الجنرال يدلين : يتحتّم على إسرائيل القيام بحربٍ واسعةٍ ضدّ حماس وإعادة عبّاس للقطاع لتغيير الوضع القائم

نتيجة بحث الصور عن قطاع غزة




الأربعاء 25/7/2018 م …

الأردن العربي – كتب زهير أندراوس:

رأى الجنرال احتياط عاموس يدلين، الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) في جيش الاحتلال الإسرائيليّ، رأى أنّه بعد نهاية الأسبوع الماضي، تدّعي إسرائيل وحماس النجاح في تأسيس المعادلات التي حاولا خلقها، لكن حججهما غير مقنعةٍ، لافتًا إلى أنّ مزاعم حماس لا تتطابق مع الحقائق، فقد دفعت الحركة ثمنًا باهظًا نتيجة لعمليات الجيش الإسرائيليّ في قطاع غزة ولم ترد “بشنّ هجومٍ ضدّ هجومٍ”، وفي الوقت نفسه ، ما زال الوقت مبكرًا للحكم في ما إذا تمكّنت دولة الاحتلال من تحقيق هدفها القاضي بردع حماس.

وتابع الجنرال يدلين، في دراسةٍ نشرها على موقع مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ، الذي يرأسه، تابع قائلاً إنّ حركة حماس ما زالت تؤمن بأنّ الدولة العبريّة أوهن من أنْ تشُنّ هجومًا واسع النطاق ضدّها في القطاع، أيْ خوض مواجهةٍ شاملةٍ، الأمر الذي قد يُشجّع الحركة على مواصلة محاولاتها لإلحاق الأذى بإسرائيل، وذلك على الرغم أنّه من الواضح لقيادتها أنّ هناك حدودًا لضبط النفس الإسرائيليّ، على حدّ قوله.

بناءً على ما تقدّم، شدّدّ الجنرال يدلين على ضرورة قيام إسرائيل بوضع إستراتيجيّةٍ جديدةٍ وشاملةٍ لتغيير واقع التعادل الإستراتيجيّ المستمّر مع حماس، وتابع قائلاً إنّ الإمكانيات المُتاحة أمام تل أبيب تشمل خطواتٍ سياسيّةٍ وأخرى عسكريّةٍ، من خلال المزج بينهما.

ولفت إلى أنّه في حال عدم نجاح الإستراتيجيّة المذكورة، ومُواصلة حركة حماس بالتمسّك بمواقفها، بالإضافة إلى استمرارها في تحدّي إسرائيل عسكريًا، فلن تكون أمام صنّاع القرار في تل أبيب إمكانيّةً أخرى سوى التحضير لعمليةٍ عسكريّةٍ ضدّها تكون واسعة النطاق في قطاع غزّة، حيث يكون هدفها الأدنى المسّ مسًّا كبيرًا بالحركة، وبشكلٍ خاصٍّ في الذراع العسكريّة التابعة لها، كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام، لكي تضمن إسرائيل الردع الفعّال لفترةٍ طويلةٍ، الأمر الذي سيقود حتمًا إلى تهدئةٍ طويلة الأمد بين الطرفين، على حدّ قوله.

وزعم أنّه من حيث الأمن القوميّ، إسرائيل أقوى من ذي قبل ، فتفوقّها العسكريّ في بيئتها الإستراتيجيّة قويّ، لديها استخبارات عالية الجودة، وسلاح جو قدير، ونظام دفاع متقدّم ضدّ الصواريخ والقذائف، كما أنّ علاقاتها مع العالم العربيّ، من فوق ومن تحت الطاولة، تتلاقى حول المصالح المشتركة، والدعم من البيت الأبيض غيرُ مسبوقٍ، بالإضافة إلى الثقة المُتبادلة بين موسكو وتل أبيب، كما قال.

ومع ذلك، أضاف يدلين، وعلى الرغم من هذا التباين الواضح في القوّة ، فإنّ حماس قادرة على تحدّي إسرائيل مرّةً أخرى لتحقيق “تعادلٍ إستراتيجيٍّ، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ الحركة عملت حماس على قضم الردع الإسرائيليّ الذي كان نتيجة لعدوان 2014، أيْ عملية “الجرف الصامد”، في محاولةٍ لإنشاء معادلاتٍ وقواعد عملٍ جديدةٍ.

وأوضح أنّ إسرائيل وحماس لا تُريدان الحرب، إسرائيل راضية عن “الهدوء من أجل الهدوء” وتجدد الردع، وحماس، من جانبها، مهتمة في المقام الأول بخرق الحصار من أجل إنعاش الاقتصاد في قطاع غزة، وتحسين ظروفه المعيشية، وحتى السماح لها بتحقيق التعزيز العسكري المتسارع، ومع كلّ هذا، تسعى حماس إلى الإثبات أنّ نهج المقاومة هو الحل الأكثر فعالية للشعب الفلسطيني ضدّ إسرائيل، أكّد الجنرال يدلين.

وأقرّ يدلين أنّ إسرائيل تجد صعوبةً في العثور على ردٍّ عمليٍّ على الطائرات الورقية والهجمات “الإرهابيّة” التي امتدت إلى أراضيها، وألحقت أضرارًا بسيادتها وتسببت في ضررٍ كبيرٍ للاقتصاد، الأمر الذي أثار نقاشًا حامي الوطيس داخل المؤسسة السياسيّة والأمنيّة في تل أبيب.

وأشار الجنرال يدلين إلى أنّه من أجل كسر ما أسماه بالتعادل الإستراتيجيّ بين الطرفين، يتحتّم على تل أبيب انتهاج إستراتيجيّة مُبادِرة، وليست إستراتيجيّةً مبنيةً على ردّ الفعل، أيْ انتهاج سياسةٍ يكون هدفها تغيير الواقع القائم حاليًا، وليس تقديس الوضع القائم.

وتابع أنّ حكومة إسرائيل المعنيّة بتجديد العملية السياسيّة مع الفلسطينيين مُلزمة بالعمل على إعادة السلطة الفلسطينيّة إلى قطاع غزّة تحت شعار “سلاح واحد”، وعدم السماح بأيّ شكلٍ من الأشكال باستنساخ نموذج حزب الله في لبنان، كما تؤمن حماس، لافتًا إلى أنّ مصر، بحسب مصالحها، هي شريكة كاملة لأيّ اتفاق مصالحةٍ فلسطينيّةٍ، يضمن عودة السلطة إلى القطاع، واختتم قائلاً إنّه في حال فشل هذه المُحاولات، فلن يكون أمام إسرائيلي أيّ خيارٍ سوى القيام بشنّ حربٍ واسعة النطاق ضدّ حماس في القطاع، على حدّ تعبيره.

ومن الأهمية بمكان، التشديد على أنّ الجنرال الإسرائيليّ لم يتطرّق، لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ، في مطالبته بشنّ حربٍ واسعة النطاق، إلى الحملة البريّة لجيش الاحتلال، علمًا أنّ دوائر صنع القرار في تل أبيب، تمتنع عن نقاش هذه المسألة لعملها التّام بأنّ تكلفتها البشريّة والماديّة بالنسبة لها ستكون باهظةً.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.