في ذكرى النكسة … محور المقاومة يرسم مسقبلاً مشرقاً لأمتنا العربية / نبيهة إبراهيم

 

نبيهة ابراهيم ( الأحد ) 7/6/2015 م ….

نعيش هذه الأيام انتصارات أبطال الجيش العربي السوري ومقاومي حزب الله في القلمون، ضد العصابات الإرهابية المسلحة، وقد تحدث سماحة السيد حسن نصر الله البارحة في كلمة له عن هذه الانتصارات بقوله:  ” أستطيع أن أؤكد لكم نتيجة عسكرية وميدانية تقول إن إنجازات هذه الأيام الأخيرة ـ تكون قد جعلت بالفعل وبدون أي نقاش وبدون أي تردد أو ثغرة يد إخوانكم في المقاومة وإخوانكم في الجيش العربي السوري هي العليا الآن أصبحت سواء في جرود القلمون أو جرود عرسال، من خلال كل التطورات الميدانية الحاصلة”.

هذه الانتصارات تأتي استكمالاً لانتصارات معركة القصير والتي تحققت في ذات اليوم الخامس من حزيران من العام 2013. اليوم الذي يصادف ذكرى نكسة حزيران عام 1967، ذلك العدوان الذي شنه كيان العدو الإسرائيلي بالتآمر مع أمريكا وبنتيجته احتل كل من هضبة الجولان في سورية، وشبه جزيرة سيناء في مصر، والضفة وقطاع غزة. طبعاً هناك بون شاسع بين الانتصارات وبين النكسات والهزائم، حيث قساوة ومرارة هزيمة حزيران لن تضيع من ذاكرتنا،خصوصاً أن تبعاتها لا تزال حتى الوقت الراهن،ونحن إذ نستذكر اليوم هذا العدوان لنحرك في وعينا دافعاً حثيثاً للعمل الدؤوب،والمستمر لإزالة آثاره على الصعيد العسكري الميداني ،وعلى صعيد الوعي العربي باستنهاضه  وتبني ثقافة المقاومة فكراً وممارسةً، ثقافة وأسلوب عمل وطريقة حياة،من وجهة النظر هذه وبالالتزام بنهج المقاومة المناهض للمشروع الاستعماري الأمريكي – الصهيوني على منطقتنا العربيةجاءت انتصارات القصير والقلمون لتمحوآثار النكبات والنكسات من تاريخ أمتنا العربية، وتفتح سجلاً عظيماً في الانتصارات،أمس القصير،واليوم القلمون وغذاً الجولان وسفوح الحرمون وقمم جبل الشيخ،كل هذا جنباً إلى جنب مع أشقائنا أبطال الجيش والمقاومة على أرض الرافدين،لرسم مستقبل مشرق لأمتنا العربية بإذن الله. هذا ليس من قبيل الرغبات والأمنيات ،وإنما سنورد في هذا المقال وقائع وقرائن تؤكد صحة ماذهبنا إليه،من خلال الحديث عن الكيان الإسرائيلي عشية وإبان عدوان حزيران،ومآلات ذلك الكيان اليوم وبعد انتصارات محور المقاومة.

أولاً:الكيان الإسرائيلي شن عدواناً مباغتاً على  كل من مصر وسورية والأردن: بتوجيه ضربة مفاجئة للطائرات والمطارات ومدارج المطارات لاخراج سلاح الجو العربي من المعركة ، الأمر الذي أدى إلى فقدان الجيوش العربية الحماية الجوية ومن ثم السيطرة الإسرائيلية على سماء المعركة فقد ضربت الطائرات المصرية وهي ماتزال جاثمة على أرض المطار،وهذه استراتيجية معروفة لدى العدو الإسرائيلي،الضربة الأولى الأساسية تشكل عنصر المفاجئة وتنتزع قوة الردع لدى الخصم.أما الأسباب الحقيقية لتلك الحرب هي:

1- تعاظم القوة العسكرية العربية وخاصة لدى مصر وسورية ،وقيادتهما لحركة التحرر العربية التي حققت الانتصار في 1956.والوحدة السورية المصرية 1958.

