الجيش السوري يتّوعد جبهة النصرة وعينه على إدلب / د. خيام الزعبي
د. خيام الزعبي ( سورية ) الإثنين 30/7/2018 م …
بعد سيطرة الجيش العربي السوري على المناطق التي كانت تحت سيطرة الجماعات المتطرفة المسلحة وأعوانها في الجنوب السوري ، بدأت انظاره بالتوجه إلى إدلب وجاء تصريح الرئيس الأسد ليعلن ان تحرير إدلب يعد اولوية أساسية للجيش السوري خاصة بعد لإنجازات الميدانية الأخيرة التي حققها الجيش في دحر الارهاب.
يُحضّر الجيش السوري منذ فترة ليست ببعيدة مناورة مركبة لتحرير إدلب ، حيث قصف الجيش مواقع الجماعات الإرهابية المسلحة في ريف إدلب الغربي وقال مصدر عسكري ان ” القصف امتد ليشمل بلدة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي “، مبينا أن” مدفعية الجيش وصواريخه استهدفت تجمعات ومقار المسلحين ومراكز قيادة ومستودعات ذخيرة تابعة للمجموعات الإرهابية المسلحة” مع العلم ان هذا القصف خلال الأيام القادمة سيتطور إلى هجوم بري واسع يطال الريف الغربي لمحافظة إدلب وصولاً إلى جسر الشغور وأريحا، وهنا لا يمكن إنكار حقيقة أن محافظة إدلب بموقعها الاستراتيجي بالشمال الغربي لسورية، تشكل أهمية استراتيجية بخريطة العمليات العسكرية السورية، وتحتل أهمية إستراتيجية، باعتبارها مفتاحاً لسلسلة مناطق سوريّة على طول شريط المناطق الحدودية المرتبطة بالجانب التركي، إضافة إلى كونها تشكل نقطة ربط بين المناطق الجغرافية السورية المرتبطة بمدينة إدلب.
بعد استدعاء تعزيزات إضافية عسكرية إلى ريف إدلب استطاع الجيش تسديد الضربة الأولى لجبهة النصرة في ادلب ، وبدأ فعلياً برسم ملامح جديدة لطبيعة المعركة في إدلب ، وقد يثمر هذا التسديد المباشر للضربة الأولى في عمق الريف الجنوبي لادلب ، عن انهيار البنية الرئيسية للجماعات الإرهابية في إدلب ، فعمليات الجيش أثمرت وبعملياتٍ نوعية بضرب خطوط الدفاع الأولى لـ “جبهة النصرة” من خلال تحرير مجموعة قرى وبلدات تُشرف على مناطق واسعة من ريف ادلب الجنوبي ، بشكلٍ شبه مباشر، وبهذا يكون الجيش العربي السوري قد أمّن أولى مراحل التقدم، باتجاه عمق ريف إدلب الجنوبي .
في سياق متصل إن ما يحصل من معارك في إدلب وأريافها هو أمر متوقع وسيستمر ولن يتوقف عند حدود معينة، وهو أمر رهن الميدان والقدرات لدى الجيش السوري وحلفاؤه وهي بحسب ما نراه تصب أكثر وأكثر لمصلحة الجيش السوري، ما يؤشر إلى مرحلة مفصلية سوف يشهدها الميدان السوري هذه الأيام.
في نفس السياق ثمة مؤشرات واضحة بدت، خلال الفترة الأخيرة، تؤكد ان إدلب في وضعها الحالي تقع في نطاق النفوذ التركي، أي أن الملف الإدلبي ذات حساسية بالنسبة للعلاقات الروسية التركية، ولا يخفى على احد أن إدلب تِشهد توترات داخلية بين الجماعات المسلحة التي تنتمي لجماعات مختلفة حيث تتواصل عمليات الاغتيالات في إدلب، وهي تتجاوز ذلك في أنها تمهد لفصول أخرى أشد مما سنشهد في الأيام المقبلة اشتعال المعارك بين الفصائل المقتتلة في إدلب، لتمهّد الطريق بذلك أمام الجيش السوري ليتقدّم بخطى أسرع في ريفي حلب وحماة وصولاً إلى إدلب، وتبقى هذه المعركة تحد كبير امام الجيش السوري مع تجمع هذا العدد الكبير من المسلحين ومع وجود حماية تركية واضحة للجماعات المسلحة المتمركزة في هذه المدينة، وخصوصا ان انتصار الجيش في هذه المعركة هو بمثابة آخر مسمار في نعش الإرهاب في سورية والمنطقة بأكملها.
مجملاً…إن حسم معركة إدلب وتحريرها ستكون آخر ساحة أو نافذة تفسح المجال لأميركا وذيولها الطعن في الجسد السوري، وطيّ آخر صفحة من كتاب الجماعات التكفيرية المسلحة في سورية بما فيها ملف جبهة النصرة الإرهابية وستكون بالقدر نفسه على طريق الخلاص من الإرهاب فبتحريرها الكامل ينفرط عقد الإرهاب بشكل متسارع، وسيعم النصر في كل ربوع سورية.
وبإختصار شديد إن سورية ستبقى صامدة في مواجهة كافة التحديات بفضل عزيمة وإصرار أبنائها ورجال قواتها المسلحة في مواجهة الإرهاب وردع كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن واستقرار شعبه، فالجيش السوري ما قدموه من بطولات وتضحيات ستظل مبعث فخر الشعب السوري وإعتزازه والذي يبعث برسائل مباشرة لداعش وكل من يقف وراءها بان النصر النهائي بات أقرب مما يتصورون، وأن الأزمة السورية تشارف على نهاياتها وأن السوريين أقوى من كل المؤامرات التي تحاك ضدهم والمنطقة بأكملها.
التعليقات مغلقة.