سورية وإسرائيل…. مرحلة جديدة من المواجهة / د. خيام الزعبي

نتيجة بحث الصور عن خيام الزعبي

د. خيام الزعبي ( سورية ) الأربعاء 25/7/2018 م …

تحرير الجيش العربي السوري وحلفاؤه الجنوب السوري من قبضة الجماعات المسلحة أغضب بالفعل صناع القرار في تل أبيت خاصة وإن التقدم العسكري الكبير للجيش السوري يأتي بدعم من محور المقاومة وروسيا ، فالغضب الإسرائيلي يبرز بأشكال متعددة تصب كلها في إطار دعم الجماعات المسلحة المتطرفة لتغيير مجريات الحرب لصالحها، التقارير الواردة لغرفة العمليات السورية تتحدث عن إن هذا العدوان يؤكد ضلوع إسرائيل المباشر في دعم الإرهاب في سورية إلى جانب الدول الغربية والإقليمية، لرفع معنويات التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش وخاصة بعد الضربات المتلاحقة التي تلقتها من الجيش السوري.




ليس التدخل الإسرائيلي في سورية أمراً مستجداً أو فريداً من نوعه، فالعملية الإسرائيلية في إسقاط طائرة سورية من طراز سوخوي 27 لدى اقترابها من أجواء هضبة الجولان المحتل أدخلت المنطقة في منعطف خطير وهو التدخل الأكثر وضوحاً لإسرائيل على خط الأزمة السورية، في إطار هذا فإن إسقاط الطائرة من دون أدنى شك، الأكثر خطورة على الإطلاق، من حيث التداعيات المحتملة، وهذا يشكل دليل واضح إلى التورط الإسرائيلي في الحرب السورية خصوصاً على جبهة الجولان،  بدليل أن سيطرة المجموعات المسلحة على الجانب السوري من معبر القنيطرة على الحدود مع إسرائيل كانت بمثابة  خدمة وهدية مجانية قدمتها إسرائيل لهذه المجموعات من دون أي مقابل، التي سبق أن حصلت من إسرائيل على كل أشكال الدعم  اللوجستي والعسكري فضلاً عن إسعاف جرحاهم وتقديم العلاج لهم.

لافت جداً في السياق إن الاعتداء الإسرائيلي، الأخير وما سبقه ، يأتي  بالتزامن مع تقدم الجيش السوري سريعاً في ريفي درعا والقنيطرة بالإضافة الى  اليأس من امكانية تغيير معادلات الصراع على الساحة السورية لمصلحة الجماعات الارهابية التي إنهارت بفعل الإنجازات الميدانية التي يحققها الجيش السوري وحلفاؤه على أكثر من محور. 

ولا يوجد أدنى شك في أن الجيش العربي السوري سيرد بقسوة على الهجوم الإسرائيلي، لكنه لن يفعل ذلك إلا وفق جدول زمني يناسب قدراته، لذا لن تكون هناك استجابة فورية، وربما تكون هذه الاستجابة في الفترة القادمة، فالسؤال الأكثر أهمية هو ماذا سيحدث الآن؟ واضح جداً أن الجيش السوري لا يرغب بحرب جديدة في هذه اللحظة، وسيكون حريصاً على عدم فتح جبهات جديدة، والجيش لن يتصرف بإنفعال وإرباك، وإنما سيأخذ الوقت الذي يراه مناسباً لتحديد الخطوة الآتية بهدوء وحزم، وهذا ما عكسه البيان العسكري والذي إكتفى بنعي الشهيد الطيار، تاركاً باب التأويل مفتوحاً.

 أخيراً يمكنني القول إن الجيش العربي السوري يرى في الهجوم الإسرائيلي تحدياً له، وهو ملزم بالرد كي لا يبدو ضعيفاً في نظر اعداءه، إلا أنه قد يؤجل الرد إلى أن تنشأ ظروف تنفيذية ملائمة لإعتماد خياراته، لذلك فإن إسرائيل أمام منعطف إستراتيجي لن تسعفها كل بشاعة القتل والدمار التي تمارسها أن تخفي إخفاقها في الخروج من مأزق عدوانها البغيض، وإرباكاتها التكتيكية أمام حركات المقاومة التي أصبحت مؤشرات معالمها واضحة للجميع، فشروط المقاومة اليوم قد تغيرت وإرتفع سقفها، وباتت في الصدارة، ومبادرات الخنوع والإستسلام لم يعد لها بين محور المقاومة، والكلمة الفصل والقرار اليوم لم يعد لأحد سوى للأبطال في الميدان، فهم باتو الأمل الوحيد للأمة المكلومة في رسم خارطة طريق جديدة لسورية وللأمة بأسرها.

بإختصار شديد  إن الحرب القادمة بين إسرائيل والجيش العربي السوري وحلفاؤه من محور المقاومة ستكون مختلفة تماماً، وستؤلم إسرائيل أكثر مما حصل في حرب لبنان الثانية، وستغير هذه الحرب الكثير من النظريات والعقائد العسكرية في العالم، كما أنها ستدفع بالقوى الدولية لإعادة النظر في حقيقة موازين القوى وسبل قياسها، فالجيش السوري لن يفاجئ إسرائيل في حجم ترسانة صواريخه وتنوعها فحسب، بل سيفاجأها أيضاً بأسلوبه وجهوزيته القتالية على مستوى العدة والعديد.

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.