2- تعاظم المد القومي العربي ،بقيام الثورة العراقية ونجاح الثورة الجزائرية وانشاء منظمة التحرير الفلسطينية التي أطلقت العمل الفدائي داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وعبر الحدود مع  البلدان العربية.

3- أطماع اسرائيل التوسعية في ضم أراض عربية جديدة بالقوة لتشكل ما تسميه بالحزام الأمني مع البلدان العربية المواجهة لفلسطين المحتلة، سورية ومصر والأردن حيث احتلت بنتيجة العدوان  كل من الجولان وسيناء والضفة الغربية

4- أطماع الكيان الإسرائيلي المياه العربية وخصوصاً نهر الأردن وتحويل مجرى النهر بالقوة وضرب المشروع العربي لتحويل روافد النهرداخل الأراضي العربية في الأردن.

ثانياً:نتائج العدوان على الكيان الإسرائيلي:

التوسع في الأراضي العربية واحتلالها حيث تبلغ مساحة هذه الأراضي أربع أضعاف مساحة مااحتلته عام 1948.( سيناءومساحتها 61.198كم2 وغزة ومساحتها  363 كم2  والضفة الغربية ومساحتها  5.878 كم2 والجولان ومساحتها  1150 كم2.

سيطرة الكيان الإسرائيلي على مصادر النفط في سيناء ومصادر المياه في الجولان والضفة مما ساعد على زيادة الهجرة والتوسع.

سيطرة الكيان على حدود جديدة أرضية ومائية قناة السويس ونهر الأردن وهضبة الجولان السوري

برهنت إسرائيل على قدرتها في الحفاظ على مصالح الغرب في وطننا العربي.

 كسب إسرائيل لأوراق جديدة للمساومة مع أي مفاوضات سلام قادمة.

أما على الجانب العربي فقد أيقظ العدوان الصهيوني الوجدان العربي ونبهت الشعور القومي إلى الخطر الصهيوني وكشفته على حقيقته وقد تبلور ذلك في مؤتمر الخرطوم ومؤتمر اللاءات الثلاثة” لا صلح ، لا اعتراف، لا تفاوض “، وحرب الاستنزاف على الجبهتين المصرية والسورية. وعدم تحقيق هدف إسرائيل السياسي وعودة القضية الفلسطينية مرة أخرى إلى الأمم المتحدة التي انتهت بإصدار قرار مجلس مآلات الكيان الإسرائيلي: تغنى زعماء الكيان الإسرائيلي بأنهم قادرون على شن اعتداءات على العرب سريعة ومفاجئة وعلى أرض الخصم وقد اعتمدوا على الاستراتيجية التالية:(الانطلاق من قاعدة قوية – تطوير القدرة الحركية – وضوح الهدف – امتلاك وسائط النجاح سياسياً وعسكرياً).هل مازالت هذه الإستراتيجية فاعلة حتى يومنا هذا؟!.

1-بعد عدوان الخامس من حزيران لن يتمكن الكيان الإسرائيلي من الإرهاب أن يحتل أراضي عربية جديدة وعندما بدأاعتداءاته على لبنان (1978- والإجتياح 1982) لن يحقق شيئاً سوى الهزيمة والانسحاب دون قيدٍ أوشرط وقام بإعادة المحاولة مرة أخرى في تموز 2006فكانت خسارته الاستراتيجية أمام المقاومة اللبنانية.وبدعم من سورية:ونشتشهد هنا بكلام السيد حسن نصر الله في مقابلة له على قناة الميادين.”إذا كان الإنجاز والانتصار في 2000 دق المسمار الاخير في نعش اسرائيل الكبرى انتهى فان حرب تموز دقت المسمار الاخير في نعش اسرائيل العظمى. نحن الآن أمام اسرائيل العادية، لا كبرى ولا عظمى ولكن بايدينا كشعوب عربية وحكومات ودول في المنطقة نستطيع ان نعيدها لتصبح من جديد كبرى او عظمى، لكن هذا انجز..”

