البحرين: الموقوف السياسي كاظم عباس نموذجٌ عن وحشية النظام

الخميس 2/8/2018 م …




الأردن العربي –

أفرجت السلطات البحرينية أمس عن المعتقل كاظم عباس بعد تدهور حالته الصحية نتيجة إصابته بالسرطان. عباس كان قد شكا من حرمانه من العلاج الطبي على الرغم من إحساسه بأعراض خطيرة.

وقد وثقت منظمة “أميركيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين” قضية المعتقل كاظم عباس البالغ من العمر ٢٣ عاما، والذي تعرض للاحتجاز التعسفي والتعذيب والحرمان من الرعاية الصحية الملائمة في سجن “جو” المركزي في البحرين.

وأوضح التقرير الذي نشرته المنظمة أن اعتقال كاظم حصل في ٣٠ حزيران/ يونيو ٢٠١٥ في مطار البحرين الدولي بينما كان في طريقه إلى الكويت. ثم قام ضباط من مركز شرطة القضبية بمداهمة منزله دون أمر بالتفتيش، ولم تكن هناك أية علامات أو إشارات تدل على الجهة الرسمية التي ينتمون إليها، في الوقت الذي لم يبلغ كاظم عباس بالتهم الموجهة ضده حال اعتقاله.

وأشار التقرير الى أن كاظم تعرض للضرب من أحد الضباط عندما أخبره بعدم معرفته بمكان هاتفه، اذ دفعه إلى الأرض والضرب بالركلات، مما تسبب في إصابته إصابة خطيرة، فيما زعم الضابط لاحقًا بأن كاظم هو من اعتدى عليه وهاجمه.

وقد تعرض كاظم للضرب المبرح على يد ضباط شرطة في مركز شرطة القضيبية.

واردف التقرير إن كاظم قد نُقل إلى مستشفى السلمانية، وكتب الطبيب تقريرًا عن إصابته في الأذن، إلا أن السلطات لم تقدم هذا التقرير للأطراف المعنية، بما فيها عائلة كاظم.

وقد اتهم كاظم بحسب منظمة “أميركيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين” في قضيتين منفصلتين: الأولى تتعلق بالتجمع “غير القانوني”، و”أعمال شغب”، والهجوم على مركز شرطة الخميس، والثانية تخص الاعتداء على ضابط أمن بعد الاعتقال، حسب ادّعاء السلطات.

وحُكم عليه بالسجن ١٠ سنوات في القضية الأولى، ثم تم تخفيضها إلى ٥ سنوات في الاستئناف الذي جرى في ٢٥ تشرين أول /أكتوبر ٢٠١٦، وتم تأييد الحكم في ١٦ حزيران/ يونيو ٢٠١٨.

وقد قدمت عائلة كاظم شكوى إلى ما تُسمى بأمانة التظلمات التابعة لوزارة الداخلية، إلا أنه وعلى الرغم من توثيق الطبيب لإصابة كاظم، فإن أمانة التظلمات نفت قيام موظفي وزارة الداخلية بارتكاب أية تجازوات.

ولفت التقرير الى أنه تم عزله وسجناء آخرين في المبنى ٤ عن العالم الخارجي لمدة ٢٣ ساعة في اليوم، حيث سُمح لهم بساعة واحدة فقط للخروج للشمس. بالإضافة إلى سوء المعاملة، مُنع كاظم أيضاً من الاتصال بمحاميه. وقد قام المسؤولون في مكتب النيابة العامة، على الرغم من معرفتهم بوجود كاظم في المبنى، بمنع المحامي من مقابلته وذكروا أنه لا يوجد معتقل يحمل هذا الاسم.

وأثناء وجوده في سجن “جو”، عانى من انتفاخ غير طبيعي في أنفه ووجهه، والصداع الشديد، وعدم القدرة على الوقوف، وعدم القدرة على تحمل أي نوع من الروائح، اذ أنه يسبب له الغثيان والدوخة.

وأكد التقرير أن كاظم نُقل إلى عيادة شرطة القلعة، وهي مجهزة بشكل أفضل بالمقارنة مع عيادة سجن “جو”، واستخدمت في المقام الأول لموظفي وزارة الداخلية.

وقد أجرت العيادة أشعة سينية على أنفه، ولكنها لم تظهر أي علامات على كسر عظم، ثم أُعيد سيد كاظم إلى السجن بعد عدم تلقيه أي علاج. وقد ذكر أنه لا يستطيع أن يأكل ويتقيأ باستمرار ويعاني من ألم في معدته وظهره وأنفه. وقد خسر حوالي ربع وزنه في شهر.

وعُرض كاظم للمرة الثانية على عيادة شرطة القلعة في ٢٧ أيار/ مايو ٢٠١٨، حيث تم نقله في النهاية إلى قسم أمراض البطن. وتم تشخيصه فقط في مرض القيء المستمر وتم تجاهل بقية إصاباته.

وتابع التقرير أنه عندما ذهب كاظم إلى العيادة؛ سخر الطبيب منه وتركه في العيادة من الساعة الخامسة إلى الساعة الحادية عشرة مساءً دون علاج. وقد استخدم الأطباء المسكنات وقطرات الحقن الوريدي لعلاج أعراضه، لكنه أفاد بأن هذا قد ساهم في إصابته بالهلوسة.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.