بين قانون القومية العبري وقوانين الغوييم / شاكر زلوم
شاكر زلوم ( الأردن ) الثلاثاء 24/7/2018 م …
لم يكن ليتمادى صهاينة الكيان من تمرير قانون الدولة العبرية القومية لولا تواطؤ معظم الدول العربية التي تدور في الفلك الصهيوأمريكي, فنظمها وقوانينها عنصرية وتمييزية ولا تختلف عن قوانين وعنصرية الكيان ضد العرب فقط, فلا حقوق للمواطن البائس على أرضها ولا تمثيل له ولا راي له ولا إعتبار له كإنسان, نظمنا تَتَبعُ مشغليها دون اكتراث بمصالح رعاياها, نعم فنحن رعايا لرعيان لا يجيدون إلآ السمع والطاعة للكيان وخيانة الأوطان.
لو كانت نظم الفلك الصهيوأمريكي غير متواطئة لما صمتت عن تمرير القانون العنصري الصهيوني, لقد اكتفت ببعض البيانات الفارغة التي لا تسمن ولا تغني من جوع دون اي إجراء عملي رادع, لم يُطرد سفير أو تُغلق سفارة يمارس عناصرها التآمر المفضوح بل والقتل العمد بدم بارد بحق مواطنين ابرياء, لسان حال الحكومات المحكومة من قبل أدوات الأعداء يقول ماذا نقول للصهاينة وقد سبقناهم بقوانين عنصرية تمييزية بحق من هم ابناء وطننا؟.
قوانين (دول) سوريا الطبيعية الإنتخابية بعد سايكس بيكو بإستثناء سوريا كرست وتكرس الجهوية, الإثنية, المذهبية والطائفية بما يخدم مصالح الإستعمار والطغم الفاسدة الحاكمة وبما يكرس تفتيت الأوطان لقد حاولوا ويحاولوا تغيير التشريع السوري ليكرس ما سبق ذكره بدستورها لكن سوريا المنتصرة عصية على العصاة, أما الدولة العربية الأكبر فلو لم تكن تحت سطوة العسكر لتمت الإنتخابات بما يليق بحجمها ووزنها المفروض فهي الدولة الكبرى والنموذج المفترض أنه القدوة لكل العرب, لكن هذا هو قدرنا يا عرب.
الغرف السوداء التي تَطبخ القوانين فتضع بها كل أنواع السموم التي تحول حياة المواطنين لجحيم ليعيش السلطان وحاشيته بالنعيم, بينما ذات الجهات وضعت قانون انتخاب عصري حديث ليتم لم شمل العصابات الآتية للكيان من أربع أصقاع الأرض, فقانون الإنتخابات في الكيان يعتبر الكيان وحدة انتخابية واحدة والإنتخاب يتم للقائمة لا لأفراد لكي تتعز الحياة السياسية من خلال برامج سياسية.
العرب يعيشون أسوأ لحظاتهم التاريخية, فبعض دول الخليج قامت وتقوم بأقذر ما يمكن أن يقوم به بشر بحق أمة يدعون الإنتساب اليها بينما هم ألد أعدائها, لقد أعطت معظم دول الخليج الضوء الأخضر للكيان المجرم المحتل لفلسطين إستباحتها وقتل أهلها وتمرير أقذر المخططات التصفوية عليها بالرغم من ما تمثله من قدسية للعرب مسلمين ومسيحيين ففلسطين هي أولى القبلتين وهي أرض المحشر والمنشر وبوابة السماء بالنسبة للمسلمين وهي أرض مهد وقيامة المسيح بالنسبة للمسيحيين, لم يكن قتل العرب الفلسطينيين ليتم لولا التمادي الوقح بسن التشريعات ضدهم, لو كانت التشريعات والممارسات في دول جوار فلسطين تحترم المواطنين فلم يكن من الممكن تمرير هكذا قانون, في دول جوار فلسطين لا حقوق متساوية للمواطنين في تشريعاتها ولا حقوق لهم في الطبابة, العلاج, التعليم والتوظيف, قوانين الإنتخابات فصلها صهاينة وأقرت بقوانين مؤقتة أو بظرف سياسي ملتبس فمن يتجرأ للتقدم لإنتخابات الرئاسة ببلد ما يُعتقل ومن يعترض يتم سحقه بل وتهشيم عظمه بعد تلفيق تهم باطلة له والأمثلة اكثر من أن تعد وتحصى. لولا خيانة دول الأعراب بحق كل العرب والمسلمين لما تمكن غلاة الصهاينة من فرض هذا القانون العنصري, بالرغم من إدعائهم زوراً وبهتاناً الدفاع عن العرب والمسلمين, من يقتل اصل العرب في اليمن وأهل فلسطين لا يمكن أن يكون عربياً ولا مسلماً, لقد تفوقت دول شر الأعراب على أبي رغال في خيانته وعلى مسيلمة الكذاب في كذبه فماذا سيكتب التاريخ عنهم؟ أليس من العجب أن يدعي هؤلاء الخونة أنهم المدافعون عن العرب والمسلمين بينما هم ألد اعدائهم بل هم صهاينة أقحاح لا يرقبون بالعرب والمسلمين إلآً ولا ذمة؟
لقد حول قانون الأبارتهايد العبري أهل البلاد الفلسطينيين العرب لمقيمين لا مواطنين على أرضهم دون أي حقوق, وبتشريع عبريّ آخر قد يشرعون قلعهم من أرضهم وترحيلهم لدول جوارهم, وبتشرع عبريّ ثالث قد يشرع لحكام الأغراب (الغوييم) كيف يستقبلون أهل فلسطين المطرودين من بلادهم بينما بعض حكام جوارهم يتسكعون بشوارع عواصم أسيادهم دون اكتراث بما يدور وبما يخطط من شر لبلاد يفترض أنها بلادهم.
