من خدش صورة عهد التميمي بين ليلة وضحاها ؟ / عادل العوفي
الخميس 2/9/2018 م …
الأردن العربي – كتب عادل العوفي …
لم تمضي ساعات قليلة على خبر نيل الفتاة الفلسطينية عهد التميمي لحريتها وما رافقه من تهافت اعلامي كبير على الموضوع اعتبارا لما تحظى به من شعبية جارفة منذ انتشار مقاطع الفيديو الموثقة لشجاعتها في مواجهة الجنود الصهاينة في قرية “النبي صالح ” .
وبين هذا “الاستنفار ” الاعلامي المنطقي في حالة عهد {والذي لم ولن نراه في حالات اخرى مع كامل الاسف وسنعود لهذا الجانب في موضوع خاص لاحقا } كان هناك “تجييش ” واستعداد من نوع خاص للعديد من المنابر كل حسب انتماءه وميوله ومن يقف خلفه من اجل “استثمار ” المشهد على أحسن حال وصورة “لتلميع ” اسياده .
فعلى سبيل المثال كان “تلفزيون فلسطين ” ومن يدور في فلكه مركزا على “أبوية ” رئيس السلطة {تسمى مجازا بالفلسطينية } اثناء لقاءه “الغير مبرر ” مع الشقراء عهد حيث “تفنن ” محمود عباس في لعب دور اعتاد القيام به مع “ميلاد ” او بزوغ “نجم ” جديد يمكن ان يكون الوقوف بجانبه و”احتضانه ” عاملا مساعدا في تخفيف حدة الهجوم عليه من كل حدب وصوب رغم ان “الاولوية ” عادة تكون للمطربين والمطربات المحليين والعرب او حتى خريجي برامج اكتشاف المواهب التي ترعاها عادة “الام بي سي ” السعودية وشقيقاتها من “محترفي ” التفاهة والسطحية .
ومن عباس الى “سلطان عصره وزمانه ” كما يحب بعض العرب ان يسموه او بالأحرى ان “يبجلوه ” وهو من سلب عقولهم ولعب على الوتر الحساس “لتخديرهم ” مستعينا بجحافل من الفنانين الذين يرافقهم في كل رحلاته واسفاره وطبعا المقصود هو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان .
الاخير ومن كثرة العناوين المصاحبة لمكالمته الهاتفية مع عهد التميمي سيخيل اليك انه كان برفقتها في سجون الاحتلال وانه هو الاخر عانق الحرية بعد طول معاناة ,فمن القنوات العربية التي تبث من “بلاد الاناضول ” على غرار “الشرق ” و “مكملين ” الى بعض المحطات الخليجية لا يمكن الاطلاع على خير يهم عهد دون ان ترافقه تفاصيل ما جاء على لسان اردوغان لها و”حرصه على تهنئتها ” ,فلماذا يصر هؤلاء على “تلويث ” كل ما نراه ابيضا ناصعا ويحمل بارقة أمل لنا جميعا ؟
الى متى سيعملون ليل نهار على اغتيال العصافير التواقة للانعتاق والحرية والمستعدة لبذل الغالي والنفيس من اجل قضية فلسطين التي خذلها القريب والبعيد ؟ فماذا قدم هؤلاء وغيرهم من الانظمة التي تقتات على الكذب والألاعيب من اجل زرع الاوهام والتخاذل في نفوس الناشئة ؟
وكي نقدم دليلا ملموسا على أن الحرب الضارية من اجل التأكيد على ان عهد تنتمي لهذا الطرف السياسي او ذاك {لغة الحسابات الشخصية والمصالح اقوى من القضية المركزية في عرفهم بالطبع } قد أضرت بها وخدشت صورتها لدى المواطن الفلسطيني والعربي فبعد مرور 24 ساعة فقط على خروجها من زنازين العدو تتعرض الان لحملة شرسة على السوشال ميديا وكثيرون اصبحوا يتساءلون اليوم : لماذا تحظى هي بالتحديد بكل هذا الاهتمام مقابل اهمال اسيرات اخريات على غرار ياسمين أبو سرور التي لم يكن في استقبالها سوى والديها ؟
اذن اتركوا عهد واخواتها كي يواصلن نضالهن وطريقهن الشاق والطويل نحو الهدف المنشود وكفاكم نفاقا وضحكا على الذقون فقد سقطت كل الاقنعة منذ امد طويل ..
اطلعوا من هالابواب ..
التعليقات مغلقة.