الكيان الإسرائيلي منكفئاً على ذاته بالكاد قادر على حماية مستوطنيه:فالمعادلات الجديدة التي فرضها محور المقاومة تجعله اليوم يتابع انتصارات الجيش العربي السوري والمقاومة بصمت حتى إعلامه لايتطرق إلا لبعض الرسائل الإعلامية التي تغطي الأخبار وتتبنى وجهة نظر الإعلام المعادي.

معادلات الردع الجديدة التي فرضها محور المقاومة وأشدها وطأة على الكيان الإسرائيلي هي عملية نقل المعركة إلى أرض العدو أرض فلسطين المحتلة وكان الكيان قد عاش كابوس الخوف من وصول المقاومة إلى شمال فلسطين المحتلة أوماعرف بمعركة الجليل ،واليوم هاجس الذعر يزدادخصوصاً وزعماء الكيان يراقبون معركة القلمون وكم أضافت رصيداً جديداً لمعادلات الردع الكبرى التي تحدث عنها السيد حسن نصر الله . واليوم ينفذون مناورة في الجبهة الداخلية لأن بعد حرب تموز وحروب غزة باتت الحرب داخل أراضي العدو الأراضي الفلسطينية المحتلة” أنا أقول للإسرائيليين، أنتم تعرفون أن الدنيا قد تغيرت. اختلفت الأمور عن العقود السابقة، والدليل هي هذه المناورة التي تجرونها. لمَ تجرون مناورة في الجبهة الداخلية من بعد حرب تموز؟ لأنكم اكتشفتم أنكم جيش هزم وأنكم جيش يهزم وأنكم كيان عندما يعتدي سيُردّ عليه وفي عقر داره وفي عمق العمق، ولذلك أنتم تجرون هذه المناورة. أنت تأتي لتهددنا وأنت تجري مناورة الجبهة الداخلية التي هي اعتراف كامل وتفصيلي بأن للمقاومة قدرات تطال كل هذه الأماكن التي تناور فيها الآن أنت في الجبهة الداخلية”.هذا الجزء مقتبس من حديث السيد حسن نصر الله البارحة ويتابع سماحته بفرض واقع الإنكفاء على الكيان الإسرائيلي وبأن أي تجرؤ من قبل هذا الكيان لأي اعتداء سيكون الرد التالي:” وبوضوح أنا أقول لهؤلاء الإسرائيليين: إذا أنت تهدد بتهجير مليون ونصف لبناني، المقاومة الإسلامية في لبنان نهدد بتهجير ملايين الإسرائيليين، ملايين الإسرائيليين سيتم تهجيرهم في الحرب المقبلة إذا فرضت على لبنان. …………. أنتم تعرفون: لا نخشى حربكم فضلاً عن تهديداتكم، والآن إذا أنتم تفترضون أننا نحن مشغولون في سوريا وفي القلمون وفي جرود عرسال وفي أماكن أخرى، أن هذا يمكن أن يغير شيئاً من معادلة الصراع مع العدو الإسرائيلي، نحن قلنا في أكثر من مناسبة أن هذا لن يغير شيئاً، بل عليه أن يخيفكم وعليه أن يقلقكم”.

خاتمة:إن أي انتصار وتقدم ضد تلك العصابات الإرهابية التكفيرية، يعني بالضرورة انتصار على المشروع الأميركي – الصهيوني فهذه العصابات الإرهابية تشكل أحد أخطر أذرع هذا المشروع وأكثرها دماراً وتخريباً،وقد أنشأتها أمريكا وعملائها لتستثمرها وتوظفها لصالح مشاريعها الإستعمارية في الهيمنة والسيطرة على مقدرات الشعوب وعلى قراراتها،واليوم محور المقاومة الممتد من فلسطين إلى لبنان فسورية والعراق،يشكل الخلاص من هذه العصابات التكفيرية ومن يدعمها .فثقافة المقاومة متأصلة في المشرق العربي منذ المسيح عليه السلام والحسين وصلاح الدين ويوسف العظمة،والنصر آتٍ بمشيئة الله.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.