قانون القومية العبري هو تعبير عن قوانين مشابهة طبقت بدول عربية عدة قاعدتها تجريد المواطنين من حقوقهم بمسميات مناطقية جهوية أو طائفية مذهبية أو إثنية أو عشائرية بهدف تفكيك النسيج الإجتماعي للشعوب على أمتداد مساحة سوريا الطبيعية, ما يتم ببعض دول جوار فلسطين وان اختلف بالمسمى فهو قانون القومية العبري لكن صهاينة بلادنا سبقوا صهاينة الكيان في (إبداعاتهم) في إذلال شعوبهم فلا حقوق مواطنة ولا حق بالطبابة والتعليم ولا ضمانة للشيخوخة فالغرف السوداء ترسم المشهد ليتحول لقوانين مؤقتة أو دائمة يتم تشريعها من خلال برلمانات الدمى, برلمانات وفق إرادة الدولة العميقة تنتج دمى ومرتزقة ولصوص لا رجال سياسة, برلمانات لا تنتخب وفق قانون النسبية واعتبار البلد وحدة إنتخابية واحدة هي برلمانات لا تمثل الشعوب , القوانين والتشريعات يسنها رجال الإستعمار في الدولة الوظيفية التي تدور بفلك الإستعمار وتأتمر بأمره, مصادرة حقوق الناس وحلب شعوبها من خلال تشريعات تقرها برلمانات الدمى أمر ليس مستغرب فإن اختلفت المسميات يبقى جوهر النهج واحد.
فيما يلي ترجمة لنص قانون القومية الذي صوَّت عليه الكنيست الإسرائيلي، بعد مداولات مطوَّلة.
قانون أساس: إسرائيل – الدولة القومية للشعب اليهودي
1- المبادئ الأساسية:
(أ) أرض إسرائيل هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي، وفيها قامت دولة إسرائيل.
(ب) دولة إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي، وفيها يقوم بممارسة حقه الطبيعي والثقافي والديني والتاريخي لتقرير المصير.
(ج) ممارسة حق تقرير المصير في دولة إسرائيل حصرية للشعب اليهودي.
2- رموز الدولة:
(أ) اسم الدولة «دولة إسرائيل».
(ب) علم الدولة أبيض، وعليه خطان أزرقان، وفي وسطه نجمة داود زرقاء.
(ت) شعار الدولة هو الشمعدان السباعي، وعلى جانبَيه غصنا زيتون، وكلمة إسرائيل تحته.
(ث) النشيد الوطني للدولة هو نشيد «هتكفا».
(ج) تفاصيل رموز الدولة تُحدد في القانون.
3- عاصمة الدولة:
القدس الكاملة والموحدة هي عاصمة إسرائيل.
4- اللغة:
(أ) اللغة العبرية هي لغة الدولة.
(ب) اللغة العربية لها مكانة خاصة في الدولة، تنظيم استعمال اللغة العربية في المؤسسات الرسمية أو في التوجه إليها يكون بموجب القانون.
(ت) لا يمس المذكور في هذا البند بالمكانة الممنوحة فعليًاً للغة العربية.
5- لمّ الشتات:
تكون الدولة مفتوحة أمام قدوم اليهود ولمّ الشتات.
6- العلاقة مع الشعب اليهودي:
(أ) تهتم الدولة بالمحافظة على سلامة أبناء الشعب اليهودي ومواطنيها، الذين تواجههم مشاكل بسبب كونهم يهوداً او مواطنين في الدولة.
(ب) تعمل الدولة في الشتات للمحافظة على العلاقة بين الدولة وأبناء الشعب اليهودي.
(ت) تعمل الدولة على المحافظة على الميراث الثقافي والتاريخي والديني اليهودي لدى يهود الشتات.
7- الاستيطان اليهودي
تعتبر الدولة تطوير استيطان يهودي قيمة قومية، وتعمل لأجل تشجيعه ودعم إقامته وتثبيته.
8- التقويم الرسمي:
التقويم العبري هو التقويم الرسمي للدولة، وإلى جانبه يكون التقويم الميلادي تقويماً رسمياً.
9- يوم الاستقلال ويوم الذكرى:
(أ) يوم الاستقلال هو العيد القومي الرسمي للدولة.
(ب) يوم ذكرى الجنود الذين سقطوا في معارك إسرائيل ويوم ذكرى الكارثة والبطولة هما يوما الذكرى الرسميان للدولة.
10- أيام الراحة والعطل:
يوم السبت وأعياد الشعب اليهودي هي أيام العطلة الثابتة في الدولة. لدى غير اليهود الحق في أيام عطلة في أعيادهم، وتفاصيل ذلك تحدد في القانون.
11- نفاذ القانون:
أي تغيير في هذا القانون يستلزم أغلبية مطلقة من أعضاء الكنيست.
التعليقات مغلقة.