وضعية أخرى استخدموها معي وهي الوقوف على الحائط وظهري للحائط ويداي مقيدات للخلف وانا واقف والمحقق يأمرني بثني ركبتاي رويداً رويداً للضغط على عضلات الفخدتين, بعد 4-5 دقائق لا تستطيع ان تستحمل وبدأ جسمي يرتجف فكنت أقع, هذا استمر حوالي نصف ساعة.
من المهم ذكره انه كان معهم محققة تضبط الوقت على الساعة “تعيّر على الساعة” فترة كل وضعية او كل “تمرين” وعندما تقول للمحقق خلص وان يتوقف عن الضغط علي يريحوني قليلا ويعودون مرة ثانية للضغط علي مما اضطرني لان اعترف بشيء لم افعله حيث انهم ضغطوا علي بالتحقيق كثيرا واستعملوا معي أنواع التعذيب المختلفة فقدت الشعور بيدي لانها اخدرت من كثر التعذيب وشعرت بان يدي قد شُلّت لأنني لم اعد استطيع تحريكها ولم اعد احس بها وكان المحقق يقول لي ” شليت ايدك اليمين وراح اشل ايدك الشمال ” , لذلك اضطررت ان أؤلف قصة من خيالي لكي يتركني بحالي .
من المهم ذكره انه كانت عندي محكمة تمديد اعتقال وقد اشتكيت للقاضي موضوع يدي فأمر بإجراء لي فحوصات شاملة وان يعطوني ادوية وقد اعطوني أدوية لان العصب في يدي لم يكن يتحرك.
من المهم ذكره انني كنت ممنوع من مقابلة محامي فترة طويلة وقد استطعت ان أتكلم مع المحامي لفترة قصيرة جدا باخر محكمة تمديد ببيتاح تكفا .
ظروف الزنازين :
كنت بزنازين انفرادية حوالي 20 يوم, الاكل له رائحة كريهة وفاسد وكنت اكل لكي ابقى على قيد الحياة, حيطان الزنزانة خشنة ومن الصعب الاتكاء عليها ولونها غامق, الضوء مشعل طوال الوقت وهو مزعج جداّ للنظر, المرحاض عبارة عن فتحة في الأرض ورائحته كريهة وهو في نفس الزنزانة, مكيف وشافط للهواء, أحيانا يكون بارد واحيانا يكون حار فهم يتحكمون بذلك, الفراش عبارة عن فرشة رقيقة جلدية وبطانيات رقيقة لا تقي برد المكيف ووسخة وبدون غطاء للفرشة, وبدون وسادة, الحمام كان خارجي وفقط كانوا يسمحون لي ان استحم الساعة الخامسة صباحا واذا طلبت ان استحم خلال النهار كانوا يرفضون ذلك, الملابس الداخلية التي اعطوني إياها مستعملة, طلبت ماكنة حلاقة ورفضوا طلبي, مكثت شهر بدون ان احلق او اقص اظافري حيث طلبت مقص للأظافر واحضروا لي مقص خربان, المعاملة كانت سيئة وغير إنسانية.
من الجدير ذكره انني كنت سليم معافى قبل الاعتقال ونتيجة ظروف التعذيب عانيت من اوجاع شديدة باليد والظهر.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.